أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين معزة - واقع الأمة العربية الإسلامية














المزيد.....

واقع الأمة العربية الإسلامية


عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 13:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن التخلف والجهل والاستبداد الذي تعاني منه الأمة العربية الإسلامية برمتها، ناتج بالدرجة الأولى عن عوامل داخلية قبل ان تكون خارجية، ناتج عن الانغلاق اللاهوتي للاستهلاك الديني غير العقلاني التكراري الذي يستمد خارطة طريقه من عصور الانحطاط والاستبداد، أمة مشدودة الى ماضيها البائس بحبال غليظة، هيمنة النهج الاتباعي التكراري والديماغوجي،
تعجز العلوم الدينية بوجهها التقليدي وعلى رأسها جامعة الأزهر بالقاهرة عن تلبية حاجات الاجتماع العربي الدينية، حتى بات الفقيه والداعية عالة على التحول الحضاري وليس مسهمًا فيه، رغم حضوره الواسع في وسائل الميديا. نظرًا لتحنّطها وفقدانها الحس بالحراك المجتمعي.
الخلل ليس ناتجاً عن الثقافة العربية الإسلامية التي عرفها المسلمون خلال العصور الوسطى وإنما ناتج عن عدم فهم سياقات هذه الثقافة والظروف التي نشأت فيها . وهذا مصدر البلاء أن يكون حكمنا على الإسلام هو تطبيق الفرد له وليس على ذات المنهج وطبيعته، الثقافة بكل بساطة، هي فلسفة الجماعة ونظرتها إلى الوجود من حولها، فهي مجمل العقائد والقناعات المطلقة.
وفي نفس السياق يقول المؤرخ والكاتب الأمريكي ديورانت ويل: "لا شك أن تحامل وإجحاف كثير من المؤرخين الغربيين على التراث العربي الإسلامي كان سببا في ضياع تاريخ علماء أمة الإسلام، إلا أنني أعتقد جازما أن إهمال المسلمين أنفسهم لتراثهم وتاريخهم كان السبب الرئيسي الأول لذلك الضياع". علينا جميعا أن نعي الواقع جيدا، من يحكم ومن يسود، من هو السيد ومن العبد، الواقع يقول أن أغلب اللاجئين في العالم هم مسلمون، ويقول أيضا أن الفقر والجهل ينتشر بين المسلمين، ويقول أن أكثر الحروب دموية حاليا تقع في بلاد المسلمين، لن أتحدث عن الأسباب التي هي في الأصل نتائج.
أننا نعيش في وهم مريح، نحن نعاني مشكلات وأسبابها كلها من صنع أيدينا.
ما الأسباب التي أدت إلى تخلف الأمة الإسلامية في هذا الوقت، بل ومن مئات السنين ؟ لماذا تراجعت هذه الأمة عن دورها القيادي الريادي لأمم الأرض ؟ لماذا أخفقت في شؤون حياتها ؟ هذا السؤال يطرح دائماً، حينما انحسر الإسلام عن بلاد الأندلس، وسقطت بأيدي سكانها الأصليين بعد ثمانية قرون من الحكم الإسلامي، هذا السقوط أحدث دوياً هائلاً في العالم الإسلامي، وتساءل المسلمون عن سر هذه المصيبة، وهذا التخلف، وكتبوا ما كتبوا، وقالوا ما قالوا من منثور ومنظوم، ولما جاء الغزو المغولي التتري حصل مثل ذلك انحسار الإسلام عن الأندلس بعد حكم إسلامي دام ثمانية قرون، ثم الغزو المغولي التتري الذي فعل ما فعل، ثم جاء الغزو الصليبي، ولما جاء الغزو الاستعماري بعده، وهيمن على معظم الرقعة الإسلامية، واستسلم له المسلمون بفترة أيضاً يأتي السؤال نفسه، والآن أصبح السؤال يطرح بشكل أكثر إلحاحاً، بعد الغزو الاستعماري انحسار الحكم الإسلامي في الأندلس، الغزو المغولي التتري، الغزو الصليبي، الغزو الاستعماري، الآن غزو الحرية والديمقراطية، أفغانستان، العراق، لبنان، فلسطين، السودان، الصومال، سوريا ، ليبيا ، اليمن بشكل متتابع.
السؤال الذي كان يطرح من فعل هذا بنا؟ من هو العدو الذي فعل هذا بنا؟ الحقيقة صيغة السؤال فيها خطر كبير، صيغة السؤال توهم أن الذي أصابنا ليس من عندنا ولكن الأصح أن يطرح السؤال التالي كيف حدث الذي حدث؟ يعني ما الأسباب التي من صنع أيدينا سببت هذا الذي حدث؟
وفي الخطاب الديني العربي اليوم يحضر بقوة خطاب التحريم وعذاب القبر واهوال جهنم ويغيب بقوة كذلك خطاب التحرير وكرامة الانسان وحرية المرأة والديمقراطية والكرامة الإنسانية التي يراها بعضهم كفرا صريحا، فليس هناك رهان على ما يحرر الناس بل على ما يشدّهم إلى التخلف والظلم والاستبداد والفقر والمرض، وما يستنزف عقولهم وقدراتهم الذهنية. ويعطلهم عن دخول التاريخ فلا يمكن أن ينشأ خطاب تحرير ومناخه غائب وأدواته مصادرة، فما الذي يستهلكه طالب العلوم الدينية لدينا؟ وماذا يقدم لمجتمعه عندما يتخرج؟
المسلمون اليوم لا يعبدون الله، ولا يفهمون جوهر الدين الإسلامي بل يؤدون الشعائر الإسلامية، يؤدون الطقوس بحسب فهمهم، ليس في الإسلام طقوس، في الإسلام عبادات، تؤدى العبادات الشعائرية، وترمى العبادات التعاملية وراء ظهورهم، لا صدق، ولا أمانة، ولا استقامة، ولا إنصاف، ولا عدل، ولا رحمة إطلاقاً، من البنية التحتية، دعك من الذي فوق، البنية التحتية، المجتمع الإسلامي في أدنى طبقاته ظلم أسري لا يعلمه إلا الله، ظلم الأزواج لزوجاتهم شيء لا يصدق، ظلم الآباء لأبنائهم، ظلم الآباء لبناتهم، ظلم رب العمل لعماله، هناك أخطاء فادحة نرتكبها، مع أننا نصلي ونحج ونزكي ، كيف توازنَّا أن نقوم بأعمال تخالف منهج الله عز وجل، تخالف العدل، تخالف الاستقامة، تخالف الرحمة، تخالف الإنصاف، ونصلي ؟
هناك حقيقة: أن تقول: مَن فعل هذا بنا ؟ إياك، ثم إياك، ثم إياك أن تتهم جهة أخرى، تارة تقول: استعمار، وتارة تقول: صهيونة، وتارة تقول: تآمر الإمبريالية في العالم، تارة تقول: الموساد، قل: نحن، قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ ليس الأوان أن نغطي أخطاءنا بالقضاء والقدر، ليس الأوان أن نبرر تخلفنا بمؤامرات خارجية، هذا شأن العدو، والعدو هو العدو، لا يتغير، ولا يتبدل.
من أبرز ثلاثين نزاعا محتدما في العالم ، ثمانية وعشرون منها في العالم العربي الإسلامي، من ثلاثين نزاعا في الأرض كلها الخمس قارات ثمانية وعشرون منها في العالم الإسلامي، في العقود الثلاثة الماضية مات من المسلمين أكثر من ثلاثة ملايين بالحروب، حتى الآن مات من شعب العراق مليون إنسان ، وفي سوريا مات نصف مليون سوري في الحرب الأهلية وتهجير اكثر من عشرة ملايين سوري ، ثلثا المسجونين في العالم كله من المسلمين، ثمانين بالمئة من أحكام الإعدام في العالم في دول إسلامية، وثمانون بالمئة من اللاجئين في العالم من المسلمين، لا تنزعجوا، هذه الحقيقة المرة .
للمقال مراجع



#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات شيخ
- في الوطن العربي
- ‏لا تنصح الناس إلا إذا كنت سيدا عليهم
- الثقة رائعة والتوثيق أروع
- نصيحة لأخينا المتعالم
- أخينا - أخانا -الذي يدعي في العلم فلسفة
- النخب السياسية والثقافية والجماهير
- المثقفون والجماهير والسلطة
- الناس ونظرتهم للحق والباطل
- زيارة الرئيس الفرنسي السيد ماكرون للجزائر
- العلاقات الجزائرية الفرنسية
- زيارة الرئيس الفرنسي السيد ماكرون للجزائر
- - لن يذهب إلى المحكمة إلا أولاد الحرام -
- رئيس اتحاد علماء المسلمين ينفخ نار الفتنة بين الجزائر والمغر ...
- مجرد تساؤل
- مجرد تساؤل
- أقوال الأئمة الأربعة في وجوب طاعة السلطان المتغلب
- المثقفون والعامة والاستبداد
- المثقفون والعامة والاستبداد
- أقوال الأئمة الأربعة في وجوب طاعة السلطان المتغلب


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين معزة - واقع الأمة العربية الإسلامية