كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 17:33
المحور:
الادب والفن
لَبّيْــكَ
لَبَّيْكَ
يَــا مَطَرًا يَرْتِقُ مَــا مَزَّقَهُ سُخْطُ الخَرِيفِ
تَهْــوِي مِنْ شَفَتَيْهَــا الجَامِحَتَيْنِ
فِي سَــرَادِيبِ السَّماء
لِتَسُدَّ الطَّعْنَةَ الخَرْسَــاءَ فِي خَــاصِرَةِ التُّفَّاحِ
لَبَّيْكَ
لَبَّيْكَ
يَــا نَسِيجَ الأَبَدِ
أقْبِلْ واغْسِلْ قَدَمَيْ وَطَنٍ يُدْمِيهِ حَرُّ النَّزِيفِ
- هَلْ تَــرَيْنَ المُدُنَ؟
- ذَاكَ رَمَـــادٌ وَخِيمٌ.
- بَلْ أنِيــنٌ يَــا حَرِيرَ الأيَّــامِ.
- بَــلْ نِبَــالٌ فِي المَــآقِي يَــا حَبِيبِي.
- أَوَلَمْ تُصْغِي إلَى أَجْرَاسِ العِطْرِ؟
- بَــلَى. جُثَّةُ قِنْدِيلٍ قَدِيمٍ. مَشْــنُـوقٌ دُونَ فَتِيلٍ.
- بَلْ ذِئَــابٌ تَنْهَــشُ لَحْــمَ الشِّرَاعِ...
- حَسْبُكَ. هَذَا هَذَيَــانٌ
- هَلْ تَرَيْنَ السُّفُنَ؟
- إنِّي ذَاهِبَةٌ. تِلْكَ سَــدُومٌ.
وَطَنٌ تَــاهَتْ خُطَــاهُ
مُــذْ سُلِبَتْ مِنْهُ رُؤَاهُ
واغْتُصَبَتْ فِيهِ أُغْنِيَةٌ تَرْوِي صَــدَاهُ
عَــمِّدْ يَــا وَتَــرًا يَصْهَــلُ فِي أَرْوِقَةِ القَمْحِ
هَذِهِ الأَبْوَابَ المَرْفُوعَةَ فَوْقَ الرِّمَــاحِ
حَــرِّقْ عُشَّ الجَــرَادِ.
- هَلْ لَمَسْتِ النَّــايَ؟
- ذَاكَ عَوِيلُ السَّنابِلِ.
- طُوبَى لِلْمَجْنُونِ.
- طُوبَى للرَّأسِ المَسْكُونِ بالأمْواجِ.
فِي الذُّرَى المَغْسُولَةِ بِالزَّبَـــدِ
عِنْدَ تَــلاَقِي الغَـــمَــامِ
وخُيُولِ العِشْقِ
تَصْطَخِبُ الآلِهَةُ المَهْجُورَةُ
وتَصُبُّ الطَّيْرَ الصَّبُورَ
أشْرِعَــةً تَفْتَــحُ دَرْبًــا فِي وَجْهِ المَـرَايَا
فَتَــمُرُّ الأَشْجَــارُ المَقْــهُورَةُ
تَرْكُضُ تَقْــفِــزُ كالهَــاجِسِ تَعْشَقُ
تَنْفُضُ الآثَــامَ عَنْ نَــافِذَةِ القَلْبِ.
تُسْرِجُ الآلِهَةُ المَكْسُورَةُ أسْرَارَهَا
كيْ تَسْتَرْجِعَ تَرْتِيـــلَ النُّجُومِ
فِي كَبِــدِ الغَــابَاتِ.
تَفْتَحُ لِلذِّكْرَى أقْــطَــارَهَــا
البَرْقُ الحَــاقِــدُ يَمْتَــدُّ كَــلَحْنٍ فِي دِمَــائِي،
وَشَــذَى الرَّعْدِ الجَــاثِمُ
يَعْوِي بَيْنَ الضُّلُوعِ،
والوَطَنُ المَصْلُوبُ
يُمْعِنُ فِي البُعْدِ،
يَا إلَهَ الأَوْتَارِ
كَيْفَ أُعِدُّ لكَ الرَّيْحَــانَ
قُرْبَــانًــا والطُّوفَــانُ وَشِيكٌ؟
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟