أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - التحولات في رواية (زينب) للدكتور عارف الساعدي















المزيد.....

التحولات في رواية (زينب) للدكتور عارف الساعدي


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


التحولات في رواية (زينــــــــــــــــب)
للدكتور
عارف الساعدي



((ضيق صدام على كل شيء، ولم يبق للشباب الشيعة الا العمائم السوداء والبيضاء رمزا للخلاص من الديكتاتورية ))رص 17
بقلم الأديب حميد الحريزي

العنوان :-
(زينب)رواية الدكتور عارف الساعدي الصادرة عن دار الرافدين للطباعة والنشر ،المكونة من 260 صفحة من الحجم المتوسط ، العنوان يمثل اسم ابرز شخصية في الرواية الا وهي شخصية الشابة (زينب محسن داود)، ابن الناصرية الشيوعي الذي اعدمته السلطات البعثية عام 1985،ولاعلاقة للاسم بالموروث الديني ورمزية السيدة زينب بنت علي بن ابي طالب عليه السلام ، ولكنه أسم جدة زينب لابيها ، وهذه واحدة من التحولات في الشخصية فاسم الجدة له صلة التبرك باسم اخت الحسين في حين الثاني مرتبط بالجدة ، فزينب شابة متمردة لا علاقة لها بالموروث الديني ولا تعترف بكل الاديان والطوائف ومتمردة على كل الاعراف والتقاليد الكابحة للحرية الشخصية ، ولم تعد تقلد او تستمد سلوكياتها من كل المقدس المعاش والماضي ، بعد أن اطلعت على ازدواج الشخصية والبون الكبير بين الظاهر والمضمر من سلوكيات الاشخاص وعلى وجه الخصوص من قبل أدعياء الدين ....ومثالهم (قصير) صديق مهند زوج (زينب) وحبيبها الاول والمنتمي الى احد المنظمات الجهادية التي حملت السلاح ضد الامريكان تحت مظلة الدين ، وسطوه على زينب خلال غياب مهند ، ومن ثم يتحول الى عشيق (زينب ) وممارساتهم الجنسية في فنادق كربلاء، بعد طلاقها من مهند الذي تحول الى متدين متطرف ونذر نفسه لقضيته ومنظمته ، ثم اعتقل ، ولكن بعد الاعتقال تخلى عنه الجميع في حين استأثر رفاقه بالجاه والثروة ، مما جعله يتحول بالكانل الى ضد الالتزام الديني ويهاجر الى المانيا ويمارس كل الممنوعات ويلتقي هناد بزين ويقضون ليالي واوقات حمراء في فنادق وملاهي ومراقص المانيا بعد ان هاجر من العراق ، وبعد ان هاجرت زظينب الى هلسنكي، في حين تحولت زينب ال-ى مهوسة في الجنس لتتنقل بين احضان العشاق من مهند الى حازم الى قيصر الى احضان سامان خلاصجي ابن العائلة ذات الاصل اليهودي العراقي وبالذات من يهود الديوانية وابرز اثريائها ...
وكذلك تحولات (سعاد) ارملة محسن الشابة اليهودية التي االشيوعي المسلم الشيعي محسن الذي ادار ظهره للقيم الدينية لسلك طريق النضال الشيوعي ، ويدير ظهره لبنات مدينته من المسلمات الشيعيات ليزوج من اليهودية بالرغم من عدم رضا ورفض والده وهي علامة تحول كبيرة في العقيدة والسلوك ...
سعاد الشابة المتخررة من قيود الالتزامات الديني ومن قيد الحجاب وما اليه الى امرأة محافظة محجبة تصوم وتصلي وتؤدي كل مراسيم الشيع ومناسباته وزيارة الاضرحة ولبس السواد عمل الهريسة عندما سكنت في مدينة كربلاء المقدسة ، على الرغم من كونها كانت تؤدي بعض الطقوس الدينية اليهودية خفية وبذلك فهي عبارة عن القاسم المشترك بين كل الاديان فهي يهودية مسلمة مسيحية ، تصوم وتصلي وتعبد ولكنها كذلك تصنع وتشرب (الواين) المسكر، وعندما تلبس المودرن وتدخل صالون التجميل احتفاءا بخطوبة ولدها دانيال على ابنة خالته في هلسنكي فتستعيد نظارتها وجمالها وانطلاقها نحو الحياة توافيها المنية وتموت على حين غرة ...
كذلك هناك حالات من التحولات في الالتزام السياسي من حزب الى اخر كتحول الشيوعي الى بعثي تحت ظروف الترهيب والترغيب مثلا حيث اصبح العديدمن الشيوعيين من القادة البرزين في صفوف حزب البعث بعد ان تخلوا عن حزبهم ..
وفي الزمن الملكي كانت حالة التحول من حزب الى اخر ومن ولاء الى ضده شائعة وليست غريبة أيضا ...
وفي زمننا الحاضر خلع الكثيرين من اصحاب الزيتوني وارتدوا الصايات والعمائم واطلقوا اللحى واعتلوا المنابر ، ومن قيادين في اجهزة القمع الصدامي الى قادة بارزين في المليشيات والقوى المسلحة بعد سقوط النظام ... وكذلك التحول والانتقال من كتلة الى الى اخرى ومن حزب الى آخر ظاهرة طبيعية وحسب المصلحة والحصول على المكاسب والمناصب !!!
أن ظاهر التحول من الحال والسلوك الى ضده ظاهرة شائعة في المجتمع العراقي وفي كل المجتمعات ذات البنية الاقتصادية الهشة والمفككة في المجتمعات الاستهلاكية الريعية ، وحالة الميوعة الطبيقية وتداخل الطبقات الاجتماعية وتداخل بعضها ببعض، بالاضافة الى تداخل الثقافات بين مظاهر الحداثة والتطور حد التطرف ، ومظاهر المافظة والقليد والقبلية والعشائرية حد الانغلاق ، لانها مجتمعات لم تمر بحالة من التطور الطبعي للحراك الاجتماعي كما في بلدان العالم الاول حيث تأتني التطورات نتيجة لمتطلبات الاجتماعية وحركة العمل ، ووضوح الفرز الطبقي كالبرجوازية الوطنية المنتجة والطبقة الوسطى المتنورة والطبقة العالمة الموحدة الزواعية لذاتها ، الدولة التي شيدتها الطبقة البرجوازية وهي من سنة دساتيرها ضمن متطلباتها، والطبقة المتوسطة الاصيلة المميزة وهي المعروفة بكنها حاضنة التقدم والحداثة والتطور ...
بالضد من بلداننا فدولتنا وحكومتنا مصنعة بايدي المستعمر الاجنبي ، واقتصادنا ريعي بترولي ، وطبقتنا البرجوازية طفيلية تابعة غير منتجة ، وبالتالي الطبقة المتوسطة ضعيفة ومستوظفة لدي الطبقة الحاكمة،وبالتالي فالطبقة العاملة ضعيفة وجاهلة ... والشخصية لدينا تتمثل اكثر من شخصية فمرة معلم وسمسار عرصات او سائق تاكسي ، ومرة افندي واخرى يرتدي الزي العربي، فرجل في المدينة واخرى في القرية ، مرة في الحزب واخرى في حضن القبيلة ، مما يزيل في اللاوعي الموانع والكوابح للتحول والانتقال من حال الى حال ومن سلوك الى ضده وحتى من زي الاخر وهكذا ، تماشيا مع الميوعة الطبقية الاجتماعية كواقع حال ، في مجتمع هو الاقرب من الكتلة البشرية القطيعية منه الى مجتمع منتتظم ومنظم ...
وبذلك فيمكنني او اني ارى أن رواية (زينب) للدكتور الساعدي هي رواية تحولات على مستوى الافراد والجماعات ، وسوف لم اتطرق الى الاسلوب الفني ولغة السرد والحبكة الروائية فقد تناولها العدد من الاحبة الككتاب والنقاد ...
ولكني أشير الى هفوت في التسلسل السردي فيما يخص دانيال ففي الصفحة 107 من الرواية يطمن دانيال والدته حول وضعيته حينما هاجر ووصل الى اخواله وخالاته في هلسنكي (( أميحبيبتي آني بخير وهسة وصلت يم خالتي أم يوسف ، لتقلقين علي، أحبكم ومشتاقلكم موت )).
ولكن نقرأ في الصفحة 112 من الرواية وبعد ان استعدت سعاد للهجرة والرحيل للحاق بدانيال الى هلسنكي(( أخذ دانيال وضعا آخر في البيت ، فبمجرد وصولنا احتضن أمي وقبلها ،وكأنه نام في حضنها كأي طفل ))؟؟ في حين في هذا الوقت دانيال غير موجود مع العائلة في كربلاء كما ذكرنا ذلك في اعلاه .
وارى اية مثلبة على وجود العديد من الحورات في الرواية باللهجة العامية العراقية كما يراه بعض النقاد ، ولاينتقص من اللغة العربية الفصحى بل ربما يعززها بالمزيد من الواقعية .
وعلى وجه العموم لاتوجد رواية كاملة وكما يقولون اذا اكتمل الشيء مات ، وكما يقول الكاتب الانكليزي سومرست موم حول فن الرواية((أنني كلما فكرت في عدد العقبات التي على الروائي ان يجتازها ، وفي مهاوي الزلل التي عليه أن يتجنبها ، لا أدهش حين أجد حتى أعظم الروايات لا تخلو من العيوب ولكني أدهش فقط لأنها ليس فيها الا هذا القدر من العيوب)).



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية 63 للروائي احمد الجنديل
- رواية ((هي في الذاكرة )) للروائية زينب صالح الركابي - بقلم ا ...
- دراسة نقدية حول رواية ((للمفتاح وجوه عدة)) للروائي مهدي علي ...
- دراسة نقدية حول رواية ملعون انترياس للروائية مريم محمد
- الموروثُ الشعبيّ العِراقيّ* في ثُلاثيّة (محطات) للروائي حميد ...
- نص شعري
- رواية (( امبراطورية الثعابين )) للروائي احمد الجنديل
- عرض موجز لثلاثية محطات الروائية -للاديب حميد الحريزي
- صدور كتاب جديد للاديب حميد الحريزي (صفحات من تاريخ الفن الرو ...
- الواقع القائم وخيارات المستقبل
- دراسة لرواية ((مرحبا ايها الاسفل)) للروائي محسن ضيهود الزبيد ...
- دراسة لرواية ((شارع الكتروني)) للروائي صالح مهدي
- من بلاد الثلج الى بلاد النار هاتف بشبوش صوت الجمال والثقا ...
- من بلاد الثلج الى بلاد النا هاتف بشبوش صوت الجمال والثقافة و ...
- دراسة ((بائع القلق)) للقاص انمار رحمة الله
- التصابي- ققصج
- طبيعة الحراك الاجتماعي ومتغيرات الثقافة العراقية .
- الوطن المضام ، الفائض عن حاجة الحكام
- المسخ - قصة قصيرة
- المجهول _ رواية قصيرة جدا - للاديب حميد الحريزي


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - التحولات في رواية (زينب) للدكتور عارف الساعدي