أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالحميد - مكانة تيار الإسلام السياسي في إقليم كوردستان العراق














المزيد.....

مكانة تيار الإسلام السياسي في إقليم كوردستان العراق


نادر عبدالحميد
(Nadir Abdulhameed)


الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 17:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشكل الإسلام السياسي كجبهة سياسية رجعية في إقليم كردستان العراق، احد العوائق أمام التقدم الحضاري والتحول الثوري للمجتمع، وذلك من خلال تحالفه مع أحزاب الحركة القومية الكردية الحاكمة أو المعارضة في برلمان كوردستان.

شاركت أحزاب تيار الإسلام السياسي مع أحزاب تيار الحركة القومية الكردية في معظم الحكومات المتعاقبة في الإقليم، على مدى العقدين الماضيين بعد سقوط نظام البعث (٢٠٠٣).

الأحزاب والمنظمات "الجماهيرية" للإسلام السياسي، تطيل بحياتها السياسية على هامش الإستبداد والرجعية السياسية للحركة القومية الكردية وحكومتها المحلية. ما لا يستطيع القوميون فرضه بشكل مباشر على المجتمع، وعلى العمال والأحرار والنساء، يتم فرضه من خلال الإسلام السياسي. هكذا، بتحالف الإسلاميين والقوميين، تكتمل السيادة الرجعية والمستبدة للطبقة البرجوازية الكردية علی رقاب العمال والكادحين والأحرار من النساء المضطهدات والشبيبة الثورية.

تيار الإسلام السياسي، رغم کونه قوة واقعية منظمة ورجعية خطيرة، إلا أنه بعيد كل البعد أن تفسح له الطبقة البرجوازية الكردية والمجتمع في كوردستان، فرصة كي يصبح حركة حاكمة، ليس هذا فحسب، بل وبعيد عن ان يمنحانه الفرصة كي يلعب دور المعارضة الرئيسية بوجه القوميين في السلطة، كما رأينا خلال موجات الانتفاضات في بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العقد الماضي. معارضة أحزاب الإسلام السياسي في كردستان العراق كانت دوما ذيلية ومكملة لمعارضة الأحزاب القومية الكردية.

ما نراه الآن من قدرة لدى الإسلام السياسي على جذب قطاعات من الشباب إلى المساجد، وتنظيم المسرحيات في توزيع الحجاب الإسلامي على الفتيات، يرجع في المقام الأول إلى الوضع الفكري والسياسي المتشائم الذي نشأ في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة عدم تمكن الاحتجاجات الاجتماعية، من ممارسة الضغط الكافي والفعال على الحكومة، کونها إحتجاجات مهنية مبعثرة، وغير موحدة لشرائح معينة من العمال والموظفين والكادحين وفئة الخريجيين العاطلين من الشباب والشابات بعد التخرج من الجامعات والمعاهد.

بعد أن ارتقت هذە الاحتجاجات المهنية المبعثرة إلی حركة سياسية جماهيرية موحدة، بقت عفوية ودون افق واجندة سياسية ثورية وواضحة، خاصة في السنوات السبعة الماضية بعد اوکتوبر (٢٠١٥)، إذ لم تمر سنة دون ان يشهد الإقليم موجات من المظاهرات الجماهيرية الضخمة، تستهدف التخلص من سلطة الحزبين الحاكمين. لكن، وكعادتها، قامت الأجهزة الأمنية والميليشية التابعة للحزبين وحكومتهما بسفك دماء المتظاهرين في كل مرة، وإعتقال القادة الميدانيين ومطاردة النشطاء.

الآن، وبعد إخفاق الحراك الجماهيري الثوري في كوردستان، بدا واضحا للجماهير الكادحة والتواقة للحرية، كون تحقيق مطالبهم العادلة والوقوف في وجه إجحاف هذا النظام، ناهيك عن الخلاص منه أو الإطاحة به، لن يكون ممكنا في ظل ميزان القوى الحالي بينهم وبين النظام، وبذلك فقدت الجماهير، ولو مؤقتًا، الثقة في قدرتها على إحداث تغيير في النظام وفي الوضع البائس الذي تعيش فيه. هكذا سيطرت حالة من اليأس علی الوضع السياسي، مما ادی من جانب إلی حدوث هجرة جماعية إلى خارج البلاد خاصة بعد (٢٠١٩)، ومن جانب آخر خلق هذا اليأس السياسي مناخًا فكريًا ونفسيًا كي تستنشط التيارات الإسلامية المختلفة وأحزابها لزج الشباب في المساجد، وتشجيع الفتيات بارتداء الحجاب.

من هنا نستنتج بأن محاولة استنهاض الحركة الجماهيرية للكادحين في كوردستان، تنظيمها وقيادتها بأفق اشتراكي ثوري أممي، وتوحيدها مع حركة العمال والكادحين في عموم العراق، كي تنهي الهيمنة الفكرية والسياسية للحركة القومية الكردية وتحد من تطاولات أحزاب السلطة وحكومتها علی الحقوق والحریات في هذا الإقليم، ستكون هي الضربة الأقوى للإسلام السياسي، وستكون أيضا بمثابة وضع الحجر الأساس في العمل السياسي الشيوعي لتغيير موازين القوی لصالح العمال والكادحين وتحويلهم إلى طبقة مناضلة لذاتها، نحو الخلاص من سلطة البرجوازية ونظامها الإجتماعي والاقتصادي النيو الليبرالي.
آواخر آب ٢٠٢٢



#نادر_عبدالحميد (هاشتاغ)       Nadir_Abdulhameed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة البرجوازية القومية الكوردية والإقليم الخاضع لها في إعا ...
- تجربتان من افغانستان
- إقليم کوردستان العراق، موقفان متضادان تجاه الانتخابات المبكر ...
- حول النهضة الإسلامية وظهور الإسلام السياسي
- هامش الحرية والجو السياسي المنفتح في العراق
- قضية المرأة في العراق، الحرية والاشتراكية
- كوردستان العراق، العقدة التأريخية الواجب فكها. (في الذكرى ال ...
- الحركة الإحتجاجية في کوردستان محدودة القدرة، عليها ان تتخط&# ...
- تجسید الإشتراكية كبديل واقعي لإقليم كوردستان العراق، م ...
- الأوضاع السياسية في كوردستان العراق واربعة بدائل سياسية
- مغزى التدخلات السياسية والعسكرية لدولة تركيا
- هل سنتمكن من إعطاء درس ما لهذه الانتفاضة؟
- الحركة العمالية في کوردستان العراق وآفاق إستنهاضها
- الحراک الجماهیري، المعارک الداخلیة وآفاق الثورة ...
- المجتمع العراقي، وحدة الجماهیر الحقيقية أم وحدة -الاخو ...
- کوردستان العراق، الاوضاع السياسية، الاحتجاجات الاجتماعی ...
- کوردستان العراق، الاوضاع السياسية، الاحتجاجات الاجتماعی ...
- کردستان العراق: الاوضاع السیاسیة، الاحتجاجات الإ ...
- في حاشیة الأجتماع الموسع الثالث و الثلاثین
- نحو المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الكوردستاني


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالحميد - مكانة تيار الإسلام السياسي في إقليم كوردستان العراق