أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر عبدالحميد - إقليم کوردستان العراق، موقفان متضادان تجاه الانتخابات المبكرة














المزيد.....

إقليم کوردستان العراق، موقفان متضادان تجاه الانتخابات المبكرة


نادر عبدالحميد
(Nadir Abdulhameed)


الحوار المتمدن-العدد: 7041 - 2021 / 10 / 8 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وقت تتجه فيه الجماهير الكادحة والشبيبة الثورية والمرأة التواقة للحرية في العراق، نحو الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة أكتوبر (٢٠١٩)، نعم في هذا الظرف تنظم السلطة الميليشياوية الفاسدة لتيارات الإسلام السياسي الطائفي والقومي، وبالتعاون مع الدول الإمبريالية والدول الرجعية في الشرق الأوسط، مسرحية ساخرة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

في الأصل، تبنت الأحزاب الميليشياوية الحاكمة سياسة إجراء انتخابات مبكرة، بهدف إخماد شعلة الانتفاضة بوسائل "ناعمة"، استكمالاً لأساليبها وأعمالها الإجرامية لقمع الإنتفاضة بإطلاق النار على المتظاهرين، وقتل المئات من الشبيبة المنتفضة وملاحقة النشطاء واغتيالهم.

وفي إقليم كوردستان العراق، فإن الأحزاب الميليشية الحاكمة وحكومتها، ومعها الأحزاب القومية والإسلامية المعارضة، شركاء في تمثيل هذه المسرحية الساخرة وإدارتها وتنفيذها في هذا الإقليم، فرغم اختلافاتهم مع السلطة المركزية حول الحصص والميزانية، وكذلك رغم عدائهم القومي السافر ضد الأحزاب القومية الشوفينية العربية والدينية الطائفية العراقية، إلا إنهم متضامنون معهم طبقيًا بشكل واضح، لإجهاض الانتفاضة وإعادة ترتيب شؤون السلطة البرجوازية في المركز، والتي هم جزء من تركيبتها المحاصصاتية القومية والطائفية.

اما موقف الجماهير الكادحة في كوردستان العراق تجاه الإنتفاضة، فهو الوقوف إلی جانب الجماهير المنتفضة، لأنها تعاني نفس المآسي التي تواجه الجماهير الكادحة في الوسط والجنوب، من بطالة وجوع وحرمان من الحقوق والخدمات، إذ طوال فترة حكم تلك الأحزاب الميليشية القومية والإسلامية الرجعية الحاكمة في هذا الإقليم، تخرج غاضبة بين حين وآخر الی الشوارع في حشود جماهيرية ضخمة ضد سلطتهم، يتعرضون فيها للقمع والقتل والإغتيالات، مثل ما تتعرض الجماهير المحتجة في الوسط والجنوب علی يد الميليشيات والأجهزة الأمنية القمعية للحكومة المركزية. فمن الطبيعي ان ترى الجماهير الكادحة في كوردستان من إنتصار هذه الهبة الثورية دعما لنضالها التحرري من اجل الخلاص من سلطة تلك الأحزاب الفاسدة والمتربعة علی عرش الحكم في الإقليم.

إن موقف الجماهير في إقليم كردستان تجاه الإنتخابات، مثل موقف الأحرار والكادحين في جميع أنحاء العراق، وهو المقاطعة وعدم المشاركة في مسرحية ساخرة لإعطاء الشرعية للسلطتين الفاسدتين في المركز والإقليم، وملطخة أياديهم بدماء هذە الجماهير. إن هذه المقاطعة من قبل الجماهير، بهذا الشكل الواسع والواضح، هي موقف سياسي رائع للجماهير الرافضة لسياسات الحكومتين المركزية والإقليمية، وأحزابهما الحاكمة.

من حيث الظروف الموضوعية، فإن مصير الجماهير في إقليم كوردستان، مرتبط بمصير الجماهير في عموم العراق، إلا إن أحزاب التيارات القومية والإسلامية الطائفية في كلا الطرفين، شتتوا نضالاتهم المشتركة، ووضعوهم في صراعات مستمرة باسم طوائفهم وادیانهم وقومیاتهم، كي يحشدونهم في طوابیر الانتظار للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لإنجاح قوائمهم، لضمان حصة الأسد في السلطة باسمهم، من اجل سلب ونهب الملیارات من الاموال العامة.

هذه هي المعادلة "الذهبية" لأحزاب هذه التيارات البرجوازية، القومية والدينية الطائفية، التي تمكنت من خلالها، وبدعم من الدول الإمبريالية الغربية، والدول الرجعية الإقليمية في الشرق الأوسط، من الحكم والبقاء في السلطة. لذا فإن سبيل الخلاص من الفساد والقمع والظلم وسلطة الميليشيات، ليس المشاركة في الانتخابات، بل تنظيم وتوحيد صفوف الشعب الكادح علی صعيد العراق.
إن تنظيم الجماهير الكادحة في كوردستان ورص صفوفها مع الجماهير الكادحة في عموم العراق، وبأفق إشتراكي أممي، كفيل بإنشاء سلطتهم علی ارض الواقع ضد شتی الألوان من التيارات القومية والإسلامية البرجوازية وفرض التراجع علی سلطتيهم المركزية في بغداد والمحلية في إقليم كوردستان، وبالتالي ضمان إسقاط النظام السياسي بأكمله وإرساء إرادة الشعب الكادح في المجالس بدلا من الإرادة البرجوازية المتجسدة في البرلمان.
أواخر أيلول ٢٠٢١



#نادر_عبدالحميد (هاشتاغ)       Nadir_Abdulhameed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول النهضة الإسلامية وظهور الإسلام السياسي
- هامش الحرية والجو السياسي المنفتح في العراق
- قضية المرأة في العراق، الحرية والاشتراكية
- كوردستان العراق، العقدة التأريخية الواجب فكها. (في الذكرى ال ...
- الحركة الإحتجاجية في کوردستان محدودة القدرة، عليها ان تتخط&# ...
- تجسید الإشتراكية كبديل واقعي لإقليم كوردستان العراق، م ...
- الأوضاع السياسية في كوردستان العراق واربعة بدائل سياسية
- مغزى التدخلات السياسية والعسكرية لدولة تركيا
- هل سنتمكن من إعطاء درس ما لهذه الانتفاضة؟
- الحركة العمالية في کوردستان العراق وآفاق إستنهاضها
- الحراک الجماهیري، المعارک الداخلیة وآفاق الثورة ...
- المجتمع العراقي، وحدة الجماهیر الحقيقية أم وحدة -الاخو ...
- کوردستان العراق، الاوضاع السياسية، الاحتجاجات الاجتماعی ...
- کوردستان العراق، الاوضاع السياسية، الاحتجاجات الاجتماعی ...
- کردستان العراق: الاوضاع السیاسیة، الاحتجاجات الإ ...
- في حاشیة الأجتماع الموسع الثالث و الثلاثین
- نحو المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الكوردستاني
- نقد - التيار الديمقراطي - في العراق، تجربة الدنمرك أنموذجا
- اضواء على مؤتمر لندن.
- نحو إلغاء عقوبة الإعدام


المزيد.....




- رجل يعتدي بوحشية على طفل أفغاني ويطرحه أرضًا في مطار موسكو
- توقيف طبيب نفسي مغربي بشبهة الاعتداء الجنسي على مريضاته وتصو ...
- كيف يقضي طيارو المقاتلة B2 عشرات الساعات داخل قمرة القيادة؟ ...
- ماذا نعرف عن صناعة كسوة الكعبة؟
- وزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكي ...
- مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسق ...
- قتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ ب ...
- شرق ألمانيا: تطرف الشباب أو حين تصبح -تحية هتلر- عرفا مدرسيا ...
- مرسيدس تختبر أقوى سيارة كهربائية فائقة السرعة!
- القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر عبدالحميد - إقليم کوردستان العراق، موقفان متضادان تجاه الانتخابات المبكرة