أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - احلام حمزة الحسن هي احلامنا جميعا














المزيد.....

احلام حمزة الحسن هي احلامنا جميعا


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 482 - 2003 / 5 / 9 - 04:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

قرات احلامك ياسيدى عن الوطن  واحلامك الجميلة هي احلامنا جميعا واحلام كل المتعبين الذين غادروا اوطانهم او غادرتهم . لقد حاولوا سرقة هذا الحلم من عقولنا ومن لهفتنا ومن امانينا وحاولوا ان  يشوشوا هدوئنا بضجيجهم وسلامنا بقعقة اسلحتهم وطيبتنا بمكرهم وخبثهم.
الغوا منا المكان والزمان وغيبونا وراء الجدران ودهاليز المجهول  بعد ان امتصوا دماءنا وطموحاتنا ومشاريعنا وسعادة اطفالنا ولم يتركوا لنا  سوى حيز محدود من ممرات نعدو فيها ونجتازها تحت رقابة البنادق وجيشوا علينا الاف الرفاق الناقصين بشواربهم الكثة وعيونهم الماكرة يجردوننا ليلا ونهارا ويحصون علينا  حركتنا  واسرارنا .
صادروا صالات العرض السينمائية وصالات المسرح التى كنا نشاهد فيها روائع "يوسف" و "زينب"  و"ناهدة" وحولوا المكتبات العامة الى قاعات اجتماعات للرفاق الجهلة الين لم يفتحوا كتابا واحدا في حياتهم . صادروا الحدائق العامة والنوادى والمراكز الثقافية  وضفاف ابو نؤاس على شاطى دجلة وصادروا مجلاتنا وكتبنا  وحقوقنا في التعلم وطموحاتنا الدراسية  واستنطقوا اطفاننا في صفوفهم عن حياتنا.
سرقوا منا الاغانى الجميلة والبرامج الممتعة  واعيادنا وايامنا  وساعاتنا واقتحموا دورنا ونسخوا مفاتيح ابوابنا ونسخوا رسائلنا وتجسسوا على هواتفنا وسرقوا حتى ملابسنا واعمالنا الفنية بحجج  التفتيش وقهقه "منين جبت هذه!"
وكيف لنا ان نعيش مع لصوص محترفين تم تدريبهم على مصادرة كل شئ؟؟
غادرنا الوطن حين اشتد بنا الخوف على احلامنا بغد افضل لانهم كانوا يسعون الى قتل هذا الحلم في اعماقنا وتحويلنا  الى مجرد ركام من حجر يحركونه كما يريدون ويحطمونه او يتركونه للعراء كما يشاؤن.
احلامك ياسيدى هى احلامي واحلام كل عراقي يحن الى  ظلال سعفات وتمرات نخيله.. وغبار ارضه وحر وبرد نسماته . الى رائحة خبزه ونار  تنوره .. الى جبال شماله والى مشاحيف هوره .. وساحات ملاعبه وازقة حواريه وعيون عجائزه وبراءة اطفاله ..  وحتى للمياه الاسنة في  مستنقعاته..
نحلم مثلك بوطن لا نخشى من ليله او فجره ..بوطن لا وجود فيه لمسخ قادر ان  يضع مسدسه على صدغ احدنا ويصرخ به اعترف او وقع هذه الورقة اليضاء ..بوطن لايوجد فيه مختار محلة يسلمك للجلاد اذا ضرب احد اطفالك واحد من اطفاله.. بوطن لا يوجد فيه وكيل مواد تموينية يسرق منك  جهارا وعلنا وانت  تبقى صامتا لان "حضرتها رفيقة حزبية"!! بوطن تسير فيه اذا اصابك الارق  حتى الصباح  على ضفاف انهاره ولا تستوقفك دورية اوغاد  حزبيين مهما كان حزبهم.. بوطن   لايرمي صاحب المطعم النقود في وجهك ويقول لك "روح اتزقنب هناك" اذا لم يعجبه هندامك..بوطن  لا تطالب المعلمة فيه برشوة او الممرضة  بمضاجعة  لانك  ثري او وسيم..بوطن يترفع فيه كناس البلدية عن التلصص على دارك  وهو يقوم بواجبه..بوطن لايزرقك فيه الممرض بحقنة للحمير لكي ياخذ منك الف دينار..بوطن تسمو فيه كرامة مدير المدرسة فلا يذهب لتناول الغذاء في مطعم احد طلابه مجانا..بوطن ليس فيه صاحب استوديو  ينسخ صورك ويسرع بها الى اقرب منظمة حزبية ..بوطن استطيع الاتصال منه بكل اصدقائى اينما كانوا في هذا الكون ..وان ابادلهم الاحزان والافراح وان استطيع ان اكون عند كلمتى اذا قلت لهم غدا ساكون لديكم.. بوطن استطيع ان ارسل اليك اميل اينما كنت ياحمزة وان اقرا اخر ابداعاتك وسطورك .
احلم بوطن استطيع ان اتكلم فيه مع "رزكار عقراوي"  او "سرمد عبد الكريم" او "الدكتور اسعد الخفاجي " او "السيدة اميرة بت شموئيل"  على الهاتف بسهولة وامان.. بوطن استطيع ان اركب الطائرة فيه صباحا واعود اليه مساءا في ذات اليوم .

واحلام كثيرة ياسادتى ..اكبرها ان يضمنا الوطن في احضانه وان لايفرط بنا مرة اخرى..فلا مجال هناك ابدا للتغرب مرة اخرى..

احلامكم واحلامنا هي احلام الوطن ايضا..بلا ادنى شك

مدير تحرير مجلة السيدة العراقية



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذار الحكومات عن اخطاء رعاياها
- عندما تقلب الحقائق راسا على عقب
- نهاية اللعبة الطويلة
- قضية التفتيش
- حقيقة القمم العربية
- فورة المستعجلين وبطء العرابين
- تحية اعجاب وتقدير للكاتب الامريكى والتر برنشتاين
- اصحاب الخيار الثالث
- سطور من رسالة امراة
- حلم
- اللقطة
- المحامي
- التلفون-قصة قصيرة
- سبعة نصوص قصيرة
- لماذا هم ستة وليسوا سبعة!
- سبع قصص سطرية قصيرة جدا
- موقع -الحوار المتمدن- قد صمم لتكون غايته الاساسية مستودعا ام ...
- بذور الامبراطور قصة وعبرة للمعارضة العراقية
- النفط وبصيص النور
- الموت :ضريبة الخطايا


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - احلام حمزة الحسن هي احلامنا جميعا