أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - كيفَ حالكَ اليوم.. أيها البدائيُّ الشقيق؟ شعر/ مؤمن سمير. مصر














المزيد.....

كيفَ حالكَ اليوم.. أيها البدائيُّ الشقيق؟ شعر/ مؤمن سمير. مصر


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 7269 - 2022 / 6 / 4 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


كان الدَوْرُ اليومَ على جِلْدِهِ ليتقمص دور المُعَلِّم، يحقِنُ طاقةً سحريةً في الخلايا لتمزق نفسها وهي تبتسم ثم تحضنهُ و تسقيهِ على مَهَلٍ: كيف أن نظرة عينيها أخطر من خَمْشات النمر الأرقط.. في نفس الوقت، كانت رغبتها تعصف بها، تجعلها تلفُّ وتدورُ في الكهفِ و ذكرى اللبؤة الجريحة تتبعها كظِلِّها، فقط كي تُعَلِّمها أنه لا مفر من ابتسامةٍ جميلةٍ تقولُ تعال.. هذا الكهفُ طيبٌ وسهلٌ ويشبه المطاط، يتَّسعُ مع التنهدات الحرَّى و يضيق كلما كزَّت الأسنان على نفسها وطارت اللعنات.. لكنَّ الثابت أنني كلما سمِعتُ صوتاً و التفتُّ خلفَ ظهري بسرعة، وجدتُ مساحة تزيد في بسطتها كلما نظرتُ و لها كذلكَ حفيفٌ وهمس.. لم لا أرسم عليها قطة تغني أو تضحكَ لعفاريتها(أنا مخلصٌ في حبي لكل حبلٍ وديع، اختارَ ألا يزحف حول عنقي في الأحلام).. من الممكن كذلك أن أرسمَ الوردةَ التي تنتظرني خارج الكهفِ كلما عدتُ من الحربِ.. و دائماً ما كنتُ أتحرج أن أذوقها بسبب احمرار وجنتيْها المجرم.. لكنهُ وهو يرتعش، قرر أن يُخرج قلبَهُ ويرشقه على الحائطْ.. منذ سنواتٍ و هذا الغامض يحيره، وها قد آن الأوان لأن يكشفهُ ويملأ المكان بصدى السؤال: لماذا تربكني يا جاري رغم أني تركت لك ضلوعي لترعى وتغني وقت الأصيل؟.. لمَّا أَغْلَقَ عيناً وفتح الأخرى وكانت الدنيا تمطرُ خارجَ أذنيهِ، قَسَّمَ الأصوات التي وراء الكهف بجملةٍ قاطعةٍ كالإزميل، راقَهُ رنينها فلصقها في سقف الكهف لتصفو أكثر: قَسَّمها إلى “شهيق الأرض وزفير السماء”.. عشنا عمرنا كله وكلام السماء المتلعثم هذا، كلما زارنا، نرتعب.. و حديث الأرض، طبعاً، مكارٌ كأنهُ ثعلبٌ عجوز.. لكن بالنسبة لأمرٍ سهلٍ مثل الصيف مثلاً، فإنهُ لا يبذل أي جهدٍ: يقول ببساطة، هو دائماً أبٌ متعالٍ بلا أذنيْن وهذه الشتاءُ أمٌ جافةٌ وظِلُّها ناشف، كلما دَلَقت تعليماتها في العمود الفقري، تنكسر الجناحات.. أخيراً، و بالنسبة ليومنا الجميل هذا، فإنهُ قد استيقظَ نشيطاً وقوياً، فهداً واثقاً، تحمَّسَ وأخذَ يربط كل أفكارهِ المتوهجة في حبلٍ واحد.. كان سعيداً وهو يضعُ كل إنجازاته تحت فخذهِ و يفتلها كأنهُ مُعَلِّمٌ ماهر.. يريد أن يقدمها، هذا المِقدامُ، لعيونها الواسعة التي تتمشى داخله بجنونٍ، ولذراعها التي تدغدغُ روحه بانسيابيةٍ، وشَعْرِها الذي ألهمَهُ رسمة الوسادة المتكلمة.. لكنهُ فوجئَ بأقدامه تتقدم خطوة ثم ترجع.. الظاهرُ أنهُ ما زال متردداً، رغم أنهُ وقف في وجه السَيْل و انتصرَ على الخوفِ أمام الناس كلهم.. يبدو أنهُ ظَلَّ حَذِراً بالسليقة، يغلق عيناً ويفتحُ الأخرى كلما لمَحَ ابتسامةً تتنهد وراء باب الكهفِ.. ابتسامةً تكبرُ في ضوء النيران.. تكبرُ وتقولُ تعال..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الضبابُ الذي حاصَرَ فجوات الحكاية- شعر/مؤمن سمير.مصر
- الاهتمام النقدي بالقصيدة من عدمه بقلم / مؤمن سمير. مصر
- شاعرٌ مقتول وشِعرٌ ماكر بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- -ذكرى الحب المجنون- بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- أصابع مؤمن سمير البيضاء فى محبة الشِعر بقلم/ بهاء الدين حسن
- ملف عن الشاعر المصري مؤمن سمير في مجلة -ميتافورس- الالكتروني ...
- مؤمن سمير يشيّد شعرًا أبعد بلد في الخيال! بقلم/أشرف أبو اليز ...
- مؤمن سمير:قصيدة النثر تتسع لكل أشكال التجريب
- -صاحب مقام-.. تجليات الصوفية الشعبية بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- الإقامة فوق البساط السحري..قراءة في ديوان -أصابع مقضومة في ح ...
- كتابة المرأة أم كتابة الرجل بقلم/مؤمن سمير.مصر
- (غذاء السمك لمؤمن سمير) الشعر بوصفه اجتهاداً جمالياً تحرر من ...
- مؤمن سمير يواجه بؤس العالم بالسخرية العبثية -أبعد بلد في الخ ...
- السينما المصرية بين النور والظلام
- -أبعد بلد في الخيال- لمؤمن سمير.. حرية النص وانعتاق المعنى ب ...
- زمن الشعر أم زمن الرواية بقلم/مؤمن سمير.مصر
- السحاب المخاتل أو تأسيس شعرية الاحتمال..قراءة في ديوان -وأكت ...
- الشاعر مؤمن سمير: ثورة الاتصالات جعلت الأعمال الأدبية بلا رق ...
- -تفكيكُ المهزلةِ الأرضية.. منازلة الجحيم الأرضي-بقلم/ مؤمن س ...
- قوة الأثَرَ وخِفَّة الريشة بقلم/ مؤمن سمير. مصر


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - كيفَ حالكَ اليوم.. أيها البدائيُّ الشقيق؟ شعر/ مؤمن سمير. مصر