أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - عن رواية قيامة الحشاشين














المزيد.....

عن رواية قيامة الحشاشين


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


دائما أقول بأن النصوص الروائية العظيمة، تبقى تعطي عطائها، وتسرّبه كالنبع الصاف الذي يسقي انسان عطش، فلا العصفور ينسى غديره ولا ذلك الانسان الذي بلّ ريقه منه، ولا الروايات المهمة - بمتنها سوف تنسى. ولن تنسى، على العكس من ان بعض الروايات التي قرأتها لبعضهم، سوف تصاب بنفور من صاحبها، لأنك قرأت له في السابق، ولم يستطع أن يقنعك بلفته، أو نأمة- يال سخرية الاقدار– وربما بعد حين تكرر ان تمنحه تلك الفرصة سوف تجده – أيضا- لم يستحقها، وقد ذبل معه تركيزك وجهدك ووقتك.
لكم وكم تعجبني تلك الروايات التي تذهب بفتوحات جدية، وجديدة.. مثل نبش قبر" حسن الصباح"، لعلها مغامرة روائية وهي تسلط الكشف على حقبة زمنية غابرة، وتدخل الى مرويات التاريخ، بورقة مخطوطة أو طرس كمادة صلبة يحتاجها التاريخي في كتابة تأريخه، في اثباته بانها ليست مغامرة ان يدخل الى قبر ويبدل العلامة بعلامة أخرى قد غيرتها النوايا، كالحقيقة الغائبة، قيامتها ذلك القبر الذي فيه رقائق "حسن الصباح " ومزاميره مؤسس فرقة "الحشاشين" زعيم الفرقة الباطنية التي لها باب يشير نحو التطرف الفكري والمذهبي في التاريخ العربي الإسلامي، حتى أيام نهايتها على يد هولاكو سنة 1250م. دخول ليس للعبث، فالدخول الى القبور لها إشكالية استعادة الحقيقة، وتلك لا تأتي إلا بالمغامرة، وقوة التخييّل، النظر الثاقب، العودة الصريحة الى ذلك التاريخ، التقمّص الى حد الذوبان في ماهية تلك الشخصية واستخراجها من التراب، والمسح الشامل عن ملابسات تلك الحقبة، واشكاليات أصل الفكرة، وكإنها فكرة يتنازع عليها اليوم عالم التاريخ، فعالم التاريخ هو – الروائي الذي يقرأ صفاً طويلا من الحيطان المتراصة حتى يقول لنا عن مشروعية وصدق وصوله الى عمق ذلك القبر المظلم، ان يجعلنا نشمّ معه تلك الرائحة العطنة لذلك التراب الذي لم ينبشه أحد من قبله، أو ينبشه بطريقته الخاصة.. ليكشف عن محتوى عميق، وغويط، ويدلنا – حسب نص الرواية – عن سبعة مزامير وخنجر – ذلك الخنجر المسموم الذي رسمته مدونات أخرى، بانه خنجر الاغتيالات السرية التي حدثت، ومازالت تحدث باسم الرب والامام – خنجر ذكي بقي مسموما ليخرق كل المخالفين - بحسب عقيدته - ونشرها، ويدعوهم للحج إلى إفريقيا التي يعتبرها أرض الميعاد.. مستمر في التخييل، مستمرا في صنع مادة صلبة من التاريخ المتخييل، المُصطنع تخييلا، بإزاحة الوهم عن الوهم، واحقاق الوهم بديلاً عن الوهم.. كما يقول هوبكنز: "كذب ثم كذب حتى تجد كذبك حقيقة"، وتذهب الفكرة من الفكرة الى "اليمن" بحثا عن "الاسماعلية" واسرارها.. رحلة اغتيالات في مسح أثر تلو أثر، وكأنها تعيد كتابة التاريخ عبر قيامة حشاشين جدد لا يردون من الروائي ان يعيد النظر في تلك المشاوير، حقا انها رواية مثيرة، وكم انا – شاكر للصديق "خالد علي" الذي اقترحها علي، كأنه قدم لي قدح ماء لن ينسى حتى اني استمتعت بهذه الرواية الموسومة ب"قيامة الحشاشين" للكاتب التونسي الهادي التيمومي الذي هو الاخر لن انساه. معذرة فهذه كتابة منفعلة مع كل المحبة.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن امواج عبد الله ابراهيم
- مفاهيمي الخاصة في التجنيس الأدبي
- التأريخ وعاطفة المنبر
- التواضع والكاتب
- ملاحقة التأريخ
- اللغة الحس
- في ذكرى الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب
- تضع كفها على قلبي حمامات بيض تنزل، فلا اموت
- الفصل /3/ ليلى والحاج
- عن الرواية عامة
- نصوص التواصل الأجتماعي
- اسرار القراءة في رواية دمه
- عن -أمير الحلاج- ايضاً
- قامة عبد الستار نصر
- كلب -فرانز كافكا- الذي يكره النباح ولكنه داع الى الثورة
- كأسك ليس بملآن
- يصارعوك كي لا ينتصر عليهم شكهم.
- حتى حماري ينصح كل صاحب لي
- كن كحمار الحكيم حكيما
- حماري الحكيم الناصح


المزيد.....




- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...
- مصر.. وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما
- سرديّة كريمة فنان
- -وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله ...
- الحنين والهوية.. لماذا يعود الفيلم السعودي إلى الماضي؟
- -المتمرد- يطوي آخر صفحاته.. رحيل الكاتب صنع الله إبراهيم


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - عن رواية قيامة الحشاشين