أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - عروة في قميص السؤال لـ فرج بيرقدار














المزيد.....

عروة في قميص السؤال لـ فرج بيرقدار


كمال جمال بك
شاعر وإعلامي

(Kamal Gamal Beg)


الحوار المتمدن-العدد: 7321 - 2022 / 7 / 26 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


في العمل الأدبي والفني والفكري، كما في الحبّ والحلم والجمال ، يتعدّد الواحد إلى الكثير، في الانطباع والتفسير والتأويل، ويتفتح النص في كل قراءة جديدة عن معان مضمرة بمهارة أو عفو الخاطر من خزين الوجدان، ودلالات تثير بإيحاءتها خيال المتلقي وأحاسيسه باتجاهين متفاعلين، الأول إلى أعماق النفس التي تناغمت مع الدهشة المجهولة من سريان قشعريرة تحت مسّام الجسد، والثاني إلى آفاق المعرفة الإنسانية واستشرافها، بقوس قزح من مشرق التجربة الشخصية و الذكريات، إلى مغرب المعاناة العامة والوجود.
يختزل هذا التوصيف – على ما فيه من تقصير في مقاربات ثانية – قراءة الصديق الشاعر فرج بيرقدار نصوصاً شعرية ونثرية وكتابات فكرية في تجربتين نضالية وأدبية لأكثر من أربعة عقود، سلخ النظام الأسدي منها أربعة عشر عاما في الفروع الأمنية ومعتقلات الموت بتدمر وصيدنايا. ومن السجن سرّب قصائده الحرة، مرة كفراشات مفجوعات بالنار، ومرات كحمامات الأمل الزاجل. وفي " مرايا الغياب" نتعرف على هذا الكهف حيث يُقتل العقل في المعتقل ويسود الجنون. وما أشبه المنفى لاحقاً به. ثلاثية تصدى لها من (نجا) من كتّابها، حتى بات هناك ما يعرف (بأدب السجون) وفي ريادتهم فرج بيرقدار.
و بإطلالة سريعة على " عروة في قميص السؤال" الصادرة حديثاً عن دار سامح في السويد، فإنها تضم مقدمة للشاعر بعنوان "جانب من سيرتي مع النشر" وستّاً وأربعين قصيدة، منها أربع قصائد في خاتمة المجموعة بين عامي 1973 و1982 تمت الإشارة إليها بأن الرقابة رفصتها في حينها. أما القصائد الثانية فتسلسلت في المتن بين عامي 2001 و2018. والزمان والمكان هنا ليسا (ما بعد إذا زائدة)، بل لهما وظيفتا التوثيق من جهة، والدلالة من جهة ثانية، ويدخل في هذا أيضا الإهداءات أو الإشارات أو الهوامش في قصيدة ما. وفي مئة وخمس وعشرين صفحة تنفرد النصوص بين قصيدتي البيت والتفعيلة، غالبيتها قصيرة، ويأخذ بعضها أحيانا تشكيل المقطع أو البطاقة أو البرقية. والقاسم المشترك بينها غنائيتها المنسابة وإيقاعاتها الهادئة، واتقاد وجدانها وغليان مشاعرها، في وحدة أشبه بتدفق الينابيع الكبريتية الحارة.

والشاعر المدرك لما مررنا به من كوارث، لا يرفع الراية البيضاء، بل يشد العزائم منذ مقدمته:
بأن " تحويل المأساة إلى قصيدة قد يساعد على تحملها أو تمثلها أو فضحها أو تحاشيها أو تصفية الحساب معها ولو معنويا"
وعلى خط فني مواز في السكة ذاتها فإن "الشاعر وهو يكتب قصيدته الحرة "المنثورة" قد يطرأ له شطر موزون، فإن لم ينتبه إليه ويكسره، فستنكسر القصيدة".
وانطلاقا من هذا الوعي الفكري والجمالي، تأتي الرؤيا منسجمة مع مجمل التجربة كاملة في حلقاتها المنفصلة والمتصلة في آن، بلغة رشيقة ودقيقة تقترب بعض مفرداتها أو جملها أو صورها من فصيح العامي المشبع بالبلاغة. وتحتاج بعض القصائد في هذه المجموعة إلى وقفة نقدية لكل منها خارج حدود قراءة إنطباعية أولية، ومن هذه القصائد: سآتي إلى حمص، عروة في قميص السؤال، الذكريات.. أما بعض مفاتيح المجموعة، فمنها أن الحب بمفهومه الشامل يتسيّدها، وأن الشاعر يعمق لجذور صوفية جديدة، يلتبس ظاهر الحب فيها مع باطن الكوني، ويستجلب ذلك سحابا يمطر حضورا وغيابا من ("الحرف المطعون" نون النسوة إلى ناديا- وسميرة خليل - و أمّه التي علمته المرارة قبل أبيه – والحرية الأنثى - ورفيقه الراحل عدنان محفوض- وصولا إلى حمص – وأم الهوى الشام...) وبيانها كاملا:
سأكون أول لاجئ يا شامُ
لو رحل الطغاةُ
يا أم سوريا إذا اقتضت الحياةُ
وأم سوريا إذا شاء المماتُ
من صالحية سفحك المسفوحِ
من دوما وجيران الهوى
من ركن دينك والمخيمِ
والجنوب إلى الشمال إلى شروق الحب عند غروبه
هاتي يداً يا أخت واستلمي يدا
يا شام يا أم الهوى
وهنت دريئتنا
وما وهن الرماةُ

"عروة في قميص السؤال"، يقول الشاعر في مقدمته "بأنها ليست إلا عنوانا لبعض الفداحات التي مرت بنا أو مررنا بها أفرادا وجماعات وعواصم" مع أنها أكثر من سؤال وأكثر من قميص، يمكن ممايزتها زمانيا ومكانيا، في الخاص والعام في تجربة لها خصوصيتها شعريا وفكريا وموقفا إنسانيا.
فرج بيرقدار شاعر وصحفي من مواليد حمص 1951 حائز على إجازة في اللغة العربية جامعة دمشق. عضو اتحاد الكتاب السويديين، ونادي القلم في السويد، وعضو شرف في نادي القلم العالمي، وعضو في رابطة الكتاب السوريين.
اعتقلته المخابرات الجوية أول مرة 1978 بسبب نشاطه الثقافي. وآخر مرة 1987 بعد مدة من التخفي والملاحقة أربع سنوات، وهذه المرة بسبب انتمائه إلى حزب العمل الشيوعي. أحيل بعد ست سنوات من اعتقاله إلى "محكمة أمن الدولة العليا بدمشق"! فأصدرت ضده حكما 15 عاما مع الأعمال الشاقة والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية. نظت حملة دولية واسعة للمطالبة بالإفراج عنه من الكتاب والفنانين العالميين وشخصيات سياسية وحقوقية ومنظمات معنية، فلم ترضخ السلطات إلا بعد مرور قرابة 14 عاما من الاعتقال قضاها الشاعر بين فروع الأمن ومسالخ الاعتقال في تدمر الصحراوي وفي صيدنايا العسكري.
صدرت له بين عامي 1979 و2022 تسع مجموعات شعرية، وكتاب خيانات اللغة والصمت حول تغريبته في سجون المخابرات السورية، والخروج من الكهف (يوميات السجن والحرية)، ومجموعة مقالات ومداخلات وكتابات متفرقة في كتاب ليس للبكاء.. ليس للضحك. وصدرت عدة ترجمات لبعض كتبه ولجانب من شعره إلى الفرنسية والإنكليزية والهولندية والألمانبة والسلوفينية والسويدية والليتوانية والإيطالية.
حاز بيرقدار على جوائز: هلمان/ هامت أمريكا 1998، نادي القلم العالمي- أمريكا 1999، الكلمة الحرة هولندا 2004، حرية القلم للتعبير هولندا 2006، توشولسكي السويد 2007، ابن بطوطة- اليوميات الإمارات العربية المتحدة 2011، حامد بدر خان 2016، مهرجان فيرتسلي للسعر إيطاليا 2017



#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)       Kamal_Gamal_Beg#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات حربٍ ولا سلام
- لا أشبهني.. مع الدكتور أديب حسن محمد
- بانتظار غودو السُّوري للما الخضراء
- بيتها على النهر للشاعر فواز قادري
- وجه الخير – مقتطفات من أصابع النهر
- وجه الخير- أصابع النهر
- صفصاف الربوة
- اليوم السادس
- وجه الخير مقتطفات ثالثة
- وجه الخير مقتطفات ثانية
- وجه الخير
- من ثمار سلال الحب
- ناجون أم ضحايا؟
- مختارات من لاجئ في المشفى
- ما العمل؟ من العمّال؟
- تغريبتان فلسطينية وسورية بدور عبد الكريم
- لاجئ في المشفى
- ماري
- في التدوين الخامس للعمر
- المنفى في جمع تكسير الأَصابع للشاعر حكمت شافي الأَسعد


المزيد.....




- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - عروة في قميص السؤال لـ فرج بيرقدار