شينزو أبي 🇯🇵 المحافظ والباحث 🔬🧑‍🔬عن الكبرياء القومي المفقود ..

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 7309 - 2022 / 7 / 14 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ هو النقيض لما قد يبادر إلى ذهن المرء ، ولأن السلافة اليابانية لم تكن كاملة بالتأكيد 🙄 للبشرية كما يتوجب أن تكون ، بل ظلت ومازالت بين المثقفين والمفكرين اليابانيين 🇯🇵 مضحكة ورعنة وخفيفة التكوين ، بل أيضاً كانت تشير ☝عن نقل الضحالة ، وهو بعدها الأجدر في تناوله ، وقد يتفاجئ القارئ بأن اليابان 🇯🇵 في الحرب العالمية لم تكن بالودودة ، بل تحولت إلى ذلك تحديداً بعد الضربتين النوويتين ، لكن الودية الذي يظهرها الجانب الشعبي ، ليست تماماً 👌كما يظن الظانون ، لقد صنعوا اليابانيون على سبيل المثال في الشعب الكوري الجنوبي 🇰🇷 الفظائع الإنسانية ، وقد يشيب لها رؤوس الولدان ، على الأقل في جانب واحد☝، لقد حولوا البنات في عمر المراهقة وكذلك النساء إلى الإماء الجنسي ، كما هو المصطلح المتعارف عليه في الغرب ، وهذه القسوة بالطبع ، كانت وراء البحث وراء صنع المقارنات والمقاربات اللغوية بين الشعر العربي واللغة اليابانية والشعر هناك 👈 ، بالفعل ، قد كشفوا الاكاديميين اليابانيون عنه ، عندما قارنوا بين فعل الحب 💓 العربي والحب الياباني ، فالحب العربي يجمع أكثر من مصطلح ، والذي بدوره يميز بين 15 طبقة ، وبالتالي ، هناك تباين صريحة بين صفات الحب والهوى أو حتى الاشتياق أو ربما العشق أو أيضاً الغرام أو اللطف حتى الهيام ، تماماً 👍 كما صار مع صاحبنا قيس بن الملوح وليلى ، والذي لُقب كما هو معروف بين العرب ومن ثم العالم بمجنونها ، وفي واقعة تجمع بين الطرافة وتكشف عن قوة اللغة وانعكاس ذلك على منتسبيها ، لقد ذهب أبا قيس بابنه إلى الحج ، لكي يدعو 🤲 الله أن يشفيه ، ثم وقف ✋ أمام حشد الحجيج عند ستار الكعبة 🕋 ، ثم قال يارب 🤲 أشفي أبني من حبها ، فما كان لقيس سوى التعلق بأستار الكعبة 🕋 وقال مردداً ، اللهم زدني لليلى حبًا وبها كلفاً ولا تنسني ذكرها أبدًا ، وهذا الذي جعل لاحقاً شخصاً مثل إريك كلابتون ، وهو الشخص الوحيد الذي تم تكريمه في قاعة مشاهير الروك آند رول ثلاث مرات كمؤدِ منفرداً وكذلك كعضو في فرق الروك ، يعتبر أيضاً كلابتون من قبل النقاد والجماهير على حد سواء ، على أنه واحد من أكثر عازفي الجيتار أهميةً وتأثيراً على الإطلاق ، وكانت مجلة رولينج ستون الأمريكية 🇺🇸 والتى تعتني بالموسيقى والليبراليين والتى شهد لها على مواظبتها في إصدار مادتها كل أسبوعين ، قد صنفته في المرتبة الرابعة في قائمة ( أعظم 100 عازف القيثار في التاريخ ) كما أنه أسمه تدرج في المرتبة ال53 على قائمة الخالدون كأعظم 100 أسم في التاريخ ، وقد حرص على تسمية الألبوم الخاص به بعنوان ليلى ، وتعد تحديداً أغنية 🎶 ( أنا ملكك ) ليس سوى أقتباس كلي من مقطوعة ليلى والمجنون .

لكن يبقى الأصعب هنا 👈 ، وهو الأكثر صواباً ، لأنه يأتي من داخل البيت الياباني 🇯🇵 ، فعندما يعترفون العارفين اليابانيون 🇯🇵 بعلم المقارنات ، ثم يقولون بأن حتى الجنون في اللغة العربية هو بمثابة حباً💓، وبالتالي ، يسرد 😃 البعض بأن أفعال الحب 🧡 كثيرة ، ومن ثم عندما يعددوها يشعرون بالحزن الكبير ، تحديداً ، عندما يقرأون قصيدة الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى ، مثل قصيدته ( أبت ذكر من حب ليلى تعودني ) ، سيكتشف القارئ حجم أفعال العشق المتنوعة والغنية بالمشاهد الجمالية 😥 والتى كلها تحكي عن الحب 💓 ، وهذه الأفعال في اللغة اليابانية 🇯🇵 مفقودة لأنها لا تمتلك سوى فعل واحد ☝يصف الحب ، بل اليابانيون يستخدمونه بخجل ، فهو أشبه بالعملة الصعبة 💵 ، تماماً👌 كما كانت هي نادرة في دول التى تقبع تحت 👇الاقتصاديات الشيوعيه ، وإن توغل المرء عميقاً 🧐، فأنه سيكتشف ايضاً ، بأن الترادف الحاصل في القاموس العربي ليس بتاتاً بالإطالة ، بل هي فروق جمالية ، لكنها طبقية ، فاللغة في جوهرها العميق 🧐 أيضاً هي طبقية ، وهذا ما أشار له أحد أئمة اللغة العربية ( الاصمعي ) صاحب المقولة الشهيرة ( لقد وصلتُ بالعلم ، وكسبت بالملح ) ، بل كان هو لا سواه ، قد بين مبكراً عن إختلاف الألفاظ حتى لو اتفقت معانيها .

من حيث المبدأ ، وهو أمر متعارف عليه وحوله ، أي قراءة 📖 سياسية ، وحتى تكون مقبولة في الحد الأدنى وجيدة في المستوى المتوسط ، لا بد للباحث من قراءة أدب المجتمع وتطور فنونه المختلفة ، وأي جريمة كانت ، فهي مثل الإرهاب ،ففي يوماً ما ، وبعد أن فرضت الجمعيات النساوية في كل من اليابان 🇯🇵 وكوريا الجنوبية 🇰🇷 الثماثيل الرمزية للنساء ، الذين تعرضوا للاغتصاب وفُرضَّ عليهم الإلتحاق في بيوت 🏠 الدعارة ، وقف 🛑 رئيس الوزراء الياباني السابق والمغتال لاحقاً ، شينزو أبي أمام العالم ليعبر عن أسفه لنساء الراحة اللواتي تعرضن لجرائم جنسية على يد الجيش الياباني ، مؤكدًا بأن حكومته ستقوم بصرف تعويضات مالية لهن ، هذا الموقف واحد☝من جملة مواقف متعددة للرجل شهده اليابانيون والعالم ، وهو ايضاً واضع السياسة الاقتصادية لإنعاش اليابان 🇯🇵 من التضخم والتى تعرف ( أبينوميكس )، سياسة نقدية ومالية تحمل استراتيجيات النمو والتعامل مع التضخم ، وكل ذلك كان هدفه مواجهة النفوذ الصيني 🇨🇳 والمتنامي في الإقليم والعالم وإعادة الليبرالية المحافظة للمجتمع ، فهو في نهاية المطاف ، ينحدر من عائلة لها باع طويل في السياسة ، الأب كان وزير الخارجية والجد رئيس وزراء سابق ، وهذا النسب جعله أن يحمل هم التغيير على عاتقه ، وقد تكون مسألة تغير الدستور واحدة ☝ من المسائل العالقة ، لأن المحافظون وشينزو واحد منهم يعتقدون هكذا ، بأنه كُتب 📕 أثناء الهزيمة وبالتالي حرم اليابان 🇯🇵 من الكبرياء القومي .

هناك أسئلة 🙋 مازالت مفتوحة ، تحديداً عندما المرء يسمع عن جملة توقيفات قضائية ، ومن ثم إذ ما تابع التحقيقات 🤨 والتى تخص برجال الدولة ، بالطبع ، التوقيفات حصلت على اقترافهم اختلاسات من خزينة الدولة ، بالفعل 😰 يقف ✋ المراقب قليلاً ، ثم يتساءل بينه وبين نفسه ، كيف لوزير الاقتصاد وهو حليف جذري للرئيس المغتال أبي ، يعترف بتلقيه رشاوي بعد افتضاحه إعلامياً أو حتى وزير الزراعة الذي فضل الانتحار على الوقوف أمام البرلمان لمساءلته ، وهذا كله يحدث في بلد يقال فيه أن الشعب يكابد حتى يصنع خلية نحل 🐝 في كافة المجالات ، وهو بلد أيضاً يهدف إلى إعادة إمبراطوريته السابقة من خلال الصناعة والتكنولوجيا والتصدير ، وهذه الصورة ، هي التى علقت في أذهان شعوب العالم ، لقد تكرس على مرّ العقود السابقة مسألة الريادة اليابانية 🇯🇵 والجودة في صناعاتهم المتعددة ، وايضاً الصدق والأدب والأخلاق ، لكن هذا كله ليس دقيقاً لكي لا نقول ليس صحيحاً ، بل يسأل المرء استطراداً عن الأسباب الانتحار ، وهي احصائيات صادرة عن جهات يابانية تتحلى بالمصداقية والدقة ، إذنً😮 ، ما هو الذي يدفع باليابانيين للانتحار بشكل منتظم ، بل الثقافة السابقة مازالت مستمرة قبل الرجل الذي سعى لتوحيد اليابان 🇯🇵 ، أودا نوبوناجا حتى اشعاراً أخر ، ففي اليوم الواحد يقترب عدد المنتحرين إلى 100 شخصاً ، بل مسألة الانتحار في الواقع تتعلق بثقافة المجتمع ، ولأن هذا المجتمع يعتبرها عقاب ذاتي وهي مورث ثقافي من الساموراية والتى تعتبر قتل الذات أعلى درجات التقدير ، وقد شاع بين أوساط هؤلاء مصطلح ( قطع البطن ) ، تحديداً عندما يفشل المقاتل الساموراي بتحقيق المهمة يلجأ إلى قطع بطنه ، واليابانيون لديهم غابة 🌳 خصيصاً بالانتحار ، وهذا المكان قد شاع أمره بعد لجوء أحد الأدباء على الانتحار فيه ، اعتراضاً على تفوق الثقافة الغربية على ثقافة بلاده ، فعلاً 😟 وعلى سبيل المثال ، المجتمع يعاني للطريقة الحادة في التدريس ، وتعتبرها الأغلبية بالفترة الجحيمية لصعوبتها ، وايضاً ، تعتبر ساعات العمل طويلة ولا يتقاضون اليابانيين آجرهم عن الساعات الإضافية ، بسبب زيادة هائلة بأعدادهم وتقلص فرص العمل ، في جانب أخر ، هناك 👈 ظاهرة منتشرة بين الشباب ، لقد حذفت الموضة الغربية الفارق بين الذكر والأنثى ، لم يعد المجتمع يفرق بينهما ، والذي أصاب العلاقات البشرية باضطرابات تكوينية هناك👆، فبين الانتحار وعدم الزواج ، تحول المجتمع يفتقد لدورته الطبيعية والتى بدورها الأجيال تتعاقب على الحياة 🇯🇵 وتمنع التباعد العمري بينهم ، وهنا 👈 قد يُفسرَّ هذا الصنيع للمراقب عن السبب الذي دفع قاتل شينزو أبي قتله ، وبالطبع ، هذا ايضاً يفسر لماذا 🤬 وزير الزراعة قام بمعاقبة نفسه بنفسه ، إذنً ، نحن فعلاً😟 أمام ثقافة تندرج على كل شخص يواجه أزمات عائلية أو اقتصادية أو صحية أو شعبية .

إذنً 😧 ، حصيلة الاغتيال تُكتب من خليط ثقافي ، إبتداءً من القتل الرحيم أو القتل المشرف أو حتى لا ينتهي بالذي يعاقب المسؤول عليه ، وبالتالي السؤال الجوهري ، هل القاتل الذي أنهى حياة شينزو أبي ، كان مقصده إنهاء حياة محارب ساموراي أو لأنه الأخير أراد إعادة التوازن بين الثقافة الغربية الكاسحة واليابانية المتراجعة أو لأنه دافع يوماً ما عن صديقه الفاسد أو بسبب تأخره في مكافحة فيروس 🦠 كوفيد-19 أو لأن القاتل قرر الانتحار ، لكن ربما أختار إنهاء حياته بقتل شخصية معروفة ، بعدما فشل قاموسه اللغوي الياباني 🇯🇵 بإسعافه في التعبير عن ما هو دفين في داخله . والسلام 👋 ✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات