أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-شيطنونا وأطعناهم














المزيد.....

بدون مؤاخذة-شيطنونا وأطعناهم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7231 - 2022 / 4 / 27 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال المتنبي أشعر الشعراء العرب في هجاء كافور الإخشيدي:
ساداتُ كلّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمِ وَسادَةُ المُسلِمينَ الأعْبُدُ القَزَمُ
أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ
وشاطر أبو العلاء المعري، المتنبي فيما ذهب إليه، حبن خاطب أهل مصر قائلا: اقتصرتم من الدّين على ذلك، وعطّلتم سائر أحكامه! ورضيتم بولاية كافور عليكم مع خسّته، حتى ضحكت الأمم منكم واستهزأوا بكم وبقلة عقلكم."
وبعيدا عن هجاء المتنبي لكافور الإخشيديّ، إلا أنّه لا يمكن الابتعاد عن حقيقة "الكوافير" المعاصرين، الذين جعلوا من الأمّة "أضحوكة بين الأمم". والإمبرياليّة العالميّة تعلم ذلك جيّدا، وتعتمد على "كنوزها الإستراتيجيّة في المنطقة" لترسيخها،
وقد ارتضت الشّعوب ذلك بسبب الجهل السّائد والمستمرّ من خلال المناهج الدّراسيّة التي لا تواكب العلوم الحديثة، والتي ترسّخ الفهم السّاذج والجاهل للآية الكريمة المجتزأة:" كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس..." والمقصود هنا حسب المفسرين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم من المهاجرين، لكنّ الغالبيّة من جهلاء العصر يردّدونها مقتنعين أنّها تشمل المسلمين جميعهم في مختلف العصور، وبهذا فهم يرون أنّهم خير البشر، وأنّهم مهتدون مالكون للحقيقة دون غيرهم من البشر، وأنّ الله ناصرهم وهم قاعدون! ولم ينتبهوا إلى المأساة الكارثيّة التي يعيشونها.
ولهذا فقد انقادوا طائعين مخلصين لأكاذيب الغرب الذي يستعبدهم وينهب ثرواتهم، فأصبحت الخيانة عقيدة، وليست "وجهة نظر" كما وصفها الشّهيد صلاح خلف في سبعينات القرن الفارط. فقد فرّطوا بفلسطين وشعبها، بل ساهم عدد منهم بإقامة اسرائيل وحمايتها، وحاربوا ولا يزالون من يعاديها، وبعضهم يتستّر بالدّين والدّين منه براء، ولم يتّعظوا من تجاربهم ولا من تجارب غيرهم، وقد استطاعت الإمبرياليّة العالميّة تجنيد بعض أحزاب وتنظيمات الإسلام السّياسي لمحاربة السّوفييت، وأطلقت عليهم "السّور الواقي من خطر الشّيوعيّة"! وعندما انهار الاتّحاد السّوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكية في بداية تسعينات القرن الفارط، بحثت الإمبرياليّة عن عدوّ محتمل، فكرّست طاحونة إعلامها لشيطنة الإسلام والمسلمين، وعبّأت الشّعوب ضدّهم، ومع ذلك ظهرت تنظيمات متأسلمة مثل القاعدة، داعش، جبهة النّصرة وغيرها، مارست الإرهاب العالميّ، لتثبت قولا وفعلا دعاية وأكاذيب الإمبرياليّة التي وجّهتهم لمحاربة أوطانهم وشعوبهم، فدمّروا الجزائر، الصّومال العراق، سوريا، ليبيا وغيرها.
وإذا كذّب الإمبرياليّون وضلّلوا الشّعوب حفاظا على مصالحهم، ولمواصلة نهب خيرات الشّعوب، فإنّ حكّاما عربا ومسلمين كذّبوا على شعوبهم لتسهيل المصالح الإمبرياليّة وتحقيقها على حساب أوطانهم وشعوبهم، فقتلوا واعتقلوا وعذّبوا وشرّدوا وخوّنوا وكفّروا كلّ من عارض ذلك وسخّروا طاحونة إعلام هائلة لتضليل الشّعوب.
وبما أنّ القضيّة الفلسطينيّة قضيّة العرب الأولى، فهل اعتبرها الحكّام العرب كذلك؟ فمّما قاله الرّئيس الأمريكيّ كلينتون عندما انتهت ولايته، أنّه التقى كلّ الحكّام العرب والمسلمين، ولم يسمع من أيّ منهم طلبا بإقامة دولة فلسطينيّة!
وعندما ذهب العرب إلى مؤتمر مدريد في اكتوبر 1991، تنازلوا بسهولة عن وفد عربيّ واحد، وذهبوا منفردين، وألحق الوفد الفلسطينيّ بالوفد الأردنيّ.
ووصلت الخطيئة الكبرى ذروتها عام 1993 بتوقيع منظّمة التّحرير الفلسطينيّة اتّفاقات أوسلو، معتمدة على حسن نوايا "الصّديقة أمريكا" بإقامة دولة فلسطينية عام 1999. وفي الوقت الذي أعلنت فيه مبادرة السّلام العربيّة عام 2002، لم تكتف الأنظمة العربيّة بعدم تطبيقها، بل فاوضت اسرائيل من وراء الكواليس، حتّى وصلت ذروتها بتطبيع العلاقات المجّانيّة مع اسرائيل المحتلّة للأراضي العربيّة، بشكل علنيّ كما فعلت الإمارات، البحرين والمغرب، بناء على طلب"الصّديقة أمريكا"! في حين يعمل آخرون على التّطبيع العلني مثل السوّدان، قطر وعُمان، ويعمل آخرون على التّطبيع المجّاني باستحياء مثل السّعوديّة التي تتعاون مع اسرائيل أمنيّا وعسكريّا. ومن اللافت أنّ غالبيّة الأنظمة العربيّة اعتبرت تطبيع العلاقات المجّاني مع اسرائيل "قرارا سياديّا"! وهم يعملون على تطبيق المشروع الأمريكيّ "الشّرق الأوسط الجديد"، الذي يرمي إلى إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعي؛ لتسود اسرائيل المنطقة برمّتها. ومن هنا جاءت الحروب على محور المقاومة وشيطنتها وحصارها ووصفها بالإرهاب، لتطبيق "صفقة القرن" التي أملاها نتنياهو على ترامب. والحديث يطول.
27-4-2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- كذّبوا علينا وصدّقناهم
- بدون مؤاخذة-مدرسة الإعلام المضلل
- بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام
- بدون مؤاخذة- أنا والحيوانات
- مواجهة عمليات التّهويد الثّقافي والتّاريخي
- بدون مؤاخذة-خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّوا لنا الوطن
- بدون مؤاخذة-النّازيّة ثقافة قديمة جديدة
- سلمى الذّكيّة حُمّلت ما لا طاقة لها به
- بدون مؤاخذة-محمود شقير في عامه الثّاني والثّمانين
- بدون مؤاخذة-قوانين وأعراف عشائريّة متقدّمة على -الدّيموقراطي ...
- ديوان-أشواق تشرين- لروز شعبان في ندوة اليوم السابع
- عزّت الطيري شاعر موهوب متميّز
- ديوان-أشواق تشرين- وعمق الإنتماء
- بدون مؤاخذة-الذكاء الصيني والعهر الأمريكي في أزمة أوكرانيا
- بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد
- بدون مؤاخذة- السّلطة الفلسطينيّة ومنظّمة التّحرير
- رسائل فوق المسافات والجدران
- محمود شقير يحلب التاريخ ليصنع أجبان القدس
- مايا ملاكي الصغير
- بدون مؤاخذة-وأعطي نصف عمري....


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-شيطنونا وأطعناهم