أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - السيد رئيس مجلس الوزراء القادم في العراق














المزيد.....

السيد رئيس مجلس الوزراء القادم في العراق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليسَ من السهلِ، بل يكادُ يكون من المستحيل، إعادةُ بناءِ بلدٍ مزّقتهُ الصراعات والانقسامات، بوجود "نماذج"سياسية تتوزّعُ على السُلُطات الثلاث في هذا البلد، كهؤلاء"السيّداتِ" و"السادة".
لذا ما على السيد رئيس مجلس وزراء العراق القادم سوى تجاوز هذا اللغو الشاسعِ والعقيمِ، وهذه المناكفات والمهاترات التي كلّفت هذا البلد الكثير من المال والجُهدِ والدمِ طيلة عشرينَ عاماً.
ما عليهِ سوى أن يبقى بعيداً عن هذه "المزابل" الشاسعة، وأن يسلَخَ نفسهُ بعُمق،عن هذه العلاقاتِ "التخادميّةِ"سيّئةِ السُمعة، وعن هذه "المقاولات" المُشينةِ، و"الجُنَحِ" المُخِلّةِ بالشرف الوطنيّ، وأن يتركَ كلّ هذا الهراء العظيم خلف ظهره، و يمضي قُدُماً في بناء"دكتاتورية تنمويّة" Development Dictatorship ، نحنُ أحوجُ ما نكونُ اليها الآن أكثر من أيّ وقتٍ و ظَرفٍ آخر .
الهدف الرئيس للدكتاتورية التنموية هو: اقصى تعبئة و"تحشيد"، وأكفأ تخصيص للموارد المُتاحة Maximum Mobilization and Efficient Allocation of Resources .
تقوم هذه "الدكتاتوريّة التنمويّة"على ثلاث ركائز اساسيّة لتحقيق التنمية الاقتصادية، هي: خطّة تنمية وطنيّة مُصمّمة بشكلِ جيّد.. و حكومة من ذوي الاختصاص قادرة على تنفيذ هذه الخطّة.. و برنامج حكومي واضح وصارم يُتيح للحكومة"الاستحواذ"على(أو تدبير وتأمين)رأس المال الضروري لتنفيذ هذه الخطّة .
وأرجو أن لا يُصابَ السيد رئيس الوزراء القادم بالفزع منْ صراخ الذين لا همّ لهم سوى تحويل كلّ المُمكِنات الى مستحيلات. فهذه "الدكتاتورية التنمويّة" هي في كلّ الأحوالِ أسهلُ وأقلّ كُلفةً من "دكتاتورية"مهاتير محمد التنمويّة، التي لم تكن تملكُ من المقوّمات والموارد غير شجرة زيتِ النخيل، والفقر والجهل والانقسام العِرقيّ الذي كان يفتكُ بماليزيا.. وأسهل وأقلُّ كلفة من"دكتاتوريّة" لي كوان يو التنمويّة، التي لم تجد في حوزتها من المقوّمات والموارد سوى المستنقعات والبعوض والفساد الذي كان يفتكُ بسنغافورة.. وأسهل وأقلُّ كلفة من "دكتاتوريّة" بارك جونغ هي، التي لم تجِد في كوريا الجنوبيّة كلّها لا نفط، ولا موارد أخرى، بل لم تجِد لا مراعٍ ولا أراضٍ صالحةٍ للزراعة، ولا تملِكُ غير تاريخٍ مُمتَدٍ من الحروب "العقائديّة"، والخوف من الجوع الدائم.
وأتمنى من السيد رئيس مجلس الوزراء القادم أن لا يخشى من"دسائس"الأهل قبل"مؤامرات"الغرباء، ومن حروب الاصدقاء قبل معارك الأعداء، ومن"ألغام" الأقربين قبل "خنادق"الأبعدين. ففي الحرب الكوريّة وحدها تم احتلال وتخريب العاصمة (سول) ثلاث مرّات.. ورغم ذلك ها هيَ (سول) الآن، واحدةً من أجمل مدن العالم وأكثرها أمناً وصلاحيّةً للعيش، مع أنّها لا تبعدُ عن الحدود مع كوريا الشماليّة بأكثر من 60 كيلومتراً، و تتطايرُ صواريخ كيم إيل جونغ الباليستيّة- النوويّة فوقها وحولها بينَ حينٍ وحين.. وبوسعِ جيشهِ أن يَصِلَ اليها بالدرّاجات الهوائيّة، وأنْ يُعيدَ احتلالها في أيّةِ لحظة.
وألتَمِسُ من السيّد رئيس مجلس الوزراء القادم أن لا يستنكِفَ من التعلَم من الآخرين. لقد أرسلَت كوريا الجنوبية نساءها الى مستشفيات المانيا لتعلّم أصول التمريض.. وأرسلت عمّالها الى مدن الشرق الأوسط لتعلّم أصول البناء في أقسى الظروف.. وأرسلَت طلاّبها واساتذتها الى أفضل البلدان والجامعات في العالم، ليستنسِخوا وينقلوا ويطَوّروا أفضل ما فيها، ويُسهموا في نهضة كوريا بزمنٍ قياسيّ.
و لا تجفَل سيدي رئيس الوزراء من "بروباغندا"الداخل والخارج، ولا تيأس بسبب العويل.. فمجلة Foreign Affairs الرصينة جدّاً كانت قد ذكَرَت جازمةً جدّاً في عام 1960 بأنّ: "ليس هناك من فرصةٍ لتحقيق مُعجزةٍ اقتصاديّة في كوريا".. وبعدَ عقدٍ واحدٍ من هذه"المقولة" بدأت هذه "المعجزة" بالتحقّق، و ها هو اقتصاد كوريا الجنوبية الآن،هو الاقتصاد الرابع في آسيا، ومن بين الاقتصادات العشرين الكبرى على مستوى العالم .
أخيراً .. لا تأبه سيدي رئيس مجلس الوزراء القادم لمن يقولُ لك: أنتَ وحيد، وليس هناك من "كتلةٍ برلمانيةٍ" تدعمك. في هذا الأمر أرجو أن تكونَ على ثقةٍ من أنَ العقول الجميلة لدى خيرة شباب هذا البلد، اضافةً لـ "شيوخِ" الخبرةِ فيه ستقفُ معك، وتشدُّ أزرك.. وأرجو أن لا تشُكّ لحظةً واحدةً أنَ الملايينَ من العراقيّينَ، ممن يحبّون هذا البلد حبّاً جمّاً، سيعملونً معك بإخلاصٍ، دون صخَبٍ أو مِنّة .
بوسعكَ أن تفعلَ ذلك.. عندما تقرّرَ أن تفعلَ ذلك .
إن لم تستَطِع ذلك، لا تقبل"التكليف"، وتُجلِّل نفسكَ بالعار.
أنتَ بطبيعةِ الحال ستحتاجُ الى مكنسةٍ هائلة، ولا شيء آخرَ غير مكنسةٍ هائلة.. عندما تَسُدُّ "الأزبالُ" الأفاقَ كلّها، كما هو حالُ العراق الآن.
واجبكَ أنتَ.. أن تبحثَ عن هذه"المكنسة ".
وواجبنا نحنُ.. أن نكنُسَ معك ..
عندما تحينُ لحظة "الكَنسِ" العظيمة هذه.

المصدر :
Joong -Kyung Choi : Upside-Down Success Story. Koryas Economic Development. Translated by christy Hyun -Joo Lee .Daewon Publishing Co.Republic of Corea. First Edition 2013.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يَحدُث هذا أبداً.. وسيحدثُ لي
- قاطرات الهموم
- عندما تكون الإستقالة شرفٌ للمستقيل
- العراق ونظرية ذيول التنّورات
- حَبّةُ قمحٍ يابسةٍ في الحقيبة
- العراقُ سيرك.. العراق لم يَعُد سينما
- شركة بوابة عشتار وبوّاباتَ أخرى
- العراق سينما.. ونُقّادِ أفلامهِ سيّئون
- كارثة بشرفي !
- سيرةُ الحُبِّ في البلادِ البعيدة
- العبوديّةُ والحُريّةُ والمفاتيحُ في فَمِ الوحش
- الناس والإقتصاد والناتج.. قبل فوات الأوان
- دليل سياسي-سياحي.. للمنطقة الخضراء
- الإقتصاد والسوق والرواتب والأغاني الحزينة
- عن وجهِها الواعدِ بسلامٍ عجيب
- عن نومِ أصحاب المصلحة في الكهف العراقيّ العظيم
- أُمّي وأنجيلا ميركل وأنديرا غاندي
- تلكَ الرائحة.. تلكَ الرائحة
- متلازمة جلب الاهتمام (حالة العراق 2003- 2022)
- تمّوزيّات عراقيات واخِزات


المزيد.....




- التلفزيون الإيراني: بدء الموجة 13 من عمليات -الوعد الصادق 3- ...
- ماذا نعرف عن الحرس الثوري الإيراني؟ وما هو دوره؟
- حصيلة صادمة: قتلى -حملة ترامب- في اليمن تضاهي 23 عامًا من ال ...
- الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران باتجاه أراضي إ ...
- بوتين يعلن عن إمكانية إيجاد -مخرج من الوضع- بين طهران وتل أب ...
- العراق.. تدمير طائرة مسيرة مفخخة في أربيل (صورة)
- مراسلتنا: بدأ اجتماع غرفة العمليات بين ترامب وكبار المستشاري ...
- باريس: ماكرون كلف وزير الخارجية باتخاذ مبادرة تسوية تنهي الن ...
- -وول ستريت جورنال-: ترامب وافق على خطة هجوم على إيران لكنه ل ...
- -60 طائرة و20 هدفا-.. الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية موجة جديدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - السيد رئيس مجلس الوزراء القادم في العراق