أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-17















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-17


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 02:30
المحور: القضية الكردية
    


تكمن هذه الحقيقة في جوهر الإيديولوجية الإسلامية، فقد بذل النبي محمد بالذات جهوداً كبيرة من أجل توحيد القبائل الصحراوية المنغلقة على نفسها، فالقرآن هو مانيفستو مجتمع جديد يحاول كسر الرؤية العشائرية الضيقة وتحقيق حضارة المدن تحت تأثير التجارة بتوحيد القبائل الصحراوية غير المتحضرة، إن دراسة القرآن بعمق من الناحية الاجتماعية تؤكد دائماً على وحدة الله ووجوده، وعلى أحكام المحاكمة والتسيّس، انه عبارة عن نداءات تهدف إلى توضيح طابع المجتمع الجديد، إن القسم المسمّى "مقاولة المدينة" ليس إلا معاهدة اجتماعية جديدة، إن الوحدات العشائرية التي ستظهر في هذا الإطار الإيديولوجي مع مرحلة التسييس الكثيفة ستجعل العرب شكلاً كأقوى قوم من بين الأقوام، كما خلقت الإيديولوجية الرأسمالية المفهوم القومي، فإن الإسلام كأقوى تعبير إيديولوجي للإقطاعية خلق مفهوم القوم والقومية، إن تصاعد العروبة في عصر الأمويين والعباسيين ليس من قبيل الصدفة، فطبيعة هذا التصاعد لها علاقة بإيديولوجية الإسلام التي أدت إلى الحكم، وكان النبي محمد على علم بأنه فتح عصر تصاعد العروبة، حتى ولو قام بوضع بعض الحواجز أمام تفاقم هذا التصاعد، لقد اكتسب هذا الوضع واقعاً موضوعياً بالنسبة للإسلام.
إن الشكل الاجتماعي الإسلامي الأساسي الذي ولد هو الأمة وليست العشيرة، أما الشكل الاجتماعي في عصر الرأسمالية، فهو المفهوم القومي بمعرفة وروابط وثيقة، لقد اكتسب التحول القومي سرعة في الإسلام، وخاصة بالنسبة للفرس والأتراك، وإن الروابط القومية للشرائح المهيمنة على السلطة قد جلبت معها ظاهرة القومية الحاكمة في هذه المرحلة، و ساهم عصر سيادة العرب والفرس والأتراك في تحقيق تفوق على شكل أمة، وأدت محدودية السلالات الكردية وتفضيل السلالات الموجودة لـ اللغة والثقافة العربية إلى دور سلبي في تطور الكرد كقومية، لقد سلكت السلالات الكردية التي دخلت علاقات الحكم بهذا الشكل منهج الإنكار أو الكتم لثقافتها ولغتها، واتخذت اللغة والثقافة الحاكمة أساساً لها، وأصبحت الحركة بجانبها هذا قاعدة أساسية تقريباً لا سيما في القرون الوسطى، فقد استخدمت السلالة الأيوبية كل ما تملكه في خدمة الحكم العربي السني رغم أنها كانت ذا جذور كردية.
شهد الفرس والأتراك هذا الواقع أيضاً، ولكن اللغة الفارسية والتركية تطورت كلهجة ولغة في قصور الفرس والأتراك، حتى ولو كان ذلك بشكل محدود، ولم يشهد الكرد الذين تبنوا إمارات ودول أي تطور في هذا الاتجاه إلا بشكل محدود جداً، ويمكن التحدث عن خدمة محدودة قدمتها إمارة بتليس للشرفخانيين، حيث كان الكرد الذين يدخلون في خدمة الدولة يستخدمون اللغة الآشورية واللهجات الفارسية القديمة في القرون الأولى، واللغة العربية في القرون الوسطى وهي اللغة والأدوات الثقافية التي تستخدمها الشرائح الحاكمة، كما كانت هذه الشريحة الكردية تستخدم لغتها وثقافتها في علاقات الأسرة وفي العشيرة وفي الأوساط غير الرسمية وعندما تشعر بالحاجة إليها، وقد كان الدور التاريخي للطبقات الكردية المتعاملة مع الحكام سلبياً، فمن المعروف أن الكرد كانوا متقدمين على كل المجموعات الأثنية في الشرق الأوسط من حيث اللغة والثقافة الأثنية، والنقص الوحيد هو عدم استفادتهم من التكوينات والمؤسسات السياسية، ورغم ترك الكرد خارج المؤسسات السياسية استطاعوا مواصلة كيانهم بشكل دائم وهذا يدل على مدى قوة اللغة والثقافة الكردية، فكما أكدنا سابقاً إن المصدر الذي يطور اللغة والثقافة هو حياة الشعوب بذاتها، وتلعب هذه الحقيقة دوراً مصيرياً في تطور اللغة والثقافة والقومية، وبالمقابل نرى أن اللغة الأكادية والآرامية واللاتينية والهلينية والعثمانية والتي استخدمتها الطبقات الاستغلالية الحاكمة كلغة نظام وتعليم لم تتخلص من النسيان والزوال بعد سقوط وزوال الطبقات التي كانت تستخدمها.
لقد عرف الكرد عبر التاريخ نظام ثلاث سلالات لقوميات حاكمة، فقد شكلوا ثقلاً في نظام السلالات الفارسية، حيث هناك قرباً ثقافياً ولغوياً مع الكرد بعد سقوط السلالة الميدية، ومن العصر العبودي تم الدخول إلى العصر الإقطاعي ابتداءً من السلالة الأخمينية البرسية، والأرساكية البارتية وأخيراً الساسانية البرسية، إن اتخاذ الكرد الدور الثاني في النظام كأقرب أثنية إلى الفرس هو من الخصائص الهامة لهذا العصر، إن اللغة والثقافة والتاريخ المشترك كان سبباً في ذلك، لقد انشأ الكرد الموجودين في الساحة الإيرانية، إمارات وحكومات كثيرة في القرون الوسطى، ولعبوا دوراً هاماً في حركة المقاومة المزدكية والحراماية والبابكية، حاول الكرد استخدام العثمانيين والصفويين في عصر السلالة الصفوية بسبب الخلافات التي وقعت بينهما، لكنهم لم يتخلصوا من أن يكونوا أداة بين الطرفين، إن رؤساء العشائر والشيوخ هم المسؤولون عن هذا الوضع الذي استمر حتى أواسط القرن العشرين حيث شهد الكرد تخريباً عميقاً في تلك المرحلة، وتمتلك مؤسسة رئاسة العشائر والإمارات أفقاً ضيقاً يتمثل بالمصالح السرية كطابع لشخصيتها، ولا تتراجع عن القيام بالتمرد غير المتوقع أو الاستسلام بشكل متداخل، وتكون منفتحة على أي استغلال عندما يتم تطبيق الألاعيب على أسرها، إن العلاقات التي بنتها هذه القيادات أكرهت الشعب على قبول النتائج المشابهة، فهي تقلل من شأن الشعب ولا تجعله أساساً وقاعدة لها، أما التحرير والحرية والعيش مع الشعوب الأخرى على أساس الأخوة فهي أمور غير موجودة لدى هذا النوع من القيادات ومؤسساتها، بل هناك التمرد والاستسلام أو العيش كالخدم في هذه المؤسسات، وقد أصبحت هذه الأمور صفة دراسية لديهم.
إن تاريخ علاقات المجموعات المنتمية إلى الجذور السامية مع الأثنيات الكردية قديم جداً، ويتم إثبات هذه العلاقات حتى عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد، أي التاريخ المدوّن، أرادت المجموعات السامية التوجه إلى المناطق الجغرافية التي تضم الجبال والمياه والسهول والخضار والتي تسمى بالجنة مقارنة بالصحراء، وهذا يدل على الأساس المادي للقتال الذي استمر آلاف السنين بين القبائل السامية ذات الجذور الصحراوية والعشائر الجبلية ذات الجذور الآرية، واستمر هذا القتال في المدن السومرية مع اتفاق هذين العرقين أحياناً، واستمرت القبائل الهورية والعمورية بهذا الدور كاستمرارية لهذا الإرث، وتم إثبات ذلك من خلال التاريخ المدوّن، منذ عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد تقريباً، أما الإرث الإبراهيمي فيظهر أمامنا بشكل مختلف وكتركيب وتحالف بين هذين العرقين ضد الطبقات الحاكمة والدولة العبودية، حيث نظرت كلتا الثقافتين بإيجابية إلى تجربة الشراكة بين كلتا الثقافتين، وتثبت البحوث العلمية الأخيرة هذه الحقيقة، إن إدراك أية مؤسسة على أنها مؤسسة تفوق العشيرة والقبيلة وعندما تجد مؤيدين لها في جميع المجموعات الأثنية، وارتباطاً بتلك الخاصية لقد ظهرت مؤسسة النبوة على أساس مناهض للمفهوم الإلهي للقبائل والأمة، وقامت بوضع بذور الفكر والاعتقاد الكوني من خلال معارضتها لمفهوم الملك الإله، وبذلك وجدت هذه المؤسسة معناً لها وتطورت كمؤسسة نبوة.
كانت الاعتداءات البابلية والآشورية تستند إلى نظام دولة العبودية في العصور الأولى وكانت ظالمة، وانتقلت مقاومة العشائر الكردية في هذه المرحلة إلى كثير من الفدراليات والكونفدراليات والدول المركزية، لقد مثل الهوريون والميتانيون والنائيريون والأورراتيون والميديون هذا الواقع على شكل مراحل متتالية، ونرى ميديا، كأقوى نظام مقاطعات في عصر البرسيين، وتحتل المكانة الثانية في المنطقة من حيث الأهمية، وشكلت مملكة كوماكين التي ولدت كتركيب للثقافة البرسية الميدية والهلينية بعد الاسكندر مرحلة هامة بين أعوام 250 ق.م ـ 250 م، حتى كانت السلطات المحلية تحافظ على وجودها بدرجة هامة في هذه المرحلة، مع أن الولاة الرومان كانوا يلعبون دوراً مصيرياً في ذلك، إن مملكة أبغار التي كانت للمجموعات الكردية والآشورية تأثيراً فيها وكانت تتخذ أورفا مركزاً لها، ومثلت إحدى السلطات المحلية في تلك المرحلة، حيث كانت اللغة والثقافة الآرامية التي بقيت ميراثاً من الآشورية، لغة أممية سائدة في كل الشرق الأوسط في تلك المرحلة.
لقد أظهر الجناح الشرقي للمسيحية تطوراً سريعاً بعد عيسى، وتعتبر الآرامية لغة المسيحية التي ظهرت وانتشرت بين الكرد والآشوريين وحققت تفوقاً على الزرادشتية الساسانية الرسمية، وإقترب الآشوريين والكرد إلى بعضهم أكثر، حيث لعبت المسيحية دوراً هاماً في هذا الأمر، وحدث تقارب مشابه بين الكرد والأرمن في المناطق الشمالية، وأصبحت ميزبوتاميا العليا مركزاً قوياً لهذه العقيدة الجديدة، ولعب الكهنة النسطوريون دوراً متقدماً في حياة الفكر بالاستفادة من الفلسفة الإغريقية، وولدت المانوية في هذه الأجواء، كما أحدثت البوذية ذات الأصل الهندي انتشاراً مشابهاً، ووصل تأثير البوذية حتى مزوبوتاميا، وحاول ماني كميراث إيجابي للإرث الزرادشتي جعل عقيدة السلام والأخوة وأخلاقها مسيطرة على العالم، من خلال تكوين تركيب يضم كل أشكال العقائد والفكر، وكانت المانوية أقوى انطلاقة قبل الإسلام.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-17