أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود يعقوب - دانيال خارمس ـ عبقري الهذيان . محمود يعقوب















المزيد.....

دانيال خارمس ـ عبقري الهذيان . محمود يعقوب


محمود يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


دانيال خارمس ، عبقري الهذيان
وُلِدَ دانيال إيفانوفيتش يوفاتشيف ، الذي أصبح يُعرَف لاحقاً باسم دانيال خارمس ، في ١٧ ديسمبر ١٩٠٥ في مدينة سان بطرسبرج ، وتوفي في مدينة لينينغراد في 2فبراير ١٩٤٢ . كاتب مسرحي ، وشاعر ، وقاص ، انتهج نهجاً عبثياً ، وبزغ نجمه في روسيا منذ الأيام الأولى لنشأة الإتحاد السوفيتي .
كان دانيال خارمس ابناً لعائلة يوفاتشيف ، وهو عضو بارز في المجموعة الثورية ” إرادة الشعب ” . وخلال هذا الوقت سُجِنَ يوفاتشيف العظيم لتورّطه في أعمال تخريبية ضد القيصر ( الكسندر الثالث ) ملك روسيا .
ابتكر دانيال اسم ( خارمس ) الغريب عندما كان يدرس في المدرسة الثانوية الألمانية المرموقة ( petershol ) . والاسم ( خارمس ) مستعار ، ربما كان مشتقّاً من كلمتي ” الضرر ” وكلمة ” سحر ” الإنجليزيتين ؛ أو ربما كان بتأثير من تعلّقه بشخصية المخبر البوليسي ” شرلوك هولمز ” ، وهي الشخصية التي ابتكرها آرثر كونان دويل ، في اللغة الروسية يجري تُلفظ اسم هولمز باسم ” خولمز ” ، ويُشاع أنه أدرج اسم خارمس في جواز سفره .
قد يكون دانيال خارمس من الشخصيات الأدبية الفذّة ، الغير معروفة للكثيرين ، لكن أولئك المطلعين على الفنون المسرحية السوفيتية السابقة ، يدركون أن خارمس كان واحداً من الشخصيات البارزة في الأدب الدرامي . اليوم يُنظر إلى مجمل أعماله على قدم المساواة مع الكتّاب الطليعيين أو العبثيين في جميع أنحاء العالم ، ويُقارن أحياناً بصموئيل بيكيت ويوجين وألبير كامو . وكانت بداياته الأدبية متواضعة ، وشهرته محلية ومحدودة ، باعتباره شخصية فردية ، غريبة الأطوار . وافتتح أنشطته بكتابة القصص للأطفال في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي .
عاش خارمس في روسيا ، إبّان حقبة ستالين ، حيث لم يكن يُسمح بترويج الفن الحديث ، وخاصة الخيال بأي شكل من الأشكال ، إذ أن ذلك يتعارض ، في غالب الأحيان ، مع النزعة التعبوية للواقعية الاشتراكية . ولذلك فقد أوصدت الأبواب في وجه الفنون التجريبية الحديثة ، لا سيّما السريالية والعبثية . وكان أغلب الفنّانين من هذه الفئة يتعرّضون إلى المضايقات ، أو السجن ، أو النفي ؛ وكان دانيال خارمس ممن نال هذا النصيب ، حتّى مات وهو في أوجّ شبابه ، وذروة عطائه الإبداعي .
بصرف النظر عن مسرحيات خارمس ، كان روائياً تفكيكياً أثار غضب الأدباء الكلاسيكيين . وسعى باستمرار لكسر الحواجز التي تقيّد الفكر الحديث . لذا أسّس هو وأصدقاؤه تجمّعاً أدبياً جديداً ، وأسّس الجمعية الأدبية المعروفة باسم ( oberio ) ، اختصاراً لـ ” الفن الحقيقي ” ، في أواخر العشرينات من القرن الماضي ، حيث دعا أصحابها إلى نبذ التقاليد في الفن . وأمسى دانيال خارمس العمود الفقري لهذه الجمعية ، التي تم إنشاءها كردة فعل ، على ما وصفوه ، بتحدّي الجماليات الباهتة للثقافة والأدب في الاتحاد السوفيتي نظراً لمحدودية الجمهور والناشرين ، وكذلك تأثراً بموجة السريالية التي اجتاحت أوربا .
لم تتقبّل السلطات السوفيتية هذه الجمعية ، أو تعترف بها ، ووصفها بعض النقّاد بالعدو الطبقي . لذلك لم يُسمح بترويج أعمالها ، مّما قاد إلى حجب كتابات دانيال خارمس عن القرّاء . ولم يستطع تدارك نفسه سوى في مجال أدب الأطفال ، حيث كرّس جهده للكتابة إلى الأطفال .
وبعد كل شيء ، كان الأطفال أنفسهم مغرمين جداً بقصائد وقصص دانيال ، التي أسعدت قلوب الأطفال أثناء الاستماع إليها ؛ حيث كان خارمس ، خلال قراءته لها ، لا يتوقف عن ألعاب الخفّة والسحر التي يمارسها ، حيث يقوم ، غريب الأطوار هذا ، بسحب مدفعاً صغيراً من جيبه ، أو يُخرج كرات تنس متعدّدة الألوان من فمه ـ كانت الحيّل هذه من وسائل التسلية المفضّلة لديه ـ وكان يتلاعب بالكرات ببراعة ، وهي ترفرف في يديه ، وتختفي في جيوبه وحذائه وفمه وأذنيه ، ثم تظهر في اللحظات غير المتوقّعة . غالباً ما كان ” الأداء ” ينتهي مع بقاء كرة واحدة بين يدي دانيال ، والتي يتبين أنها بيضة مسلوقة جيداً ، لإثبات أن هذه ليست كرة ، يقشّر خارمس البيضة ، ويأكلها بعد أن يرشّها بالملح الذي يخرجه من جيبه !..
وكان خارمس يعشق الرسم ، والموسيقى الكلاسيكية . ومن أحب الكتّاب الروس إلى نفسه هما ماياكوفسكي وغوغول .
واهتم خارمس ، بشكل خاص ، بأصول الشر في الإنسان . لكن في قصصه الغريبة لم يشر إلى الأخلاق ، لكنه سخر ، بلا رحمة ، من قسوة الواقع المحيط في روسيا ، واللامبالاة ، والغباء . على ما يبدو ، وهذا بالضبط هو ما لم يستطع من كان في السلطة أن يغفره لخارمس . تم القبض على الكاتب ثلاث مرّات . وجاء الاعتقال الأخير بناءً على إدانة اتهمت خارمس بأنه كتب يقول : ” إنه لمن دواعي سروري أن أكون مع الألمان في معسكرات الاعتقال أكثر من أن أعيش في ظل السلطة السوفيتية ” . ربما كان هذا أحد الأسباب المباشرة لاعتقاله ، غير أن السبب الغير مباشر ، كما يرى البعض ، هو كتابته لقصة من قصصه القصيرة جداً بعنوان ” الكتاب الأزرق رقم 10 ” ، التي يقول فيها بصورة رمزية واضحة :
” مرّة كان هنالك رجل أحمر الشعر، ليس لديه عيون ولا آذان ، لم يكن لديه شعر أيضاً ، وكان يسمى «أحمر الشعر» نظرياً فقط..
لم يكن قادراً على الكلام لأنه ليس لديه فمّ ولم يكن لديه أنف . لم يكن لديه سيقان ولا أسلحة ، لم تكن عنده معدة ، ولا ظهر، ولا عمود فقري، ولم تكن لديه أحشاء داخلية ، لم يكن لديه أي شيء مطلقاً ! لذا ليس واضحاً عمن نتحدث نحن في الحقيقة ، ومن الأفضل أن لا نتحدث عنه مطلقاً ” .
سُجِنَ الشاعر في مستشفى الأمراض النفسية في لينينغراد ، حتّى توفي جوعاً في ٢ فبراير عام ١٩٤٢ ، وكان يبلغ من العمر ٣٧ سنة .
تُوصف أجواء قصصه ورواياته بأنها أجواء باردة ، وعبثية ، وغريبة ، ورمزية ، في الطبقات المتداخلة لقصصه . يمكن للمرء أن يرى حالة البشر الوحيدين ، والمعزولين . جنباً إلى جنب مع نوع السلبية في هذا الموقف ، يتجه عمداً إلى حياتنا اليومية ليخلق مثل هذه الشخصيات ، ويضع موضوعاته في قلب القصة في هذه المواقف البسيطة والحياتية .
في بعض الأحيان يحكي عن نساء عجائز يسقطن من النافذة ، وقد تعب من رؤيتهن . وأحياناً يخلق موقف دعابة مشابهة لأشدّ النصوص التي يكتبها بشاعة ، والتي تنم عن الرعب والخوف . في كتاباته يستخدم قدرة المواقف العادية لإظهار سلبية الفعل البشري ، وهذا ما جعله كاتباً موهوباً واستثنائياً ، لدرجة أنه يمكن اعتباره سيد هذه الأجواء الوهمية ، الغريبة ، بلا منازع . وعلى صعيد آخر ، حدت موهبته الفذّة في جعل الدارسين والنقّاد يؤكدون على أن رحم الأدب الروسي سيبقى على مدى الدهر في حالة طلق .
يميل خارمس إلى استخدام أسلوب الصدمة في المواقف التي يكتب عنها ، مع الحِيَل المألوفة في الإيجاز ؛ فعندما يصف موقفاً معيّنا، ولحظة ما ، فليس لديه وصف أو تفسير إضافي لذلك الموقف ؛ هذه الحياة الحقيقية في عالم خارمس ، لا يمكن الوصول إلى الواقع المتسامي إلّا في أغرب الأشياء ، وأبشع العلامات ، وأكثر الأحداث عديمة المعنى .
كان خارمس كاتباً طليعياً ، من وجهة نظر نقدية ، تأثّر بشدّة بالسريالية ، والمستقبلية ؛ وأستطاع أن يحقّق أسلوبه ، ويفصح عن موهبة مدهشة ، وكانت لكتاباته قوة التأثير الحقيقية للأدب . ها هو يقول عن ذلك :
” هذه ليست مجرّد حفنة من الكلمات على الورق ، لكنها حقيقية ، مثل هذه الأحبار البلورية الموجودة أمامي ، كما لو أن هذه الكلمات أصبحت شيئاً ما ، فيمكن التقاطها من الورقة ، ورميها صوب النافذة لتكسر زجاجها ؛ هذه هي قوة الكلمات ” .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ قصص قصيرة جداً
دانيال خارمس .
( حكـاية )
ﻗﺎﻝ أحد الأقزام : « مستعد لفعل أي شيء لكي أصبح أطول قليلاً » .
ما أن تفوه بالعبارة، حتى ﻇﻬﺮﺕ له جنية.
وسألته: « هل لديك أمنية » .
ﺇﻻ ﺃنه ﻟﻔﺮﻁ ﺭﻋﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﻨبس ببنت شفة.
فأعادت الجنية سؤالها: « هل لديك؟ » .
لكنه ظل صامتاً.
فاختفت الجنية.
ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺰﻡ ﻓﻲ النحيب وبدأ يقضم أظفاره، بادئاً بأظفار ﻳﺪَﻳﻪ ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻴﻪ.
ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ، ﺗﺄﻣّﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻭﺳتعتريك القشعريرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( الاتصال )
الفيلسوف :
١ ـ أكتب إليكم ردًا على رسالتكم التي تنوون مراسلتي بها ، ردًا على رسالتي التي كتبتها إليكم.
٢ـ اشترى عازف كمان مغناطيسًا وأخذه إلى المنزل. في الطريق هاجم بعض المشاغبين عازف الكمان وخلعوا قبعته. أمسكت الريح بقبعته وحملتها على طول الشارع.
٣ـ وضع عازف الكمان مغناطيسه وركض وراء قبعته. سقطت القبعة في بركة من حمض النيتريك ، حيث تحلّلت .
٤ـ وبحلول ذلك الوقت ، كان المشاغبون قد أمسكوا المغناطيس وسرقوه .
٥ـ عاد عازف الكمان إلى المنزل بدون معطفه وبدون قبعته ، لأن القبعة قد تحلّلت في حامض النيتريك وعازف الكمان ، بسبب فقدان قبعته ، نسي معطفه على الترام .
٦ ـ أخذ قائد الترام المعني المعطف إلى محل لبيع الأشياء المستعملة وهناك استبدلها ببعض القشدة الحامضة والجروش والطماطم .
٧ ـ والد زوجة المحصل أتخم نفسه بالطماطم ومات. تم وضع جثة والد زوجة المحصل في المشرحة ، ولكن بعد ذلك اختلطت الأمور ، وبدلاً من والد زوجة المحصل ، قاموا بدفن امرأة عجوز. وثبّتوا دعامة على قبرها ، نُقش عليها اسم : “أنطون سيرجيفيتش كوندراتيف ” .
٩ـ بعد أحد عشر عامًا ، سقطت هذه الدعامة ، وأكلتها الديدان. وقام حارس المقبرة بتقطيع العمود إلى أربع قطع وأحرقه في موقده. وزوجة حارس المقبرة تطبخ حساء القرنبيط على هذه النار.
١٠ـ ولكن عندما كان الحساء جاهزًا ، سقطت الساعة من الحائط مباشرة في القدر المليء بالحساء. لقد خرجوا من الحساء على مدار الساعة ، لكن كان هناك بق الفراش في الساعة والآن هو في الحساء. أعطوا الحساء لتيموفي المتسول.
١١ـ تيموفي المتسول أكل الحساء والبق وكل شيء ، وأخبر نيكولاي المتسول عن كرم حارس المقبرة.
١٢ـ في اليوم التالي ذهب نيكولاي المتسول إلى حارس المقبرة وأخذ يطلب منه الصدقات. لكن حارس المقبرة لم يعط نيكولاي المتسول أي شيء وطرده بعيدًا.
١٣ـ نيكولاي المتسول أخذ هذا الأمر بشكل سيء للغاية وأحرق منزل حارس المقبرة.
١٤ـ انطلقت النار من المنزل إلى الكنيسة واحترقت الكنيسة.
١٥ـ تم إجراء تحقيق مطول ، ولكن لم يتم تحديد سبب الحريق.
١٦ـ في المكان الذي انتصبت فيه الكنيسة قاموا ببناء نادٍ وفي يوم افتتاح النادي تم ترتيب حفل موسيقي أدى فيه عازف الكمان الذي فقد معطفه قبل أربعة عشر عامًا.
١٧ـ وفي وسط الحضور ، جلس ابن أحد هؤلاء المشاغبين الذي ، قبل أربعة عشر عامًا ، خلع قبعة عازف الكمان هذا.
١٨ـ بعد الحفلة الموسيقية ، سافروا إلى منازلهم في نفس الترام . لكن ، في الترام الذي كان يتبعهم ، كان سائق الترام هو ذلك المحصل الذي باع ذات مرة معطف عازف الكمان في متجر لبيع الأشياء المستعملة.
١٩ـ وهكذا ها هم ، يسافرون عبر المدينة في وقت متأخر من المساء: أمامهم عازف الكمان وابن المشاغبين ، وخلفهم سائق الترام والمحصل السابق .
٢٠ـ إنهم يسافرون ولا يدركون ما هي العلاقة بينهم وهذا ما لم يتعلموه أبدًا حتى يوم احتضارهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( سقوط السيدات المسنّات )
بسبب فضولها المفرط ، سقطت سيدة عجوز من النافذة واصطدمت بالأرض. نظرت سيدة عجوز أخرى من النافذة ، محدقة في الشخص الذي تم تحطيمه ، ولكن بدافع فضولها المفرط سقطت أيضًا من النافذة وتحطمت على الأرض. ثم سقطت السيدة الثالثة من النافذة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة. عندما سقطت السيدة العجوز السادسة من النافذة ، مللت من مشاهدتهن وذهبت إلى سوق مالتسيف حيث ، كما يقولون ، أعطى أحدهم شالاً منسوجاً إلى أعمى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( سونيتة )
حدث شيء مذهل لي اليوم ، لقد نسيت فجأة ما الذي يأتي أولاً العدد ٧ أم ٨ . ذهبت إلى جيراني وسألتهم عن رأيهم في هذا الأمر. كانت دهشتهم وذهولهم رائعة ، عندما اكتشفوا فجأة ، أنهم لا يستطيعون تذكر ترتيب الأعداد . لقد تذكروا ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٦ ، لكنهم نسوا ما سيأتي بعد ذلك. ذهبنا جميعًا إلى محل بقالة تجاري ، وهو المتجر الموجود على زاوية شارعي ( زنامينسكايا ) و( باسينايا ) للتشاور مع أمينة الصندوق بشأن مأزقنا. ابتسمت لنا موظفة الصندوق ابتسامة حزينة ، قالت :
ـ في رأيي ، تأتي السبعة بعد الثمانية ، فقط إذا أتت الثمانية بعد السبعة. شكرنا أمينة الصندوق وخرجنا من المتجر بمرح . ولكننا ، عقب التفكير مليًا في كلمات أمينة الصندوق ، حزنّا مرّة أخرى لأن كلماتها كانت خالية من أي معنى. ما كان من المفترض أن تفعل ذلك ؟ . ذهبنا إلى الحديقة الصيفية وبدأنا في عدّ الأشجار. لكن عند الوصول إلى ستة في العدّ ، توقفنا وبدأنا في الجدال: في رأي البعض ، العدد ٧ يأتي أولاً ؛ ولكن في رأي الآخرين كان العدد ٨. كنا نتجادل لفترة طويلة ، عندما سقط طفل بسبب سوء الحظ من على مقعد وكسر فكيه. هذا صرف انتباهنا عن حججنا. وبعد ذلك ذهبنا جميعًا إلى المنزل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ما يبيعونه في المتاجر هذه الأيام )
جاء كوراتجين لرؤية تيكاكييف في منزله ، لكنه لم يجده بداخله. في ذلك الوقت كان تيكاكييف في المتجر يشتري السكر واللحوم والخيار. عَلِقَ كوراتجين بالقرب من باب تيكاكييف ، وكان يفكر للتو في كتابة ملاحظة له ،عندما نظر إلى أعلى فجأة ورأى تيكاكييف نفسه قادمًا وهو يحمل بين ذراعيه حقيبة من الجلد الزيتي. اكتشف كوراتيجين تيكاكييف وصرخ:
– لقد كنت في انتظارك لمدة ساعة كاملة !
ـ هذا ليس صحيحًا – قال تيكاكييف – لقد خرجت من المنزل لمدة 25 دقيقة فقط. –
ـ حسنًا ، لا أعرف شيئًا عن ذلك – قال كوراتيجين – باستثناء أنني كنت هنا منذ ساعة كاملة.
قال تيكاكييف : – لا تكذب – يجب أن تخجل من الكذب .
ـ صديقي العزيز! – قال كوراتجين – كن جيدًا حتى تكون أكثر خصوصية مع تعبيراتك.
ـ أعتقد … – بدأ تيكاكييف ، لكن كوراتجين قاطعه:
ـ إذا كنت تعتقد … قال ، ولكن عند هذه النقطة قاطع تيكاكييف كوراتيجين وقال:
ـ جيد أنت! ..
وضعت هذه الكلمات كوراتيجين في حالة من الجنون لدرجة أنه ضغط بإصبعه على إحدى فتحات أنفه ونفخ مخاطًا في وجه تيكاكييف من خلال فتحة أنفه الأخرى. ثم أخذ تيكاكييف أكبر خيار من حقيبته وضرب به كوراتجين على رأسه. أمسك كوراتجين رأسه بيديه وسقط ومات. هذا هو حجم الخيار الذي يُباع في المتاجر هذه الأيام!



#محمود_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية هاروكي موراكامي مع جائزة نوبل
- ( مِستَر 5 ٪ ) قصة قصيرة محمود يعقوب
- الساموراي والمثلية الجنسية محمود يعقوب .
- من طعن - ابن المقفّع - ، كليلة أم دمنة ؟ قصة قصيرة محمود يعق ...
- هاروكي موراكامي في مذكرات أسفاره . محمود يعقوب
- أن تقرأ ( الأمريكي القبيح ) في العراق . قصة قصيرة
- المزامير قصة قصيرة
- الحذاء
- كفى نواحاً يا هوراكي موراكامي
- الخروج من سجلماسة
- بشر الحافي في ثورته الروحية
- اليقظات قصة طويلة
- روعة اللمسة الأخيرة / قصة طويلة
- تحت جسر الهولندي قصة طويلة
- التاريخ السري للعقرب / قصة طويلة
- يوميات معتقل سياسي
- فورة الشكوك
- الشجرة الرابعة
- أكاليل حب إلى نقاهة الشاعر خلدون جاويد
- عصفور الشطرة الكحلي


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود يعقوب - دانيال خارمس ـ عبقري الهذيان . محمود يعقوب