أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الأقصى ولعبة الأمم














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الأقصى ولعبة الأمم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7257 - 2022 / 5 / 23 - 14:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يفاجئ قرار محكمة الصّلح الإسرائيلية في القدس يوم أمس بالسّماح لليهود بآداء صلوت تلمودية في المسجد الأقصى مفاجئا لأحد، فالأطماع الإسرائيليّة بهدم المسجد أو تقسيمه لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، ليست جديدة، وقد جرى تقسيم المسجد الذي هو ركن من عقيدة المسلمين زمانيّا منذ العام 2002، والأقصى مقترن بالكعبة المشرّفة في مكّة وفي المسجد النّبويّ الشريف في المدينة المنوّرة، فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، وأحد المساجد الثّلاثة التي تشدّ إليه الرّحال، وهو معراج خاتم النّبيّين. ولم تتوقّف عمليّات التّخطيط لتقسيمه مكانيّا، لكنّهم ينتظرون الفرصة المناسبة وتهيئة الأجواء الدّوليّة للإنقضاض عليه، وهدم مسجد قبّة الصّخرة فيه لبناء الهيكل المزعوم مكانها.
ومع أنّ الحركة الصّهيونيّة حركة علمانيّة إلّا أنّها استغلت الأساطير الدّينيّة؛ لجمع يهود الشّتات وإقامة دولة اسرائيل، وهي لا تزال وستبقى تستغلّ الدّين لتحقيق أطماعها الإستيطانيّة التّوسّعيّة، وبما أنّ الأطماع الصّهيونيّة طويلة المدى فهم ليسوا على عجلة من أمرهم في تطبيقها، ومع أنّ الصّراعات بين الأحزاب والتّنظيمات اليهوديّة في اسرائيل تتنافس لكسب تأييد وأصوات رعاع ناخبيهم، من خلال السّباق في قتل المزيد من العرب، ومصادرة أراضيهم واستيطانها، فإنّ أحدا من القيادات الصّهيونيّة لا يحاول الوقوف في وجه المتزمّتين المتدينين، بل يتسابقون في تلبية طلباتهم المادّيّة والدّينيّة والإستيطانيّة، تماما مثلما تجري تربية مواطنيهم على غرس مفاهيمهم الفوقيّة التي تتعالى على بقيّة الأجناس البشريّة وأتباع الدّيانات الأخرى، ويغرسون في عقولهم عقدة الخوف من الآخرين؛ لتبقى أيديهم على زناد الأسلحة، إيمانا منهم بأنّهم يدافعون عن أنفسهم! ويشجّعهم على هذا دعم أمريكا وحلفائها الأوروبّيّين اللامحدود لاسرائيل في المجالات كافّة، وما شطب الإدارة الأمريكيّة لحرة"كاخ" الفاشيّة العنصريّة من قائمة الإرهاب، وزيارة السّفير الأمريكي للبؤرة الإستيطانيّة في قلب مدينة الخليل المحتلة، ليست عفويّة، بل تحمل رسائل كبيرة وكثيرة. وهذا لا ينفصل عن تخاذل أنظمة عربيّة لا علاقة لها بالعروبة ولا بالدّين الإسلامي الذي يتظاهرون بأنّهم حماته، ويحتمون بأمريكا وإسرائيل بدلا من الاحتماء بشعوبهم، ولا يهمّهم سوى الإستمرار في الحكم ونهب ثروات شعوبهم، وتنفيذ ما يصدر لهم من تعليمات حماتهم دون نقاش، ولم ولن يرفّ لهم جفن وهم يزعمون أنّ قراراتهم "سياديّة"! وقد صدق شمعون بيريس رئيس اسرائيل الأسبق عندما وصفهم بــ "كنوز اسرائيل الإستراتيجيّة."
وبما أنّ قادة اسرائيل بغضّ النّظر عن انتماءاتهم الحزبيّة يجيدون فنّ إدارة الصّراع، ويعرفون تماما كيف يستغلّون الفرص لتحقيق أهدافهم، فإنّهم يتّخذون قراراتهم دون أن يأخذوا أيّ اعتبار أو حساب لأيّ نظام عربيّ، لأنّهم يعرفون أنّ ردود الفعل العربيّة الرّسميّة لن تتعدّى الجعجعة الكلاميّة؛ لاسترضاء شعوبهم. إلّا أنّهم -قادة اسرائيل- يحسبون ألف حساب لردّات فعل الشّعوب العربيّة، وفي مقدّمتها الشّعب الفلسطينيّ الذي لا يتردّد في بذل الغالي والنّفيس دفاعا عن المسجد الأقصى وغيره من المقدّسات، فإنّني أرى أنّ الحكومة الإسرائيليّة رغم ضعفها لن ترتكب حماقة تنفيذ قرار محكمة الصّلح الإسرائيليّة بالسّماح لليهود بتأدية الصّلوات التّلموديّة في الأقصى في هذه المرحلة، لأنّها تعلم جيّدا أنّ الشّعب الفلسطينيّ سيخرج بقضّه وقضيضه دفاعا عن مقدّساته، وهي في وضع لا يسمح لها بالدّخول في هكذا معركة، كما أنّها تعلم أنّ أيّ مسّ بالمسجد الأقصى سيدخل المنطقة في صراعات دامية. وإذا ما كانت الشّعوب العربيّة والإسلاميّة مضلّلة سياسيّا، فإنّه لا يمكن محو مكانة المسجد الأقصى الدّينيّة من معتقداتهم، وهذه الشّعوب تعي تماما أنّ التّفريط بالمسجد الأقصى سيتبعه التّفريط بالكعبة والمسجد النّبويّ، تماما مثلما هو التّفريط بالعاصمة الفلسطينيّة القدس لم يترك عصمة لأيّ عاصمة عربيّة، فقد جرى احتلال وتدمير بيروت عام 1982، واحتلال وتدمير بغداد عام 2003، وحرق وتدمير دمشق منذ العام 2012، وطرابلس الغرب عام 2011.
23 مايو 2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- جرائم دون عقاب
- بدون مؤاخذة-عندما ينادي الأقصى
- الهنود الحمر والخطوط الحمر
- بدون مؤاخذة-شيطنونا وأطعناهم
- بدون مؤاخذة- كذّبوا علينا وصدّقناهم
- بدون مؤاخذة-مدرسة الإعلام المضلل
- بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام
- بدون مؤاخذة- أنا والحيوانات
- مواجهة عمليات التّهويد الثّقافي والتّاريخي
- بدون مؤاخذة-خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّوا لنا الوطن
- بدون مؤاخذة-النّازيّة ثقافة قديمة جديدة
- سلمى الذّكيّة حُمّلت ما لا طاقة لها به
- بدون مؤاخذة-محمود شقير في عامه الثّاني والثّمانين
- بدون مؤاخذة-قوانين وأعراف عشائريّة متقدّمة على -الدّيموقراطي ...
- ديوان-أشواق تشرين- لروز شعبان في ندوة اليوم السابع
- عزّت الطيري شاعر موهوب متميّز
- ديوان-أشواق تشرين- وعمق الإنتماء
- بدون مؤاخذة-الذكاء الصيني والعهر الأمريكي في أزمة أوكرانيا
- بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد
- بدون مؤاخذة- السّلطة الفلسطينيّة ومنظّمة التّحرير


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الأقصى ولعبة الأمم