أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لا تقتل شغفك -أنت كما تحلم أن تكون 2-














المزيد.....

لا تقتل شغفك -أنت كما تحلم أن تكون 2-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


من عادتي كل يوم جمعة أن أذهب في الصباح الباكر لسوق المزارعين Farmers’ market
البائعة التي اشتري منها طيبة جداً وضعيفة في الحساب..تأتي مع أمها وأبيها كل جمعة ليبيعوا محاصيلاً مختلفة…
أشتري منها من قرابة العام، وتبيع الفاكهة النادرة في أمريكا: كالتوت، التين، الإكدنيا (المشمش الهندي)، فاكهة الشغف (الباشن فروت) وفاكهة التنين (الدراكون فروت)
سوق المزارعين في آمريكا يحدث غالباً في أيام الجمعة أو السبت حسب المنطقة، أسعاره عادة أقل ب 50-90 ٪ من أسعار أسواق البقالة، ولفاكهته طعم حقيقي لأنها طبيعية…
اليوم وصلت باكراً ، لم يضعوا الفواكه والخضروات في سلالها بعد.
قالت البائعة: تستطيعون تعبئة سلالكم بمفردكم، السلة بثلاثة دولارات.
بدأت سيدة في الأربعينات أيضاً-مثلي- تبدو عليها كل مظاهر الغنى تملأ السلة بضعف الحمولة وتعبئ في الأكياس…
قلت لها مع ابتسامة ود:
-الحد الأقصى عشرة حبات من فاكهة الشغف ( الباشن فروت)، سلتك تحتوي أكثر من سلتين…
فأجابت بغضب:
-اهتمي بشؤونك هذا يخصني .. Mind your own business
قلت بصوت هادئ لكن حازم:
-عملي هو الإنسانية ولا أستطيع أن أرى السرقة أمامي وأصمت، هذا أرخص مكان لبيع الخضروات والفاكهة على الإطلاق وأنت تريدين المزيد؟
سكتت المرأة عندها خاصة بعد أن بدأ غيري من المشترين بتأييدي، ثم بدأت تملأ السلة باعتدال.. وغضب أيضاً…

يبدو هذا الموقف صغيراً جداً، ربما لا يستحق الذكر، لكنه استجلب إلى مخيلتي كثيراً مما يحدث حولنا…
جماعة الطمع، الجشع، من يقتلون النبيل في كلامنا ومن يفترضون السوء في كل موقف.. جماعة سرقة الشغف -قبل فاكهته-…
ابقَ مع الطيبين وابتعد عمن يملأ سلاله طمعاً معنوياً قبلها مادياً.
إن رأيت ظلماً فتحدث.. ارفع صوتك.. كنْ واضحاً..هادئاً ومسالماً، ثم تكلم.
طاقتك تتأثر بمن حولك.. لا تقتل شغفك.
*************

الحب المزعج: هو الحب الذي يرهقك بافتراضات الطرف الآخر، بخوفه المرضي.
الحب المزعج يسيطر عليه قلق بغيض، يقض حياة صاحبه، فيحاول نشره حولك على هيئة "حب".
الحب المزعج: حب التحكم بالشخص، تفسير مواقفه، و تحليل جمله، فيتحول الجاهل طبيبًا نفسياً.
الحب المزعج: يخنق و يميت، ولا يمت إلى المحبة الحقيقة إلا بتوهمات الشخص في أنه قادر على الحب.
الحياة أقسى من أن نقدر على احتمال من يفترض في نفسه طبيبنا النفسي، من يحبنا حباً يخنق ويقتل أي لحظة فرح أو امتنان…
اسعَ في طريق من يحبك حباً خفيفاً، من يحرص على إكثار لحظات سعادتك وإنقاص قلقك لا العكس…

وبالمناسبة: ليس كل قلق مرض نفسي..
يرافق القلق اضطرابات الغدد الصماء خاصة الدرقية، كما يرافق أمراض الرئة والقلب..
كثير من أمراض المناعة الذاتية تتظاهر بقلق وأدويتها تسببه أيضاً.
أمراض كثيرة جسدية ونفسية تتظاهر بقلق، كثير من الأدوية تسبب في آثارها الجانبية قلقاً…
يختلف علاج القلق بعلاج الحالة، لا يمكن تعميم العلاج لذلك مراجعة الطبيب واجبة.
أن تتعامل مع القلق المؤثر على عملك، علاقاتك وحياتك كمرض يحسّن حياتك ويساعدك في تحقيق أحلامك، لكن أن تعتبر قلقك المزعج شيء طبيعي سيدمر صحتك الجسدية كما علاقاتك الاجتماعية، وسيصبح لك أحلام أخرى لا تشبهك.. لا تقتل شغفك.
*************

الحرية دوماً مفهوم نسبي.
أبداً لا يوجد بلاد في هذا العالم المضحك تطير فيها الحرية نحو السماء…
الحرية كما العدالة دائما محبوسة في قفص، لكن يختلف حجم القفص، يختلف نوعه، رفاهيته وسكانه بحسب البلد...

الحرية في بلاد الشرق في قفص عصفور لا تسع شبابنا ولا أحلامهم، وعندما يحلم أحده بالحصول عليها يموت وأحلامه خنقاً…

الحرية في بلاد الغرب في قفص كبير، فيه كل حاجات الآنسان الأساسية وأهمها -إن كنتم لا تعلمون- القانون..
والجميع في القفص من دون تمييز…
هذا ما يجعل الغرب بأقفاصه الكبيرة حلم الهجرة!

أجل إن هدف الإنسان الأساس -حول العالم- هو المساواة، و غايته الأسمى هي الطمأنينة...
ما بقي من شعاراتنا التي نرددها.. تدخل جميع الأقفاص و.. ندخل معها...

قفصك أنت من يختاره، لا تقتل شغفك…

أنت كما تحلم أن تكون…


يتبع…
من سلسلة أنت كما تحلم أن تكون: بقلم: لمى محمد
#لمى_محمد



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطايا العشرة المميتة -أنتَ كما تحلم أن تكون 1-
- غادروا وهاجروا -اسمها محمد 45-
- غيّر القبعة، لا تضع قناعاً -اسمها محمد 44-
- تجديد الخطاب الديني: سحر دبيّ مثالاً -اسمها محمد 43-
- اقرؤوا الفاتحة على قسم أبقراط - اسمها محمد 42-
- “لا يجب أن نتحدث عن برونو “*: هل يتلف نظام الرعاية الصحية حو ...
- ثوابت نحتاجها -اسمها محمد 41-
- مفاتيح الحياة - اسمها محمد 40-
- تعريف المرض النفسي كما لم تسمعه من قبل - اسمها محمد 39-
- عملية قلب مفتوح في الطب النفسي - اسمها محمد 38-
- - يابختك- هل تحتاج طبيباً نفسياً؟ -اسمها محمد 37-
- الديانة_الابراهيمية -اسمها محمد 36-
- كيف تصبح جاسوساً -اسمها محمد 35-
- ما رسالتك على هذه الأرض؟ -اسمها محمد34-
- أين ستر الكعبة؟ -اسمها محمد 33-
- القضية الحقيقية هي عدم وجودنا -اسمها محمد 32-
- رعاة البقر العرب -اسمها محمد 31-
- دكتور محمد هل تحملين قنبلة؟ -اسمها محمد 30-
- يحاربونك في عملك: إليك السبب -اسمها محمد 29-
- ماما أمريكا-اسمها محمد28-


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لا تقتل شغفك -أنت كما تحلم أن تكون 2-