النفط وبصيص النور

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 350 - 2002 / 12 / 27 - 15:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

 

مقالة الدكتور اسعد الخفاجي المنشورة في موسوعة النهرين بتاريخ 4 تشرين الثاني الماضىhttp://www.nahrain.com/d/news/02/11/04/nhr1104t.html
وهو يقارن مفهوم القومية او الامة عدديا بسكان العراق والولايات المتحدة .

المقارنة التي اود ذكرها على غرار مقارنة الكاتب الفاضل هي من حيث العدد السكاني لكل من العراق وكوريا الجنوبية اذ يبلغ سكان العراق 22 مليون نسمة اي  ربع سكان كوريا البالغ 88 مليون نسمة ومساحة العراق 4 اضعاف مساحة كوريا!بعبارة اخرى ان هذا يعني ان ارض العراق بما فيها من خيرات وثروات قادرة على استعياب ما مجموعه 352 مليون نسمة. اليس عجبا ان يترك ارض العراق ربع عدد سكان العراق!!!

العراق يملك ثروة نفطية هائلة  ولا تملك كوريا اي شئ بعد الحرب وانشطارها الى شطرين مختلفين نهجا واقتصادا وسياسة .  الاقتصاد الكوري يزداد قوة يوما بعد يوم والاقتصاد العراقي اصيب في عصر مهندس التاميم الى الانهيار التام فما هو السبب ؟ولو كانت كوريا تملك النفط العراقي والعراق لا يملك شيئا فهل سوف يحصل العكس؟

قلت لصديق من كوريا الجنوبية  خلال حوارى معه ( ينجز دراسته في الاقتصاد وموضوعه : عوامل واسباب انهيار الاقثصاد العراقي) تصوروا ان  يصبح العراق موضوعا لدراسات شتى تبحث عما هو كل نموذج سلبي ) قلت لهذا الدارس ان لم تصدق الاسباب التي ذكرتها لك فارجو ان تقترح في  بحثك ان يتولى صدام او احد طلابه من حزب البعث العراقي حكم كوريا  وسترون ماذا يحل بكوريا؟

قال لينين (الاحصاء سيد الواقع) وفي العراق شكل الاحصاء اهم عملية قام بها نظام صدام : احصاء السكان لمتابعة عناوين سكناهم وهم يفرون من محلة الى اخري.!
احصاء السكان لمعرفة الهاربين من الخدمة ومن سياسة ( عسكرة الاجيال)!
احصاء السكان لمعرفة عدد الذين غادروا العراق!
احصاء السكان لمعرفة نشاط الرفاق والرفيقات!!
احصاء السكان لمعرفة نسبة زيادة السكان لكي يتم تجهيز سجون جديدة لهم!
احصاء السكان لغاية ( اخصاء السكان!) كما يفتخر  عدى ابن الطاغية!

لازلت اتذكر ساعات العمل المضنية والشاقة في اعداد البرامجيات والمعلومات لاستخلاص نتائج  عملية الاحصاء في عام 1977 في المركز القومى للتخطيط  وبالتالى ذهبت كل تلك الجهود الى اشرطة معلوماتية لصالح "اساتذة الامن والمخابرات" بدلا من الدراسات التى كان ينبغى على المجلس الانتهاء منها تمت اسناد مهمة تصحييح القيود والمعلومات وحل المشاكل الناتجة عن فرز المعلومات لكل كادر جهاز مركز حاسبة التخطيط.
  
 اذن لم تكون كل تلك  الجهود المكرسة للاحصاء  لمعرفة كم يحتاج الشعب والاجيال القادمة من مدارس ومستشفيات ومراكز خدمات و من مبان سكنية ورفاهيات ومن ضروريات . بل على سبيل المثال كانوا يسالون عن عدد التلفزيونات فى العراق!! بدلا من اجهزة الهواتف والسبب ان السيد النائب كما ظهر لاحقا بدأ يتبرع بالتلفزيونات لساكنى الاهوار بعد جولته بالمشحوف هناك لكي يستطيعوا مشاهدة الفلم عن الجولة فيما بعد!!

في حين ان 20% من طلبة الجامعات والمعاهد في كوريا يقومون باحصاءات دورية منتظمة في الشوارع والباصات وكل ذلك لخدمة التطور والبناء فلا يريدون اضاعة دولار واحد في جهد عبثي قد لا يعطي النتيجة المطلوبة وذلك لانهم لايملكون النفط وكذلك لا يملكون مواطنا يسرق من السوبر ماركت كما تفعل بعض الخليجيات من سكان البلدان الغنية  المصدرة  للنفط عندما تذهب للتبضع في اوروبا.

تعالوا نختصر الطريق الى سؤال مهم :هل النفط ملعون؟؟

كل الذى اتمناه ان يرد على هذا السؤال الخبير النفطى المخضرم الذى استعانت به بعض اطراف المعارضة في لندن بشان اجراءات  عقد الصفقات النفطية  مع بعض الشركات الاميركية وصح القول "وهب الامير مالايملك" فهم ليسوا اعضاء حكومة منتخبة ولا حكومة منفى كما اشترطت عليهم الولايات المتحدة مسبقا لكنهم بدوا نشاطا ملحوظا يتهافتون فيه لتقبيل ايدى الشركات  ويطلبون ودها وهذا التوجه ليس نابعا من الامكانية الذاتية لاطراف المعارضة او تقتها المطلقة بالمستقبل بل هو توجيه امريكي بالهيمنة على نفط العراق مسبقا قامت الحرب ام لم تقم.

اه لو يعطون كل مواطن حصته من النفط يفعل بها ما يشاء حتى ولو يشربها او يغتسل بها!

لكي نرتاح من لعنة النفط ان كانت له لعنة ومن قنابل الطامعين به ولتضئ الشموع هذا النفق المظلم الذى لم نر فى نهايته اي بصيص من النور كما بشرنا وزير خارجية روسيا بعد ان حضر  وحصل على موافقة المجلس الوطنى العراقي بالاعتراف بدولة الكويت جارة عزيزة  لنا ثم وضع  الشيك المجير لحسابه في جيبه ويقول قبل ان يترك منصبه  :

الان نرى بصيص النور في اخر النفق!!..بالتاكيد كان يعنى اخر النفق الذى هو فيه وليس النفق المظلم الذى مر به الشعب العراقي الصابر ولايزال.

وبمناسبة العام الجديد " كل عام وانتم بخير" المجد لله في العلى وعلى الارض  "النفط" والسلام

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات