أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - تحية اعجاب وتقدير للكاتب الامريكى والتر برنشتاين















المزيد.....

تحية اعجاب وتقدير للكاتب الامريكى والتر برنشتاين


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 382 - 2003 / 1 / 30 - 03:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

قبل ايام سنحت الفرصة لي لقراءة مقالة للكاتب االروائى الاميركيى والتر برنشتاين مؤلف كتاب (الظاهر والباطن: مذكرات قائمة سوداء)  ربط بين الدور الذى لعبته بلاده في الحرب العالمية الثانية وبين ما تنوي عليه في حربها القادمة على العراق  من خلال استرجاع ذكي وشفاف لبعض من ذكرياته حينما كان جنديا في سرية استطلاع امريكية كلفت بمهمه في جزيرة صقلية وتحديدا في قرية فيكارا خلال حملة طرد القوات الايطالية من الجزيرة التى بدات عام 1943.
استرجع الكاتب والتر تلك الذكريات خلال زيارة رافق به زوجته التى رغبت بزيارة القرية التى ولدت فيها امها قضيت اجازة مؤخرا انا وزوجتي في صقلية حيث لم اذهب هناك منذ عام 1943 عندما كنت جنديا في الجيش الاميركي ، وارادت زوجتي زيارة القرية التي ولدت فيها امها ، واكتشفت انها قريبة من قرية اسمها فيكارا.

ومن خلال تلك الزيارة يجد نفسه يفكر ببغداد وهل ستفتح بغداد ابوابها للجنود الاميركان لكي تقدم لهم رغيف الخبز الاسمر ام بالقنابل اليدوية ؟(
ثم انكسر السكون باصوات قعقعة حادة لمصاريع ابواب منازل تفتح ويخرج منها اناس يحيوننا وبعضهم كان يمسك بأرغفة خبز اسمر معتذرين لان الدقيق ليس ابيض بسبب الحرب.
غمرتني الذكريات كالطوفان وفكرت رغما عني في بغداد. تساءلت: هل ستنفتح مصاريع الابواب هناك بعد ان تقوم القنابل الذكية بمهمتها بينما الخسائر المصاحبة لم ترتب بعد؟ هل يستقبلنا العراقيون بالخبز ام بالقنابل اليدوية ام فقط بكراهية المهزوم الحانق؟)

ويعتبروالتر ان تلك الحرب ويقصد بها العالمية الثانية كانت عادلة وضرورية  وكانت اخر الحروب التى امنت بها امريكا ككل اما الحرب على العراق فلا ايمان له بها وانه ينفي ان يكون العراق قد اعتدى على امريكا  ويطالب بدليل على ان العراق يستطيع و يريد الاعتداء على امريكا( لم يكن جيلي هو الجيل الاعظم (اذ ليس هناك جيل اعظم) ولكننا كنا نؤمن بحربنا ونؤمن بانها كانت عادلة وضرورية وكانت اخر الحروب التي آمنت بها اميركا ككل.
اما احتمال الحرب مع العراق فليست بالحرب التي أؤمن بها. صحيح تعرضنا لعدوان وعلينا ان نرد ولكن لم يكن العراق هو الذي اعتدى علينا ولا بد ان نرى الدليل على انه يستطيع او سوف يعتدي علينا.)

ويعرب والتر عن فخره بنفسه في ذلك اليوم قبل 60 عاما وهو يؤدي واجبه العسكري لثقته بسلامة القضية انذاك ويعلن والتر بصراحة ووضوح يفتقر اليها الكثير من كتابنا العرب انه ليس فخورا بمخططات بلاده تجاه العراق وانه ليس الوحيد الذي يمتلك هذا الشعور او الرؤيا
(ومهما كانت المزاعم فلن تكون هذه الحرب حرب تحرير.
لقد كنا فخورين بأنفسنا ذلك اليوم في فيكارا قبل 60 عاما واثقين في سلامة قضيتنا. واثناء وقوفي في نفس الميدان فكرت فيما تخطط له الولايات المتحدة من اجل بغداد.
واصارحكم انني لست فخورا ولا اعتقد انني وحدي في هذا.

تحية اعجاب وتقدير لهذا الكاتب المبدع  والصريح.


نص مقالة الكاتب :

لست فخورا بمخططات بلادي تجاه العراق
قضيت اجازة مؤخرا انا وزوجتي في صقلية حيث لم اذهب هناك منذ عام 1943 عندما كنت جنديا في الجيش الاميركي ، وارادت زوجتي زيارة القرية التي ولدت فيها امها ، واكتشفت انها قريبة من قرية اسمها فيكارا.
ولقد تذكرت فيكارا جيدا سواء اثناء القتال او التحرير ، وما اذكره افضل هو يوم التحرير لانه كان اول تجربة لي في قتالنا الذي كان يتركز حول ذلك الهدف. وقد حدث ذلك خلال حملة عسكرية لطرد قوات المحور من صقلية واعادتهم الى الارض الايطالية الام ، وكنت جزءا من فريق استطلاع سار في طريق ملتوية قذرة لمعرفة ما اذا كانت هناك قوات المانية في تلك القرية الواقعة اعلى التل ، وكان هناك جنود بالفعل ووقع اطلاق نار قصير دون وقوع اصابات ، ثم ما لبث ان انسحب الالمان.
كنت شغوفا لمعرفة ما صارت اليه المدينة الآن ، وبالطبع كانت لا تبدو كما اذكرها. فقد كانت قرية صغيرة ، اصغر من ان توضع على الخريطة؛ ولكنها الان تضم متاجر وكنيسة جديدة ، وتجولنا في وسط المدينة وشاهدنا رجالا يجلسون على دكة ، واقتربنا منهم وشرحت لهم زوجتي ما نفعله هناك؛ فأومأوا برؤوسهم دون ان ينطقوا ببنت شفة ، ثم نطق رجل جالس على طرف المجموعة بشيء فجأة.
التفتت الي زوجتي وقالت: انه يقول كان هناك سبعة وكان يختبئ في منزل امه لانه كان فارا من الجيش الايطالي ورآنا قادمين في سيارتي جيب نحن السبعة. وقفت انا والرجل في المكان نحدق النظر احدنا في الاخر نسترجع كل تلك السنوات بلا حديث.
وتذكرت ذلك اليوم الحار المترب وطلقات الرصاص القادمة من المداخل صوب اشخاص غير واضحين يركضون وكم كنت مخضوضا مذعورا ، وتذكرت الوجوه الخائفة لثلاثة جنود المان اسرناهم ، وتذكرت الهدوء الذي عم المكان بعد القتال ورائحة البارود العالقة في الهواء. ثم انكسر السكون باصوات قعقعة حادة لمصاريع ابواب منازل تفتح ويخرج منها اناس يحيوننا وبعضهم كان يمسك بأرغفة خبز اسمر معتذرين لان الدقيق ليس ابيض بسبب الحرب.
غمرتني الذكريات كالطوفان وفكرت رغما عني في بغداد. تساءلت: هل ستنفتح مصاريع الابواب هناك بعد ان تقوم القنابل الذكية بمهمتها بينما الخسائر المصاحبة لم ترتب بعد؟ هل يستقبلنا العراقيون بالخبز ام بالقنابل اليدوية ام فقط بكراهية المهزوم الحانق؟
لم يكن جيلي هو الجيل الاعظم (اذ ليس هناك جيل اعظم) ولكننا كنا نؤمن بحربنا ونؤمن بانها كانت عادلة وضرورية وكانت اخر الحروب التي آمنت بها اميركا ككل.
اما احتمال الحرب مع العراق فليست بالحرب التي أؤمن بها. صحيح تعرضنا لعدوان وعلينا ان نرد ولكن لم يكن العراق هو الذي اعتدى علينا ولا بد ان نرى الدليل على انه يستطيع او سوف يعتدي علينا.
ومهما كانت المزاعم فلن تكون هذه الحرب حرب تحرير.
لقد كنا فخورين بأنفسنا ذلك اليوم في فيكارا قبل 60 عاما واثقين في سلامة قضيتنا. واثناء وقوفي في نفس الميدان فكرت فيما تخطط له الولايات المتحدة من اجل بغداد.
واصارحكم انني لست فخورا ولا اعتقد انني وحدي في هذا.
والتر برنشتاين
* كاتب روائي اميركي ومؤلف كتاب (الظاهر والباطن: مذكرات قائمة سوداء)
 

 




#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصحاب الخيار الثالث
- سطور من رسالة امراة
- حلم
- اللقطة
- المحامي
- التلفون-قصة قصيرة
- سبعة نصوص قصيرة
- لماذا هم ستة وليسوا سبعة!
- سبع قصص سطرية قصيرة جدا
- موقع -الحوار المتمدن- قد صمم لتكون غايته الاساسية مستودعا ام ...
- بذور الامبراطور قصة وعبرة للمعارضة العراقية
- النفط وبصيص النور
- الموت :ضريبة الخطايا
- نظام صدام ونظام كارنو
- مائة عام من رحلة البحث عن الديمقراطية في العراق!
- تبادل المراكز بريطانيا تصنع المشاكل وامريكا تصنع النماذج
- فلسفة معاهدة فرساى والوضع العراقي
- الحليم تكفيه الاشارة!!


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - تحية اعجاب وتقدير للكاتب الامريكى والتر برنشتاين