أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-يوم مولدي ونكبة شعبي














المزيد.....

بدون مؤاخذة-يوم مولدي ونكبة شعبي


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7269 - 2022 / 6 / 4 - 11:38
المحور: الادب والفن
    


غدا الأحد الخامس من حزيران-يونيو- يصادف ذكرى ميلادي -كما هو مدوّن في شهادة ميلادي، حيث ولدت في 5 حزيران 1949. أي بعد نكبة شعبي الأولى بحوالي عام، فهل ميلادي جاء لعنة عليّ؟ أم أنّ هزيمة الخامس من حزيران 1967 هي اللعنة التي رافقتني منذ بلغت الثّامنة عشرة من عمري؟ وبتّ حائرا بين نكبة ونكسة حلّت بوطني وبشعبي وأمّتي، وستبقى لعنة تطارد كلّ عربيّ حتّى يوم الخلاص، لكنّها ستبقى على صفحات التّاريخ لعنة تطارد كلّ من خان واستكان وفرّط وهان.
ما علينا....فلم يكن لي خيار بقدومي إلى هذه الحياة الدّنيا، تماما مثلما لم يكن لي خيار في النّكبة الثّانية التي يزال وطني وشعبي وأمّتي يئنّون من ثقل موبقاتها، وغزارة دم الضّحايا الذي روى تراب وطن مشبع بالقداسة.
وبما أنّ الحياة رحلة قصيرة شاقّة ومتعبة في آن واحد، فقد خضت تجربة ثلاثة وسبعين عاما بمرّها وحلوها، وإن كان المرّ عنوانها بسبب احتلال أهلك البشر والشّجر والحجر، حتّى بات ينطبق علينا نحن من عضضنا على تراب الوطن بالنّواجذ مقولة ذلك الشّقيّ، الذي قاده قدره إلى بلد يحسب أهلها عمر الواحد منهم بعدد الأيّام التي عاشها سعيدا، فأوصى أن يُكتب على قبره" جبر من رحم أمّه إلى القبر".
ومع أنّ ثلاثة وسبعين عاما عمر طويل، كابدت وعانيت فيه الكثير، فارتسم غبار الحياة على وجهي وجسمي، إلّا أنّني مؤمن بأنّ "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة،" وأنّني -كما بقيّة شعب الجبّارين-" نعشق الحياة ما استطعنا إليها سبيلا"، لهذا فرغم المعاناة التي رافقتني ولا تزال، فإنّني أتمسّك بمقولة من قال:" يبقى الإنسان شابّا ما دام يشعر بذلك، ويشيخ عندما يريد ذلك"، وأعيش بروح شبابيّة رغم أنّ لقب "شيخ" يرافقني منذ نعومة أظفاري، وهنا أستذكر شاعرا جاهليّا تغزّل بفتاة حسناء وهو مُسنّ أشيب الشّعر، فعابت عليه ذلك، فقال قصيدة مطلعها:
زعمتِني شيخا وما أنا بشيخ...إنّما الشّيخ من يدبّ دبيبا
ورغم نفسيّتي الشّبابيّة إلا أنّني "شيخ يدبّ دبيبا"، وأثبتت لي تجربتي الحياتيّة التي أهرب من مآسيها إلى صفحات الكتب، أنهل منها ما يغذّي عقلي، ويشبع غروري الدّنيويّ، أثبتت أنّ في داخل الإنسان طاقة لا يمكن حصرها، ومع إدراكي لمقولة أديبنا الكبير محمود شقير حول العمر:" ما ظلّ وقت"، إلّا أنّني أبذل ما أستطيع كي أنهي بعضا من مشروعي الثّقافيّ الذي يلحّ عليّ دائما قبل أن ينتهي "وقتي".
لذا فإنّني قرّرت " مكرها لا بطلا" أن أقلّص نشاطاتي الاجتماعيّة والثّقافيّة حسب متطلّبات مخطّطي الثّقافيّ، وأعتذر سلفا لمن يبنون عليّ آمالا وخيّبت ظنّهم بي.
وأتمنّى للجميع عمرا مديدا وحياة سعيدة.
4- حزيران"يونيو" 2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الخامس من حزيران
- همسات وتغاريد عدلة خشيبون والبوح الحزين
- بدون مؤاخذة-الأقصى والتقسيم المكاني
- بدون مؤاخذة-الأقصى ولعبة الأمم
- بدون مؤاخذة- جرائم دون عقاب
- بدون مؤاخذة-عندما ينادي الأقصى
- الهنود الحمر والخطوط الحمر
- بدون مؤاخذة-شيطنونا وأطعناهم
- بدون مؤاخذة- كذّبوا علينا وصدّقناهم
- بدون مؤاخذة-مدرسة الإعلام المضلل
- بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام
- بدون مؤاخذة- أنا والحيوانات
- مواجهة عمليات التّهويد الثّقافي والتّاريخي
- بدون مؤاخذة-خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّوا لنا الوطن
- بدون مؤاخذة-النّازيّة ثقافة قديمة جديدة
- سلمى الذّكيّة حُمّلت ما لا طاقة لها به
- بدون مؤاخذة-محمود شقير في عامه الثّاني والثّمانين
- بدون مؤاخذة-قوانين وأعراف عشائريّة متقدّمة على -الدّيموقراطي ...
- ديوان-أشواق تشرين- لروز شعبان في ندوة اليوم السابع
- عزّت الطيري شاعر موهوب متميّز


المزيد.....




- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-يوم مولدي ونكبة شعبي