أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - الإبتلاء – الإختبار – الإمتحان.!!















المزيد.....

الإبتلاء – الإختبار – الإمتحان.!!


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 18:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما تناقش أتباع الدين حول الشرور المجانية كالأمراض والتشوهات التي تأتي مع الولادة أو المجاعات والمصائب والكوارث الطبيعية وغيرها، فيُجيبك المؤمن بأن الحياة دار ابتلاء وامتحان وأن الله يبتلينا لينظر كيف نشكره في السراء والضراء وكيف يأمرنا بالصبر على ما نكره ثم يستشهد بنصوص مثل:
{ولقد خلقنا الإنسان في كبد}، {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}، وبأن المؤمن مبتلى أو بالحديث (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)، وتجده أحياناً كثيرة يستشهد بأمثلة الأستاذ والتلاميذ أو مثال الأب والإبن.!!
وللرد على ادعاءات المؤمن وافتراضاته فنحن هنا نتنزل ونفترض أن الله موجود، وإلا فالمؤمن يجب عليه أولاً أن يثبت وجود الله ثم بعد ذلك عليه أن يبني افتراضاته وادعاءاته، مع ذلك كما قلت سوف نتنزّل ونناقش المؤمن في فكرة الإبتلاء والإمتحان ونواجهه ببعض الأسئلة لعل وعسى أن نفتح له طريقاً لكي يعيد حساباته ويفكر بما يردده من جديد.!!
في الحقيقة إن فكرة الإبتلاء أو الإمتحان هي فكرة هشه ومتهافتة، لأنهٌ عادةً الشخص الذي يَمتحن أو يَختبر الشيء يكون جاهلاً وغير عارفاً بما يختبر أو يمتحن، أو على أقل تقدير أنه لا يعرف ويريد أن يتأكد من النتيجة، والله حسب الوصف والإدعاء الديني لا ينطبق عليه ذلك فهو عارف وعالم بكل شيء فضلاً عن أن كل شيء مكتوب في لوحه المحفوظ، يعني النتيجة مسبقاً معروفة والمشهد كله أساساً مثبتٌ عنده.
فإن قلت صحيح أن الله مسبقاً يعلم كل شيء، لكن مع ذلك هو يريد أن يُلقي علينا الحجة، فالسؤال هنا:
هل الله بحاجة لفعل ذلك؟؟ أي لإلقاء الحجة علينا؟؟
فإن قلت لا هو غير محتاج لفعل ذلك، هذا يعني أن ابتلاءه وامتحانه عبثي، وإن قلت هو بحاجة إلى إلقاء الحجة، هنا أصبح الله تحت تأثير الحاجة وهذه الحاجة تنتقص من كماله المطلق.
وإن قلت لا الله غير محتاج لإلقاء الحجة بل نحن البشر من يحتاج إلى إلقاء الحجة، هنا أقول لك: بأن البشر أساساً لم يرغبوا بفكرة الإيجاد والخلق المزعوم، كما أن البشر لم تتم استشارتهم أو تخييرهم في خوض الإبتلاء والإمتحان، فهل يصح أن تأتي بشخص وتجبره على خوض امتحان أو ابتلاء هو أساساً لا يريد خوضهما ثم تقول له بأني أريد أن ألقي عليك الحجة؟؟
أما إذا قلت بأن الله أشهدهم في عالم الميثاق (الذر)، هنا سأقول لك: بأنه لا أحد من البشر يتذكر عالم الميثاق ولا أحد منهم يتذكر أن الله أخذ شهادته أو خياره في ذلك العالم المزعوم، فهل تريد أن تفرض على البشر شيئاً هم لم يكونوا شهوداً عليه؟؟
ثم بأي منهج أو تعاليم يمتحن الله (الأستاذ) البشر (التلاميذ)؟؟ هل يمتحنهم بمناهج اليهودية؟؟ أم بالمسيحية؟؟ أم بالإسلام؟؟ أم بالهندوسية أم بالصابئية أم بالزرادشتية أم بالطاوية أم بمئات الديانات والعقائد المختلفة؟؟ إذن فالمناهج التعليمية للأستاذ (الله) غير موحدة وهي بالمجمل فاسدة وفيها إشكالات كثيرة، ناهيك عن أن هناك إشكالية كبيرة وهي عدم وصول المنهج الصحيح أو حتى بقية المناهج لكل البشر والكثير منهم لم يدركها أو يتعرف عليها، فهل يصح الإمتحان والإختبار في هذه الحالة؟؟
طيب وهل يشمل الإمتحان أو الإبتلاء كل الفئات العمرية؟؟ أي بمعنى هل يصح الإمتحان والإبتلاء لرضيع جاء ليعيش يوم واحد فقط فيموت مع شخص عاش وخاض التجربة لمدة تسعين عاماً؟؟ ثم هل يصح الإمتحان لشخص عاش في ظروف صعبة مع شخص آخر عاش في ظروف جيدة؟؟ أو هل يصح الإمتحان لشخص عاش في بيئة أو عائلة عرفت المنهج الصحيح (الدين والمذهب الصحيح) وعلم هذا الشخص مقدماً بأسئلة الإمتحان، مع شخص عاش في بيئة أو عائلة لم تعرف المنهج الصحيح ولا يعرف نوع الأسئلة التي ستوجه له أساساً؟؟ أو هل يصح الإمتحان لشخص جاء إلى الحياة وجسمه سليم معافى من التشوهات والأمراض مع شخص آخر جاء إلى الحياة وهو يعاني من تشوهات وأمراض وإعاقات مزمنة؟؟
فإن كان جوابك على تساؤلاتي بلا يصح، وتقول أن الله عادلاً لا يظلم أحداً، فيجازي كل واحد على حسب إمكاناته وقدراته وما أتيح له من مناهج صحيحة أو غير صحيحة وبالتالي سيحظى كل من يستحق الدخول للجنة بالرغم من التفاوت والإختلافات، فجوابي سيكون لكَ:
بغض النظر عن دخول الجنة ومن يستحقها، لكن يبقى السؤال الجوهري هو: كيف تتحقق في الحياة العدالة الإلهية؟؟ فالذي عانى ليس كمن لم يعاني؟؟ والذي تألّم وقضى حياته في بؤس وشقاء ومرض ليس كمن عاش حياته سعيداً ومرفهاً وسليماً، والذي عاش فترةً قصيرةً في الحياة ليس كمن عاش فيها مدة أطول، ومن عاش مسجوناً ومكبوتاً ومحافظاً على أداء الفروض والطاعات الدينية الشاقة ليس كمن عاش حراً طليقاً بلا التزام في أداء الفروض والطاعات لسبب بسيط وهو عدم وصول المنهج الصحيح له أو لأن الحجة لم تلقى عليه وهكذا.!!
ثم لدينا إشكال آخر وهو: يفترض إن إرادة الله ومشيئته هي العليا والنافذة على إرادة ومشيئة الإنسان البسيط (هذا إن كان للإنسان فعلاً مشيئة أو إرادة حقيقية)، فمن كان في علم الله ومشيئته المكتوبة في لوحه المحفوظ ضالاً غير مؤمناً، فما فائدة الإختبار والإمتحان لهٌ؟؟ فإن قلت بأنه يبتلي ويمتحن الضال لكي يزيده في طغيانه وضلاله ومن ثم يلقيه في نار جهنم.
طيب ما هي الحكمة من ابتلاء أو امتحان إنسان لم يعطه الله الفرصة للهداية بل هو من أراد له أن يكون ضالاً غير مهتدي؟؟ والدليل: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.
أو {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون}.؟؟
وأخيراً عزيزي المؤمن: إذا كنتَ ترى وتعتقد بأن الله هو الخير المطلق وله الكمال المطلق، فهل يصح منه أن يفعل الشر؟؟ أو هل يصح منه أن يفعل الرجس؟؟ أو هل يصح منه أن يفعل الفتنة؟؟ أو هل يصح منه أن ينزل المصائب والويلات؟؟ فإذا صحّ ذلك وصدرت من الله المزعوم كل هذه الأفعال القبيحة فأقول لك يا عزيزي المؤمن:
بئس الإله الظالم المتوحش الذي لا تستطيع أن تثبت وجوده ورغم ذلك فأنت تعبده، وبئس الإله الذي تؤمن بامتحانه وابتلاءه رغم كل المغالطات والإشكالات والتساؤلات التي ذكرتها لك في ادعاء الإمتحان أو الإختبار ورغم ذلك فأنت تعبده بجهل وتردد كلاماً ساذجاً لا قيمة لهُ.!!
وفي الختام أقدم لكل مؤمن متوهم بنصوص دينه وأوهامه باقة مفيدة ليتأمّل فيها وليتعرف على سلوك وأفعال إلهه الماكر الظالم:
- {وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله}.
- {إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر}.
- {كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}.
- {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون}.
- {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد}.
- {فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
- {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على الله يسير}.
#ملاحظة: كل الأديان على الأرض من صنع البشر.!!
محبتي واحترامي للجميع
https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعلم؟؟
- للبيع للبيع .. مصائب للبيع.!!
- قتل النساء وجرائم أخرى.!!
- التحرش مرض يجب معالجته والتخلص منه.!!
- -الناس صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق-
- تأملات في سورة الماعون.!!
- يجب قطع رأس الإرهاب الديني.!!
- الإسلام دين الفطرة.!!
- الآفات المُعطلة للعقول -العنعنة الدينية + النسخ واللصق الشائ ...
- هل أتوقف عن الكتابة؟؟ كيف ولماذا؟؟
- ويسألونك عن الروح، قل ماكو شي إسمهُ الروح.!!
- الإستسلام الكامل للتأثير النفسي والعاطفي والإنحياز التأكيدي ...
- يونس بن متى ذا النون صاحب الفندق ذو الخمس نجوم (الحوت).!!
- يفوتك من الكذاب صدق كثير.!!
- لا تقل إزدراء الأديان، بل قل إزدراء دين الإسلام فقط.!!
- أيصبغ ربك؟؟ قال: نعم: صبغاً لا ينفض، أحمر وأصفر وأبيض.!!
- النص البشري مقابل النصوص الدينية المقدسة، أيُهم أرقى وأفضل؟؟
- اللباس والشرف المفقود.!!
- الله يرفع ومحمد يَكبِس.!!
- لديهم علاج لكل داء إلا داء الخضخضة ليس لها علاج .. لأنها حرا ...


المزيد.....




- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - الإبتلاء – الإختبار – الإمتحان.!!