أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود يعقوب - عبد الرزاق قرنح ، الذهب الأسود















المزيد.....

عبد الرزاق قرنح ، الذهب الأسود


محمود يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


عبد الرزاق قرنح ، الفردوس الأسود
كانت سنة ٢٠٢١ سنة الأدب الأفريقي المتألق عالمياً ؛ حيث ظفر أربعة روائيون أفارقة بأربع جوائز تعد من أرفع وأرقى الجوائز الأدبية في العالم . وهم كل من الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح ، الذي فاز بجائزة نوبل الأدبية . والروائي السنغالي ديفيد ديوب ، الذي فاز بجائزة البوكر العالمية عن روايته ( شقيق الروح ) ، والروائي والكاتب المسرحي الجنوب أفريقي دايمون غالفت ، الذي فاز بجائزة البوكر البريطانية ، عن روايته ( الوعد ) ، ثم فوز السنغالي محمـد أمبوغا سار عن روايته ( أكثر ذكريات الرجال سرية ) بجائزة الغونكور الفرنسية .
إن الدفق الأدبي الذي انسكب من العروق السود في تلك السنة ، أثار ، ويظل يثير ، الانتباه إلى إبداع القارة السمراء ، التي أصيبت بالحيف والهضم على مرّ العصور ، ويروي قناعة الجمهور الثقافي بأن هذه القارة لم تعد الصحراء القاحلة ، التي تتوهمها الأذهان ، وإنما كنز مدهش من كنوز العالم الفريدة .مع التأكيد ، في هذا الصعيد ، على أن أغلب هؤلاء الكتّاب يكتبون بلغة الدول التي لجئوا إليها ( بلغة الاستعمار ) ، أي باللغة الإنجليزية أو الفرنسية ؛ وبذلك فهم يختلفون عن مواطنيهم اللذين استمروا يعيشون في بلدانهم ، والذين حرصوا على التمسك بلغاتهم الوطنية ، مثل الروائي الكيني نغوجي واثيونغو ؛ وهذا التفاوت يخلق مسحة من الحساسية ، على مستوى المتلقي الأفريقي على أقل تقدير .
◘ ◘ ◘
جميع المؤهلين لنيل جائزة نوبل هم كتّاب مشهورون ، لكن عبد الرزاق قرنح بعيد كل البعد عن الشهرة . إنه غير معروف جيداً حتى في أفريقيا وموطنه الأصلي تنزانيا . وبالنسبة للوسط الأدبي العربي ، فإن قرنح كاتب مجهول تماماً ، ولم يتح ترجمة أي عمل أدبي من أعماله .
وُلِدَ قرنح في 20 ديسمبر 1948 في سلطنة زنجبار بشرق أفريقيا ، وهو ينحدر من أصول عربية ، فوالده مهاجر من منطقة حضرموت اليمنية . بعد ثورة عام 1963 ، كان الوضع السياسي مضطرباً في الجزيرة ، وتفشّى العنف ؛ وأجبر قرنح على الهجرة والنفي إلى المملكة المتحدة ، وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 18 عاماً . في بريطانيا واصل دراسته ، على أمل أن يصبح ” شخصاً مفيداً ” في المستقبل ، كأن يصير مهندساً على سبيل الافتراض ؛ ولكنه تحت وطأة الهموم والأحزان ، ورهافة أحاسيسه لجأ إلى الأدب والكتابة ليجد فيها عالمه الحقيقي ، وهويته المفقودة .
في عام 1987 ، صدرت روايته الأولى ( ذكريات الفراق ) . ومنذ ذلك الحين نشر تسع روايات أخرى ، منها : ( الفردوس ) عام 1994 ، و ( الهجر ) عام 2005 ، و ( بعد الحياة ) عام 2020 . كما نشر العديد من القصص القصيرة ، والبحوث والدراسات الأدبية .
في معرض حديث الأكاديمية السويدية عن أدب عبد الرزاق قرنح ، ذكرت بأن أدبه يمثل ” نظرة ثاقبة ورحيمة حول تأثير الاستعمار ، ومصير اللاجئين من قارة إلى أخرى ، ومن ثقافة إلى ثقافة ” ، و ” شخصيات قرنح المتنقلة تجد نفسها في خلاف بين الثقافات والقارات وبين الحياة الماضية والحياة الناشئة ، وهي حالة من انعدام الأمن لا يمكن حلّها أبداً ” . كما تلاحظ الأكاديمية السويدية أن ” مواضيع انقسام اللاجئين تدور في أعماله ، أي الحياة في المنفى ، والهوية والصورة الذاتية ، والشعور بالانتماء إلى الأماكن التي يلجؤون إليها ” . وقد أوضح الكاتب ، عقب فوزه بالجائزة قائلا ً : ” الهجرة ليست قصتي فقط ، إنها ظاهرة في عصرنا ” .
يضع البعض عبد الرزاق قرنح في خانة كتّاب ما بعد الاستعمار ، غير أنه يرفض هذا التصنيف ، مع اعترافه بهويته تماماً كمهاجر ولاجئ ؛ ولهذا السبب أصبحت ذكرى وحنين الماضي بعد مغادرة مسقط رأسه أو حتّى فقدانه ، فضلاً عن الألم الناتج ، الموضوع الرئيسي والعنصر المهم في إنشاء أدبه . وقد علّقت الأكاديمية السويدية في هذا الصدد بالقول : ” الذاكرة هي دائماً موضوع مهم في كتابات قرنح ” . وبحسب التقارير الثقافية ، فإن أشهر أعماله الأدبية هي رواية
( الفردوس ) ، التي طالما تقارن بالرواية الشهيرة ( قلب الظلام ) للروائي جوزيف كونراد ، ثم رواية ( هجر ) ، ورواية ( بجانب البحر ) ؛ وقد تم ترشيح بعضها لجائزة بوكر البريطانية عدّة مرّات . في هذه الأعمال ، يعتمد قرنح على تجاربه الخاصة بالهجرة واللاجئين لإنشاء سلسلة من القصص التي تدور أحداثها في شرق أفريقيا وبريطانيا قبل الاستعمار وبعده ، مع التركيز على هوية بطل الرواية ، والصراع العرقي ، والاغتراب الاجتماعي والثقافي ، والقمع الجنساني ، وموضوعات مثل الكتابة التاريخية ، إحياء لذكرى الوطن الذي لا يمكن إرجاعه ، استخدم الكلمات لتجميع شظايا الذاكرة ، والتعبير عن مشاعر الوطن الأم ، ووصف الوضع المحرج للعيش في الفجوة بين الثقافتين مع البطل المُصمّم بعناية . يمكن القول أن كل عمل من أعمال قرنح تقريباً ” ملحمة وطنية مصقولة من الذاكرة الشخصية ” وكلها تتناول التجارب المروعة والمؤلمة للمهاجرين في بريطانيا .
يعتقد Huensa Hurasada ، وهو ناقد أدبي غربي معروف ، أن قرنح قدّم مساهمتين هامتين في الأدب الأفريقي في القرن الحادي والعشرين : ” المساهمة الأولى هي الطريقة التي يقدّم بها مشكلة الهجرة الأفريقية للقرّاء ، والتي يعتقد أنها يجب أن تكون مثل عامل مرجعي مهم في تعريف الأفارقة . والمساهمة الثانية هي أن عمله له أهمية كبيرة في بناء وفهم تاريخ مجتمعات الأسرة ” . ويعتبر الباحث البريطاني جايلز فودن عبد الرزاق قرنح ” أعظم كاتب على قيد الحياة في القارة الأفريقية ” . كما قالت الروائية الأثيوبية مآزا منيجيست واصفة عمل قرنح بأنه :
” مثل سكين لطيف يتحرك ببطء ” ، ” قد تبدو جمله ناعمة ، لكن الزخم الذي يتراكم يشبه السكين بالنسبة لي ” ، ” إن عمل قرنح شاق وقوي ، لكنه في نفس الوقت مليء بالرحمة لشعوب شرق أفريقيا ” .
وعلى الرغم من أن أسلوب عبد الرزاق قرنح يستخدم اللغة الإنجليزية كلغة أدبية ، إلّا أن نثره غالباً رما يحمل آثار اللغة السواحيلية واللغة العربية . وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز : ” استعار قرنح بنجاح صور وإيقاع وقصص القرآن والشعر العربي والفارسي ، وخاصة الإلهام والشغف الإبداعي من الليالي العربية ، وهي تحفة من روائع الأدب العربي . في الواقع غذّت هوية سليل البلد العربي ، اليمن ، ، وتأثير اللغة العربية لوالديه ، والتعددية الثقافية في زنجبار ، وتأثير الثقافة والفن الإنجليزي والغربي ، الروحانية الفنية لعبد الرزاق قرنح ، وأثرَت تراكمه الأدبي ، فجاء أسلوبه الفني متلوناً .



#محمود_يعقوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دانيال خارمس ـ عبقري الهذيان . محمود يعقوب
- حكاية هاروكي موراكامي مع جائزة نوبل
- ( مِستَر 5 ٪ ) قصة قصيرة محمود يعقوب
- الساموراي والمثلية الجنسية محمود يعقوب .
- من طعن - ابن المقفّع - ، كليلة أم دمنة ؟ قصة قصيرة محمود يعق ...
- هاروكي موراكامي في مذكرات أسفاره . محمود يعقوب
- أن تقرأ ( الأمريكي القبيح ) في العراق . قصة قصيرة
- المزامير قصة قصيرة
- الحذاء
- كفى نواحاً يا هوراكي موراكامي
- الخروج من سجلماسة
- بشر الحافي في ثورته الروحية
- اليقظات قصة طويلة
- روعة اللمسة الأخيرة / قصة طويلة
- تحت جسر الهولندي قصة طويلة
- التاريخ السري للعقرب / قصة طويلة
- يوميات معتقل سياسي
- فورة الشكوك
- الشجرة الرابعة
- أكاليل حب إلى نقاهة الشاعر خلدون جاويد


المزيد.....




- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- فلة الجزائرية: تزوجت كويتيا ثريا أهداني طائرة خاصة ومهري لحن ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- مصر.. جدل بسبب اللغة الثانية وقرار وزير التعليم أمام القضاء ...
- -معرض الكتاب- في الرباط يتذكر -السي بن عيسى- رمزا ومثالا يحت ...
- إسرائيل زيف الرواية: الجيش يحقق مع نفسه
- بعد وفاة الراحل سليمان عيد .. فيلم فار ب 7 تراوح يتصدر أعلى ...
- فيلم -Sinners- يحطم توقعات صناعة السينما
- من 41 دولة.. 200 رئيس نقابة ينددون بإبادة غزة أمام الممثلية ...
- الفنان اليمني كمال شرف يحصل على جائزة الفن الثوري الإسلامي ا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود يعقوب - عبد الرزاق قرنح ، الذهب الأسود