أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-15















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-15


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:39
المحور: القضية الكردية
    


تعود مصطلحات الكرد وكردستان إلى العصور الوسطى، فقد حقق المصطلح السياسي للكرد في عصر السيادة العربية شكلاً جديداً، وأغنى الكرد الذين تعرفوا على مؤسسات الدولة معلوماتهم في المصطلحات بتسمية المؤسسات، لكن هذه المرحلة ساد فيها الاغتراب والذوبان الكبيرين، لقد قام العرب الذين أخذوا نمط الدولة والنظام من الفرس والبيزنطيين على الأغلب، باستيعاب وتجسيد كل ذلك بسرعة واستطاعوا تعريبه، وقدموا الفهم والنقل والتعريب كميزة في كل مكان وصلوا إليه، لقد أخذت اللغة والثقافة العربية مكان قدسية سومر القديمة، حيث باتت معرفة هذه اللغة والثقافة وعيشها موضوعاً أساسياً للتعليل ولأجل السيادة والازدهار.
إن عصر السيادة العربية هو عصر سيادة اللغة والثقافة العربية في الوقت نفسه، فهذه اللغة والثقافة معدة ومأخوذة من الخارج، لكن قيام العرب بملاءمة هذه اللغة قد أدى إلى تفوقها، حيث لا تتيح الجذور الصحراوية إمكانية اكتساب الجوهر، وإلى جانب ذلك، فإن اللغة والثقافة الكردية أغنى منها، فهي قد استوعبت التراكمات الحضارية منذ آلاف السنين، وتعرفت على جميع خصائص العصر النيوليتي والعصور الأولى وقد عاشت تلك العصور، إن العلاّمة الطبيعية هي نتيجة لهذه الثقافة، كما يجب أن نرى الإرث الإبراهيمي والإرث الزرادشتي نتاجاً لهذه الثقافة أيضاً، إن ما قام به العرب وجانبهم المتطور هو تعبئة هذه الثقافة الغنية في قوالبها الصحراوية وتسويق الناتج إلى الجميع عن طريق الروح والذهنية التجارية، التي أوصلوها إلى ميراث غني، لقد أوصلت القوة التجارية ذات الجذور السامية التي كانت موجودة إلى التراكم على مستوى متقدم، وهذا هو سبب قوة اليهود التجارية والمالية في العالم، كما أظهر العرب كآخر القبائل لهذا الإرث مهارة تحقيق الحملة الكبيرة مع الإسلام.
من المعروف أن الثقافة التجارية هي مهارة أساسية في الشراء بثمن رخيص والبيع بثمن باهظ، والإسلام بالذات هو دين ذهنية تجارية، ويعتبر الإسلام والحضارة الناجمة عنه نصراً لطبقة التجار، كما أن قيام النبي محمد بتدوين جميع إنجازات العصور الماضية في بوتقته الذهنية والأخلاقية وتقديمه على شكل إسلام، يمثل شكلاً من أشكال الهوية التجارية التي تصل إلى مستوى الدهاء، يجب ألا ننسى أن النبي محمد وجد نفسه في وسط العلاقات التجارية للتاجرة خديجة، وهما أول ثنائي آمن بالإسلام معاً، إن الأديان التوحيدية وحقيقة الإسلام ستحصل على تفسيرات صحيحة لدرجة التحليل للظاهرة التجارية في الشرق الأوسط وتطورها التاريخي، إن الأرض والتجارة والمهن هي الكلمات الساحرة الموجودة في كل الحضارات المزدهرة في الشرق الأوسط، وعند تحليل معنى هذه الكلمات بشكل وافي سيحصل تاريخ البشرية على إيضاح كبير يحمل تقييم العصور الوسطى الإسلامية في ضوء تحليل الجبهة الخلفية للتاريخ. واستمرت السيادة العربية على كردستان إلى نهاية القرن الثاني عشر على شكل حكم ذاتي يستند إلى العمالة الكردية القوية، إن ازدياد قوة القبائل التركية منذ القرن الحادي عشر من الناحية السياسية والعسكرية واتباع الخلافة العباسية، قد أدى إلى بدء عصر جديد، فقد دخلت الإمارات التركية كدم جديد للنظام بدلاً من السيادة العربية المتراخية، وكانت السلطة بيد الأتراك السلاجقة بشكل فعلي منذ القرن الحادي عشر، وكان وجود الخليفة شكلياً، إن سياسة الأمراء والسلاطين الأتراك نحو الكرد وكردستان تستوجب الدراسة، لقد قام السلطان سنجار بتسمية المنطقة التي يقطن فيها الكرد باسم كردستان لأول مرة في التاريخ، وحصلت المنطقة على هوية رسمية بعد ذلك، وكانت سياسة القبائل التركية في هذه المرحلة هي التحالف مع الكرد والتوجه نحو بلاد الروم ليجعلوها وطناً لهم، وليس طرد الكرد من مناطقهم والاستيلاء على وطنهم، "وفي الحقيقة أن قوتهم لا تفي لمجابهة الكرد ومصالحهم لا بتوافق مع ذلك"، ويمكننا القول إن هذا الموقف للأمراء والسلاطين الأتراك قد استمر حتى بداية القرن العشرين، رغم بعض الصعوبات في بعض الأحيان، فقد كان الأتراك يدركون أنه لا يمكنهم تحقيق كيان قوي في الشرق الأوسط بمعاداة الكرد، إن عداء الكرد يعني الخسارة والعودة إلى المناطق التي جاؤوا منها، ولذلك كان الوفاق يحكم علاقات الكرد والأتراك التي اكتسبت شكلاً منذ القرن الحادي عشر باستثناء بعض التناقضات في المصالح، لقد حقق هذا الوفاق ميزة لصالح السنة من بين الإسلام، وتضررت الشريحة العلوية والشيعية أكثر مما استفادت، مما يعني أن الوفاق وجد فرصته بالتفسير السني الرسمي الذي يوازن المصالح بين الطبقات الفوقية، فالوفاق الذي تحقق في عهد ياووز سلطان سليم جعل هذه الحقيقة أكثر وضوحاً.
إن التحدث عن الوفاق والحكم المشترك بدلاً من سيطرة الأتراك على الكرد منذ القرن الحادي عشر وحتى القرن العشرين هو الأمر الواقعي، إن الطبقات الفوقية وكلا الطرفين وحتى وجودهم القومي المتداخل قد أدى إلى تقييم الركض وراء تشكيلات سياسية أمراً متناقضاً مع الواقع، لأن ذلك يلحق الضرر بمصالحهم، ولهذا فإن الوجود في تشكيلة سياسية مشتركة يكسب أهمية حيوية بالنسبة لمصالح الطبقة الفوقية ووجودها القومي، ولهذا السبب قدموا خدمات تتناسب مع هذه الممارسة، وهذه الحقيقة ذات معنى منذ عصر الحثيين والهوريين، فقد كان الحثيون والهوريون يفضلون العلاقات الوفاقية مع بعضهم دائماً مع اتخاذ وحدة مصالح الأناضول وميزوبوتاميا أساسا لهم، فقد استطاعوا الاستيلاء على مدينة بابل في عام 1595 ق.م، وبدأت مرحلة الهزيمة البيزنطية في الأناضول من خلال حرب ملاذكرد مع الأتراك عام 1071م، وفي عهد ياووز سلطان سليم اقام الجانبان أقوى إمبراطورية في الشرق الأوسط بعد حرب جالديران ومرج دابق اللتان فتحتا الأبواب ابتداءً من القوقاز حتى شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، بدأ الأتراك والكرد بمراحل تحرير الأناضول وميزوبوتاميا، كقوة تمثل مقاومة الشرق ضد الغرب في عام 1920 م.
وكما نرى فإن التحالف بين هاتين الساحتين والشعبين قد أدى إلى نجاحات وتطورات هامة في التاريخ وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وعند الاشتباك يتعرض الطرفان للخسارة وهذه حقيقة أيضاً، ويقدم التاريخ دلائل كثيرة لكلا الوضعين، فمثلما النجاح والتطور مرتبطان بوحدتهما، نرى أن الخسارة والتراجع هو نتيجة للابتعاد عن روح التحالف والتخلي عن روح الأخوة.
أدى تشابه ثقافة المنطقتين وتداخلهما في بعضهما البعض إلى قيام روابط ديالكتيكية فيما بينهما منذ العصر النيوليتي، ولقد شهدت الطبقات العليا الحاكمة تطورات حضارية هامة، عندما تحركت بشكل ينسجم مع روح هذه الحقيقة، ولكن عندما تنكروا لها ولجئوا إلى نكران ونفي بعضهما، فقد تعرض الطرفان للخسارة، فبات هذا الوضع نتيجة حتمية لا مفر منها.
نرى أن العلاقات مع الكرد وكردستان في عصر سيادة الأتراك السلاجقة والعثمانيين، قد شهدت تطوراً ضمن إطار هذا التوازن التاريخي حتى ولو ظهرت بعض المواقف المخالفة من طرف واحد في بعض الأحيان، وتسببت في زعزعة التوازن، إلا أنها كانت تعود إلى تأسيس التوازن من جديد، كما نرى أن سياسات إنكار كل طرف لوجود الآخر في المنطقتين لم تكن طويلة الأمد ولم تحقق أي نجاح عبر التاريخ، حيث يعود تاريخ التبادل الثقافي بين المنطقتين إلى خمسة عشر ألف سنة، كما تصاعدت التطورات الحضارية في العصور الأولى والوسطى على هذه الأرضية الثقافية المشتركة، إن الأخوة والتضامن هما الأساس الذي أصبح الأرضية الثقافية المشتركة التي تستند إليها الشعوب، فحتى لو تم تحريف التاريخ من خلال بعض الشرائح الفوقية بسبب العمالة أو الإنكار، فقد يظهر هذا الوضع كتناقض، لكن الأمر لم يكن كذلك، إن تشابه وشراكة الثقافة في الشرق الأوسط هو إنجاز تحقق بجهد الشعوب والأنبياء، أما الطبقة الاستغلالية الحاكمة فتحاول استغلال التمايز لاستخدامها من اجل مصالحها، وتحاول إيصال الأمور إلى العداء في بعض الأحيان، حيث تتخذ هذه الطبقة من السيادة والقوة السياسية الفوقية لشريحة ما، شكلاً للتفوق الشوفيني والإلهي، وتحاول جعل الشرائح الضعيفة والمهزومة خدماً لها تدريجياً.
لم يكن مفهوم الحاكم والمحكوم موجوداً بين الطبقة الساحقة والمسحوقة، المستغلة والمستغَلة فحسب، بل كانت هناك فئوية بين الحاكمين أيضاً، حيث تسود هذه الفئوية على تاريخ كل المجتمعات الطبقية، ويكوّن الحكام ثقافة طبقية خاصة بهم، وينفصلون عن الوجود الثقافي للشعوب، بينما تواصل الكيانات الثقافية واللغوية نموها وتطورها على الأرضية الشعبية، وبذلك تنسلخ لغة وثقافة الحكام عن الشعب لتكوّن ثقافة خاصة بهم، فمثلاً كانت اللغة الأكادية اللغة الدبلوماسية الرسمية لجميع حكام الشرق الأوسط، وكل دويلة تتشكل تقوم بإنشاء مدرسة لتعليم اللغة الأكادية، كما مارست اللغة العربية هذا الدور في العصور الوسطى وكذلك مارست اللاتينية دوراً مشابهاً، وتقوم اللغة الإنكليزية والثقافة الأمريكية بهذا الدور في يومنا هذا.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دول الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الخامس ...


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السادس القضية الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتملة 1-15