مختارات من لاجئ في المشفى

كمال جمال بك
شاعر وإعلامي
(Kamal Gamal Beg)

الحوار المتمدن-العدد: 7246 - 2022 / 5 / 12 - 08:07
المحور: الادب والفن
    

أَضاحي الحُرّيَّة
أَيَّ صرَاطٍ تستقيمُ عليهِ روحي
في مشفى الأَمراضِ النَّفسيَّة
بفاستاروس السُّويديَّة
وأَنا آكلُ عدَّة وجباتٍ في اليوم
وشعبي يموتُ من القتلِ والتشريدِ والجوع؟
الضّباعُ العالميَّةُ
تتفرَّجُ على شعبي يموت
وعلى المذبح،
كلُّنا صرنا أَضاحي صرخةِ الحُرّيَّة كخِرافِ العيد
****** ******
شمس المشفى
تأَخَّرت شمسُ الضُّحى
في القدومِ إِلى الحديقة
في مشفى الأَمراضِ النَّفسيَّة
بفاستاروس السُّويديَّة
تأَخَّرت ضحكتُها على العشب
تأَخَّرت معها زقزقةُ العصافير
تأَخَّرنا أَيضاً في استقبالها
نحنُ التَّواقينَ إِلى الحبّ،
الممتلئينَ بهجةً لقدومها،
النَّاطرينَ على بوَّاباتِ أَملٍ
أَخذناهُ معنا البارحةَ إِلى الأَحلام
الشَّمسُ بدأَت تبعثُ رسائلها
ببعضِ خيوطٍ من الذَّهب،
وعلينا أَن ننسجَ لها رداءً
من مُصاغِ يومنا

****** ******
الطائرات والغربان
الغربانُ تحطُّ فوقَ أَسوارِ حديقةِ
مشفى الأَمراضِ النَّفْسيَّة
بفاستاروس السُّويديَّة
والطَّائراتُ تحلّقُ في السَّماء
لا الغربانُ تقصف
ولا الطَّائراتُ تنعق
من مختلفِ الجنسيَّاتِ هنا في المشفى
أَنا السُّوريُّ بينهم
وشعبي ليس آمناً
لا من الطَّائراتِ، ولا من الغربان
****** ******
مركبة كرستينا الدامعه
في مساءِ مشفى الأَمراضِ النَّفسيَّة
بفاستاروس السُّويديَّة
دعتنا كرستينا بعد تناولِ الدَّواء
لنطيرَ معها في فسحةِ التَّدخين
على ظهرِ نجمةٍ في السَّماءِ دامعة
قالت لها: تعالي يا هيلكوبتر
اهبطي وخذينا معك
قلتُ لها: لماذا لا تستجيب؟
هزَّتْ رأْسها وقالت:
تعاليْ يا هيلكوبتر
تعالي إِلى هنا
وفجأَةً
وبلا أَجنحةٍ
طارتْ أَرواحُنا مع كرستينا
إِلى أَعلى نجمةٍ في الفضاء

#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)       Kamal_Gamal_Beg#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل