أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-24















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-24


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:30
المحور: القضية الكردية
    


1 ـ مرحلة القومية الإقطاعية البدائية
الحركات التي أيقظتها تأثير الاستعمار الرأسمالي في كردستان فتحت الطريق أمام بحث جديد، ونظراً لعدم تشكل البرجوازية الكردية، أظهر الكرد ردود فعل نحو شكل البرجوازية عند الأرمن والسريان وضد القومية البرجوازية، ويمكن وضع ردود الفعل هذه بشكل هام ضمن فئة القومية البدائية بسبب قوة البنية العشائرية والأميرية الإقطاعية، وبسبب ضعف أسس الطبقة البرجوازية، وأهم خصائصها هو افتقارها للأساس الإيديولوجي حتى بالمعنى البرجوازي واعتمادها على البنية التقليدية للمجتمع والبنية العاطفية الكردية، ومثل هذه الخصائص لا توفر الإمكانية ولا تعطي الفرصة لوضع برنامج وتأسيس تنظيم بالمعنى المعاصر، وعندما كان يراد تأسيس حركة باسم الكرد كان يتم الاعتماد على العلاقات الدينية والعشائرية التقليدية، ولهذا لم يستطع تشكيل تنظيم معاصر، كما لم يستطع تحديد خطوط واقعية لأهداف سياسية يرتبطون بها بالإيمان، وبالتالي وصلوا إلى بنية سهلة الانقياد ومعرضة للخيانة، حيث ساد هذا الطابع على الكثير من حركات التمرد طيلة القرنين التاسع عشر والعشرين، وأقسى ضربة نالها الشعب الكردي على مدى تاريخه جاءت نتيجة لممارسة هذه الحركات.

فمثلما قاد الإقطاعيون والطليعة القومية البدائية التي افتقرت الى تقييم الوضع بشكل موضوعي، والتي لم تستطع رسم أهدافها السياسية الحقيقية، لم تستطع أيضاً وضع التمييز الصحيح بين العدو والصديق، كما أنها لم تستطع ضبط توقيت حركاتها حسب الشروط الموضوعية ولم تستطع تطويرها، مما فتح الطريق أمام خسائر جسيمة دون أن يحققوا أية مكاسب، والأسوأ من كل هذا، إن القوى الحاكمة الاستعمارية استطاعت أن تكسب العائلات إلى جانبها لاستخدامها في فرض الرقابة على الشعب، وبالمعنى المعاصر تحول أبناء عشيرة "بابان زادة" الذين بدءوا أول تمرد عام 1806 في منطقة السليمانية إلى عائلة عميلة رافضة للوطنية فيما بعد، ولم تتوقف الخدمات التي قدمتها لكافة القوى التي كانت تهيمن على الشعوب المجاورة عند أي حد، ويمكن أن نجد مثيلاً لها في القرن التاسع عشر ولكن على نطاق أوسع، وهو التمرد الذي بدأه بدرخان بك، فعندما تأكد فشل هذا التمرد الذي سادت فيه العلاقات الإقطاعية مع القومية البدائية للأسباب ذاتها، تضع هذه العائلة نفسها في خدمة القوى الحاكمة ويستمر هذا الوضع حتى يومنا هذا، حيث تأتي هذه العائلة في مقدمة العائلات التي اعتمدت عليها الإمبريالية إلى جانب العملاء المحليين لاستخدامهم في مراقبة الكرد، لأن النزعة الكردية التي تمسكوا بها لم تتجاوز القومية البدائية، ولم يستطيعوا خلق تيار قومي سياسي متماسك.
لقد لعبت قيادات "سمكو" في إيران ومحمود برزنجي في العراق والشيخ سعيد في تركيا دوراً فاشلاً في الحركات الكردية، حيث كانت تلك القيادات بعيدة عن تشكيل برنامج وتنظيم ديمقراطي متماسك مناهض للإمبريالية، على الرغم من أن كل الشروط كانت مناسبة لهذا التوجه في مرحلة الحرب العالمية الأولى وما بعدها، تحولوا إلى أدوات للألاعيب البسيطة بيد عملاء الإمبريالية، اعتبروا ذلك علاقة استندوا عليها، ولم يستطيعوا تحقيق أية مكاسب مقابل الجهود التي بذلوها سواءً على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الشعبي، ولم يتركوا ميراثاً سوى عائلاتهم التي لم تتجاوز كونها أداة رقابة على الشعب حقاً، لقد تم تطبيق هذا النمط من المواقف بين المهيمنين على مدى التاريخ، حيث يتم استخدام الأشخاص الضعفاء أو المهزومين كأداة رقابة على الجماهير، وهي سياسة منتشرة جداً، ونظراً لأن هذه السياسة كانت منتشرة داخلياً وبشكل منظم عند الكرد، فقد أخذت شكلاً عاماً لدرجة أن بعضهم تطوع في هذه السياسة ضد الآخرين.
إن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يعد التعبير الحزبي عن النزعة القومية البدائية، يمثل آخر وأقوى المخربين الذين يعبرون عن هذا الموقف، ينتمي "الحزب الديمقراطي الكردستاني" إلى نوع من التشكيلات التي تعد أداة مثالية بأيدي القوى الخارجية لاستخدامها في سياسات المنطقة، حيث لم يتردد أية لحظة في تبني الأدوار الخطيرة ضد قوى الجماهير، وذلك بسبب بنيته الإقطاعية العشائرية الطبقية والبرجوازية غير المتطورة، لقد كانت الفرصة الوحيدة التي بين أيدهم من أجل حياتهم وترفهم هي أن يحولوا أنفسهم إلى بيادق ضد الحركات الوطنية الكردية المعاصرة، حيث لم يترددوا في الدخول في أخطر العلاقات مع أية دولة إذا كان ذلك يتفق مع مصالحهم المتعلقة بالمنطقة أو مع مصالحهم العائلية البسيطة دون أن يكون لهم أية مبادئ سياسية أو إيديولوجية أو أية قيمة أخلاقية في هذا الموضوع، وحتى إن وجدت فقد كانت موضوعاً للمساومات.
إن الأضرار التي ألحقتها كافة الأحزاب التي تنطوي تحت اسم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في كافة الدول بالشعب الكردي لا يمكن مقارنتها بأي ضرر تعرض له هذا الشعب في أي مرحلة من مراحل تاريخه، إن تحولهم إلى مؤسسات ولجوءهم إلى أسياد أقوياء كان عاملاً في توسيع نطاق الأخطار والسلبيات، ونظراً لأن اللعب على حبل حركة التحرر الكردية المعاصرة يدر عليهم أموالاً طائلة والجاه، فقد اعتبروا دورهم مثمراً للغاية، ونظراً لأنهم تحولوا تدريجياً إلى مرتزقة وكانوا على وشك أن يفقدوا الشعب الذي ربطوه بأساليب ومناهج تقليدية، فلم يستطيعوا إنقاذ أنفسهم من الفضيحة والتجريد، ولم يعودوا يستطيعوا الصمود يوماً واحداً اعتماداً على قواهم الذاتية، فخسروا مصادر التمويل المالي والقوة التي تدعمهم، وقد رأينا جيداً أن القوة المسلحة التي كانوا يملكونها تتجاوز مئات الآلاف، ورغم ذلك لم أمامها مفر من الهزيمة والتشتت عندما كانوا يفقدون دعم أسيادهم، إنهم يمثلون الذراع الأكثر خطورة للمصيدة الكردية في أيامنا الحالية، و مفترق الطرق الذي وصلوا إليه يحتم عليهم إما أن يتحولوا إلى قوة ديمقراطية وطنية منسجمة أو إلى عائلات بسيطة منفية، وللحالة الثانية أمثلة كثيرة في التاريخ، لأن وضعهم الحالي لا يتوافق مع قواعد السياسة الديمقراطية المعاصرة.
إن السبب الأساسي لاستمرار النزعة القومية البدائية رغم كل الفشل الذي أصابها يتمثل بعدم تطور حركة ديمقراطية وطنية كردية ناجحة ومتماسكة لفترة طويلة، فعندما كان يظهر شيء من هذا القبيل، كانت هذه النزعة تعمل لتصفيته بسهولة بالتعامل مع القوى المرتبطة بها، وأما الصعوبات التي واجهوها لأول مرة أمام حزب العمال الكردستاني PKK، فقد كانت بسبب الخروج من هذه اللعبة صفر اليدين في العديد من الأماكن والاتجاهات، وعندما قام حزب العمال الكردستاني PKK بالكشف عن السياسات السرية التي نفذوها منذ القدم ضد الشعوب وتمكنه من إفشالها، دخلوا في مواقف عميلة معروفة بمستوى خياناتها، وعندما لم يتوصلوا إلى النتائج التي أرادوها بعد مواجهات طويلة، أدركوا تماماً أنهم لن يربحوا كثيراً بسياسة العمالة التقليدية، لقد انتظرت المظاهر المختلفة لنزعة القومية البدائية الموجودة في كل مجال هزيمة حزب العمال الكردستاني بفارغ الصبر، وعندما لم يتحقق ذلك أزداد بعضهم عدوانية، أما البعض الآخر فوجد أن مصالحه تقتضي الابتعاد عن الحركات السياسية، وفي المرحلة التي يتطلب دفع الثمن غالياً، فقدوا القوة والإيمان اللذين من شأنهما تنفيذ سياسة وطنية، إذ أن الحركات التي تتأسس لأجل مصالح شخصية أو عائلية بسيطة، لا تستطيع حماية نفسها من الانهيار عندما تواجه نتائج لم تكن تتوقعها.
إن المرحلة التي تعيشها النزعة القومية البدائية في أيامنا هذه وصلت الى مفترق الطرق، والطريق الصحيح لهؤلاء هو أن يمنعوا أنفسهم من أن يكونوا مخربين أكثر، من خلال اللجوء إلى وفاق للبدء بفرض حل ديمقراطي حتى يشعروا بالأمن والثقة ويبتعدوا عن الأسباب التي جعلت نجاحهم مستحيلاًً، وإذا أخذوا بعين الاعتبار الأسس الطبقية التي بدأت تضيق وتتشتت يوماً بيوم، وهذا ما يترك هذه التيارات بدون أساس مادي، فإنهم سيجدون أنفسهم مضطرين لاختيار التحول الديمقراطي إذا أرادوا الحياة، حتى ولو أشارت المصالح الشخصية والعائلية القوية التي اعتادوا عليها بأنهم لن يستطيعوا الوصول إلى المقاييس الديمقراطية بسهولة، وإن اختيارهم المحافظة على هذا الشكل بدلاً من أن يفقدوها كلياً، هذه هي الطريق الأفضل التي أمامهم بشكل عام، ولذلك فإن حل وإخراج هذه الكارثة التاريخية من كونها عائقاً أمام الجاهزية للمصالحة الديمقراطية الواسعة يكتسب أهمية كبيرة.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...
- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-24