أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد حسن عمر - مكانه العمل كعبادة














المزيد.....

مكانه العمل كعبادة


احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 02:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مكانة العمل كوسيلة لإعمار الأرض
اعداد
الدكتور/ احمد حسن عمر
كان من أسباب تأخر العرب عن الحضارات الأخرى في الجاهلية، احتقارهم للعمل اليدوي الذي أطلقوا عليه (المهنة) من الامتهان، فلا يعمل في المهن كالنجارة والحدادة والزراعة والحراثة والفلاحة إلا العبيد، فكان سادة العرب لا يعملون إلا في التجارة، حيث الربح الوفير بأقل مجهود، مما غذى فكرة شرف الكسل واحتقار العمل، وجاء الإسلام ليجتث كل هذه المفاهيم السلبية الخاطئة، فجعل الإيمان والعمل متلازمين في وقت كان الإيمان مشكوكاً به وكان العمل محتقرا، لتأكيد أن العلاقة علاقة مصيرية لا فصل بينهما، وأكثر القرآن من آيات العمل.
وتكمن أهمية العمل في أنّه يكفل للإنسان الحفاظ على كرامته، ويفتح له الآفاق الكثيرة حتى يتطوّر وينمو في عمله ويُصبح شخصًا فاعلًا لا يحتاج إلى أيّ معيل بعد الله، ولهذا فإنّ العمل عبادة وليس مجرّد حاجة حيوية للإنسان، بل إن العامل يأخذ أجرًا من الله تعالى لأنه سعى لتحصيل رزقه، ولم يقف مكتوف الأيدي، فالأنبياء عليهم السلام جميعًا كانوا يعملون بأيديهم، وكانت لهم مهن يمارسونها، ولم يرد أن كان أحد الأنبياء أو الرسل لا يملك حرفة أو مهنة يكسب منها قوته حتى وهم يؤدون رسالاتهم، وقد عمل الكثير منهم في رعي الغنم، وقد جاءت الحكمة من العمل لعدة أسباب تتمثل فى الآتى:
• التأكيد على مكانة العمل ليس كوسيلة لكسب الرزق فقط وإنما هو وسيلة للإصلاح في الأرض وإعمارها.
• الاقتداء بالأنبياء والمرسلين في إتقانهم للعمل والإخلاص فيه.
• استخدام الموارد التي سخرها الله للإنسان فيما يفيده ويفيد غيره.
• الرحمة والرفق بالمخلوقات
بعد هبوط سيدنا آدم علية السلام من الجنه إلى الأرض هو وزوجته حواء، لم يكن يعرف الا الأسماء التى تعلمها من الله سبحانه وتعالى وكان من ضروريات الحياه أن يبحثا على مصدر للرزق حتى يستمرا في العيش على سطح الأرض، فاتجه آدم إلى حرث الأرض وزراعتها وكان يصنع بيده كل ما يساعده في الزراعة من معدات ، حيث كان يصنعها من الخشب.
أما إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام فقد امتهنا مهنة البناء، حيث قاما برفع قواعد البيت الحرام بمكه وقاما ببناء المسجد الحرام بأوامر من الله تعالى.
فى حين عمل موسى عليه السلام كراع للأغنام عند شعيب عليه السلام لمدة عشر سنوات بعد ان تزوج ابنته وقد كان ذلك مقابل المأكل والمشرب والمسكن، وذلك بعد أن هرب من فرعون.
وعمل عيسى عليه السلام بمهنة الطب، حيث كان يبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ويحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، وكان يوسف عليه السلام يعمل مفسرا للأحلام ومستشارا ووزيرا وقاضيا.
اما داود علية السلام فسخر الله سبحانه وتعالى لع الحديد ، فكان يلين في يده ويشكله مثلما يشكل الطين، وقد احترف صناعة الأسلحة والدروع الحربية.
وعمل نوح عليه السلام كراع للأغنام، ولكن مهنته الأساسية كانت النجارة، وقد أمره الله سبحانه وتعالى بصناعة سفينة كانت أعظم السفن التي عرفها التاريخ القديم والحديث. بينما كان صالح عليه السلام مربيًا لقطعان الجمال، وكان يشرب من لبن النوق ويبيعه ليكسب قوت يومه.
• وعمل عمل أيوب عليه السلام في الزراعة، فكان مزراعا بارعا، بينما كان كان لوط عليه السلام رحالة ومؤرخا. فى حين كان إدريس عليه السلام يعمل بالخياطة، حيث أنه أول من صنع الملابس واخترع الإبرة ومرر الخيط فيها وأول من خط بالقلم فتعلم الكتابة وكذلك علم الفلك والحساب والكواكب، وكان يجيد 722 لغة، وامتهن هود عليه السلام مهنة التجارة وكان رائد التجار جميعا.
• كما كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يعمل في رعاية الاغنام في مكة المكرمة حتى بلغ التاسعة من عمره، حيث سافر مع عمه أبو طالب بعدها للتجارة فتعلمها وكان بارعا بها وأمينا في تعاملاته، وقد أدار تجارة السيدة خديجة التي كانت من أثرياء قريش فزاد تجارته أموالها وفرة وبركة.
وقد اهتم السلف الصالح بالعمل وحثوا عليه؛ فكان الإمام احمد ابن حنبل يرى ضرورة العمل ليعين المرء نفسه وعياله، وقال له رجل: إن لى كفاية, قال: الزم السوق تصل به الرحم وتعد به على نفسك. وقال: لا ينبغي أن تدع العمل وتنتظر ما بيد الناس, وقال عمن فعل هذا: هم مبتدعة قوم سوء يريدون تعطيل الدنيا.

والجدير بالذكر أدراك المصريون على مر العصور والأزمان، لقيمة العمل فعملوا بجد واجتهاد، جيلًا بعد جيل فعلا شأنهم، وازدهرت حضارتهم، وسبقوا بذلك كل الأمم.
ومن ثم فان العمل يعتبر الوسيلة الوحيدة لتعمير الأرض ومهما كان نوع العمل فهو مهمّ للإنسانية فالزراعه والصناعة لا تختلف في قيمتها ودورها عن الهندسة والطبّ مادامت كلّها من أجل تحقيق سعادة الفرد وازدهار المجتمع، لذلك كل فرد في المجتمع مطالب بالعمل والاجتهاد والكدّ في ميدانه وتكريس نفسه وجهوده للمهمة المنوطة به للبلوغ بها إلى أرقى درجات الإتقان، فتلك هي الطريقة الوحيدة إلى السعادة إذ لا سعادة إلاّ بالعمل.
وبالرغم من أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة يدعوننا إلى العمل باتفانٍ واخلاص وإلى كسب الرزق بالكد فى العمل، إلا أننا لا نرى أثراً فعالاً لتلك الدعوة بين الناس ومنهم من يتجه للشحاته والتسول كمصدر سهل للرزق الواسع والسريع، وليس لديها آليات مستدامة لإعلاء قيمة العمل وغرس أخلاقياته في نفوس البراعم.



#احمد_حسن_عمر (هاشتاغ)       Dr.ahmed_Hassan_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير اعلان افلاس الدول على المواطنين
- افلاس الدولة......المفهوم والأسباب والحل
- الأموال الساخنه .......ماهيتها وخواصها وآثارها على اقتصادات ...
- الأزمة الاقتصادية وسبل الخروج
- الوصايا العشرلتحسين مستوى معيشة الفرد (2)
- الوصايا العشرة لتحسين مستوى معيشة الفرد (1)
- العلاقة الترابطية للذكاء الاصطناعى بحقوق الملكية الفكرية
- اثر جائحة كورونا على رأس المال البشرى
- الإستراتيجية (المفهوم .....الأهداف..... المبادئ)
- الميزة النسبية رمانه ميزان التجارة الخارجية
- أهم خصائص المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر
- التتبع وتحديد الهوية باستخدام موجات الراديو RFID
- الشمول المالي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر
- مستقيل النظم الاقتصادية بعد الجائحة
- كرة القدم والريمونتادا
- قلق الإمتحانات .....اسبابه واعراضه
- آثار الذكاء الاصطناعي على الملكية الفكرية
- مصر كنموذج للاقتصاديات الصاعدة
- معايير تقدم الدول فى اقتصاد البيانات
- بنك الوقت كضمان اجتماعى لأصحاب المعاشات والمتقاعدبن


المزيد.....




- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد حسن عمر - مكانه العمل كعبادة