لم تدين ليبيا 🇱---🇾---/ للشعب أو للطبقة السياسية / طفح🌊---كيل الناس …

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ لقد كشفت الانتفاضات العربية والتى أطلق عليها بالربيع العربي أو ثورات الياسمين ، أن الأنظمة العربية ليست مجرد فاسدة ، بل في تكوينها التعليمي والاجتماعي غير قادرة على إحداث تغير حقيقي وجوهري ، وأيضاً غير مؤهلة لمواجهة أي تحديات خارجية ، وهذا السر لم تكشفه الأنظمة التى حافظت على استمراريتها ، بل تلك التى سقط بها من هو في سدة الحكم ، بالفعل ، دولة مثل ليبيا 🇱🇾 شهدت أنتفاضة شعبية عارمة ، وواصلَّ الشعب في انتفاضته حتى اسقط القذافي وطبقته الحاكمة من الحكم ، لكن الشعب سرعان ما تورط بانقسامات على السياسة والجغرافيا والموارد وأقامت هذه المجموعات المنقسمة تحالفات خارجية زادت الأزمة الليبية انقساماً وتراجعت الدولة لدرجة أن بلد مثل ليبيا 🇱🇾 وهو كما يعرف عنه يتمتع بالموارد البترولية والغازية ⛽ والسمكية 🐠 والزراعة ، حتى أن مياهه غنية ، إلا أن عدم الذهاب من اللحظة الأولى إلى ترسيم نهجاً ديموقراطياً وخضوعه لعقل القبائل أولاً ، وأيضاً الانخراط في توزيع الموارد بين المليشيات ، أسس كل ذلك إلى الحاضر الذي ليبيا 🇱🇾 عليه اليوم ، سياسيون في الشكل أو في الظاهر يسيطرون على المشهد ، وكل حكايتهم أنهم جيدون في خوض معارك على كراسي السلطة ، وأيضاً على مناطق النفوذ السياسي والاقتصادي ، بل لا أحد لديه النوايا بالتنازل عن مكاسبه ، وهؤلاء لا سواهم ، كانوا يلومون القذافي على تمكسه بالسلطة حتى أخر طلقة وجندي بصفوفه .

منذ البداية ، قلنا بأن التحدي الحقيقي ليس بنظافة الصدر بقدر أن المطلوب من الشخص ، تحديداً الذي يتولى شؤون إدارة الناس أن يكون قادر على توظيف الهواء النظيف ، لكن ، هواء ليبيا 🇱🇾 أصبح عدو الليبيون ، وهذا كله هو الذي دفع إلى إفراز تيار شبابي ، كالذي فرض نفسه في الأحداث الأخيرة ، صحيح قد يكون مدعوماً من جماعة ابن القذافي أو رفاق الأب ، لكنه تحول إلى كيان يجتمع تحته أصوات متنوعة من كافة المناطق ، وهو لا سواه ، يطالب بوحدة التراب والحريات والمحافظة على الهوية والخلاص من التدخل الخارجي ، تماماً 👍 ، فإن مطالب تجمع ما يطلق عليه في الإعلام بالتريس ، تتشابه بتلك المطالب التى كانوا المنتفضون في وجه حكم القذافي يطالبون بها ، أي أن ببساطة ، لا شيء 👎 تغير ، بل أمور ليبيا 🇱🇾 باتت تشبه دولة مثل الصومال🇸🇴 ، ولأن ، إذا كانت ليبيا 🇱🇾 الآن تصدر فقط من طاقتها 24 % ، فإن في الأوقات المستقرة قادرة على تصدير من الغاز ⛽فقط ما تصدره روسيا 🇷🇺 لأوروبا 🇪🇺 .

شاءت الظرف السيئة أن تتزامن واقعتان ، بالفعل ، لقد شهدت الجغرافيا الليبية يوماً استثنائياً بكل ما يحمله المصطلح من معنى عميق 🧐، إذ شهدت الشوراع حراكاً شعبياً يتشابه في ظروفه وعناصره وتكوينه مع الربيع العربي ، وهذا التحرك بالطبع ، نتيجة خلافات السياسيين أو بالأحرى من يتحكمون بموارد ليبيا 🇱🇾 ، هو تحديداً ، كان وراء الهبة الشعبية والتى يمكن 🤔 لها أن تتطور استطراداً ، ولا يخفى على الناس العاديون فكيف بالمراقبين ، بأن الدولة بمكوناتها الكاملة باتت منكهة لدرجة أن ذاك الإنهاك ربما يعرضها إلى التقسيم ، ولأن أيضاً في أعتقاد هذه السطور ، أن المسألة لا تتعلق فقط بالانتخابات بقدر أنها مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بقدرة المتسلطين على البلد على تقديم تنازلات حقيقية وجذرية بهدف توحيد الجيش والأجهزة الأمنية ومالية الدولة .

لا يحتاج المرء لعناء كبير ليكتشف حجم الخراب في ليبيا 🇱🇾 ، بل يتشابه الحال هناك 👈 مع حال العراقيون 🇮🇶 ، كانت عمليات الميليشيات والسياسين الاعتدائية على مقدرات البلد واضحة ومستمرة ، وهي تفتقد للحلول ، ولقد أنتجت بدورها اللادولة طبقة من الفاسدين والذين باتوا يمتلكون بفضل تهريب الغاز ⛽ والوقود ، قصوراً ومواكب سيارات 🚗 وطائرات ✈ وغيرهم من الإسراف والبذخ ، الملفت والعلني ، والذي دفع الفقراء والغاضبون من الليبيين للخروج في مناطق عدة تحت نار 🔥 متقدة في كافة المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات المتعددة ، تزامنت بين بنغازي ومصراتة وبني وليد وسبها وسرت والبيضاء وطبرق وأجدابيا وسلوق ، والملفت في ذلك ، الشعارات التى رفعت أو بالأحرى المطالب ، كتوفير الكهرباء وتعديل حجم رغيف 🥖 الخبز واعادة النظر في سعره ، وهنا يتساءل 🙋 المراقب ، لماذا الاقتصاد غائباً ، وهل يعقل بلد شعبه لا يتجاوز 6 مليون ولديه جغرافيا تعوم على آبار النفط والغاز ⛽ ، يعانوا من فقدان 😞 الكهرباء ورداءة واضحة في رغيف الخبز ، إذن ، ماذا تقول 🤬 الدول الأفريقية الفقيرة عن حالها ، وقد يكون الحراك قد وقع في الواقع العجيب ، والذي يجعل المرء يحتار في تفسير عدم استمرار الحراك لمدة أطول ، بل هناك 👈 تساؤلات كثيرة حول قدرة الناس في إجبار الأطراف المتسلطة على المشهد الليبي بتقديم تنازلات حقيقية ، ليس فقط حول الانتخابات ، بقدر أن ليبيا 🇱🇾 تحتاج إلى ضمانات إقليمية ودولية تؤمن مسار الانتقال ووحدة الجغرافيا ، بل كانت خطوة البرلمان في تشكيل حكومة آخرى خطأً جسيماً على وحدة البلد ، وفي ظل بلد يعاني من الفقر والوضع الاجتماعي والسياسي المفكك ، فإن ذلك يمهد لتقسيمه .

النتيجة القاطعة التى دفعت الشعب في كافة وجوده الخروج إلى الشوارع ، هو أن بات يترسخ لديه ، إيمان ، بأن هذه الطبقة الحاكمة أخر شيءٍ يعنيها مصلحة الليبيون وخدمتهم ، فكما خرجت في الماضي القريب حتى الموت ضد نظام القذافي الاستبدادي ، اليوم يتكرر المشهد ، لكن الحال أسوأ مما كان عليه في السابق ، والصحيح ايضاً ، أن نظام القذافي كان يوصف بعدو الديمقراطية وقاهر لكل من يعارضه ، لكن في المقابل ، كان قادر على إمساك بشكل مريح😎 الانقسام الجغرافي بين الشرق والغرب ، وايضاً أدار القبائل الليبية بطريقة مقبولة ، على رغم من أنها في تكوينها الداخلي ، تخفي في طياتها دويلات صغيرة مترامية في الوسط والجنوب والشرق ، وهذا بالطبع ، ولأن الثورة التى أطاحت بالقذافي تجاهلت إقامة دولة ديمقراطية منذ البداية ، فعلاً😟 وقعت الفتنة بين الأطراف كافة ، بل ولأن كانت على جهوزية لكل ذلك ، وهذا يفسر لماذا القوى المتخاصمة تاريخياً تعتبر أن موارد الدولة تخصها وحدها ، وبالتالي ، في السابق أُهدرت بشكل عبثي ، واليوم تُهدر على تحالفات خارجية وداخلية من أجل 🙌 تأمين الحماية للمتسلطين .

وهذه الغرائب في ليبيا 🇱🇾 تعود إلى تواريخ ليست ببعيدة ، لكنها أمتدت وهي تنتمي إلى جديدها المتأزم ، كذلك تظهر أكثر فأكثر في الرحلات المكوكية التى دائماً تسفر عن حلول تتماشى مع القوى المتسلطة ، وبالطبع ، لا يوجد حل كامل للأزمة الليبية ، وفي المحصلة ، وهو أمر سليم الأركان ، لقد أماطت التظاهرات اللثام عن حجم هشاشة القوى السياسية ، وهذا الاكتشاف يدفعها بكل تأكيد أكثر إلى تجنب خوض الانتخابات ، لأن ببساطة ، الناس قالوا كلمتهم اتجاه الجميع ، وبالتالي ، ليبيا 🇱🇾 إن كانت في صورتها الأولية أو الراهنة ، بالتأكيد 🙄 ، لا تدين بوجودها وتاريخها للسياسيين أو للخارج المتعدد ، بقدر أنها تدين إلى طبقاتها الأرضية والذي تطور فوقها الشعب ، هذا الشعب الذي يدفع أثماناً باهظةً ثمن حريته. والسلام 👋 ✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل