شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 06:33
المحور:
الادب والفن
على عرف ديك اغنّي
1
أصيح اكرّر بالنائمين انهضوا
فشمس البطالة تشرق
ويبقى المغنّون
يبقى المغنّون للعزف
في ليل بغداد يستمعون
يكاد الجنون يتوّج في وطني ملكاً
وأنا أتقلّب فوق الوسائد منتظراً
جنون الجنون
أيّها الحاكمون
سلام على كلّ ذرّة في وطن الخضر
خضرا بستانكم
جنّة بوركت
على أرض بغداد بغدادكم
اُمّة ظمئت
وفي الشمس تعشو
لوان الفوانيس تبقى بعيداً
وكل النوافير تبقى بعيداً
وكل ّالسنابل
ارغفة الخبز تبقى بعيداً
فشعب من الطبقات الوضيعة لا يستحق الحياة
كلّ يوم يزمّر
تحت لوح جواد..
ويكفر بالنعمة المستفيضة
يكفر في نعمة فيضها
من رضى الله
نحن رفعناه
عن عقب تحتها كاد يسحق
حدّ المرارة والموت
صغاره كانوا هنا يلعبون
والاجلّاء من سادة القوم
حتى حرمنا من النوم يا للمصيبة
شبّانهم والشيوخ
هنا يقرعون الدفوف
وفي كلّ ساعة من وضح هذا النهار
لنهار يليه
يرفعون عقيرتهم يلعنون
وهم يحلون كأنّا مجوس
وقد غفلوا يوم كانوا
يقفون أمام الدكاكين من اجل ملعقة
لدهن ومعجون فوق الكواغد
يا لهذا التجهم من ناكرين الجميل
2
نسوا يوم كانوا يساقون للحرب
قطعان مثل الجراد
يطاردهم عملاء لفرعون بغداد
فرعون ارحم بالضعفاء
من شقيّ لتكريت
كانوا له يركعون..
فما بالهم كل يوم هنا تحت لوح جواد
يقرعون الصنوج
ومن مطلع الشمس حتى المغيب
يقرعون الصنوج
3
كلّ يوم اجدّد ربّ الدعاء
لفكّ معاصم بغداد من قيدها
وطرد سحابة أحزانها
وفي الفجر كانت تصلّي
وتأتمّ خلف المجوسيّ
علّ المجوسيّ يشفع
ويجعل كعبته في الصلاة
كعبة المسلمين
يا محمّد ص
بغداد تشكو اليك
ديكهم والدجاج
والثعالب من خلفهم
لقد بحّ صوتي
وبحّت حناجر
ولم يرفعوا حجراً عن حجر
اكانوا مجوس
ام تيوس التيوس
لقد بحّ صوت المغنّ
ولم ينطق الببغاء
يا محمّد ص
يا سيد الكائنات
لهم عالم السعداء
ولنا عالم البؤساء
لهم الف الف من الببغاء
ولنا بلبل في القفص
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟