أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - أين ظهرت الفلسفة ؟














المزيد.....

أين ظهرت الفلسفة ؟


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7290 - 2022 / 6 / 25 - 14:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٢ ـ كيف ظهرت الفلسفة ؟

هناك تساؤلات عديدة بخصوص مصدر الفكر الفلسفي وطبيعته، هل الفلسفة بضاعة شرقية أم غربية ؟ هل ظهرت في الشرق ونمت وتطورت في الغرب ؟ أم أنها كما يقال معجزة الشعب اليوناني وبضاعة يونانية محلية ؟ اليونانيون أنفسهم أنقسموا إلى فريقين، أرسطو أكد إن الفلسفة بدأت في القرن السادس قبل الميلاد مع طاليس الملتي. أما ديوجينيس اللائرتي، Diogène Laërce - Διογένης Λαέρτιος والذي عاش في بداية القرن الثالث الميلادي ومؤرخ للفلاسفة اليونان فقد قال بأن الفلسفة ظهرت أولا في بلاد الشرق وعند المصريين. وقد أتخد رأي أرسطو مركز السيادة وسيطر على الرأى العام العالمي طوال العصور القديمة والمتوسطة والعصور الحديثة حتى بداية القرن العشرين، حيث جائت بحوث جديدة كشفت عن وجود حضارة بابلية في غاية من الثراء الفكري والأدبي زعزعت هذه الفكرة المنغرسة في الغرب والشرق بخصوص المعجزة الأغريقية. هايدغر، مثله مثل أرسطو يحصر هذا النشاط الإنساني في اليونان والغرب عموما، وذلك لأن اللغة اليونانية واللاتينية تسمح بالتساؤل عن الكينونة أكثر من غيرها من اللغات، وهذا ما يجعل الفلسفة ممكنة، لأن موضوع الفلسفة بالنسبة له هو الكينونة. أما عبدالرحمن بدوي، متأثرا بهايدغر ولا شك، فيرى بدوره أن الفلسفة اليونانية لم تنشأ متأثرة بأفكار شرقية وإنما نشأت نشئة طبيعية من خصائص الشعب اليوناني نفسه ومن الظروف الحضارية التي وجدت في القرن السادس قبل الميلاد في بلاد اليونان. غير أن نيتشة يعتبر من الأوائل الذين جعلوا للفلسفة اليونانية مصادر صوفية خارجة بالضرورة عن بلاد الإغريق. وذلك لأن الروح اليونانية كانت روحا تشبيهية anthropomorphisme وهي كلمة من أصل يوناني ἄνθρωπος - ánthrôpos تتصور العالم والأشياء والآلهة على صورة الإنسان ذاته وبذلك تسقط وتسند الصفات والخصائص البشرية إلى الكائنات الأخرى مثل الآلهة، الحيوانات، الأجسام والظواهر الطبيعية مثل الريح والعواصف والأعاصير .. وقد حررت الفلسفة الفكر اليوناني من هذا التصور الطفولي للعالم وأرجعت الإنسان إلى مكانه الخاص به والمختلف عن كل ماعداه من الكائنات وبدأ في النظر إلى العالم نظرة موضوعية وعقلية. طاليس، من أوائل الفلاسفة، أول من حاول توحيد هذا العالم المشتت وجعل الأشياء كلها ترجع إلى "وحدة " مادية وهي الماء كأصل لكل ما في الكون. أي أنه تمكن من تجريد الأشياء كلها في مفهوم واحد ارتفع به إلى المقام الأول وجعله الأساس في فهم وتفسير الطبيعة. وهي نظرة جديدة ترفض الإنفصال والتفريق والتشتت وتنطلق من الذات مباشرة نحو الموضوع، حيث تتحد بموضوعها وتصبح جزء منه وفانية فيه. ويذهب نيتشة إلى أن هذه النظرة الجديدة لم تأت لطاليس ولفلاسفة الطبيعة عن طريق النظر والإستقراء ولا عن طريق المشاهدة أو الملاحظة، وإنما عن طريق "حدس" وجداني صوفي. وحل محل الإسقاط والتشبيه "الأنثروبومورفي" نظرة جديدة قائمة على نوع من التصور الموضوعي. ولكن يبدو أنه من الضروري في هذه الأمور من أخذ الحذر الشديد في تأكيد تفسير دون آخر، وأنه من التهور اللجوء إلى مصدر وحيد لظاهرة من هذا النوع، تقع على بعد عشرات القرون وبدون أية وثائق مباشرة. فمن المرجح إذا وجود مصادر متعددة لنشوء الفلسفة في هذه المنطقة، الظروف اليونانية ذاتها، التأتير الشرقي من الحضارات البابلية والمصرية، والتأثير الصوفي، ولا ننسى أيضا المصادر السياسية والدينية والأخلاقية والشعرية اليونانية. فالأخلاق اليونانية على سبيل المثال، والتي يمكن تتبع بعض خصائصها في الملاحم الشعرية الهومرية، قد انتقلت من الأحكام الفردية القائمة على الإنفعالات المباشرة والتي لا ضابط لها، إلى أحكام أكثر موضوعية تمليها دوافع جديدة أكثر عموما مثل الحكمة والجرأة والشجاعة. أي الإنتقال من الأخلاق الفردية العفوية إلى الإعتراف بقانون كلي تسير عليه الحياة الإنسانية. ومن القوانين الأساسية التي تكوّن هذا القانون العام، قانون يسمى "القدر μοῖρα". وهذا القدر أو الضرورة ينقسم إلى ضرورة عمياء يخضع لها الكون بأسره من الإنسان والحيوان والنبات والحجر، وزيوس ذاته مثله مثل بقية الآلهة لا يستطيعون عدم الخضوع لها. وهناك أيضا نوع آخر من القدر بمعنى النصيب، فلكل إنسان نصيبه من الخير والشر، من السعادة والتعاسة، من الحب والكراهية، من الحياة والموت .. وهو القانون الأخلاقي العام، الذي يسيّر الإنسان في حياته مع الآخرين ومع الطبيعة والآلهة، الذي يجب الخضوع له وإلا تعرض الإنسان للعقاب من قبل الآلهة، وذلك لوجود قانون آخر يكمّله وهو العدالة Dikē - Δίκη. والتي ستلعب دورا مهما في النظريات الفلسفية الطبيعية

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة السابعة
- -الجامع- الأغريقي
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة السادسة
- عودة للبداية
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الخامسة
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الرابعة
- العدمية كمحرك للإبداع
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الثالثة
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الثانية
- مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الأولى
- لون السماء
- حدود الأبدية
- لعنة الخلود
- فصل في الجحيم
- عن الغبار المعطر
- سيمون دو بوفوار ورواية الموت
- الفوضوية العدمية
- الحياة، كوميديا رديئة الإخراج
- روح الجدية
- شيزوفرينيا


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - أين ظهرت الفلسفة ؟