أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال محمد تقي - اقطاعية شمال العراق نموذج للديمقراطية الدموية في العراق الجديد














المزيد.....

اقطاعية شمال العراق نموذج للديمقراطية الدموية في العراق الجديد


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:54
المحور: حقوق الانسان
    


يحلو للبعض من انصار التحول الدم ـ قراطي في العراق الجديد التبجح بنعيم الجنة وفردوس الحريات والديمقراطية النابضة التي يعيشها المواطنون المتحررون في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك ، والتي لا تضاهيها ديمقراطية في المنطقة كلها سوى ديمقراطية اسرائيل ! ويصل بهذا البعض حد التملق والتزلف المدفوع الاجر لدرجة انه يدعو ويسعى لان تنتقل هذه التجربة الشفافة والمخملية والرائدة الى كل بلدان العالم اللا ديمقراطي من مثل بلاد الروس ، والعجم ، والترك ، ناهيك عن الضرورة الموضوعية لتعميمها على كل مناطق العراق ، ولا بأس بان يستنسخها الاخوة العرب في البلدان القريبة والبعيدة ، تيمنا بالشرق الاوسط الجديد الذي يمتد من تخوم باكستان الى افغانستان مرورا بايران وكوردستان وعربستان واسرائيل حتى ماركشستان !
ان الغالبية العظمى من هؤلاء المتبجحين ، يعقدون المقارنات بين الاوضاع الامنية المستقرة نسبيا في الشمال ، وحالة الفلتان الامني والفوضى الغير خلاقة في الوسط والجنوب ، وهذه المقارنة نفسها يمكن ان تكون السبب في تفسير الاختلاف الحقيقي الكامن وراء الهدوء الامني النسبي في محافظات الشمال العراقي والخراب الامني في الجنوب والوسط ، حيث لاتوجد في الشمال قوات امريكية محتلة ، فقط ميليشيات البيشمركة التابعة للحزبين مضافا لها قوى الافواج الخفيفة "الجحوش " التي كانت تعين الحكومة المركزية في قتالها ضد البيشمركة ، لقد تصالحوا معهم مقابل امتيازات ومشاركة واعادة اعتبار ، ومن مصلحة هؤلاء جميعا قطع المنطقة والتحكم الهاديء بها وبثرواتها معدين العدة لاقامة الدولة المستقلة تحت حكم عشائر الحزبين ، والامر الاخر انهما اجلا خلافاتهما المزمنة بحل يريح الطرفين اي بقاء كل طرف يتحكم بمنطقته تحت اطار صوري من توحيد الادارتين ، هذا الوضع التحاصصي اجل الكثير من التفجرات العسكرية بين الاخوة الاعداء !
اما في الوسط والجنوب فان القوات الامريكية والبريطانية المحتلة تمشط المنطقة وتلعب لعبتها لاجل جعل الانعزال والفصل الطائفي امر واقعا مقبولا بعد ان خلقت اجواء مناسبة لجريان انهار من الدم بسبب سياسة فرق تسد الاحتلالية ، حتى تكون هي وحدها المتسيد للحفاظ على حقوق الطوائف والاثنيات من الاعداء الوهميين !
لقد حلوا الجيش رمز الوطنية والدول المركزية ، لصالح ميليشيات حكومية متصارعة ، وعملوا على اجتثاث مئات الالاف من ملاكات وكفاءات الدولة بحجة بعثيتها ، ونشروا الفساد وجعلوا الحدود مفتوحة لكل عابر سبيل ، حتى تكتمل دائرة الفوضى وينشغل الاهالي بمشاكلهم عنها وعن مشاريعها الحقيقية ، لكن المقاومة الوطنية وفصائل المعارضة لها بالمرصاد ، واذاقوها طعم الغضب العراقي الذي لايكل اويمل حتى التحرير الناجز ، واقامة نظام حكم وطني ديمقراطي حقيقي يعتمد المواطنة عنوانا رئيسيا له وليست المحاصصات الاثنية والطائفية المقيتة والمتخلفة .
انها حالة كل ابناء شعبنا المتضررين من هذا الجحيم بما فيهم ابناء محافظات الشمال ، الذين يهبون بتواتر ضد الهيمنة العشائرية لحزبي الطالباني والبارزاني واجهزتهم القمعية من اسايش ومخابرات معدة سلفا لاجهاض اي تحرك شعبي يطيح بهم وبكياناتهم المضللة والفاسدة فساد اللصوص وقطاعي الطرق ، كانت هبة اهالي حلبجة الباسلة في اذار الماضي والتي ووجهت بالحديد والنار ، وبعدها احتجاجات اربيل وجمجمال واضرابات عمال الاسمنت وغيرها من التحركات التي يجري التعتيم عليها ، بسبب غياب الحريات الحقيقية للتعبير وفرص التغيير ، وبهذا الاتجاه يسقط العشرات بين قتلى وجرحى وكان اخرها احتجاجات اهالي السليمانية التي سقط فيها خمسة شهداء ، ناهيك عن مئات المعتقلين بل الالاف الذين تستضيفهم زنازين الطالباني والبارزاني دون اي محاكمات عادلة !
ان الذي يجري في مدن وقصبات شمال العراق هي ارهاصات لعصيان مدني يفضح الكبت والحرمان الذي يعانيه فقراء ومعدمي وعمال وكسبة وطلاب وشباب محافظات شمال العراق ، وهي استفتاء حقيقي على قمعية وديكتاتورية الادارتين الفاسدتين في اربيل والسليمانية .
ان محاولات البارازاني والطالباني الهاء ابناء الشمال بغرس النعرات الشوفينية بين الكورد والعرب والتركمان والتي تؤدي الى الانعزال القومي بين اعراق العراق ومركباته الاثنية ، وتبريز اوهام الدولة القومية المنقذة التي تعشمهم بحياة افضل ، سيكون مصيرها الفشل والاندحار لانها اكاذيب ودجل لا يزكيه الواقع الفعلي ، فالذي لا يكون عادلا وديمقراطيا ووطنيا في حزبه ، وفي قراراته وهو يتحكم بمحافظة ونصف ، لايكون عكس ذلك عندما يكون حاكم دولة بمحافظات هي اكثر من حصته الحالية ؟



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزل لبنان عن الصراع العربي الاسرائيلي مهمة مستحيلة
- الحلقة الاخيرة من عراق الازل بين الجد والهزل
- عراق الازل بين الجد والهزل
- اجتثاث مكارثي في العراق
- فدرالية العراق مهيج حيوي للانعزال القومي والطائفي
- قول الحقيقة لا يغضب احدا سوى اعدائها يا طالباني
- انظمة عربية لا تحترم نفسها
- لقطات ليست بريئة
- كارت احمر للفصائل المقاومة في مونديال المصالحة الوهمية
- مطابقات شعبية ترتقي لفعل مقاومة الاحتلال الاجتثاثي
- هبوا ضحايا الاغتصاب
- خازوق الاحتلال لا يستثني احد
- الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي
- الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
- دولة الناس ودولة الله
- أرهابيون لكن ظرفاء
- كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه ...
- هجوم امريكي مضاد لتثبيت افرازات الاحتلال ! خمس ساعات من التو ...
- عصيان مدني على الموت
- ماذا بعد الزرقاوي ؟


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال محمد تقي - اقطاعية شمال العراق نموذج للديمقراطية الدموية في العراق الجديد