أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - مراجعة لمفهوم الوحي















المزيد.....

مراجعة لمفهوم الوحي


عدنان إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن حاجتنا للإتصال بالبعد الروحي منا هي حاجة أكبر من أي شيء آخر، وإن إغلاق هذا الباب وحصره على نفر قليل من الناس - وهم الأنبياء والرسل - ليس إلا ثقافة شعبية أو تشدد مضلل ليس من الدين، لأن الله ذكر في القرآن أنه أوحى إلى الخضر وعلمه من لدنه علماً (ومقام اللدنية يقول عنه الصوفية أنه أعلى من مقام المعية ومقام العندية، ويقولون أن الخضر يرمز إلى الروح) وأوحى أم موسى ومريم بنت عمران، بل وذكر المفسرون أن من تمثل لها هو جبريل عليه السلام وهو ملك الوحي الذي يتنزل على الأنبياء، ولا ضير من هذا طالما أنه أمر خارج نطاق التشريع.

هل معنى هذا أنه يمكن أن تكون لك علاقة خاصة مباشرة مع الله، دون أن تعتمد على غيرك لكي تصل ؟ هذا هو المفترض إذا فهمت وعلمت أنك صورة من الحق، بدليل أنك تنتقد أموراً من الدين، تجهر أو تسر بها هذا شيء آخر، لكنك تنتقد كثيراً من الأمور المستنكرة ولا تجد لها إجابات في أحيان كثيرة، لأنها ملحقة دخيلة وليست من الدين، ولكن ما هو مصدر هذا النقد ؟ مصدره هو النور الذي تحمله روحك.. أنت صورة من الحق لا تقبل الباطل، حتى ولو تدين به كل الخلق.. ولذلك فحتى الملحد يعتبر مؤمناً بالحق الخالص من هذا الجانب، فهو حينما يعترض على إله التخويف القرآني الذي يختلف عن إله التصوف والعرفان، فهذا حق مقبول، ولكنه نتيجة تاريخ صراع ديني/سياسي وليس نتيجة فهم الدين الحق.

إذن يجب أن تكون لك علاقة مع الله من خلال التواصل الداخلي مع روحك، فهي تتلقى النور وما يجب أن تتخذه من قرارات في حياتك من الأرواح الأعلى منها، واعلم أن لك مرشدين روحانيين يساعدونك من العالم الآخر (وإن عليكم لحافظين) (ويرسل عليكم حفظة) (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه) لكن الحفظ هنا ليس فقط حفظ الجسد، لأننا أرواح أصلية لبست أجساداً وتقمصت بها، وإنما يقع الحفظ على الروح أولاً من خلال إرشادها لمصالحها.

إن الوحي ليس بالشيء الكبير الحصري على نفر قليلين في العالم من أوله لآخره، فالقرآن قال (وأوحى ربك إلى النحل) إذن الوحي هو توجيه النفس إلى ما فيه مصلحتها ونفعها وتطورها. وهو يقع حين يطلب الإنسان من الله التوجيه إلى قرار معين، قتقع الفكرة في رأسه ولو بعد حين.. أليس هذا وحياً ؟ ولماذا نشترط أن نجلس في خلوة أربعين يوماً لكي نجد العناية الربانية ؟ هي واقعة سواء طلبناها أو لا.. والمحظوظ هو من يلتقط الدر من صدفه.

لقد فكرت في سبب قبول الغرب للتواصل مع عالم الأرواح وقطعهم شوطاً كبيراً في هذا المجال، بينما نحن نخاف من الإقتراب من هذا ونعتبره خطاً أحمر، فوجدت أن السبب هو فهمنا الخاطئ للدين:
أولاً: تكييفنا له على أنه الشريعة والعبادات، بينما لا تعدو الشريعة كونها القانون المدني للإمبراطوريات الإسلامية عبر التاريخ، ولم يقل رسول الله أنه بعث ليتمم مكارم الشريعة ولكن ليتمم مكارم الأخلاق ويبني الإنسان نفسه. فارتباط الوحي بالتشريع خلق الخوف من التجربة الشخصية الروحية لأنها ستودي بصاحبها إلى الخروج عن الشريعة حتماً، لأن الوحي هو تشريع فقط ! ومن قال هذا ؟ لم يقله رسول الله وإنما هو إفك شياطين الإنس والجن، الذين لا يقيمون وزناً للأخلاق وللإنسان.
نلاحظ نفس العقلية النقلية وتقديس النص عند المسيحيين العرب، وأما الغربيين فليس لدىهم هذا المفهوم، وبالتالي لم يجدوا حرجاً ولم يضعوا حدوداً وتحذيرات في التجربة الروحية.
ثانياً: الخلل العقدي الضارب بجذوره فينا، فنحن نعتبر الإنفصال عن الله هو التوحيد، والإتصال به هو الشرك.. وهذا تفكير رجل الشارع، إذ يظن أن الله يجب أن يكون محترم وشيء كبير بينما يظل خلقه محتقرين وأشياء صغيرة، يظن أنه يجوز أن يكون صورة لصفات الشيطان ويستبعد أن يكون صورة لصفات الرحمن. هذا الإنفصال يضطرنا اضطراراً وجبراً إلى سلوك مسلك عبيد السوء ولزوم طاحونة العبادات وعدم ترقية مضمون الإنسان نفسه.. فالإنفصال يعني هناك إله مقابل في الجهة الأخرى يجب أن تنطرح له وتخضع وتؤدي حقه، عبادات ثم عبادات وليس وراء ذلك شيء يريده هذا الإله إلا العبادات، وأما الإتصال والذكر في النفس فيعني التواصل معه من الداخل وتلقي رسائله ومحبته مبة الذات العليا الكاملة.
هذا الخلل العقدي (المنكوس الذي يظهر في صورة الحق) هو أيضاً سبب تفوق الغرب علينا روحياً، وإن لم يقم فينا مصلحون يقيمون الميزان المعوج فسوف يظل الناس يعيشون المعاناة من غضب الله وسخطه من تقصيرهم في العبادات واجتناب المخالفات والمحرمات (التشريعية لا الأخلاقية).. بينما المصدر (الله) بسيط وغني بلا حاجات.. هو يريد فقط أن يظهر فيك، يريدك أن تطلبه وتكون صورة معنوية منه، ولا يريد معاملة الأباطرة، فتلك الخلفية الفكرية هي من صناعة التاريخ والسياسة، وليست من الوحي النقي.
وهنا نقطة في غاية الأهمية، وهي أنه يصعب علينا أن نعرف إلهاً بلا رغبات ما لم نتحرر من الرغبات.. لأن عند غياب العلوم الإلهية فإن الناس يعرفون الله من خلال العقل والمنطق، فما داموا يرون الأطماع والأنانية في كل شيء من حولهم وفي أنفسهم فكيف يعرفون الله من خلال الحب؟ سيعرفون إله الأنانية ويحاولون إرضاء أطماعه، وهم أهل الديانات التوحيدية ؟ نعم! وماذا تفعل الديانات التوحيدية في تطوير العقلية الوثنية ما دام الله صنماً منفصلاً عنهم يتوجهون له بالقرابين، وكل ما هنالك أن الوثنيات نحتت لهذا لصنم صورة خارجية، بينما الأديان التوحيدية محت الصورة، ولكن لا زال صنماً مثله مثل أي شيء وله رغبات وتحكمات، ولكن هذا غير صحيح.

استمرار الإلهام والتحديث دون تشريع
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا لا نبي بعده) (الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص618) أورد الإمام ابن قتيبة - رحمه الله - قول عائشة رضي الله عنها، وقال: (وليس هذا من قولها ناقضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نبي بعدي، لأنه أراد لا نبي بعدي ينسخ ما جئت به.) (كتاب تأويل مختلف الحديث ص127) ويقول الإمام محمد طاهر (المتوفى عام 986 هـ) في شرح قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "هذا ناظر إلى نـزول عيسى، وهذا أيضا لا ينافي حديث "لا نبي بعدي"، لأنه أراد لا نبي ينسخ شرعه."

وعن ابن عبّاس قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن له مرضعا في الجنّة، ولو عاش لكان صدّيقا نبيّا) (رواه ابن ماجه في كتاب الجنائز)
إبراهيم توفي في بداية عام 9هـ بينما نـزلت آية خاتم النبيين عام 5 هـ، أي بحوالي أربعة أعوام قبل وفاة إبراهيم ومع هذا قال رسول الله ص عنه: "لو عاش لكان صديقا نبيا"
قال العلامة ملا علي القاري: "ومع هذا لو عاش إبراهيم وصار نبيا، وكذا لو صار عمر نبيا لكانا من أتباعه عليه الصلاة والسلام كعيسى والخضر وإلياس عليهم السلام. فلا يناقض قولَه تعالى: (وخاتم النبيين) إذ المعنى أنه لا يأتي نبي بعده ينسخ ملته ولم يكن من أمته." (الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا علي القاري ص192 دار الكتب العلمية بيروت) ويشرح الشيخ عبد الوهاب الشعراني حديث "لا نبي بعدي" ويقول: (فقوله صلى الله عليه وسلم "لا نبي بعدي ولا رسول بعدي"، أي ما ثمّ مَن يشرع بعدي شريعة خاصة) (اليواقيت والجواهر للشعراني ج 2 ص 35)

الولاية والنبوة عند محي الدين بن عربي
يرى أن النبوة موجهة للناس، بينما الولاية موجهة لله، ومن ثم فإن الولاية أرفع من النبوة من حيث هذا المعنى. وأن الولاية نبوة بلا تشريع. وجرت عليه هذه الفكرة مختلف التهم حتى كفروه، مع أنها عين الحق، سواء سميناها إلهام أو تحديث، فما الفرق، اللهم إلا تأخير وعي الناس وتحنيطهم وتعبيدهم للنصوص وفتاوى المشايخ، وانشغالهم بالعبادات عن الأخلاق وعن أنفسهم، حتى لا يجرؤوا على الإتصال بعالم الملأ الأعلى، ويقتصروا على الإتصال بعالم الجن والشياطين فقط، كما هو حالهم حتى الآن، ونحن في أمس الحاجة لنفض هذا الغبار عنا بجرأة فقد كفانا.

كفره الفقهاء لأنهم أخذوا عبارة مثل (الولي أعلى من النبي) خارج سياقها كمن يأخذ الآية : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ) بمعزل عن بقيتها.
يقول محي الدين بن عربي : « … وإذا سمعتم لفظة من عارف محقق مبهمة وهو أن يقول : الولاية هي النبوة الكبرى ، والولي العارف مرتبته فوق مرتبة الرسول .. فالنبي له مرتبة الولاية والمعرفة ، والرسالة. ومرتبة الولاية والمعرفة : دائمة الوجود ، ومرتبة الرسالة : منقطعة . فهو من كونه ولياً وعارفاً أعلى وأشرف من كونه رسولاً . وهو الشخص بعينه واختلفت مراتبه ، لا أن الولي منا أرفع من الرسول نعوذ بالله من الخذلان) إذن هو يرى أن النبي ولي مثلنا، بل أفضليته من حيث أنه ولي أكبر وأثبت من حيث كونه نبياً.
وإن موضع نظر ابن عربي هو مرتبة النبوة ومرتبة الولاية وليس أشخاصها، فعندما يتكلم عن النبوة فهو يقصد : مرتبة ومقاماً وليس عيسى وموسى الخ. وإذا تحدث عن الولاية جعلها كذلك مرتبة لها خصائص مميزة تتحقق في الأنبياء المرسلين. فالولاية بهذا المضمون هي ما أشار إليه : بالنبوة العامة ، فموسى وعيسى أولياء من جهة أخرى تختلف عن الجهة التي كانوا بها أنبياء.. ولعل هذا من مباحث الفلسفة التي لم يفهمها الفقهاء الذين كفروه، فهم ينظرون للأفراد والأشخاص والظواهر دون التفكر في المباحث العقلية المجردة.
ويرى ابن عربي أن النبوة بمعناها اللغوي يجوز أن تستمر في الوراثة المحمدية، يقول أن النبوة إنزال رباني وتنـزل ملكي . (فالنبوة الظاهرة ( نبوة الأنبياء ) هي التي انقطع ظهورها ، وأما الباطنة ( نبوة الأولياء والورثة ) فلا تزال في الدنيا والآخرة , لأن الوحي الإلهي ، والإنزال الرباني لا ينقطعان ، إذ كان بهما حفظ العالم) ويقول عن تنزل الملائكة على المؤمنين: (ثم استقاموا: على طريقهم التي شرع الله لهم المشي عليها، تتـنَّزل عليهم الملائكة: وهذا التنـزل هو النبوة العامة لا نبوة التشريع، تتنزل عليهم بالبشر … أي لا تخافوا ولا تحزنوا) والنبوة العامة غير منقطعة (وأما النبوة العامة : فأجزاؤها لا تنحصر ، ولا يضبطها عدد ، فإنها غير مؤقتة ، لها الاستمرار دائماً دنيا وآخرة) والنبوة لا يشترط فيها التشريع لكي تقع (اعلم أن النبوة البشرية على قسمين : قسم من الله إلى عبده من غير روح ملكي بين الله وبين عبده ، بل إخبارات إلهية يجدها في نفسه من الغيب ، أو في تجليات لا بذلك الأخبار ، حكم تحليل ولا تحريم . بل تعريف إلهي ومزيد علم بالإله ، أو تصديق بصدق حكم مشروع ثابت .. وله ( العبد ) درجات الاتباع ، وهو تابع لا متبوع ، ومحكوم لا حاكم ، ولابد له في طريقه من مشاهدة قدم رسوله وإمامه ، لا يمكن أن يغيب عنه حتى في الكثيب … والقسم الثاني من النبوة البشرية : هم الأنبياء الذين يكونون مثل التلامذة بين يدي الملك ، ينـزل عليهم الروح الأمين بشريعة من الله ، في حق نفوسهم يتعبدوه بها ، فيحل بهم ما شاء ويحرم عليهم ما شاء ، ولا يلزمهم اتباع الرسل . وهذا كله كان قبل مبعث محمد، فأما اليوم فما بقي لهذا المقام أثر)

ويقول عن الولاية: (فالولاية : الفلك المحيط الجامع للكل ( الأنبياء والأولياء ) ، فهم وإن اجتمعوا في منصب الولاية ، فالولاة لهم مراتب).. (فقد يكون الولي : بشيراً ونذيراً ، ولكن لا يكون : مشرعاً . فإن الرسالة والنبوة والتشريع قد انقطعت ، فلا رسول بعده ولا نبي أي : لا مشرع ولا شريعة).. (والولاية لها الأولية ثم تنصحب وتثبت ولا تزول ، ومن درجاتها : النبوة والرسالة . فينالها بعض الناس … وأما اليوم ، فلا يصل إلى درجة النبوة ، نبوة التشريع ، أحد , لأن بابها مغلق ، والولاية لا ترتفع دنيا ولا آخرة … ومن أسمائه ( الولي ) ، وليس من أسمائه : نبي ولا رسول ، فلهذا انقطعت النبوة والرسالة , لأنه لا مستند لها في الأسماء الإلهية ، ولم تنقطع الولايـة ، فإن الاسـم الولي ، يحفظها).

ويقول عن الوراثة المحمدية: (فاعبد ربك المنعوت في الشرع حتى يأتيك اليقين ، فينكشف الغطاء ، ويحتد البصر ، فترى ما رأى ، وتسمع ما سمع ، فتلحق به في درجته ( النبوة العامة ) من غير نبوة تشريع ، بل وراثة محققة لنفس مصدقة متبعة) (فالولي لا يأخذ النبوة من النبي ، إلا بعد أن يَرِثَها الحقُ منهم ( أي الأنبياء) ، ثم يلقيها إلى الولي ، ليكون ذلك أتم في حقه، حتى ينتسب إلى الله لا إلى غيره . وبعض الأولياء يأخذونها وراثة عن النبي وهم : الصحابة) (فنبوة الوارث : قمرية ، ونبوة النبي والرسول : شمسية) أي أن الأولى استمرار وانعكاس لنور الأخيرة، كحال نور الشمس والقمر.

ويفرق بين النبوة الخاصة بالتشريع والنبوة العامة التي تفيد الإلهام والتوجيه والعلم اللدني وعلوم اليقين: (النبوة مقام عند الله يناله الخاصة من البشر ، يُعطي للنبي المشرع ، ويعطي إرثاً للتابع لهذا النبي . والنبوة هنا لم تعطَ معناها الخصوصي الذي انقطع بل حافظت على معنى النبوة العامة)
ويستدل بعودة روح عيسى وتجسدها مرة أخرى (الذي عبرت عنه الأحاديث بالنزول) (1) فيقول: (ونبوة عيسى ثابتة له محققة ، فهذا نبي ورسول قد ظهر بعده ، وهو الصادق في قوله : إنه لا نبي بعده ، فعلمنا قطعاً أنه يريد التشريع خاصة .. فالنبوة مقام عند الله يناله البشر ، وهو مختص بالأكابر من البشر يعطي للنبي المشرّع ، ويعطي للتابع لهذا النبي المشرع الجاري على سنتـه . قـال تعالـى : وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً فسددنا باب إطلاق لفظ النبوة على هذا المقام ، مع تحققه ، لئلا يتخيل متخيل أن المطلق لهذا اللفظ يريد : نبوة التشريع) (فإن النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله إنما هي : نبوة التشريع ، لا مقامها) (وفي محمد قد انقطعت (أي نبوة التشريع) فلا نبي بعده . يعني مشرَّعاً أو مشرَّعاً له). اهـ (2)

__________________________________________________
(1) كان الحس المادي هو الغالب على الناس في زمن الجاهلية، ولذلك فإن مفهوم العودة للتجسد لم يكن من السهل فهمه واستيعابه في هذا الوقت، وكان من العسير أن يفهموا أصلاً معنى الروح وفرعية الجسد ولذلك أجاب القرآن عن الروح جواباً مجملاً ولم يفصل في عالم الأرواح، بل نلاحظ أن هذا العالم عالم جسدي لا يختلف عن عالمنا، وهذا غير صحيح، ولكن كانت هذه إمكانيات القوم وسعتهم الروحية.. فلا يلزم أن نبالغ في التحفظ والترضي وإسباغ الألقاب الفخمة عليهم وننسى أنفسنا وحظنا من النور، لأن هذا يضر بنا ضرراً شديداً.
(2) استفدت في نقل هذه النصوص من الدكتورة سعاد الحكيم، و هي أستاذ التصوف في جامعة بيروت وهي متخصصة في محي الدين بن عربي، وسبحان الله لكلامها قبول وثراء معرفي، وينم عن فهم وهضم لمحتوى الحقيقة والوعي الروحي والنور الإلهي الذي أنزله على عباده العارفين به. وللإطلاع على كتاباتها راجع كتابها الرائق (المعجم الصوفي). http://www.sufi.ir/books/download/arabic/ibn-arabi/almojam-sufi.pdf
ومن المفيد في هذا المقام الإطلاع على كتاب (الولاية والنبوة عند الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي) علي شودكيفيتش، وهو كتاب مترجم عن الفرنسية، قام بترجكته د. أحمد الطيب، وقال في مقدمته أن المؤلف يعتبر من تلاميذ ابن عربي لأنه عكف على فهم تراثه قرابة نصف قرن من الزمان قراءة وتحليلاً وبحثاً. https://books4arab.me/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9%D9%8F-%D9%88%D9%8E-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A/



#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة لمفهوم (الدين)
- مراجعة لمفهوم (الله)
- مراجعة لمفهوم الدين
- الدين مرشد لا مقيِّد
- مشكلة الإتتماء
- هل يمكن أن نفهم كل شيء ؟
- سقف المعارف البشرية سوف يتم الكشف عنه قريباً
- قراءة في فكر عبد الكريم سروش | المعرفة الدينية معرفة بشرية
- تجربة الإرتقاء الروحي.. ما هي وسائلها ؟
- كيف يتعامل العلمانيون والمتدينون مع النص الديني؟
- أدلة مسألة تغير فهم النص
- دفاع عن ابراهيم عيسى
- سبب تخلفنا الحضاري
- عودة الأرواح للتجسد |‏ 9
- عودة الأرواح للتجسد | 8
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 7
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 6
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 5
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 4
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟


المزيد.....




- بشرط واحد.. طريقة التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 2024-1445 ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- -تصريحات ترامب- عن اليهود تثير عاصفة من الجدل
- أصول المصارف الإسلامية بالإمارات تتجاوز 700 مليار درهم
- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - مراجعة لمفهوم الوحي