أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - غياب التقانة الروائية في مسرات سود















المزيد.....

غياب التقانة الروائية في مسرات سود


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


"مسراتٌ سودٌ" للكاتب العراقي "علي حسن الفواز"
توضحت معالم كتاب "مسراتٌ سودٌ"، من خلال اجتراح الكاتب "علي حسن الفواز" لشخصيتين "مهاوي المحقق/ حسان صاحب اليد الثالثة" في سردية متن كتاب- جُنس رواية- في 160صفحة من القطع المتوسط- بحسب خبرة الناشر، صادر عن دار الشؤون الثقافية العامة- 2020م.
حيث لم يشفع التجنيس المصنّف على غلاف المطبوع على انه " رواية" ليسلّم بأنه من " جنس الرواية" ما لم يتوفر على بعض التقانات التي تجعله كذلك، وفي الوقت نفسه لا يمكننا اقصاء محتواها المشوّق بانه ليست رواية مُجنَّسة علمياً. وربما سمّة الجرأة المشوّقة، هي التي دفعتنا الى مواصلة التوغل الى متنِ ذلك المطبوع، وما فيه من متانته هي ما تبقيه بقيمته بين كتب المكتبة، دالّة على مجهود صاحبها الذهني الواضح، ولعلّ من الإجحاف المَقيت تبديد تلك الغايات بالتأكيد على غياب تلك التقانات التجنسية. حيث تسعى تلك السرديات لتبرير شيءٍ ما. وتؤكد أفكارًا، فمن السذاجة أن يبقى الأنسان محصوراً بين ضفتي فكرة ما في زمن توسعت فيه العوالم المعرفية، وتنوّعت فيه الأفكار، بعد أن صارت المعلومة مشاعة الوصول الى أقصى مديات هذا الكوكب الأرضي الذي تشغله ملايين الكائنات الحيّة. كما ينبغي على الانسان أن يكون متفاعلاً مع أبرز المستجدات التقنيّة، ومن المُعيب بحقه الحيويِّ؛ أن يبقى طوال مراحل حياته يدافع عن الأفكار القديمة، دون الاطلاع على مُتَعارِضاتِها الحديثة، ومدى نجاعتها.. اذ بات المثقف يطوّر فكرته التي ينافح من أجلها.. بتحديث المحتوى الفكري الذي يجعل من العمل سفيرا خالدا متحدياً الازمان، ويبقى منافحاً للطمس المتعمَّد مدى العصور. "كذلك ابطال الروايات والسيّر والأسفار والمغازي التي كنت أسمعها منه لم تخرج عن صورة الفحولة، فهذه الفحولة كما يبدو جامحة لصورة البطل الذي كنت أسمع عنه بشغف، فهو فحل جنسي جامح- النص"، حيث تأريخ الإنسانية فيها حوادث مشابهة يُعاد سردها وترتيبها لتؤكد أفكارًا ما حول طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه، وإمكانيّة تغييره (حسب رؤية كارل يونغ). رسم نص "مسرات سود" صورة بيّنت السلطة الحاكمة التي تمتلك كل شيء، ولكنها لا تمتلك ما يمتلكه المثقف بدلالة انه يقارعها، فتتعمد أن ترميه وراء الشمس، لأنه القادر على رد أفعال عديدة لن تقدر على التقليل من شأنها. ولكن الصورة لم تظهر وضوح السبب المباشر لجريمة المتهم ومثوله تحت منصة التحقيق، سوى ان المتهم "صاحب اليد الثالثة"، يتمكن مما لم يمكنه المحقق. كأنما الفعل الجنسي هو العامل الرئيس في الحياة مؤكدة ما تحدثت النظرية التي حاول اثباتها في مطلع القرن الماضي- عالم النفس (سيغموند فرويد 1856-1939)، ومن خلال فرضياته أقام فيها جسوراً صلبة بين الأشكال الجنسية "غير السوية" وتلك السوية، منطلقاً من وجهة نظر، لا تهتمّ بحكم أخلاقي. بحسب ظن "فرويد" بات يعرض لنا فكرته التي شغلت العالم، دون ان ترسخ نجاحها، والتي كان محورها الذي يتمثل بالمشاكل الجنسية كموضوعة أساسية في تحليل طبائع الأنسان، وان يستبطن من سيرته الخاصة اسراراً دقيقة ليلبسها دفاعات مبرهنة وفق ما يودّ اثباته من فرضيته المبتكرة، والتي تصدرت الواجهة الفلسفية من بين أشهر الفرضيات الشفيفة، وليست من بين النظريات التطبيقية، الحقّه. بعد أن أثرت في "مُجامليه/ مُجايليه" محاولة اقناعهم بأن العامل الجنسي هو العامل المؤكد والرئيس الذي ينتج تحليلا شاملا متكاملا يصل به الى نتائج في علم النفس وكتبه. وكانت أفكاراً غير معرفية (تقنية إعادة تحديد الرغبة الجنسية والطاقة التحفيزية الأولية للحياة البشرية).. ان تلك "المسرات السود" فاتها ان يكون فيها عالمين متضادين أحدهما يطرد الآخر، كصراع. مثلما لم يفصل الكاتب بين طبيعة اللغة التي تدور بينهما، بين الشخصيات بضمير متكلم (مهاوي/ حسان)، وكأنهما شخصية واحدة تتكلم بنسق واحد، واحداهما من الأخرى. باتت مترهلة، تمسّ موضوعة الثنائية "الجنس" مقابل النشاط الحياتي، وكأنما الحياة لا تعطيه فرصة الا لأجل ان يثبت للقارئ بأن العملية الجنسية هي الأهم ما على الانسان (اكتشافي لسحرية يدي الثالثة أربكني كثيراً- النص).. مثلما تغاضى عن الايضاح، حول مسألة النمو البايولوجي الطبيعي، لـ "اليد الثالثة" بنحو صيرورتها "السوريالية"... بل نعهدهما لم يكونا متناقضين في الأفكار، فهذه تفصيلة مُهمة – تخص الفن الروائي الذي يستخدم تيار الوعي- المفترض شخصان بينهما صراع شرس كلاهما يطيح بفكرة الآخر ليحقق التشويق من ذلك الجدل بين المحب والكاره.. "ذلك ان الثوريين، بكل تخيلاتهم للمثل العليا، لم يميلوا لأن يكونوا واسعي الخيال حتى يقدموا أدبيات مهمة" حسب "سارتر"..
المجملُ؛ لم يتجاوز شخصية المحقق ("مهاوي" المعطوب جنسيا، والذي لم يستطع إرضاء زوجته، والذي خسر أهم فعل يظنه في الحياة، وهو إرضاء نزوته، وبالتالي كسب ودّ من عينه محققاً – النص)، واعطاه الصلاحيات الكاملة في التعامل مع من يحقق معهم، والذي بدوره صار يحاول النيل من الذين تحت يده ويتقصدهم في اعطاب ما يقدر عليه.. اما المقاطع الصغيرة الملحقة فقد جاءت إضافات سريعة، تخبرنا بجمل برقية، حول تجذير شخصية "مهاوي" ابن الراقصة، وما جرى عليه من اطوار الماضي. ومن الجدير بالذكر هنالك العشرات من الأعمال السردية خرقت تابوات النشر، وراحت سمة الجرأة هي العلامة الأبرز التي تتغاضى فيها عن متانتها الروائية، في أعمال سردية محلية وعربية كـ(حرّودة / الطاهر بن جلون (المغرب)، الشيء / خليل النعيمي (سوريا)، الحبيب السالمي/ بكارة (تونس)، حنان الشيخ/ عذارى لندنستان (لبنان)، أيمن الدبوسي/ انتصاب أسود (تونس)، وكذلك شظية في مكان حساس / وارد بدر السالم (العراق) وبرغم التقريرية الصحافية، للأخيرة.. كونها اِتسمَّت بطابع (أحاديث جنسية، لأن الجسد هو سرّ أسرارها الباعث على اللذة- النص)، وذلك لم يفصح عن طبيعة ذلك التقويض إلا من خلال الارتواء الجنسي، الذي يقدر عليه "حسان"، حسب ظن "مهاوي". الشخصيتان متوازيتان تسيران معاً دون ان تتعارضان، وتفصحان عن ثنائية الهزيمة ما بين السلطة والمواطن.
12-5-2022م



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رواية قيامة الحشاشين
- عن امواج عبد الله ابراهيم
- مفاهيمي الخاصة في التجنيس الأدبي
- التأريخ وعاطفة المنبر
- التواضع والكاتب
- ملاحقة التأريخ
- اللغة الحس
- في ذكرى الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب
- تضع كفها على قلبي حمامات بيض تنزل، فلا اموت
- الفصل /3/ ليلى والحاج
- عن الرواية عامة
- نصوص التواصل الأجتماعي
- اسرار القراءة في رواية دمه
- عن -أمير الحلاج- ايضاً
- قامة عبد الستار نصر
- كلب -فرانز كافكا- الذي يكره النباح ولكنه داع الى الثورة
- كأسك ليس بملآن
- يصارعوك كي لا ينتصر عليهم شكهم.
- حتى حماري ينصح كل صاحب لي
- كن كحمار الحكيم حكيما


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - غياب التقانة الروائية في مسرات سود