أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الروائي شاكر نوري (شامان) : الفرد خارج العالم














المزيد.....

الروائي شاكر نوري (شامان) : الفرد خارج العالم


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


في رواية (ديالاس) الأبن لما أراد زيارة وطنهُ، كظمت الأم شوقها لولدها الوحيد، فهي تخشى عليه من وطنه، بسبب الصناعة الامريكية للفوضى الخلاّقة في العراق. ومنعته ُ من زيارتها. ورواية (طائر القشلة) هي البينة الفاتكة على مصداقية كلام الأم في رواية (ديالاس). في رواية (شامان) الأمير إيهاب نفاه وطنه بمرسوم من ملكي. داخل الوطن ذبحوا والد الأمير. في رواية (كلاب جلجامش) من الصعوبة أن تعود إلى وطنك حتى ولو كنت جثة !! في (خاتون بغداد) تنتحر مس بيل لأن الذكورة الاستعمارية تمقت أسلوبها الانثوي في التعامل مع العراق أرضا وشعبا.
(*)
للعنكبوت تكرّست الرواية البكر للروائي شاكر نوري ..للفراشة شخصيتها المشعة في رواية (نزوة الموتى) .. للكلاب وظيفتها الرامزة في (كلاب جلجامش). وها هو السرد يرتقي صعودا شاهقا مع الصقر(شامان) وهو الشخصية المحورية وثريا نص الرواية. وهو الدال والمدلول، والاسطورة والواقع وهو التمرد على رتابة اليومي والنفاذ من الحيز إلى سعة اللانهائي (يرى الأمير إيهاب في شامان العالم غير المرئي، الوجود المقدس لهذا الصقر الذي يبعث النشوة في أعماقه، وحين يراه يخترق السموات السبع/151 ) الصقر يطير ويحلق نعم. لكن يخترق (السموات السبع) مسألة ٌ !!..
وإذا كان الأمير بكامل قواه العقلية كيف إذن (لايزال الصقر يفاجئه بعالم من الغرائب والعجائب/ 155 ) أليس التشبث بالصقر شامان استعارة لتشبثه بالإمارة جانين؟ وعلى حد قول يوسف البازيار : أن الأمير إيهاب لا يتخيّل شيخوخة ً تصيب شامان ذات يوم!! ويعتقد أن شامان خالد لا يموت !! وينصحنا السارد /المؤلف شاكر نوري (ينبغي على كل منا أن يبحث عن شامانه الضائع، فإن لم يكن موجوداً فيه، فعليه أن يخلقه في ثنايا روحه ودروبها العميقة)..وهذا يعني أن الصقر شامان هو مثال الأنا الأعلى الذي علينا اجتراحه وتحصينه من أي أذى. أما القول بموت شامان فيتسبب بتفجير كارثة (لم يكن أحدٌ منّا قادراً على وضع نهاية لشامان لأننا بذلك نصنع نهاية لحياة الأمير إيهاب/ 143 ) صناعة الاسطورة لا تختلف عن صناعة الصنم فنحن بطبعنا نبحث دائما عن أب قائد (ألسنا نحن، من نخلق أساطيرنا، و نصوغها كما نشاء؟ / 142 )..والاسطورة متوفرة بنسختها العراقية مرتين مرة بثريا النص( كلاب جلجامش) ومرة ثانية بحضور أنكيدو على منكب جلجامش : رمزاً واستعارة معاصرة في رواية (كلاب جلجامش)
(*)
لا يمكن الفوز مرتين بالشيء نفسه، لا الفوز بالحكم ولا بالطير ولا بأي شيء إلاّ بالقوة الباطشة على مستوى السلطة أو بالغش كما يجري بالانتخابات في كل تنويعاتها ..والنجاة لا تتوفر دائما، نجا شامان من محاولات صيد عديدة
قبل أن يصادر حريته الأمير إيهاب، ويقنن فضاءه حسب مشيئته ُ هو لا مشيئة الصقر، ولذة الفوز البكر زادت من تعلق الامير بالصقر وترمزت تأنيثيا !! والسبب( هو أول من صاده، كمن فض بكارة فتاة شابة، متعة خارقة، اكتشاف أول، يتذكره على الدوام..).. ومثلما نكّل الحاكم بعائلته
: قتلُ الأب وتزويج أخت الأمير إيهاب كرها للحاكم فكان النسق الثالث
هو تحرر شامان من قبضة الأمير بعد أهانته له بتقنين طعامه (ضاع الطير بعد أن تتبع أثر ثلاثة حبارى، منعه الأمير إيهاب من أكل لحومها/ 107 )
وهكذا صار الامير يحلم حلمين معا : العودة لحكم الامارة جانين وعودة شامان إليه وكلا الحلمين مرقنين (فالطير الحرّ لا يمكن اصطياده مرتين في حياته / 126 ) وكذلك السلطة. وهكذا تصبح استعادة شامان من الفضاء الرحب استعادة الامير لذاته المهدورة وبشهادة الأمير ( شامان إرادتي 140 ).. وهذا التصريح يعني لا إرادة للأمير بدون عودة شامان، وعودة شامان من خلال فريق من الصقّارين بقيادة يوسف البازيار، وحين أسرفُ في التأويل أرى في هذه الفعلة كأن يشكل حكومة ً بالمنفى وهي حكومة تعويضية نفسية.. موكب ضخم ( يتألف من قرابة مائة صقّار وخادم وعامل 92 ) حكومة سيكون وزير ثقافتها السارد المشارك في تصنيع شامان روائيا. وهذا الصانع الأمهر يعي مرضَ الأمير إيهاب فهو(آمن بأن الشمس تشرق من إمارته لكي تنير أصقاع الأرض بكاملها، وشامان يبرق في رأسه مثل قدح زناد، يعود إلى الاشتعال كلما أطفأتها رياح الصحراء 158 ).. وبهذا التعويض يعود الأمير إيهاب من الفرد خارج العالم إلى الفرد مساهما في تغير العالم على وفق مشيئته الأميرية . ويوسف البازيار يخاطب نفسه (لا تتعاطف مع شامان بل مع الأمير إيهاب. وهو يتحدث لك عن صقره الضائع هنا أو هناك/107 ) والسارد المشارك الذي أصبح النديم والحميم يرصد حالة الامير ويخبرنا بها(لم يؤرقه ُ مصير شامان بقدر ما أرّقه مصيره هو/ 141 ) وشامان هو صديق عزيز على الأمير بل هو الصديق الوحيد له، وعلاقتهما : شامان والأمير: هي علاقة جنكيز خان مع صقره (كان صقره يلازم يده في رحلاته، وخروجه على الرعية، لأن فيه من قوة الرمز ما كان يدعم سلطانه /85 ) والأمير إيهاب أيضا يشبه الربان آخاب في (موبي ديك) رواية هيرمان ملفل الذي ( يبدو سجيناً لفرديته وذاتيته ينصب نفسه ظهيراً مطلقاً للحقيقة/140 ) والأمير منفي يعيش مثل غويا في باريس
(*)
يستعمل الأمير مع شامان إنشاد المنادى حين يجترح اسما له ويناديه
ويلمس مؤثرية الاسم على المسمّى (ما أن منحته اسم شامان حتى شعر بالاطمئنان، لأنه يستفز كل حواسه، ويوّسع حدقتي عينيه، ليرى ما حوله، ويطلق الحركة في جناحيه متأهباً.. / 140 )
(*)
ثمة سؤال يراود قراءتي لماذا يبحث الامير إيهاب عن صقره في سماء فرنسا!! لماذا لا يقود فريقه أو يكلفهم في البحث في الصحراء العربية؟ والصقر شامان يكتنز خصوبة التأويل فهو إرادة الأمير المعلقة، يوسف البازيار يرى أن البحث عن شامان( كما لو كنا نبحث عن زمن ضائع، فوراء شامان أزمان أخرى لا نعرفها/ 93 )
(*)
شامان توارى .. تلاشى . ثم جاء المؤلف شاكر نوري ونفضَ عنه الرماد وايقظه ُ في سردية ٍ روائية جعلته حيا لا يموت محلقا في أفق تلقي القراء



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيتان
- الفراشة والنمل الأسود.. (نزوة الموتى ) للروائي شاكر نوري
- يا مزعل عبد الله
- التسلسل التاريخي للعزاء الحسيني في العراق
- المؤرخون الإسلاميون .. والباحثة بثينة بن حسين
- رايات
- يقول ويفعل ما يقول
- الموت يوقظ الحياة من الخلود .. (كلا ب جلجامش) للروائي شاكر ن ...
- 14 تموز/ 64
- سؤال
- سور الأزبكية
- صهرُ الاختلاف في وحدة التماثل ( ديالاس) للروائي شاكر نوري
- ضحكته ُ تسبقه ُ : عبد الرزاق سوادي
- جمرة بين ركام وريح : خيرية في(هم ونحن والقادمون ) للروائية س ...
- لحظة الفيروز
- زهير بهنام بردى : ضيقة ٌ هذه السعة
- الصوت .. في (رحلة اليعسوب) للروائية نادية الآبرو
- من أين يُقتل الرجل ؟ (نافذة العنكبوت) للروائي شاكر نوري
- قصائد النصف الثاني من العشرة الثالثة
- جهة ٌ مجهولة ٌ


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الروائي شاكر نوري (شامان) : الفرد خارج العالم