أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس محمد صالح - الاخوة وعقوق الوالدين















المزيد.....

الاخوة وعقوق الوالدين


أنيس محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7257 - 2022 / 5 / 23 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأخوة وعقوق الوالدين
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) الكهف
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) هود

هذه قصة حقيقية واقعية حدثت معي شخصيا وليست من نسج الخيال كما قد يعتقد البعض.. أردت من خلالها أن يأخذ الناس العبرة منها والموعظة, بأن الله جل جلاله محيط بنا ويسمع ويرى ويستجيب برحمته, وليعود الناس الى الله جل جلاله وليتمعنوا وليتدبروا آياته جل جلاله وحده لا شريك له أو قرين معه وليتخذونه وليا لهم من دون الناس .. آملا أن يترك الناس أديان آباؤهم وأجدادهم الأرضية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية ) والتي تتخذ من دون الله أولياء وليقربونهم الى الله زلفا !! والذي لم ينزل الله بها من سلطان في القرءان الكريم.
بداية.. نحن.. إثناعشر من الأخوة – ثمانية من الأولاد الذكور وأربعة من البنات –, يكبرني ولدين وبنتين, حينما لاحظ والديَ الفقيرين وأمي المريضة, منذ وقت مبكر, إن إخوتي الكبار من الذكور وهما مهتمان كثيرا بمظهرهما الخارجي وبأنفسهما ومنغمسان بالحياة الدنيا ولبناء حياتهما ومستقبلهما, وبعيدان كثيرا عن إهتمامهما بإخوتهم الصغار من بعدهم والسؤال عن قُرب بمستقبلهم وإحتياجاتهم !! وبعدما كتب الله للبنتين الكبيرتين أن يتزوجا بحفظ الله, ويهتمان بحياتهن وأزواجهن وبيوتهن وأولادهن... وحينما أصبحت, الإبن الثالث من الذكور, وتقع عليَ المسئولية, وتحول العبئ والمسئولية عليَ شخصيا ومباشرة في أن أرعى وأحرص وأكمل مشوار الوالدين الفاضلين إرضاءا لله ورسوله. لم آلوا جهدا للحرص على ذلك بإذن الله...
لا أمدح نفسي عندما أقول, بأنني كنت بارا بوالديَ. كان والدي عاطلا عن العمل وكنت عوضا عن ذلك أبا حنونا وأُما عطوفا على جميع أخوتي - كبيرهم وصغيرهم - ولم آلو جهدا للرعاية والإهتمام بهم جميعا وبإحتياجاتهم – مع العلم إنني كنت شابا يافعا لم أبلغ حينها من العمر سبعة عشر عاما ( 17 عاما ) وفي السنة الأولى من مرحلتي الدراسية الثانوية العامة.. وحتى يستقيم أخوتي أخلاقيا ويتفوقوا دراسيا وخوفا عليهم من التشتت والضياع - ولن يتأتى هذا إلا بالصبر والمثابرة ومواجهة صعوبات وضغوطات الفقر والحياة حينها - ما أدى بالنتيجة الى إنني ظللت أبحث عن مصدر عيش ورزق لإعالة والديَ وإخوتي, ظللت أبحث عن عمل مسائي أستطيع من خلاله أن أدرس صباحا وأعمل فيها مساءا – وتحقق ذلك بإذن الله - حرصا مني على أن أسد بعض إحتياجات المأكل والمشرب للأسرة الكبيرة وسد بعض الإحتياجات الضرورية, وأتذكر حينها إنه كانت تأتي عليَ بعض الأحيان واللحظات والضغوط, التي أضطر فيها لأكون قاسيا مع أحد إخوتي مصلحة له – ليس لأنني أقسوا على أخوتي الذين أحبهم حبا شديدا – بل لأنني كنت أخشى عليه أن يخرج عن الطريقة الأخلاقية المُثلى.
مرت عليَ ثلاث سنوات صعبة شاقة وأنا على هذا الحال .. أدرس صباحا وأعمل مساءا وأستطعنا خلالها أن نحل كثير من الأمور الضاغطة ونتغلب على كثير من الصعاب.
مرت السنين سريعة, وعندما كبر الجميع.. وكلهم أصبحوا أصحاب درجات وشهادات علمية وعلى إستقامة وخُلق ويفخر بهم الآخرون ولهذه الأسرة الكريمة المتماسكة المتحابة الفاضلة الرائعة... توفى والديَ في ظل غياب أخوتي الكبار المنغمسون بحياتهم الخاصة, وأطمئن قلبي على إخوتي جميعا ولم يعد أي منهم بحاجة لي.
لا أدعي بأنني مَلكا من السماء.. إلا إنني حتى بعد زواجي, وبعدما رزقني الله بخمسة من الأبناء – أربعة من الأولاد الذكور وبنت واحدة – إلا إنني وبعد عُمر طويل, لاحظت جحودا غير مسبوق من بعض إخوتي !؟ لم يبادلونني الحب بالحب والصدق بالصدق ولم أطالبهم أن يردوا لي بعضا من ما قدمته لهم من تضحيات ؟؟ وظلت الصورة عندهم مبنية على إنني مقتدر ماليا ومرزوق من عند الله بدعوة الوالدين!؟ وظلت الصورة عندهم مبنية على إنني انا الغني وهم الفقراء!؟ والعلاقة بيننا ظلت مبنية على إنني انا من يجب عليه أن يتكلف ويتحمل ان يصرف على مساعدة إخوته!! وهم ليسوا معنيون بأن يتحملوا جزءا من المسئولية تجاه بعضهم بعضا ؟؟ تملك الجشع والطمع والبُخل واللؤم بعضهم!! وأُنتزعت الرحمة من قلوب بعضهم... وأخيرا.. لا أملك إلا أن أقول.. حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.. واللهم لك الحمد ولك الشكر على كل حال ونعمة ..
كبرتُ وكبر أولادي الخمسة.. وهنا تأتي العبرة والموعظة من وراء نشري لهذا.. مع إنني في الحقيقة أفقر إخوتي مالا وأغناهم صدقات وإحسان, فلاحظت كيف أن ربي خالقي قد رزقني ذرية صالحة طيبة متماسكة متحابة.. وبعدما تزوج ولداي الكبيران الخريجين من أعلى الكليات والجامعات, ورزقهما الله أطفالا .. ووجدت أحد أبنائي – الثاني - وهو يتعامل مع والديه وإخوته كما كنت تماما أتعامل مع والديَ وإخوتي, أبا حنونا وأُما عطوفا لوالديه ولأخوته جميعهم دونما إستثناء!!؟؟ – يا سبحان الله -
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) الكهف
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) هود
عندما وجدت الجحود من أخوتي.. وجدت الله جل جلاله شاكرا غافرا.. وهنا نرى الله جهرة .. عندما يصبر الإنسان, وبعدما يعمل عملا صالحا مرضاة لله ورسوله, فما يكون إلا ان نجد الله جل جلاله يقول لنا: إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا .. فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
وبهذه المناسبة .. ومؤخرا.. وبمناسبة تخرُج ولدي الثالث محمد من الجامعة – تخصُص إنجليزي – فإذا بولدنا الحنون الثاني, يدفع جميع تكاليف ونفقات وتجهيز أخيه الصغير محمد للزواج !!؟؟ يا سبحان الله...
أنشر هذا متعمدا, وخاصة إنني أرى بأم عيني, كيف إن أولاد بعض إخوتي هم من العاقين للوالدين الغافلين الضالين سلوكا وخُلقا ( للأسف الشديد ).
هذه القصة الحقيقية الواقعية .. نشرتها للعبرة والموعظة الحسنة للجميع .. ولمن أراد أن يأخذ منها العبرة والموعظة... والله من وراء القصد...
تقبلوا جميعا تقديري وإمتناني وإحترامي



#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة القدر
- علماء المذاهب والملوك !!؟؟
- التبادُل السلمي للسلطة !!؟؟
- أكذوبة.. إن الصلاة هي( عماد الدين )!؟
- البنك المركزي اليمني !!؟؟
- الإمارات.. الأكثر إستيرادا من إيران
- مبدأ الشورى في الإسلام
- النبي يوسف ومفهوم *مِلك اليمين*
- بمناسبة الذكرى الثامنة للعدوان السعودي على اليمن
- نهاية عرش آل سعود.. من اليمن.. بإذن الله
- أمريكا هي أُم الإرهاب
- يا حوثي.. أطلقوا سراح العملة اليمنية الجديدة.. رجاءا
- عبارة (الرسول)(صلى الله عليه وسلم )(قال)!!شرك بالله وكُفر؟؟
- خواطر مواطن يمني
- لماذا لا يستجيب الله لدعاؤنا!!؟؟
- جبريل وميكال.. ليسا مَلكين من ملائكة الرحمن
- سيناريوهات ما قبل وما بعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح
- اليمن.. إلى أين!؟
- توضيح وإعتذار
- اليوم الموعود لإسقاط نظام آل سعود


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس محمد صالح - الاخوة وعقوق الوالدين