أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - و كان الفنان أكثر صدقا .















المزيد.....

و كان الفنان أكثر صدقا .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


يظن البعض – بعجز عن ربط الأحداث أو تحت تأثير اجهزة البث و الدعاية – أن عبورأكتوبر قد محا ذنوب 67 و سقطات حرب الإستنزاف و القرارات الخاطئة في 73 .. و حول الهزائم و عدم القدرة علي المواجهه .. إلي إنتصار.. و وضع الضباط في الصف الأول من الإلتزام و الكفاءة و المقدرة علي الإدارة و الحكم.
لو كانت هذه المعادلات تناسب البعض من الذين لم يسمعوا في يوم صوت إطلاق رصاصة أو فرقعة دانة مسقطة من طائرة إلا في أفلام دعاية إدارة التوجيه المعنوى .
فهي لا تصلح مع من خاض مثل هذه الحروب .. و رأى زملاء له علي نقالة الجرحي.. أو ينزفون حتي الموت .. أو يتركون سلاحهم و يولون الأدبار . بسبب ألإدارة الخاطئة للمعركة و القرارات العشوائية غير المترابطة .
الضباط ليسوا حكماء عصرهم أو ملائكة لا تخطيء أو قدوا من طينة أخرى أكثر سموا ..إنما هم بشر منا لهم محاسنهم .. و سقطاتهم .. أثرت طبيعة عملهم علي سلوكياتهم فأكسبتها قسوة و عجرفة و غرور.. فالحرب عمل غير إنساني ..و من يبرع في القتل و التدميرلا يصلح (بالضرورة ) في أعمال السياسة و الإقتصاد وإدارة المدنيين و العمل علي تحسين حالهم و التخطيط لمستقبل أفضل .
المعاناة و الالم و الخوف.. والعجز و الرغبة في النجاة ..هي التي تتحكم في الجنود .. عندما يحوم الموت حولهم .. و ليست البطولة .. و الجسارة .. و تصرفات شجيع السيما و السوبر مان و الرجل العنكبوت .. خصوصا في حرب هذه الأيام التي يمكن فيها إطلاق صاروخ من علي بعد مئات الكيلومترات فيصيب هدفة بدقة لا يتجاوز فيها الخطأ بضع سنتيمترات .

الحروب التي خاضها المصريون ..لم تدار بطريقة ناجحة .. فمئات من الرجال.. إنتهت حياتهم بسبب سوء أوامر القيادة و توجيهاتها غير المدروسة أو العاطفية .... حدث هذا في 48 ،56،اليمن و67 .. و في 73 عدة مرات ( مذكورة في كتاب الفرص الضائعة لأمين الهويدى مدير المخابرات المصرية السابق ) ..
ثم مع الزمن يتم نسيان الضحايا ( صنعنا لهم نصبا تذكاريا نضع علية الزهور و كان اللة بالسر عليم ) ..و تجاهل أسباب فقدهم .. فلا نتعلم من الهزائم والدماء المهدرة .
بل تجاوزوناهم بقصص عن بطولة القيادة الفذة صاحبة الأوسمة و النياشين .و دبجنا الحواديت عن كيف كبدت بعبقريتها قوات العدو الخسائر الفظيعة .. و جعلت جنوده يصرخون من الخوف و الألم .

في الحق .. لا تستمعوا لهم ..و لا تقرأوا كتبهم و مذكراتهم و لا تشاهدوا أفلامهم و مسلسلاتهم .. فالجندى ( صغير أو كبير ) ..ما دام تحت الضغط ..يردد ما يملونه علية في التوجيه المعنوى ..و هو لذلك لا يصلح لان يجلس أمام كاميرات التلفزيون ..ينقل تجربته . و يقص بطولات لا يعرفها غيرة و لم تحدث إلا من وجهة نظره .. و من ينقلها يعرف ذلك .. و من يسمعها قد يعجب بها للحظات ثم ينساها و ينساه ..لانه لو حدثت كل هذه البطولات التي تمتليء بها وسائط التواصل الإجتماعي و البث و الدعاية (في موسمي إكتوبر و يوليو ) .. فلماذا نخسر الحرب دوما .
الصوت العالي للجندى يتناقض مع الهمس المتردد للفنان عندما يكون مبدعا .. فهو يعبر عن نفس الأحداث دون التورط في الديماجوجية و الصراخ..و إدعاء البطولة .
لذلك عندما إخترت الحديث عن أحداث حروب 67 و اليمن و الإستنزاف قدمتها من خلال روايات و قصص .. بعضها لم أتحدث فيها من قريب أو بعيدعن الحروب التي خضناها و لكنها كانت نتاج كوابيسها.

أزمة 67 جعلت مني قاصا .. أكتب الروايات .. دونت ثلاثة منها ..حكيت فيها .. ما رأيته ..أما أحداث 73 فقد أوجعتني إلي درجة العجز .. و أفقدتني الأمل أن نخرج من المتاهه التي وجدنا أنفسنا فيها بسبب إستمرار ديكتاتورية حكم العسكر و قراراتهم غير المدروسة .
ما حدث في أكتوبركان أكثر قسوة علي نفسي.. من هزيمة 67 .. وتخريبات طيران العدو لمنشئات الوادى في زمن حرب الإستنزاف .
فقد تحول الأمل و الحماس الذى صاحب الايام الأولي لعبور القوات المصرية لقناة السويس .. إلي يأس و عجز و إحباط بعد الوقوف علي بعد 12 كيلو من القناة .. و عدم تطوير الهجوم ..
عادت خفافيش عدم قدرة مواجهة دولة قزمية مثل إسرائيل تعذب كل من كان لديه أمل..و هو يراقب تدهور موقف قواتنا بمتوالية هندسية .. حتي حاصرها العدو في سيناء .. و تقدمه إلي حدود مدينة القاهرة.. ومع ذهاب الجمسي للكيلو 101 يطلب السماح لنا بتقديم الماء و الغذاء للمحاصرين كان الإنهيار .

إسلوب السادات في ترقية ضباطه و منحهم الأنواط و النياشين بينما العدو ينقل قواته للضفة الغربية يتوافق مع الطريقة المسرحية التي أدار بها الحرب ..
إنه في كل الأحوال يمثل دور القائد و يخدع المشاهد بجمل محفوظه من زمن جوبلز .. و هتلر . . و هو في الحق ممثل غير مقنع لمن عاش في سيناء كمهندس و كضابط و عرف تضاريسها و خطوط إقترابها .. و يفهم جيدا معني المضايق أو أسماء المناطق المتنازع عليها . .
لقد كانت تختة الرمل في منتصف أكتوبر لا توحي بأن المعركة ستنتهي بإزالة أثار العدوان .. أو حتي إنتصار محدود .. بقدر ما مثلت ( تحريك القضية بالقوة المسلحة ) لتصبح الكلمة الأولي في مرحلة إستسلام عاجز طويل المدى لنفوذ أمريكا و حلفاءها .

لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل الحرب فهي بالنسبة لي حزن كبير سيمتد لمئات السنين .. و لا مراحل الإستسلام ..فقد ناقشتها من قبل عدة مرات.. و لكنني أتكلم عن ما حدث لذلك المهندس الضابط الشاب .. الذى أصيب مرتين متتاليتين بخيبة أمل في أحلامة ببناء وطن حر مهاب بعد إنسحاب إحتلال بريطاني دام لسبعين سنة
بكلمات أخرى الضابط و المهندس داخلي كان غير قادر علي التوائم مع ما يجرى علي الأرض ..ويرفض قبول كل أكاذيب القيادة و ما تلاها من صور مبكية للإستسلام و الخضوع .. لقد مرض و تألم .. و توقفت حياته بسبب الإحباط و التوهه و الإهانة .. و فقد الثقة في كل ما يأتيه من الجرائد و الإذاعة و التلفزيون و باقي وسائل البث و الدعاية
أما الفنان فقد كان .. يرى ما لا يراه الأخرون ..كان يرى مستقبلا كابوسيا مخيفا .. تتساقط فيه الأحلام و القدرة .. فدونه في قصصه .. التي عندما يسردها علي الأخرين .. يكذبونه كما كذبوا من قبل زرقاء اليمامة .. يبتسمون و يسخرون علي أساس أنه ( فانتازيا ) أحاديث الشعراء.. فتفاجئهم قوات العدو تحت أسوار مدينتهم في الميعاد ..حاملين لأفرع شجر الإخفاء و التموية .
لقد عشنا كشعب منذ قرر ضابط منا أن يكون ديكتاتورا عادلا.. في تعاسة و خوف .... و عجز مستمر .. ولم نعرف كيف نتوائم مع حكم هؤلاء الطغاة .. هذا ما دونته في قصتي ( النبوءة ) التي كتبتها 1989 بعد تولي مبارك بثماني سنوات و إنتهاء الحروب بعقد و نصف و ظهور أثار الديكتاتورية في الأفق .. لم أجتر فيها الماضي .. و لكنني كنت مرعوبا مما هو أت و تجسد بعد ثلاثين سنة تالية .. فكان الفن أكثر بلاغة من أحاديث السياسة .

(( النبوءة
عندما استبد به العجز، والضيق، نصحه - من يعرف أكثر- باستشارة عرافة ( أون ) التى لم تخطىء لها نبوءة أبداً .
فاستيقظ، بمجرد أن أعلنت الديكة عن ظهور القارب الالهى ، حامل القرص الوليد فى الأفق.. وبدأ رحلته عندما طفا القارب فوق المياه المقدسة للمحيط الأزلى ( نو ) ..
الضباب يحيطه من كل جانب، يمنع رؤيته للطريق.. وهمهمات المتوجهين لمدينة الآرباب، توشى بمدى ضخامة عددهم.. وهو يجدّ فى السير، ليصل محرابها مبكراً عسى أن يفوز بلقائها فتبدد له أوهامه.

عندما استطاعت أشعة الاله الفتى قهر آخر فلول جيوش الضباب كانت جموع الحجيج تملأ كل شبر، من الفراغ المحيط ببيت الرب.. وكان قد نجح أخيراً – بعد نضال – فى أن يخترق الحشود، ويقف ببابها منتظراً الاذن.

شحب وجهها .. ارتعشت .. توقفت عن البيان .. أدارت رأسها.. غمغمت.. تجنبت مواجهته.
فتصبب العرق غزيراً من مسامه، وتعلق بصره بشفتيها، متعجلاً استقراء ما خطه له القدر.
قالت وهى تحاول إخفاء انفعالاتها: تجلد بنى.
صمتت قليلاً ، ثم أعادت قولها: تجلد.
انهار.. عجزت ساقاه عن حمله .. جف حلقه.. وشعر بالألم يعتصر جوفه.
تساءل محاولا رد القضاء : وما فعلت ؟.
ردت باقتضاب: لادخل لك بهذا !!.
ثم أكملت كمن تحدث نفسها: إنها حكمتهم.. هذه إرادتهم.. ولا راد.

فى ذلك الوقت كانت الجموع المحتشدة يتضاعف عددها ، كلما زادت قوة أشعة القرص الوليد ، حتى ليخيل للمشاهد أن كل من بالمدينة قد هجرها، وتجمع حول بيت الرب .. يطلب الأمان.

كان الكاهن الأكبر يتحرك بينهم مهموماً مكتئباً مكروباً ينطق بكلمات مقدسة لأيزيس ربة السحر، وينثر على رعيته بعضاً من ماء النيل الطاهر .. الذى يقال أنه قد جلبه من منابعه بجزيرة الفنتين ، فور خروجه من أسفل صندل رع .. فيتحول كل من تلمسه قطرة الى ورقة صبار ضخمة، ذات طرف مدبب وأشواك رفيعة

كبر رع أصبح شيخاً.. بردت أطرافه.. وضعفت قوتها ولم تعد قادرة على بعث الدفء.. كانت المدينة قد خلت من سكانها بعد أن تحول معظمهم الى صبار .. هبت رياح باردة.. تحركت بين النباتات البرية الصامدة ، التى غطت كل الفراغات المحيطة بالمعبد.. ثم عادت تحمل معها نغمات حزينة، وأنات متوجعة، ظلت تتضاعف.. تتضاعف.. تتضاعف.. حتى لم يعد يسمع إلا تنويعات مختلفة على كلمة (آه ) تتردد فى كل مكان.

عندما انزلق قارب الاله " الميت " داخل غياهب الظلمات، ثارت زوبعة عاتية حملت رمالاً صفراء دقيقة ، غطت المدينة بغمامة كالحة.. وكان يسير منكسر القلب ، عائداً الى منزله وحيداً.. عندما تمخضت الغمامة عن عدد من العربات السوداء ، التى تجر كلا منها مجموعتان من الضباع المرهقة.

من عربة المقدمة جاء صاحب السعادة ، والفضل، والاحسان المعظم..لازمته الصحة ، والقوة ، والحياة.. يخطو فى زهو ممسكاً بصولجانه.
تأمل المكان ، ثم سأل تابعية الذين كانوا يخرون ساجدين ، بمجرد هبوطهم من عرباتهم: ماذا ترون؟.
قالوا: نحن لانرى ياصاحب الفضل!! أنت الذى ترى.
ابتسم سعادته وسأل: ولكن.. أين الرعية؟.. أين ذهبوا؟.
رد كبيرهم محنياً هامته حتى ركبتيه: لا تبال أيها القبس.. سأستبدلهم بما يليق بعظمتك وجلالك.
ثم أشار بيده فتقدم من الخلف صفان من الاقزام المنحنين، يحمل كل منهم بحرص شديد حقيبة جلدية ضخمة ، ظلوا ينثرون منها فى شقوق الآرض المحروثة ( أسنان آبيب ) فأنبتت فى التو واللحظة كائنات دقيقة.. دقيقة.. دقيقة ظلت تكبر، وتكبر وتكبر، وتتميز ملامحها ، حتى أصبحت دمى ضخمة ، يرتدى كل منها زياً مميزا، ويحمل آلة حرب تختلف عن آلات الآخرين.
عندما اكتمل نموها.. اصطفت فى طوابير متوازية ثم انحنت، اقترب منها صاحب السعادة ، والفضل ، والاحسان.. لازمته الصحة، والقوة والحياة.. فحصها جيداً .. بعين خبيرة .. ثم ابتسم برضا.. وباركها.. فانتفضت تصيح بصيحات القتال.
بالغ كبيرهم من انحناء هامته وقال: مر خادمك ، يزرع لك ما تريد.
ابتسم ابتسامة صفراء وقال : إذا كانوا جميعا من هذا النوع ، فلا حدود لما تزرع.
قبل الأرض بين قدميه .. ثم استدار لتابعيه قائلاً : فلتمتلىء المعمورة بعبيد المفدَى.. يارجال العصر السعيد، تناسلوا.. توالدوا ليكون منكم شعب ، يقوده صاحب السعادة ، والفضل والاحسان المعظم لازمته الصحة والقوة والحياة.
فامتلأت المدينة.. والمدن المجاورة.. والقرى.. والعزب.. والنجوع والكفور بجند السلطان يتحركون جماعات وفرادى يقتلعون كل ما تلمسه أكفهم.. يبتلعونه دون تمييز.. يمحونه من الوجود، ويتركون بدلاً منه فضلات كريهة.
أصابه الذعر .. أسلم ساقيه للريح يجرى فى اتجاهات عشوائية ، باحثاً عن ملجأ .. وفى كل مكان كانت تواجهه هذه الكائنات البغيضة ، فتجعله يغير من مساره.. حتى وجد فى النهاية جحراً منزوياً يختفى بين الصخور، فركن إليه..
خف رعبه .. هدأت نفسه .. وعندما عضه الجوع خرج ليلاً متسللاً يبحث عما يتقوت به.. وهكذا.. اعتاد هذه الحياة.. فغفل عما يحيطه من أخطار.
حتى ذلك اليوم الذى امتد فيه ساعد بنىّ ضخم ، مغطى بشعر أسود كثيف فى نهايته كف مشوه ذو أصابع ثلاثة غير متناسقة ، الى داخل جحره.
تراجع الى أقصى نهاية ممكنة .. مبتعداً عن الكف الأعمي .. سمع أحدهم ، يحاور آخر
قائلاً : باه.. راه.. موساه.. هندستوب... قلم يفهم و لكن امتد ساعد آخر رمادى، ليساعد الأول ثم سمع : رواه.. رورر.. حنتس.. مالوش.
وكان الرد - ما.. ماه.. ريف.. سحتون.. مالى مون.
التصق بالجدار الأصم، يريد أن يخترقه محاولاً الافلات.. الجحر يمتلىء بماء آسن ودخان مجلب للدموع، فخرج من مكمنه مستسلماً رافعاً ساعديه لأعلى.
أصيب بعمى مؤقت ، بعد أن بهره نور الاله المكتمل.. عندما اعتاد النظر، تبينهم لأول مرة عن قرب.. أجساد ضخمة قوية ، جماجم صغيرة مشوهة.. وعين واحدة فى منتصف الرأس ، كانو يصخبون ويضحكون بلا مبالاة .
عندما اقترب منه احدهم بعجرفته البادية، لم يستطع أن يتحكم فى نفسه فبال واقفاً.
قال له : هم .. حم.. لوف بوف
رد و هو لا يفهم ماذا قال بل يستنتجه
الصحة، والقوة ، الحياة لك.. لم أفعل ما يغضب.
تدخل آخر قائلا : سبسب.. لوب.. هم.. سفوف.
يا صاحب السعادة ، والفضل، والاحسان.. لقد أديت كل الشعائر واهتديت بالمزامير .. والسيرة، والبرهان.
قال الأول : تينا.. لتينا.. بوخ.. سوخ.
رد و هو يتصور معني السؤال : أيها العظيم ، لقد وقرتهم أيما توفير واتبعت التعليمات واللوائح والقانون.
قال كبيرهم : مجريموا.. هابيشوا.. مخرب.
سقط على وجهه ، راكعاً.. ساجداً يقبل الأرض، بين قدميه، وقال : أنا لا أخرب.. أنا ازرع ، وأعمر.
فرد كبيرهم : آه .. فلاح ..
وهنا عرف لماذا شحب لون وجه الكاهنة ، التى لم تخطىء لها نبوءة أبداً فتوقف عن الرد ، فاقداً للنطق.. وتجمد فى مكانه متحولاً الى شوكة صبار ضخمة حجرية
لازالت باقية فى مكانها حتى يومنا هذا يصدر عنها صفير حزين، كلما انزلق قارب إلاله فى الأفق الغربى.. ويخرج من أسفلها ماء أصفر لزج ، كلما اقترب منها شخص يرتدى زياً رسمياً .)). 19/6/1989.

كاننا نصف ما حدث في مصر بعد أن أصابتها لعنة ديكتاتورية المليارديرات ..و تحولت صنائع الديكتاتور لجباة .. يستخدمون القوة ..لحلب المواطنين الذين ليس أمامهم إلا الصبر .
في 1995 ( اى بعد عشرين سنة من أحداث أكتوبر ) صدرت لي مجموعة قصص قصيرة و متوسطة بعنوان (( البردية المجهولة )) لم تلق إهتماما كبيرا .. أبرقت للحظات .. ثم إختفت .. و نسيت .. حتي أنا نسيتها .
و منذ ايام .. كنت أتصفح بعض الكتب التي نشرت لي .. ففوجئت .. بأنني أهديت المجموعة لنفسي التي أتعاطف مع أحزانها و مصائبها و إحباطاتها التي أصبحت مزمنة .. و أن الأحزان لها تاريخ موغل في القدم أبعد كثيرا من البوسطات التي كتبتها علي الفيس بوك أو مقالاتي علي الحوار المتمدن..
(( إلي روحي و نفسي و قلبي
إلي روحي التي تاقت فلم تجد إلا الإحباط و التشتت
إلي نفسي التي كدت لتكون دوحة وارفة فأصابها الضمور و التصحر
إلي قلبي ذلك الحزين الملول المرتاب المذعور المكلوم صانع المر أكل الحنظل .
و قديما قالوا
ماذا بوسع رجل يمتلك حكمة باهرة أن يفعل في مواجهة الثدر أو الموت أو ذلك الخضم المهول من المحن عن البنجاتنترا الهندية النبوءة.)) .
حقا ماذا بوسع رجل يمتلك حكمة باهرة .. أمام ذلك الخضم المهول من المحن الذى نعاني منه منذ أن سيطر علي مصير بلدنا الإستعمار الأمريكي و مندوبيه في البنك الدولي و عملاؤه من الكومبرادور فلم يتركوا جحرا علي حاله .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة صعبة .. و ممرضة
- مصر و عصور إضمحلالها(16)
- مصر و عصور إضمحلالها(15)
- مصر و عصور إضمحلالها( 14)
- مصر و عصور إضمحلالها (13 )
- مصر و عصور إضمحلالها (12 )
- مصر و عصور إضمحلالها(11)
- مصر و عصور إضمحلالها(10)
- مصر و عصور إضمحلالها(9)
- مصر و عصور إضمحلالها(8 )
- مصر و عصور إضمحلالها(7)
- مصر و عصور إضمحلالها(6 )
- مصر و عصور إضمحلالها( 5)
- مصر و عصور إضمحلالها(4).
- مصر و عصور إضمحلالها(3)
- مصر و عصور إضمحلالها.(2)
- مصر و عصور إضمحلالها. (1)
- كائنات بدون ذاكرة ..خيبات مايو
- أحزان ما بعد الماتش .
- عقل جامح و فكر غير معتاد


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - و كان الفنان أكثر صدقا .