|
الكسكس واحد من القواسم المشتركة للبحر الأبيض ، تاريخ طويل من المعارك بين البيتزا والكسكسي ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7326 - 2022 / 7 / 31 - 21:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ قطعاً هكذا ، إذ أن عملية الجرد للتاريخ في تلك الحقب السابقة ليست بالمهمة السلسة ، بمعنى أن الارتكاز سيكون على الحكم لمسيرة طويلة من الشقاء والتعايش ، وسوف يضعنا بالتأكيد 🙄 في وسط سجالاً متعدد الأفكار ، في أعلاه ، الخلاف على مكانة من هو شعب الله المختار ، وفي حدود الدنيا على الكسكس والبيتزا ، فالتاريخ سجل في دفاتره واقعتين غريبتين لكنهما ملفتتين ، الأولى رحيل الصلبيين من فلسطين 🇵🇸 بالكامل ، عندما استردها المسلمون ☪ بعد المعركة الشهيرة والمفصلية حطين ، وأيضاً في المقابل ، بعد قرون قليلة من ذلك التاريخ ، أسترد المسيحيون ✝ الأندلس ، بالفعل ، مع سقوط مدينة طليطلة ، تبع ذلك أيضاً سقوط معاقل الإسلام في الأندلس حتى أنتهى وجود النظام الإسلامي وليس الإسلام ، وهذا هو الفارق بين الواقعتين ، بالفعل😦 ، واصلت 👍 الثقافة الإسلامية في حياة الأندلسيين وتحديداً الطبقة المثقفة ، بل حافظوا الأندلسيين على تراث المطبخي الخاص بالمغاربة بشكل لافت ، وهذا ما يفتقد له المراقب في فلسطين 🇵🇸 ، على الرغم من وجود أماكن تاريخية ودينية وشعبية تخص المسيحيين ✝ ، إلا أن الثقافة العربية الإسلامية طغت على حياة الناس وتفاصيلهم اليومية ، بالكاد 😥 يجد المدقق في الاجتماع هناك 👈 شيء مرتبط بالصليبيين ، على الرغم أن الحداثة الغربية أصبحت لها الكلمة العليا ، بل وهو الأجدر التذكير به ، ففلسطين 🇵🇸 جزء صغير من العولمة الحاصلة في العالم .
لا يخفى كذلك ، وهذا يتطلب من المرء أن يتحلى بالحد الأدنى من الواقعية ، خصوصاً في مثل هذا السياق ، بالطبع ، الفارق بين إرتباط أسبانيا 🇪🇸 بالبحر الأبيض والدول الأوروبية واضح ، وهو جوهري ، كانوا الأتراك 🇹🇷 من أطلق عليه بالبحر الأبيض 🌊 ، أو في تسمية أخرى ، أضافوا الألمان 🇩🇪 مصطلح المتوسط على البحر الأبيض 🌊 ، إلا أن باستثناء المناخ وجمال الطبيعة ، لم تكن الثقافات في مجملها قريبة ، وقد يكون الاختلافات الحضارية قد أعطى البحر طابع خاص ، عندما جمع بين الجمع والتفاوت والفوارق ، لكن الجانب الإسباني وتحديداً في حقبة مسلمو الأندلس ، كان له الخصوصية الفكرية والفنية والمعرفية والعلمية ، فعلاً 😟أمتاز عن الفضاءات الأخرى ، وأيضاً تميز في عاداته الاجتماعية وطعامه ، أي تحديداً المطبخ ، وهذا في رأي الشخصي يعود إلى الجمع الذي جمعه بين حاكم أموي ، جذوره ضاربة في بلاد النهرين ، وهو كما يعرف عنه منبع الحكمة ، وبين نظام قائم على المغاربة ، حضارتهم قرطاجية ، وهي واحدة☝من الدلائل التى تشير عن حيوية الحياة هناك 👈 وحب البشر والطبيعة ، وبين أيضاً أرض متداخلة بالاراضي الأوروبية 🇪🇺 والتى شهدت تطور تدريجياً في الفلسفة والفن والأدب ، تحولت الأندلس والمغرب إلى مكانين ثقافيين كبديل عن الدولة الأموية في الشرق ، بالفعل ، لقد ساهمت بعض الأسماء أمثال ابن خلدون وابن رشد والغزالي وابن حيان وغيرهم ، بالطبع في تطوير الفلسفة الإسلامية بشكل جعل الحكم هناك له نكهة خاصة ، وهو حسب إعتقادي بالإرث المنسي ، طبعاً لا يبدأ بهؤلاء ، بل يشمل أيضًا أشخاص مثل بن مخلوف ويعقوب بن إسحاق الكندي والرازي وابن طفيل وموسى ابن ميمون وسهروردي وقد تمكن ابن تيميّة شيخ الإسلام ☪ إيجاد موطأ قدم كبير ، وهذا التنوع في العلوم ساعد بشكل ملحوظ على إنتشار اللغات المتعددة للمتشاركين في البحر الأبيض ، نجد اللغة العربية ظاهرة في كل من مالطا 🇲🇹 وبرشلونة والبندقية وصقيلة 🇮🇹 ، في المقابل ، الفرنسية 🇫🇷 في الاسكندرية 🇪🇬 والتركية 🇹🇷منتشرة بصفة خاصة في دول حوض البحر ، الذي مهد إلى كل هذا من القواسم المشتركة في الأدب ، بالفعل ، الباحثون أشاروا عن تقارب كبير في بنيوية وتكوين الشعر بين الجانبين ، بالرمزية والدلالية ، حتى أن قالوا بأن الخيارات في انتقاء الصور ، قد تشير☝عن حجم الترابط الحضاري المتبادل ، بل الأمور لم تتوقف عند بعدها الأدبي ، لأن الطعام هو الشاغل الشغيل والأهم للإنسان وعلى وجه الخصوص ، لأبناء البحر الأبيض ، فهؤلاء يعرف عنهم بعشقهم للمأكولات البحرية ، على الرغم من الحقبات الفقر التى شهدوها ، بل حسب التقارير الدولية والتى صدرت في نصف القرن الماضي ، كانوا أهل البحر الأبيض يتمتعون بصحة جيدة وإصاباتهم بالأمراض قليلة قياساً في مناخات أخرى ، لأن كان على الأقل العنصر المشترك بين جانبي الغربي والشرقي على البحر ، هو زيت الزيتون ، ايضاً التين والرمان والشعير ، كل ذلك ، ومع الأسماك 🐠 تعتبر من الأطعمة الصحية ، بل حتى من يتمعن في الحركة المعمارية بين فرنسا 🇫🇷/ إيطاليا 🇮🇹/ اسبانيا 🇪🇸 المغرب 🇲🇦 / تونس 🇹🇳/ الجزائر 🇩🇿 ، سيجد اللونين الحاضرين 👈 بقوة هما الأبيض والأزرق ، كأن المعماريون جعلوه إمتداد لبحرهم ، كل ذلك ، لا يلغي أن البحر عجز تاريخياً عن توحيد شعوبه في لغة 🗣 مشتركة أو حتى عملة 💴 واحدة ☝، تماماً 👌كما توحدوا على الزيت الزيتون 🫒 ، وعلى الرغم من المتغيرات التى طرأت على البحر ، إلا أن الحضارتين اللتين ظلتين متماسكتين حتى الآن ، العربية الإسلامية والغربية الرومانية ، تصاعدت لديهما لغة الجهاد والصليبية ، حاولا الطرفان السيطرة على مضائق البحر ( جبل طارق والبوسفور والدردنيل ) ، بل لم يتوقف الأمر عند ذلك ، لقد حاولا الجهتين فرض طعامهما على الآخر ، بالفعل ، دارت ومازالت المعركة بين الكسكس 🥘 والبيتزا 🍕 ، هذه القطعة كانت الممثلة الجميلة ( الأمريكية 🇺🇸 ) جوليا روبرتس في فيلمها ( طعام ، صلاة ، حب ) ، قد أظهرت من خلال مذكرات 📝 الكاتبة إليزابيث كيلبرت حجم السياحة في أوروبا 🇪🇺 والتى تصل سنوياً إلى نصف مليار سائحاً ، على الأغلب ، الزائرين يتناولون يومياً البيتزا 🍕.
وبمزيد من ممارسة بعض التفرس والتبصر والتتبع والبحث والتفنيد ، وهو بحثاً يستهدف عن طعام 🥘 في قلب طاولة قائمة مأكولاتها طويلة ، سيفضي بالطبع إلى ترسيخ الصراع القديم ، فبعد ما عبروا المسلمون جبل طارق 🇬🇮 ، لم تكن الكسكس أول ما نقل من المطبخ العربي ، لأن حياة الناس كانت بدائية والزراعة في حينها كانت شبه معدومة ، لكن طبيعة النظام والحركة العلمية التى أنتجها العلماء ، أنتجت وسائل زراعية حديثة في تلك الحقبة ، وايضاً مع حركة الري التى أمنت إلى زراعة 👩🌾 الخضار والأشجار المتنوعة وخصيصاً شجرة الزيتون 🌳 ، فأغلب الزيتون 🌳 في أسبانيا 🇪🇸 يعود أصولها إلى عهد المسلمون ، بالفعل 😰 ، بدأت أرض الأندلس يظهر فيها الحبوب بأنواعها المختلفة ، وأيضاً عرفوا بخبزهم المميز ( الباكيت🥖) كنوع متجانس بين الشرق والغرب ، وايضاً اشتهروا بالمعكرونة وخلطتها من الهريسة الحارة والقمح ومرق اللحم ، حتى وصلوا إلى صدر الكسكس الغني بالمكونات ، بل نقل زرياب من بغداد العديد من الطعام والفنون وأيضاً طريقة إستخدام الثلوج من الجبال وتجميدها والاستفادة منها بتخزين الطعام والخضروات ، لم يكن المطبخ الأندلسي قبل مجيء زرياب من بغداد يعتمد نظام خاص بترتيب الموائد ، فعلاً 😟 ، بعدها أصبحوا يبدأون بالشوربة والمقبلات ومن ثم أخيراً بالطبق الرئيسي ، واعتمدوا شراشف الطاولات والكاسات الزجاجية ، لكن يبقى صدر الكسكس هو الذي يشترك به الأندلسيين مع التوانسة 🇹🇳 ، والجزائرين 🇩🇿 ، وليبيين 🇱🇾 ، والمغاربة 🇲🇦 ، وموريتانيين 🇲🇷 ، فهو يُصنع أساساً من القمح الصلب أو الشعير ، وهذا يجعل أصل كلمة الكسكس مجهولة حتى لو الأمازيغيين نسبوا الكلمة لمعجمهم ، لأن في ناظر هذه السطور ، وهو رأي جاء بعد صنع مقاربات ومقارنات ، يشير☝ بأن مكونات الكسكس لا تتوافق مع تاريخ الأمازيغية للطعام ، أي أنها جاءت بعد دخول العرب تحديداً من بلاد الشام وبغداد ، بل في واحدة☝هي جوهرية وقاطعة / حاسمة / ، لقد تنوع صدر الكسكس بين الأعراس أو المأتم أو حتى الدعوات الرسمية ، وهذا كله ، لم تكن المنطقتين الواقعتين بين جبل طارق 🇬🇮 على دراية في هذا البرتوكول إلا بعد دخول زرياب الأندلس ونقل التطور الذي حصل في بغداد ، وبالتالي ، في المغرب العربي هناك مقولة شهيرة وهي دالة على ما أسلفناه ، تقول الكسكس يورث ولا يدرس 📚 📖 .
كل هذا عدا عن موضوعات خلافية ثانية وكثيرة ، تجعل الطريق صلباً ، والالتقاء في منتصفه يكاد صعباً ، لكنه ليس بالمستحيل ، بالطبع ، الأوروبيون 🇪🇺 بفضل أنتشار مطاعم المغاربة ، أصبح لهم دراية ومعرفة للفارق بين الكسكس البركوكش والملثوت ، الحبة الصغيرة والكبيرة ، حبة الشمال وحبة الجنوب ، ولأن لا يوجد مدارس للطهي الكسكس ، فأن السبيل الوحيد للذين يرغبون بتعلم طبخه ، هو المكوث عن الجدات والأمهات في أقصى جنوب المغرب العربي ، وهذا التوارث يتيح للوارث التفنن في تجهيز أصناف متعددة من الكسكسي ، لكن للأسف ، وعلى الرغم من شعبيته ، إلا أن مسألة طهيه 😋 باللحم في ظل الظروف الحالية ، باتت أشبه بالمستحيلة ، لهذا ، نجد أن أهل المغرب العربي ، يسعون بشتى الطرق للهجرة لأوروبا 🇪🇺 من أجل 🙌 المحافظة على صنع الكسكس باللحمة بعد ما فقدوها في بلادهم ، في المقابل ، نجد أن البتزا قد غزت شوارع الوطن العربي أو بالأحرى العالم ، بل الثقافة البيتزية 🍕 أجتاحت أذهان العرب قبل أن تغزوا مذاقهم . والسلام 👋 ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أماه نحبك إلى الأبد / اسيا كانت وآسيويون سنكون …
-
لماذا🤬الانتماء للصهيونية والانتساب لليهودية ✡
...
-
حضارة الأسفلت 👣وهمجية الكعب العالي 💃/ يد
...
-
سريلانكا 🇱🇰 من دولة نامية إلى مفلسة …
-
شينزو أبي 🇯🇵 المحافظ والباحث 🔬Ԏ
...
-
لم تدين ليبيا 🇱---🇾---/ للشعب أو للطبقة السي
...
-
معركة الأرباح بين الميتافيروس والواقعيون …
-
بين طريقين الحرير الصيني 🇨🇳 والأخر الغربي ال
...
-
رافضاً 🙅♂ للقيم الديمقراطية ويعتبرها سبباً لل
...
-
مقتدى الصدر يستقيل ✍ بروحية مقاومة الموت وبالمحبة للحي
...
-
عقل 🧠 تختي 🛌 وأخر 🧠 نوبلي🥉
...
-
بين الجهيض الفكري🧠 والإجهاض الروحي👶 …
-
بقرات 🐄🐄🐄 تتسب بالجوع وأخرى بالغنى …
-
الندية ليست باللغة 🗣---/ بل بالاكتفاء الذاتي
...
-
عنتريات😱 المقاومة أمام حقيقة😳 القوة …
-
شقاء العربي 🤐بنظر 👀 كنفاني وبعين👁 ال
...
-
صفعة جزائرية 🇩---🇿--- للاقتصاد الإسباني
...
-
جنرالات👮♂كبار بأدوات قتالية للصغار 👶…
-
100عاماً على النفط المحلي ⛽--- والاقتراض الدولي ӿ
...
-
المحاكمة 🧑---⚖--- 👨---⚖--- الت
...
المزيد.....
-
تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت
...
-
طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
-
بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية
...
-
الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
-
بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس
...
-
القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب
...
-
بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد
...
-
مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال
...
-
خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|