كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 13:26
المحور:
المجتمع المدني
بات واضحا اننا نقف على حافة الانهيار وسط هذه الفوضى السياسية العارمة، التي عصفت بكل شيء، ونسفت القواعد والدساتير والأعراف. حكومة متخبطة، وشعب هائج، وسلاح منفلت بيد العشائر والميليشيات، وغياب تام للامن والاستقرار، وحدود منتهكة، وأجواء مستباحة، وأرض صارت مسرحا لتصفية حسابات دول الجوار، وكيانات سياسية تخلت عن وطنيتها وأضحت تتلقى أوامرها من خارج البلاد، ووزارات تعبث كيفما تشاء بلا رادع وبلا وازع، وأبواق إعلامية خبيثة لا هم لها سوى التشويش على الرأي العام. وخدمات مفقودة تماما، فلا ماء ولا كهرباء. ومدراء بلا أخلاق، وحقوق ضائعة، وتشريعات منتهكة، وفضائيات غارقة في تطبيق فلسفة القرود في التهريج ونشر ثقافة التفاهة، ومنصات للتواصل تعمل معظمها على ايقاع واحد يقضي بتهديم اركان البلد وقلب عاليه سافله. .
بلد بلا قيادة موحدة بسبب تعددت القيادات وكثرتها وتناحرها وتنافرها. وكيانات متخاصمة مع نفسها. .
بلد يؤتمن فيه الخائن، ويخوّن فيه الأمين، ويكّذب فيه الصادق، ويصدّق فيه الكاذب، وتتحكم به رويبضات مريضة، لا تعبأ بما يحدث، ولا تهتم بما يدور. .
لقد تحولت مدننا الآن الى اسواق مفتوحة للمتاجرة بكل انواع المخدرات، وتحولت مؤسساتنا الى قنوات للتكسب وهدر المال العام، وتعطلت كل المشاريع الزراعية والصناعية والتجارية والاستثمارية. .
بلد تبوأ المواقع المتخلفة بكل جدارة واستحقاق في قوائم التصنيف العالمي، وانقطعت علاقته بكل المنظمات الدولية، وادرج اسمه في لوائحها السوداء. .
وبانتظار معرفة ما سترسو عليه سفينتنا سيظل العراق غارقا فى الفوضى والاضطراب في مشهد محزن لا يمر بخيال أكثر المتشائمين، فما يحدث في مدننا وأريافنا من معارك طاحنة تدور رحاها الآن بين العشائر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسقوط القتلى والجرحى فى غياب كامل للدولة، التي فقدت قدرتها على السيطرة، وعجزت عن توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، هو الدليل المؤلم على انهيار هيبتها وتردي سلطان قوتها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟