من يوميات الحب السري في بغداد

جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 01:21
المحور: الادب والفن
    

الموت يتجول حرا في شوارعها يقبض على الارواح الهائمة بحبها والهاربة من اسر عبودية السبي
عزرائيل قد استنسخه الامريكان فصار بتعداد جندرمتهم 140 الف عزرائيل
في كل قدم من شوارعها وازقتها اثر لبسطال بقياسات قياسية 280 الف بسطال تدوس يوميا على ارصفة واسفلت الشوارع والحارات والممرات والابواب والشبابيك وغرف النوم والمتاجر والاجساد ، لا تترك بقعة الا ودخلتها ، حتى المساجد والحسينيات ، حتى العورات !
من يستطيع ان يضمن ان البسطال لم يدخل غرف نوم العرفاء والرؤساء والوزراء السابقين والاحقين ؟
في بغداد لا توجد محرمات ومقدسات وممنوعات بوجه البسطال الامريكي
صار البسطال مرسوما على وجه كل اعوانهم من اشباه العراقيين
تعمدوا بالمهروس من عوالقه
وصار البسطال تميمة لارواحهم
مصيرهم معلق بقيطان البسطال الكبير سلطان البساطيل !
في بغداد اختار سلطان البساطيل منطقة يفتح بها خيوط قياطينه وكانت منطقة بنفس لون بسطاله الاخضر .
في كل ليلة تمر على بغداد هناك الف حكاية وحكاية تشيب لها الرؤوس !
في بغداد
القتل علني
والاغتصاب علني
والسرقة علنية
كل الفضائح علنية
بغداد تنعم بنعمة العلنية
لا توجد حواجز ولا حدود ولا قيود ،
لعب على المكشوف
شريعة غاب شفافة رقراقة كل فرد فيها موصوف ومنتوف .
في بغداد
الحب عادة سرية
السعادة حاجة سرية
الامان بطر سري
الطفولة نضال سري
المقاومة خلطة عراقية معلنة بسرية .
بغداد قلب ينبض بالمقاومة
المقاومة روح قبل اي شيء اخر
المقاومة حياة
والخنوع موت
المقاومة انتصار
والخنوع هزيمة
المقاومة وحدة
والخنوع فرقة
المقاومة حرية
والخنوع عبودية
المقاومة غنى
والخنوع افلاس
المقاومة تجاوز
والخنوع قنوط
المقاومة امان
والخنوع فوضى
بغداد تعشق المقاومين
بغداد تكره المتحزبين
بغداد تعشق الثوار من الائمة والشعراء
بغداد تكره العملاء
بغداد تعشق الاصالة والتأويل
بغداد تكره النقل والتعويل
بغداد تعشق احتواء كل عراقها المنمنم
بغداد تكره من لا يحب احتوائها المنمنم
بغداد لها من المقاومة ما تريد
فهي الملكة الاولى ويليق بها ماتريد
ونحن بحبها نستزيد
نجيد لها العشق وعنه لا نحيد
منصورة يا بغداد
بالسر والعلن
مهما طال الزمن .

#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل