لماذا يريدون العودة؟

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 499 - 2003 / 5 / 26 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

(حينما حاول امبراطور فرنسا المهزوم نابليون العودة للحكم مرة   اخرى بعد فراره من السجن  فانه في الحقيقة فعل مثل من يضع بنفسه حبل  المشنقة في رقبته فتم نفيه ليموت في جزيرة سانت هيلانه!! )
جاء في الاخبار ان البعثيين ينوون لم شمل جحافلهم المهزومة واعادة تسمية كيانهم السياسى المهزوم ب "العودة" و جناحهم الارهابى ب"الطلائع العسكري" وكلا الاسمين يخيل لى انهما من مفردات صدام المخلوع.
لماذا يريدون العودة؟؟
هل هم منتخبين من قبل الشعب العراقى وفق شرعية دستورية ؟كلا
هل هم واثقين ان الشعب العراقى راغب  بعودتهم؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم  على اعادة بناء العراق بعد ان تم تخريبه على ايديهم؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم  على شطب الديون التى تركوها بذمة الاجيال القادمة؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم  على اعادة الدينار العراقى الى سابق عهده قبل 1968؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم  على اعادة الابناء الى  العوائل العراقية المفجوعة ؟كلا
هل  يستطيعون  بعودتهم بناء مقابر لشهداء العراق الذين قتلوا على ايديهم؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم على انهاء الاحتلال الذى كانوا السبب فيه؟كلا
هل هم قادرين على الغاء اخر قرار من مجلس الامن يبارك الاحتلال؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم على استعادة المنهوبات التى كانوا سببا في حصولها؟كلا
هل هم قادرين  بعودتهم على اعادة العراق الى  مكانته الدولية السابقة؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم على اعادة اصلاح الاضرار الاجتماعية التى كانوا سببها؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم اعادة المياه الوافرة الى نهري العراق العظيمين؟كلا
هل هم قادرين على اعادة الضحايا الاكراد الى دورهم وجبالهم وزراعتهم؟كلا
هل هم قادرين بعودتهم على اعادة الزراعة الى ارض الرافدين الثرية؟كلا
هل هم قادرين على اعادة الملايين المهاجرة خارج الوطن في المنافي بسبب بطشهم؟كلا
وهناك الف "هل" اخرى والف "كلا" تقابلها
اذن لماذا يفكرون بالعودة ؟ لمزيد من سفك الدماء؟لبناء سجون حصينة اخرى؟لقتل المزيد من الابرياء بتجارب الاسلحة المحرمة؟لاغتصاب النساء ؟ وتشريد الاطفال؟؟وتخريب الارض؟ وتجفيف المياه؟؟
الشعب العراقي لا يريدهم ولا يريد سياسة الحزب  المشبوه الذى اسس بطريقة غامضة   وعمل خلاف شعاراته الموهومة فعمل على تجزئة العراق والعرب خلافا لهدف الوحدة واستعبد العراقيين وسلبهم حريتهم خلافا لشعار الحرية وجعلهم عراة جياعا خلاف شعار الاشتراكية!
فمن يريد عودتهم ؟ ليس هناك سوى الرفاق "ناقصى الاخلاق والضمير" والمنتفعين والقتلة واللصوص والمنافقين والدجالين  والمرتزقة والسماسرة والعاهرات والغجر واعداء الاشتراكية واليسار ورواد الدجل السياسى والانتهازين واشباه المثقفين واصحاب الحقائب السوداء والرحلات المكوكية وتجار الاسلحة والحروب ودهاقنة الاستخبارات وجنرالات الجيش التى باعت ولائها للطغاة وترفعت عن ابناء الشعب واساتذة التعليم اصحاب الندوات والبرامج التلفزيونية المتملقة امثال عارف مظهر  وحارث عبود والرمضانى والادهمى  والعباسى والياسري وشعراء الكسب غير المشروع مثل عبدالرزاق عبد الواحد ولؤي حقي (الذى اعتدى على ضابط مرور يؤدي واجبه عشية اليوم الذى عين فيه مديرا عاما بمجلس قيادة الثورة المقبور) وكاظم الساهر واهب السيارات المجانية لعدى وزمرته وحسين نعمة صاحب (العزيز انت وكل قلوبنا تحبك ياصدام ..!! في حين يتسال امير الدراجي :متى تكون اغنية ياحريمة نشيدا وطنيا للعراق!!) وحثالات  غيرهم من القوم ومن بعض العرب الساقطين. 
لا لن يعودوا ولن تعود عجلة التاريخ للوراء.
 وان لم تكن لشعبنا اي خطيئة بوصولهم للسلطة عام 1968  فعليه ان لا يمنحهم اي فرصة اخرى لكى لا يرتكب الخطيئة القاتلة.   

عصام البغدادي
مدير تحرير موقع السية العراقية
المدير الفني لموقع المجلة العلمية العراقية  

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل