أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - عن تصورات الديمقراطية في منطقتنا














المزيد.....

عن تصورات الديمقراطية في منطقتنا


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر يوم الإثنين الماضي التقرير السنوي عن «مؤشر تصور الديمقراطية» الذي يعده مركز أبحاث «لاتانا» بالتشارك مع «تحالف الديمقراطيات»، وهي منظمة غير ربحية مقرها في كوبنهاغن. وقد استند التقرير إلى استطلاعات أجريت في 53 دولة توزعت على كافة القارات، ومنها أربع دول عربية هي الجزائر والمغرب ومصر والمملكة السعودية، تنضاف إليها دولتان من جوارنا الشرق أوسطي هما تركيا وإيران. ومن المفيد الوقوف عند بعض نتائج المسح الذي تضمنه التقرير. إن حكمة «الرأي العام» تتجلى في إحدى أهم نتائج المسح وهي أنه، بينما ترى أغلبية ساحقة في مجموع الدول أن الديمقراطية أمر مهم (84 في المئة بالإجمال، والنسبة الأقل هي في إيران حيث تبلغ 61 في المئة)، ترى أغلبية واسعة في الدول المصنفة كدول ديمقراطية أن أهم خطر يتهدد الديمقراطية هو اللامساواة الاجتماعية (68 في المئة)، يليها الفساد (66 في المئة)، والأمران يأتيان قبل عوامل أخرى منها تقييد حرية التعبير (56 في المئة) وتزوير الانتخابات (48 في المئة).
وفي هذه النتيجة تأكيد بصورة ما للفكرة القائلة إن اللامساواة الاقتصادية هي سبب أساسي من أسباب حالة الانفجار التي عمت المنطقة العربية منذ «الربيع العربي» والتي أرادت بعض الأوساط أن تُعزيها إلى غياب الديمقراطية دون سواه من الأسباب، متغافلة عن أثر اللامساواة الاجتماعية في شعور الناس بانعدام الديمقراطية. بيد أن الدول العربية لم ترد في نتائج السؤال حول اللامساواة لأن التقرير لم يصنفها كدول ديمقراطية، باستثناء المغرب حيث ناهزت نسبة القائلين بخطر اللامساواة الاقتصادية على الديمقراطية 55 في المئة وناهزت نسبة القائلين بالخطر الذي يشكله تقييد حرية التعبير 60 في المئة. وهذا الرقم الأخير مفهوم تماما في ضوء التنكيل الذي تعرض له بعض أبرز نقاد النظام في المغرب في الأشهر والسنوات الأخيرة.
ولا يتلاءم تصنيف المغرب كدولة ديمقراطية مع كون 40 في المئة فقط من المغاربة الذين طالهم الاستطلاع يعتبرونها كذلك، في حين يعتبر ضعف تلك النسبة أن الديمقراطية أمر مهم. بل تفوق نسبة المصريين الذين يعتبرون دولتهم ديمقراطية (تناهز النصف) النسبة المغربية، بينما تقترب نسبة المصريين الذين يؤكدون على أهمية الديمقراطية من 90 في المئة.

الدول العربية لم ترد في نتائج السؤال حول اللامساواة لأن التقرير لم يصنفها كدول ديمقراطية باستثناء المغرب

وبما أن تصورات الناس لديمقراطية بلدانها تختلف حسب ظروف سياسية واجتماعية متنوعة، فإن التقرير محق في إيلائه اهتماما أكبر للفارق بين نسبة التصور ونسبة تقييم أهمية الديمقراطية في كل بلد، وهو فارق أكثر تعبيرا عن السخط المتعلق بالشأن الديمقراطي مما هو التصور الخاص بمستوى الديمقراطية بذاته.
ويتراوح الفارق بين النسبتين بين حد أدنى (3 في المئة) في الصين وأعلى (55 في المئة) في فنزويلا، بما يشير هنا أيضا إلى أهمية الحالة الاقتصادية ـ الاجتماعية في توق الناس إلى مزيد من الديمقراطية وإلى التغيير السياسي بالتالي. فيبلغ الفارق 25 في المئة في المملكة السعودية، و36 في المئة في إيران، و40 في المئة في المغرب، وكذلك في مصر، و45 في المئة في الجزائر، و54 في المئة في تركيا. ويسهل فهم هذه الأرقام بالنظر إلى الحالة الاقتصادية ـ الاجتماعية الراهنة وحالة الصراعات السياسية في كل بلد.
ومن طرائف الأمور، وإن لم تكن حقا نتائج عجيبة، أن أقلية الدول التي زادت فيها التصورات الإيجابية لروسيا عن التصورات النقدية، وقد بلغت 11 دولة من مجموع 53، شملت أربعا من دول منطقتنا الست، وهي الدول العربية الأربع ـ بالتدرج: المغرب ومصر والمملكة السعودية والجزائر ـ بما يعكس حقائق سياسية راهنة في علاقة كل دولة بموسكو وبقاء صورة الاتحاد السوفييتي في الأذهان كداعم للنضالات الوطنية العربية، ولاسيما النضال الفلسطيني، وذلك بالرغم من أن روسيا الحالية أكثر تواطؤا مع إسرائيل منها تأييدا للفلسطينيين. أما في تركيا وإيران فإن أغلبية الرأي العام ناقدة لروسيا. هذا وتفوق النظرة الإيجابية للولايات المتحدة الأمريكية النظرة النقدية في كافة دول المنطقة، باستثناء تركيا، بما يشير إلى استمرار الأوهام (أو بالأحرى تجددها بعد انتهاء رئاسة دونالد ترامب) في أن واشنطن مساندة للديمقراطية في منطقتنا. ولا شك في أن العامل الديمقراطي هو ما يفسر أيضا كون النظرة الإيجابية إلى الاتحاد الأوروبي غالبة في كافة دول الاستطلاع باستثناء الصين وروسيا.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبر غور أردوغان
- «كلّن يعني كلّن» والانتخابات اللبنانية
- ما وراء زيارة بشّار الأسد لطهران؟
- السودان: الطغمة الانقلابية وتجدّد المجزرة
- أسئلة مصيرية حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية
- عندما يعتقد مقلّدو النازية أنهم معصومون منها
- شبحٌ ينتاب العالم – شبح الفاشية الجديدة
- في ارتكاب الفظائع والمحاسبة عليها
- رقصة الدبكة فوق قبر بن غوريون
- ستّةُ أسئلة بشأن مناهضة الإمبريالية اليوم والحرب في أوكرانيا
- روسيا واليسار في المنطقة العربية
- مذكرة حول الموقف المناهض للإمبريالية بصورة جذرية إزاء الحرب ...
- تأملات عسكرية في حروب العراق وسوريا وأوكرانيا
- صدّام حسين وفلاديمير بوتين
- أوكرانيا… وقصة الذيل الذي «يهزّ الكلب»
- البنك الدولي ولبنان… وكيف ينبغي على الناقد أن يبدأ بنقد ذاته
- حين يصبح السجن طريقة للحكم
- حكام القوى العظمى يلعبون بالنار
- الثورة السودانية: إلى أين؟
- «ديمقراطية المحاصصة» و«التوافق»على نهب الشعب


المزيد.....




- السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع ...
- بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان ...
- ماسة من قلب البركان؟ هكذا عثرت نيويوركية على خاتم خطوبتها بع ...
- لبنان: مروحة على دراجة نارية
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- السودان: البرهان يرفض -المصالحة- مع قوات الدعم السريع ويؤكد ...
- ترامب: بوتين مستعد للتوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا ونأمل في إشرا ...
- يدًا بيد لجعل الذكاء الاصطناعي أداة لنفع الإنسانية
- فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوا ...
- غوتيريش يطالب إسرائيل بوقف فوري لمخطط تقسيم الضفة الغربية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - عن تصورات الديمقراطية في منطقتنا