أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل النصيرات - حكاية إخْبيزان و دوّار صويلح














المزيد.....

حكاية إخْبيزان و دوّار صويلح


كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 07:39
المحور: كتابات ساخرة
    


كان يشكو من قلّة العَمَل..بل من عدمه..شحوطته الدُّنيا ..ولعبتْ به وخَبّطَتْ في بطنه أكثر من ألف مرّة ..بل إنّ الدنيا غافلته وهو نائم وكانت ( تلطّه ) بالكندرة فيصحو مفزوعاً ..كوابيس ورا كوابيس ..!! مسكين ( إخْبيزان )..لم يأخذ حظّه ونصيبه من العلم والحياة الحديثة ..بينما أخذ نصيبه كاملاً..بل..وتعدّى إلى نصيب غيره.. من الجوع والحاجة والألم..!!
نصحه أحدهم بأن يشتري ( إطْرُمْبة رشّ مُبيدات حشريّة ) من اللي ينْحَمْلِنْ على الظَهْر..وأن يقف عند دوار صويلح ..وسيأتي مَنْ يحمله هو و ( طرمبته ) ليرشّ له أشجار بيته ..مقابل خمس ليرات ..!! أقسى ما يتمنّى ..توفير بعض مصروفه ..فرغم شبابه الذي اقترب من نهايته مُبكراً ..فقد كان يبوس الخمس ليرات كلّما أعطاه أحدهم إيّاها ..وبعض الخمس ليرات تكلِّفه خمس بوسات ..لمّا تكون الخمسة فراطة ومش ماسكة ..!!
كل يوم اعتاد الوقوف هناك ..مظهره يدلّ عليه ..ابن قرية ..ولو لبس بدلة وزير..وغاية مطمحٍ لديه زبون أو إثنان في اليوم ..!! إلى أن توقّفتْ عنده على دوار صويلح سيارة ؛ ( حق عجلاتها لحالهن ) يُطعمن قريته شهراً بأكمله ..تركبها سيدة أربعينيّة في العمر ..لكنها عشرينيّة من فعل المصاري إللي تولِّد جمالاً غير الجمال ..!! فاوضته على الخمس ليرات ( شوف النتانة ) ..وركب معها يحدِّثُ نفسه بوجبة فول وفلافل كاملة غير منقوصة الخبز أو التتبيلة ويحلم بتحلاية ( هرايس بشلن ) ..!!
وصلت بهما السيارة إلى البيت إللي بدّو رشّ..قالت له السيدة بإسلوب المُتعالي : حُطْ العدّة هون ..وفوت لجوّا..!! وفات ( إخبيزان ) لجوّا..!! قالت : لأ..لجوّا جوّا..!! وفات كمان جوّا جوّا ..!! قالت : كمان جوّا يا بني آدم ..عَ الحمام ..استناني هناك ..!! وقف ( إخبيزان ) على باب الحمّام ..مصلوباً.. يعرقُ ؛ يكدحُ ؛ يبذلُ آهات الانتظار..!! جاءت تتكسّرُ في مشيتها ..تلبس من قمصان النوم الأحمر ..وتجرجرُ صاحبنا للداخل ..!! يصرخ : ستّي..إني ..!! قالت : إخرس ..لازِمْ تحمّمْ لازِمْ..يا الله تحمّمْ..اشْلحْ..أقولّكْ اشْلحْ ؛ يعني اشْلحْ..!!
وبكى ( إخبيزان ) ..جاع ولم يبكِ ..ضربته الدنيا بسيوف القهر ولم يبكِ..والآن بكى ..!! الآن اشتَعَلَتْ نارُ العزّة ..وكل مياه الحمّام النازف خُبثاً لن تُطفئ نار العزّة..!! شرفكو مغطّى بمصاري ..وشرفنا مغطّى بفقر ..!! ما دَرَتْ أُم الكلسون إللي مش كلسون ..أن كلسون ( إخبيزان ) من حديد ..مغلقٌ بقفل مكتوب على مفتاحه ( لا يُفْتَحُ إلاّ بإذن صاحبه ) وكلمة سر هي ( الحلال ) ..!!
تركها ( إخبيزان ) وهرب ..وترك ( الطُّرمبة )..ولكنه للآن يسمع صوت لهاثها المجنون ورجائها له بأنْ يشلح ..ترك الصنعة كلها ..ولكنه أكثر ابتهاجاً وإقبالاً على الحياة ..!! ولكني أنا ما تركتُ الحكاية ..وما زلتُ أترجّى بـِ ( إخبيزان ) كل يوم أن يعطيني العنوان ..فقط لأسترد ( طْرمبة الرشّ ) ..وأقف على دوّار صويلح ..ولكن مشْ عشان إللي ببالكو يا خُبثاء ..قَسَماً..لن يكون في الطُّرمبة مبيد حشرات ..بل مبيد بشر لاهثين وراء السُّعار الذي بداخلهم ...!!



#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيفارا العرب ..و..عُمَر الأمريكي
- كيف تْعَصِّبْ على مسؤول بدون ما يزعل..؟؟
- يوم الخَريعة الأمريكي
- لا بُدّ مِنْ جيفارا
- راضِعْ على حمار..!!
- بدويٌّ عَ الكهربا
- حكومات عربية بخيلة
- حدث معي في السينما..!!
- أُضربها شلّوط ..بس أوعى رِجْلَكْ
- أما لهذا الليل من آخر ..؟؟
- في مركز الشُّرطة
- أنا والخمسة وثمانين ألف دينار
- شرق مانجا جديد
- ليش الحرب انتهت ..ليش ؟؟
- كيف تقهرْ حالَكْ مِنْ حالَكْ..؟؟
- ما الذي يجري في الرئاسة ..؟؟
- مولانا الرئيس: لا تأخذوني على أبو غَفْلة
- بَسْطِة فِجْل لكل وزير خارجيّة عربي..!!
- مواطن يطالب ببناء سجن..!!
- حلاّن أمام الحكومة لفكّ أسرانا


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل النصيرات - حكاية إخْبيزان و دوّار صويلح