أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - ترکيا..دولة الفتونة!














المزيد.....

ترکيا..دولة الفتونة!


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمى المسلسلات التلفزيونية العربية التي تتناول موضوع "الفتونة"، کاد يطغي على المواضيع الاخرى لکثرة الاقبال الجماهيري عليها، حتى إن الکتاب باتوا ينبشون في التأريخين القريب و البعيد بحثا عن شخصيات و موضوعات ذات طابع فتوني بحت. لکن لو إنتبه هؤلاء الکتاب قليلا الى ترکيا و تمعنوا في الکثير من تصرفاتها السياسية و القضائية و الاجتماعية وحتى الانسانية، فسوف يجدون مجالا واسعا بالإمکان الاستفادة منه من عدة جوانب قد يکون الاقتباس مثلا نموذجا لذلک، فدم الفتونة الذي برد کثيرا في حارات و أزقة القاهرة و الاسکندرية و دمشق و حلب و غيرها من المدن، سوف يجدونه حارا بل وحتى يغلي في عروق ساسة و جنرالات و قضاة و برلمانيوا ترکيا الحديثة!
الدولة الترکية الحديثة التي بنيت على أنقاض أتعس دولة و أکثرها فسادا في التأريخ الاسلامي، مازالت تتعامل بنفس المنطق الذي کانت الدولة العثمانية تتعامل بها مع الولايات و السناجق التابعة لها، فهي تحاول دوما فرض منطق إستعلائي في مخاطبتها للدول الاخرى، خصوصا تلک التي تجد فيها ضعفا أو تشعر إنها بحاجة لمساعدة ما منها.
هذا المنطق الذي تدرکه جيدا کل دول الجوار الترکي خصوصا سوريا و اليونان و إيران و العراق و قبرص، قد باتت دول الاتحاد الاوربي أيضا تشعر به من خلال الرفض الترکي"غير المبرر"لشروط دول الاتحاد بخصوص الحد من تدخل"الجنرالات"في الشؤون السياسية وأمور أخرى لاتمت إليهم بصلة.
لکن ترکيا مع منطقها الاستعلائي هذا، تدرک ضئالة حجمها و محدودية دورها حين تکون في قبالة الولايات المتحدة الامريکية و إسرائيل، وهي تسعى ليل نهار لکسب رضا هاتين الدولتين حتى في ظل إسلامها السياسي، ومع هاتين الدولتين يتغير ذلک المنطق الإستعلائي الى منطق"إلتماسي"يتضرع خلاله ساسة أنقرة بکل خشوع لإستدرار عطف صاحب بابهم الاعلى في واشنطن و تل أبيب، ومع إن التقارير المتسربة من أقبية الدوائر السياسية و الامنية لهاتين الدولتين تتحدث عن إنزعاج بات يتزايد مع الايام من ذلک الالحاح الترکي المستمر على طرح أجندة محددة على بساط البحث و التعامل معها بمنطق سلاطين بني عثمان!
وبالامس، زار وفد برلماني ترکي مکون من أعضاء من حزب العدالة و التنمية الحاکم و حزب الشعب الجمهوري المعارض، مدينة کرکوک، حيث إلتقوا فيها بمحافظ المدينة و مجلس المحافظ فيها، وخلال اللقاء الاول، حرص الوفد الترکي على عرض عضلات الفتونة و التأکيد على عمق إيمانه بالديمقراطية في رسم خيارات الشعوب حين قال نائب عن الحزب الحاکم: "مصير هذه المدينة يحددها ساکنوها وإن المادة140 واحدة من مواد الدستور الدائم، لکن أي شئ في هذه المادة يلحق ضررا بمدينة کرکوک سوف نواجهه و نقف ضده"! يقينا أن المقطع الاخير للتصريح يناقض و بشکل صارخ المقطع الاول منه، ذلک إن منطق الإملاء هو الذي يطغي عليه، سيما حين حاول النائب ذاته تأکيد فتونته و حتى مقارنته بسادته و أولي نعمته حين قال بصدد الوجود الترکي في العراق: "من حقنا کدولة جارة للعراق أن يکون لنا تواجد فيه مثلما هو الامر مع أمريکا"!! إذن فبحسب هذا المنطق"الاعوج" المناقض لکل القوانين الدولية، من حق کل الدول أن تتداخل مع بعضها حتى يضيع الحابل بالنابل ويغدو الامر کما کان الحال في الاستانة بالدولة العلية، أي حارة"کل من أيد ألو"!
الحق إنني أدعو الکتاب المصريين و السوريين على حد سواء، الى الإلتفات الى هذا التراث الثر للفتونة العصرية التي يستعرضها رجالات الدولة الترکية في کل زمان و مکان وتوظيفها في أعمال درامية سوف تدر عليهم قطعا الربح الوفير ذلک أن فيها من الامور و الاهوال مالم يمر على البال أو الخاطر!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الحافي
- ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟
- في الحرب القادمة نهاية إسرائيل
- الذاهبون من الابواب و الداخلون عبر الانفاق
- عهد تصدير الازمات
- ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟
- دخان بلا طبيخ
- إاسرائيل تحت زر نجاد
- إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي
- الحل يکمن بإزالة الحکمين الايراني و السوري
- حماس و حزب الله و رقصة الموت
- إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير
- نوال السعداوي: يجب أن يحصل الشعب الکوردي على کافة حقوقه في س ...
- نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية
- لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم
- مايريده الغرب و ماتريده إيران
- کلام الرئيس صالح..هواء في شبک
- النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟
- عريشة بوجه العواصف
- الشن الامريکي لا يوافق الطبق الايراني


المزيد.....




- مصر.. مصرع شخصين غرقا بعد انقلاب سيارة في قناة بمحافظة البحي ...
- أطول إدانة خاطئة.. تبرئة أمريكية بعد 43 عاما قضتها وراء القض ...
- هاغاري: سنضمن العودة الآمنة للإسرائيليين إلى منازلهم في شمال ...
- ستولتنبرغ: الناتو يبحث وضع مزيد من الرؤوس النووية في حالة ال ...
- بايدن يحض في رسالة بمناسبة الأضحى على وقف إطلاق النار في غزة ...
- معهد ستوكهولم: زيادة عدد الرؤوس النووية بحالة الجاهزية القتا ...
- البيت الأبيض يفسر سبب -تجمد- -وزلة- بايدن خلال حفل للمانحين ...
- فوز بشق الأنفس لإنجلترا برأسية بيلينغهام أمام صربيا في كأس أ ...
- دبلوماسية صينية تقارن حجم -مجموعة السبع الكبار- بكوكب الأرض ...
- معالم الانتصار وأين يجب أن ترفع راية النصر


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - ترکيا..دولة الفتونة!