أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - دواعي السعادة














المزيد.....

دواعي السعادة


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 02:18
المحور: الادب والفن
    


دواعي السعادة... قصة قصيرة
بقلم / سمير الأمير

ارتدى ملابسه بسرعة، لم يكترث لكون القميص الذي تناوله متسخا وبائسا جدا، قدر أنها إن أفلتت الموعد الذي حددته للسفر سينتابها القلق، وأراد أن يثبت أنه مهتم براحتها، منذ ثلاثين عاما يحاول ذلك ويفشل في كل مرة، فيصيبه الفتور والملل ويسعى في الأرض بعيدا، لكنه في كل مرة يعود ويكرر الحماقات التي أصبحت تزعجها،: "اقول لك كبرت، كل الناس مثلي، لا أعلم لماذا لا تستوعب؟"
كل هذا دار في رأسه وهو يقترب بالسيارة من سلم العمارة ويكاد يجعل السيارة تصعد السلم، آه لو استطاع أن ينبت للسيارة أقداما،
لا يريد لها أن تتألم بسبب حمل الحقائب، السعادة كانت تطفر من وجهها لمجرد إحساسها أنها مسافرة للحفيد وللأبن، منذ شهرين وهي تجمد لهم في الثلاجة ما يحبون من أطعمة،
في الطريق راح يمازحها: " ما رأيك لو قبلت أمرأة اخرى في غيابك؟ "،
لم تأبه وردت كعادتها: " افعل ما يحلو لك"
صمت وهو يتذكر كيف استطاعا معا أن يربيا ولدين أحدهما يعمل مهندسا معماريا في واحدة من أكبر شركات البناء بسويسرا، والثاني يعمل أستاذا لطب الأطفال بجامعة الإسكندرية ويشهد له أطباء العالم بالبراعة ويدعونه لإلقاء المحاضرات في معظم دول العالم تقريبا،
شعر بسعادة حين وجد المقعد الأمامي للميكروباص شاغرا، هكذا يمكن أن تضع حقائبها وتواصل رحلتها دون عناء، حين اعتدلت في جلستها لاحظ أن ظهر الكرسي مفتوحا بشكل قد يؤلم ظهرها ،
بحث عن السائق ليضبطه، ولما لم يجده، فتح الباب وبحث هو عن مقبض الضبط، تأكد بعد أن جعلها تجرب عدة بدائل أن الوضع أصبح مثاليا،
لملم طرف ثوبها وأغلق باب الميكروباص، ودلف الى سيارته جلس خلف المقعد لمدة خمس دقائق ينظر إليها،
انتظر أن تبتسم له مودعة، كانت تحدق بعيدا وكأنه غادر واختفى منذ أغلق باب الميكروباص، لم يجد أي داع للشعور الذي داهمه، فصرفه فورا وهو يضغط دواسة السرعة وينطلق عائدا.
..



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النداء
- بلا طائل.... سمير الأمير
- العجز
- أصنام الدهشة.... سمير الأمير
- موت لا يليق ببطلة طليعية... سمير الأمير
- فراديس الأخيلة
- رباعيات وجع القلب والفرفرة.. عامية مصرية... شعر.. سمير الأمي ...
- فيلم ريش
- سؤال من امرأة
- الغاضبون من الرباعيات
- علم النفس المجاني
- كان عندي. حق... يا هيئة القصور
- نظرية المؤامرة أم واقع الحياة
- قضية الشعر بين الصمت والإنشاد- الشاعران محمد البرغوثى وعبد ا ...
- صندوق ورنيش- ديوان الشاعر محمد عطو
- ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة-
- على عبد العزيز الشاعر التلقائى الجميل
- أكتب نيابة عنى
- هشام السلامونى - هل يموت الذى كان يحيا كأن الحياة أبد؟-
- عصافير هاربة من دق الصفيح الرواية داكنة والحياة متجددة وخضرا ...


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - دواعي السعادة