أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الهلالي - عَـــــيْـــنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الرابع)














المزيد.....

عَـــــيْـــنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الرابع)


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 00:32
المحور: الادب والفن
    




تهتُ عن القِبلهْ
فانحنيتُ لقُبلهْ
وقرأت جهرا
أنت صنمْ
أنت عدمْ
أي إله يقبل صلاة
أولها بَوْح
وآخرها سقمْ

قضم الوعيُ الفراغ
فشيدَ الناس معبدا للشراههْ
وعبدوا البلاههْ
تفرغوا لحراسة الحقيقة
ونسوا أن العقل جنونْ
إما أن يكون أو لا يكونْ

إن كـبّـل الحبُ العشاقَ
وزادهم سجنُهم اشتياقَا
فلأن جنة الحب
لا يُشفى منها
من في عطرها استفاقَ

أضربتُ عن الحب الأعوامَ
ورتّلتُ سرّا
"من يحبُّ يعبدُ الأصنامَ"
وحين ابتسمتِ
صرتِ قِبلتي
ورتلتُ جهرًا
"حبّك عبادهْ
يُدخلُ من يحبكِ الجنّهْ
كما ورد في الأناجيل
والقرآن والسنّهْ"

في قلبي جَمَرات
اسمها أنتِ
فلترقصي
كما شئتِ
عودي إليه الآن
أو متى شئتِ
فهو ينبض بكِ
كل أيام الله
من السبتِ
إلى السبتِ

نفضت بقايا سفرْ
خِطتُ ابتساماتك
على إيقاع القدرْ
انتظرتُ قبلة منك
تعيد الخفقان للحجرْ
فتعاليْ نطرد المكائدْ
ونُعِدّ للقائنا القصائدْ
تعالي نَكبر بين القبلْ
ونَسْقي من لذة لأخرى
بساتين الأمل

أفترشُ السحابْ
أتسوّل بجرحي
من باب لبابْ
الغيبُ هاوية
كالعدم
يُلقي بي في الندمْ
قدري الخرابُ
إن كنتِ منفايَ
فمرحبا بالعذاب

لاحَ وجهٌ
يُخفي سرّ الشّرق
يَعزف لحن الشّوق
يَروي عطشَ أثَرْ
في صُبح القدر
ولد فجأة
كما يُلقى حجر
كما يُسقى شجر
من بَصَرْ

لكي ترى نفسَكْ
كما أنت
سِر في الاتجاه المضاد
ولكي ترى غيرَكْ
خُن ظلكْ
إن كذبتَ تحديتَ الله
وإن قلت الحقيقهْ
خنت نفسك وغيرك
وصرت ظل ظلك

إن خيّروك
بينَ المواطن والشعب
فاختر الهروب
إن خيّروك
بين الجاسوس والحزب
فاختر الهروب
إن خيّروك
بين الحب والحرب
فاختر الهروب
إن خيروك
بين الأنثى والذكر
فاختر القدرْ

إن كنت أنت الحقيقهْ
فما فائدة أن نبقى هنا
ولو دقيقهْ
وإن كانت الحقيقة أنت
فلننتظر جميعا الموت

وضعوا السؤال في كفن
وضعوا الكفن في جواب
فلا المعبد تاب
ولا القبر استجاب
ولا الصومعة
نادت للصلاة
على من غاب
تقدمت رغبة في نقاب
وتساءلت
هل يُستتاب؟
هرب السؤال
ضاع الكفن
وانفجر الجواب

ملأت الأفكارُ الخنادق
ورصّعت الرصاصات القلوب
فصارت الرؤوس بنادق
امتدتْ أيادي للأمل
تبخّر في دقائق
وراقبت قبعاتٌ الوضع
بَحثا عَنْ مآزق

في البدء
كانت الصلوات سنابلَ
والنجوم قناديلاَ
والخصوبة
حبا بلا آهات
وذات يوم
صارت السنابل صلوات
والقناديل نجوما
والحب خصوبة
بآهات وعاهات

من يَعْشَقُ الريح
يعرف سرّ الفراغ
وطعم غيوم
تلتفّ حول الحياة
وقلقَ نافذة
عبرتها صلاة
لتستقر في معبدْ
وتتحول لمشهدْ
بعيدا عن النجاة

في كل سفر
أتسابق مع القدر
مَنْ مِنا تنقله صلاتُه
للقمر
من منا يُصبح
في نهاية المسافة
سمكة أو زرافة

في البذرة فكرهْ
وفي الأرض
وعدٌ
بأن تنبت قُدْرهْ
وفي السماء
ماء
لتُغسل الفكرهْ
لتطهّر البذرهْ
ولتنفجر القُدرهْ

دنا الهجرُ منّي
فأوقفه نهرٌ يغنّي
غضب الليل
رقص على وقع الرثاء
طاف حول الأبد
بأوتار الشتاء
بمصابيح
لا تُضيء
ولا تُضاء

كيف ستنقذنا الحقيقهْ؟
وهي إما مجهولهْ
تسكن أصقاعا بعيدة
أو مستحيلهْ
كيف سننقذ الحقيقهْ؟
وهي إما شمس بدون فتيلهْ
وإما خيال
لا يسعف في السهر
ولا يؤنس في السفر

في الطريق للمنبع
نمرّ على القبله
نسبق النهر الذي يجري
لنستقبل شمسا تسطع
فالكون فينا يسْري
القبلة في القلب
والقلب في القبله



الطبعة: الأولى – 2021
الإيداع القانوني: 2021MO1356
ردمك: 978-9920-33-334-4
لوحة الغلاف: روحي فيك (Soul Connexion)، مريم والسات Meryem Oussat
الناشر: مجلة الحرية - المغرب
مطبعة: "الرباط نت" - المغرب

ديوان (عَـــــيْـــنُ الاِخْتِلَافْ):

https://foulabook.com/ar/book/كتاب-عين-الاختلاف-pdf



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَـــــيْـــنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الثالث)
- عَيْنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الثاني)
- عَيْنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الأول)
- النبي والبروليتاريا: حول موقف اليساريين من الإسلاميين (كريس ...
- الملحد كمواطن والملحد كإنسان نقدُ ماركس للدولة العلمانية (فر ...
- ثَلاثَة عَشَر أطروحَة دِفَاعًا عَنْ المَارْكْسِيَّة النّسْوِ ...
- الأحزاب السياسية المغربية كيف نشأت ولماذا فشلت وما علاقتها ب ...
- رسالة من -ميرلو بونتي- إلى -جورج لوكاش-
- الجينيالوجيا حسب نيتشه
- عين الاختلاف نصوص شعرية على عتبة الفلسفة
- هتلر والإسلام: هتلر هو حامي الإسلام (حسب الدعاية النازية)
- الفلسفة والإلحاد: 5- سبينوزا
- الفلسفة والإلحاد: 4 - كارل ماركس
- الفلسفة والإلحاد: 3 - لودفيغ فويرباخ
- الفلسفة والإلحاد: 2- نيتشه
- الفلسفة والإلحاد: 1- جون بول سارتر
- سمير أمين: النهضة العربية الإسلامية، عن التحديث، التراث، الق ...
- حزبُ سبينوزا: علاقة اللاهوت بالفلسَفة (كانتْ هذه التجربَة مُ ...
- كارل ماركس: مفهومُ الوَعْي الطبَقي (تَجدُ الفلسفة في العُمال ...
- جاك إيلول: الأحزاب السياسية هي مجرد آلات ضخمة تمكن من الوصول ...


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الهلالي - عَـــــيْـــنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الرابع)