أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-21















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-21


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 09:38
المحور: القضية الكردية
    


إذا تمرد الكرد وبحثوا عن حقوقهم، كان ينتهي الى نتائج مؤلمة، وإن لم يبحثوا عن حقوقهم وراوحوا في مكانهم كان يتعرضون الى ما هو الأسوأ منه، وهذا ما نقصده بالوقوع في المصيدة، قليلة هي الشعوب التي عانت كوارث مشابهة للتي عانى منها الكرد، فإذا كان التأريخ سيفيد الكرد في شيء، فهو مرغم على تحليل هذه الحقيقة على الأغلب، وإذا أعطينا بعض الأمثلة فإن الأوضاع ستصبح مفهومة بشكل أفضل.
ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر، قام الإنكليز بوضع اليد على العراق بسبب البترول والثروة المعدنية المحتملة وطريق الهند، وقاموا باستخدام الكرد والعرب والآشوريين ضد السلطة التركية، بل الأسوأ منه استخدموهم ضد بعضهم البعض وجعلت من ذلك سياسة أساسية لهم، فهي حرضت الكرد أولاً بحجة أنها تساندهم، مما دفع بالسلطة التركية إلى أحضان الإنكليز، أما الآشوريون فقد كانوا يرون أنفسهم حلفاء طبيعيين لهم بسبب المسيحية، أما العرب فقد كانوا العملاء الذين لجئوا إلى أحضان الإنكليز أكثر من غيرهم، ومع الوصول إلى أعوام 1850، كانت قد تمت ممارسة الفصل الأول من اللعبة بنجاح بالتمرد الذي حدث في ظل قيادة "بدرخان بك"، وحقق الاستعمار الإنكليزي تقدماً كبيراً، بينما فقدت السلطة التركية قوتها بنسبة كبيرة، ووجد العرب أسيادهم الجدد، واستيقظ حلم مزيف لدى الآشوريين، أما الكرد فقد باتوا في مواجهة الإبادة والسحق كأكثر ضحايا اللعبة معاناةً.
أما في النصف الثاني للقرن التاسع عشر، انتقلت اللعبة إلى إيران هذه المرة مع "التمرد النهري" الذي بدأ بقيادة سيد طه، وتحققت النتيجة نفسها، حيث اقترب نظام الشاه في إيران من نظام الإنكليز الاستعماري، ووصل الآشوريون إلى مرحلة أصبحوا فيها عالة على غيرهم، وأما الكرد فقد وصلوا إلى نهاية مؤلمة وتعرضوا للسحق من جهة، ومن جهة أخرى وصموا بالمتوحشين ليحلوا محل المجرمين.
وأما الحادثة الأكثر إيلاما، فقد تمثلت في التمرد الذي قام بقيادة الشيخ سعيد عام 1925، فقد أرادت إنكلترا أن تبقي منطقتي الموصل وكركوك خارج الميثاق الملي، بينما تسعى الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال إلى إبقائهما ضمن حدود الميثاق الملي ولا تتخلى عن حقها في المنطقة، كان الأتراك والكرد يرغبون بتطبيق ما يقتضيه الميثاق الملي، في هذه الأثناء تدخل اللعبة الاستعمارية الإنكليزية ذاتها، وكانت كافة الترتيبات جاهزة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ يُعلن الإنكليز عن رغبتهم بدعم الكرد الذين شعروا بقربهم منهم، ويروجون لآمالٍ مزيفة، ليثق الكرد بهم إذا أرادوا القيام بتمرد محتمل، ويتفقون من جهة أخرى مع الحكومة الكمالية، وبذلك تتحقق أعمق التجزئة في تاريخ الكرد وكردستان وتكون العراق من نصيبهم، ويقربون تركيا الكمالية التي كانت تشهد أصعب مرحلة في تاريخها منهم، ويحرضون الجمهورية ضد الكرد ليقحموها في أخطر مأزق، وبذلك يكونوا قد نجحوا مرة أخرى في إتمام سياسة "فرق ـ تسد" أو"دع الكلب يفتك بالكلب" أو "أهرب يا أرنب وألحق به يا كلب الصيد"، ويكونوا قد أصابوا عدة عصافير بحجر واحد، وتنسى الجمهورية الكرد الذين كانوا حتى فترة قريبة يعتبرون حلفاءها الاستراتيجيين في أصعب مراحلها، وتعدم قادتهم، وبذلك تكون قد اعتقدت بأنها حلت مشكلة تاريخية، وتلجأ لسياسة القمع والإنكار، وتتبع سياسة أكثر تخلفاً من العثمانيين، فتسقط في مشكلة ستتعب كثيراً في حلها، وبذلك ليس الكرد فقط، وإنما يكون الأتراك والجمهورية قد سقطوا في هذه اللعبة، إذ أن الإمبريالية والاستعمار لا يلعبون على طرف واحد، فالقاعدة تقتضي اللعب دائماً على الطرفين في كل وقت، وتقرر لصالح الطرف الذي سيحقق لها المصلحة الأكثر.
وتتم تجربة اللعبة السياسية نفسها على إيران والعراق أعوام 1920 ـ 1925، فبينما كان إسماعيل سمكو بمكانة بيدق جرب كل قوته، أعتقدَ بأنه استطاع أن يستخدم هذه القوة، وبالرغم من كل الإمكانيات الكبيرة، سببت له هذه الذهنية أسوأ الخسائر، ولأنه لم يستطع أن يقيم بشكل صحيح الاستخدامات التكتيكية الهادفة في زمنها المناسب وبالشكل الكافي، يتسبب بحدوث أسوأ الكوارث للأشخاص وللحركات وللشعوب الذين تم استخدامهم.
تنتهي كردستان العراق بقيادة محمود برزنجي إلى النتيجة ذاتها، إذا لم يتم التمكن من الوصول بالاستخدامات الموجودة في المجال التكتيكي الضيق إلى نتيجة تعتمد على القوة الذاتية، فلا يمكن التخلص من العواقب السلبية المنتظرة، نحن لا نوجّه الاتهام إلى قيادات التمرد ولا نغض النظر عن أعداء الشعب الذين هم المخططون الأساسيون، بل على العكس من ذلك، نؤكد على وجوب خطو خطوة إلى الأمام عن طريق المعرفة الجيدة لمنطق تأسيس المصيدة الكردية.
وأما آخر فصول هذا النوع من السيناريوهات، فهي تلك التي تم تمثليها اعتباراً من الحرب العالمية الثانية، واستمرت حتى يومنا هذا، فلقد شكلت الأحزاب المسماة الحزب الديمقراطي الكردستاني أسوأ مثالاً، ليس بالنسبة للمنتسبين له وحسب، بل بالنسبة لكل الشعب الكردي، وذلك عن طريق تمثيله لشخصية الخادم التقليدي ولشخصية العميل المعاصر في آن واحد، ففي الوقت الذي كانت المكاسب التي يحققها النضال التحرري على مستوى العالم وأضحت هذه قاعدة أساسية، نجد أن هذه المنظمات لم تستطع إنقاذ نفسها من كونها لعبة بيد الممثلين التكتيكيين، هذا في الوقت الذي قدم الشعب الكردي على يد هذا الحزب المسمى بالحزب الديمقراطي الكردستاني خسائر كبيرة جداً، وبذلك كان لابد للظاهرة الكردية التي لم تستطع أن تحقق أي تطور حتى على مستوى إدراكها وفهمها لمصطلح الاستعمار الغربي، أن تدخل مرحلة أكثر ظلمة من السابق. لقد قام الأتراك والعرب والعجم، الذين يجاورون الكرد من الجهات الأربعة، بتوسيع الهوة التي بينهم ولو باستخدام الدولة عبر دخولها الى طريق التطور الرأسمالي، فلقد أضافوا مزاياهم كطبقة برجوازية وكشعب حاكم في عصر الرأسمالية، إلى تفوقهم الذي كان موجوداً في عصر الإقطاعية، كأمة وكطبقة حاكمة، وواصلوا تطورهم ـ حتى وإن كان في ظل التبعية للإمبرياليةـ على صعيد الاقتصاد الوطني وفي مجال الثقافة والدولة، وشكلوا طبقة نخبة وطنية في المجال العلمي والتقني، وتحولت الصحافة والنشر بحد ذاتها إلى قوة عن طريق استخدامهم للغة الوطنية، واستطاعوا أن يدعموا سياساتهم الداخلية والخارجية المستندة على المبدأ القومي وأن يدعموا تمايزهم عن طريق المصالح المجسدة في شخصية طبقاتهم، وشكلوا أجهزة عسكرية وبوليسية بالقوة التي من شأنها أن تحطم مقاومات شعوبهم، حقيقة لقد استطاع الأتراك والعرب والفرس باعتبارهم قوميات قوية في العصور الوسطى، أن يحققوا تطوراً على مدى القرن العشرين، وأن يوسعوا الهوة التي تفصلهم عن الكرد بواسطة مفهوم الأمة ـ الدولة، والطبقة البرجوازية التي ترعرعت على يد الدولة، وقبل أن ينقذوا أنفسهم من ألاعيب الاستعمار الإمبريالي وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه هذه المرة أمام شوفينية جيرانهم القمعية والإنكارية، وقد تشكل وضع اذا قال فيه المرء: أنا كردي كان ذلك يعني أن يجد نفسه وحيداً، وأن يرى كل أبواب التطور مغلقة في وجهه، وأن يجد نفسه أمام كافة أنواع الخطر، لقد أصبحت الكردية أخطر مصيبة قد تقع على رأس صاحبها، وأبعد من حالة الاستغلال والاستعمار، لقد حكم عليهم بوضع مماثل لافتقاد كافة القيم الإنسانية.
لقد تم تحويل الظاهرة الكردية، ربما في كافة أنحاء العالم إلى مصطلح دناءة سياسية يتم رفضه بقوة، إن الذي تم خلقه ليس مجرد إرهاب سياسي، بل إنها ميزة فطرية موروثة مع الولادة من الأم تبعده عن كافة المسؤوليات، ومع ذلك تستطيع أن تسبب له أخطاراً كبيرةً، لقد تم تقييم مصطلحات، العرقية والفاشية والقومية والشيوعية، في القانون الدولي غير أن الظاهرة الكردية لا يمكن تفسيرها بأي مصطلح، ففي الوقت الذي حرم فيه الكرد من أبسط حقوقهم الإنسانية، كحرمانهم من التعلم بلغتهم الأم على سبيل المثال، ولم يستطيعوا أن يشكلوا موضوع بحث وتعريف حتى من قبل الأوروبيين الذين يعتبرون أنفسهم من البلدان الأكثر تمدناً في العالم، وحتى بالنسبة لجيرانهم، دعك من التوجه إليهم بعبارة " أشقاءنا الكرد"، أنهم ينظرون إليهم على أنهم غول أو على أنهم يشكلون مصدر تهديد لهم، رغم أن الكرد خدموهم على مدى قرون طويلة.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-21