أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - كتاب -الإسلام الفاتح-















المزيد.....

كتاب -الإسلام الفاتح-


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 03:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محور : الكتب

كتاب أثار الجدل، نشره في يناير 2019 ، نشر الدكتورة "شفيق كيشافجي" في يناير 2019 ، وانتشر على نطاق واسع في الصحافة ، ثم انتقد بشدة.
لأكثر من عقد من الزمن ، ارتفعت الأصوات لتأكد ولتعيد التأكيد ،مرارا وتكرارا، أن العنف المرتكب باسم الإسلام لا علاقة له بالإسلام، والإسلام بريء منه، براءة الذئب من دم يوسف . فبين الدوافع المعقدة في كثير من الأحيان للأفراد الذين يعتنقون "شكلاً ثوريًا" للإسلام والتعاليم المتضاربة التي يستمدها رجال الدين من القرآن ، غالبًا ما يكون من الصعب الوصول إلى استنتاجات واضحة حول قضية العنف في الإسلام. إذا استسلم البعض ، في مواجهة هذا الوضع ، وللغموض الذي تغذيه التدخلات الإعلامية للكثير من "الفقهاء الرسميين"، يفضل البعض الآخر الانخراط في دراسة النصوص التأسيسية للتعلم منها ومن المفسرين التقليديين ، ما يقر به الإسلام بهذا الخصوص. هذا هو التحدي الذي اختار" شفيق كيشافجي" رفعه .

في البداية ، بدا الأمر وكأنه جولة إعلامية مظفرة، إذ برز عالم اللاهوت المتقاعد والقس "شفيق كيشافجي" في غضون أقل من يومين من صدور مؤلفه في الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، لاسيما في سويسرا حيث يقيم. وهو من أصل هندي ومن مواليد كينيا سنة 1955 واستقر إلى سويسرا عام 1963 ، وقد أكد أنه ألف هذا الكتاب لكل أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

لكن سرعان ما تلاشت هذه الضجة ،في رمشة عين، بمجرد ما بدأت الانتقادات تتساقط ، من قادة المجتمعات الدينية ، مثل "باسكال جمبرلي" - Pascal Gemperli- الأمين العام لاتحاد الجمعيات الإسلامية - l’-union- des associations musulmanes vaudoises - ولكن أيضًا من المفكرين مثل الفيلسوف وعالم الدين "جان مارك تيتاز" - Jean-Marc Tétaz - في منتصف شهر مارس من نفس السنة .

فأين يكمن المشكل ؟
أولا وقبل كل شيء، أن دار النشر التي أصدرت الكتاب تابعة لمعهد المسائل المتعلقة بالإسلام وممولة من طرف الشبكة الإنجيلية السويسرية. ليست محايدة للغاية ، و"شفيق كيشافجي" يقر أنه مفكر "ملتزم".

ما هي أطروحته الرئيسية؟
يرى "شفيق كيشافجي" أن الإسلام يُكَوّن "منظومة أسمى و"فاتحة" – قاهرة- لغيرها " وتسعى إلى شرح وتفسير كل شيء ، أي أن الإسلام يتمتع بمنظور روحي ، "بمشروع سياسي واستراتيجية عسكرية ". واعتمد المؤلف بشكل خاص على آيات من القرآن والأحاديث النبوية لتعضيد أطروحته ، وهو عمل استغرق خمس سنوات. لكنه اتخذ في كتابه احتياط لفصل المسلمين عن رؤية "الفتح". ويقول أن "غالبية المسلمين يحصرون أنفسهم في شكل من أشكال الروحانية دون هدف سياسي" ، خلافا لأولئك الذين يريدون، اليوم، الجمع بين الاثنين وقهر العالم". ولكن ، في جميع كافة الكتاب ، يرتبط الدين الإسلامي بمصطلح "بالمنظومة" المذكورة أعلاه.

وحسب العديد من الباحثين وعلماء الدين، يلخص هذا المفهوم وحده هشاشة فكر "شفيق كيشافجي".
"منذ العصور القديمة، ما قبل المسيحية إلى القديس "توما الأكويني" ، كان الدين، أولا قبل كل شيء فضيلة، فضيلة الانسحاب الحكيم أمام مقاييس الكون" ، يقول اللاهوتي والباحث "بيير جيزل" - Pierre Gisel- المتخصص في الأنثروبولوجيا الدينية. ويضيف "جعله – أي الإسلام- كلاً معولماً (منظومة) ، يقدم إجابات عالمية ، هو خطأ. فمصطلح "المنظومة" ليس مصطلحًا تقليديًا. إنه وليد الفكر العقلاني الحديث ، في القرن السابع عشر. ففي السابق ، لم يكن أحد يفكر في العالم كنظام أو منظومة ". بالنسبة لـ "بيير جيزل"، لم تحترم الكتاب "المسافة المعرفية التاريخية" الواجب أن يحرص عليها الباحث. علاوة على ذلك ، يضيف "بيير جيزل" ، "لا يمكن حصر حقيقة الدين في النصوص التأسيسية". "الدين قصة ، تفسير ، التفاوض الدائم مع مراجع تأسيسه". علاوة على ذلك ، يضيف بيير جيزل ، "لا يمكن حصر حقيقة الدين في النصوص التأسيسية فقط. الدين قصة ، وتفسير ، وتفاوض دائم مع مراجعه التأسيسية".

أما "ميشيل جراندجان" - Michel Grandjean- أستاذ تاريخ المسيحية في جامعة جنيف، ذهب إلى القول إن " شفيق كيشافجي" أدان الإسلام انطلاقا من أكثر عناصره تطرفا حصرا، وهذا أمر معيب. يبدو الأمر كما لو كنا نلقي نظرة مسيحية على اليهود بدءًا من إنجيل يوحنا - حيث تتعارض شخصية اليهودي مع صورة المسيح - ثم نؤكد أن المسيحيين المعادين للسامية هم فقط في الواقع الأكثر إخلاصًا للعهد الجديد.
بعبارة أخرى: يحتوي القرآن والأحاديث بالطبع على فقرات إشكالية ، أعيد مناقشتها اليوم ، كما كان الحال بالنسبة للمسيحية. إن الرغبة في لفت الانتباه إلى النص الكلاسيكي للإسلام وتفسيره لا يمثل مشكلة - وهذا ما فعله العديد من الباحثين لمدة ثلاثين عامًا. لكن تلخيص هذا الدين في هذا الكتاب مبسط للغاية.

قد يتساءل البعض بنوع من الخوف والخشية: "هل سيحكم الإسلام العالم؟"

يعرض " شفيق كيشافجي" في كتابه التنوع الكبير للمسلمين المعاصرين. ثم ،استنادا على بعض النصوص التأسيسية للإسلام ، يقعد أطرحته التالية :

"يسعى "الإسلام الفاتح- القاهر" ليرقى إلى نظام عالمي. وحسب نصوصه التأسيسية وتاريخه ، فهو روحانية مجتمعية ومشروع سياسي واستراتيجية عسكرية."
سعى المؤلف إلى توضيح أن اتجاهات الهيمنة للإسلام كامنة النصوص التأسيسية وأنها حاضرة تمامًا بالنسبة لأولئك المرتبطين بهذه النصوص.
يقول " شفيق كيشافجي" : "لا يمكن إنكار ذلك: هناك تاريخ طويل من ازدراء المسلمين لليهود والمسيحيين والمشركين ، وقد أحدث - ولا يزال - ضررًا كبيرًا في العالم!"

يعرض الكتاب التيارات الإسلامية المتنوعة: الإسلام السني (بمدارسه الفقهية الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية - بما في ذلك الوهابية) ، والشيعة (الشيعة الإثنا عشرية ، والتي تعترف بـ 12 الأئمة ، الشيعة الإسماعيلية ، الذي تعترف بـ 7 وخلفاء آخرين ، والزيدية التي تعترف بـ 5 فقط). وذكر الإباضية التي توجد بشكل رئيسي في عمان ، وجملة من المذاهب المنشقة عن المذهب الشيعي ، والي يتنازع المسلمون أنفسهم بخصوص انتمائها للإسلام من عدمه ، مثل العلويين والدروز ، أو النزعة الصوفية الموجودة في كل من الإسلام السني والإسلام الشيعي.
يبدو أن " شفيق كيشافجي" لا يسد بصره في اتجاه غالبية المسلمين المسالمين ، وإنما صوب التيارات الراديكالية أو السياسية أو الثورية أو الجهادية أو سلفية أو جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم في المملكة العربية السعودية أو قطر أو تركيا. وقد قال: "لا أريد أن يتم استخدام كتابي في الخلط بين الناس واستخدامه للدعوة إلى الفتنة والكراهية .. إن جزءا من عائلتي من المسلمين!"

يصف " شفيق كيشافجي" الولايات المتحدة بالعمى إذ " اختارت المملكة العربية السعودية كحليف ، وهي التي تروج لإسلام محافظ ومتزمت للغاية ، والذي يعيث الخراب في العالم. يجب أن تعلم أن منظمة التعاون الإسلامي (OIC) ، التي تضم 57 دولة ، لديها استراتيجية واضحة للغاية لغزو الغرب. لا نريد أن نرى هذا الواقع ، لأن المصالح الاقتصادية المهمة على المحك ، ونخبنا وأكاديميينا مصابون بالعمى ، ولا يدرسون نصوصهم – أي الإسلام - ، ويجب أن نقاوم في وجه "سياسة الفتح" هذه والتي لا علاقة لها بإسلام السلام! "
ويسهب " شفيق كيشافجي" في التركيز على أن "الإسلام الفاتح" ينتشر من شبه الجزيرة العربية ، الذي تحظى بإمكانيات مالية كبيرة ، مما يسمح له بإنشاء مراكز ومساجد في كل مكان. وفي كثير من هذه الأماكن ، لا يبشرون بالتعايش مع الأديان الأخرى ، بل على العكس تمامًا. "
طلب المؤلف من المسلمين القيام بعمل تحديث نصوصهم الأساسية، وذلك لتعطيل النصوص التي تدعو إلى العنف ضد غير المسلمين أو إخضاعهم! فكما كان للمسيحيين علاقة ببعض نصوص العهد الجديد التي كانت قادرة على تبرير الفظائع العديدة التي ارتكبت ضد غير المسيحيين ، وخاصة اليهود ، فقد تم حث المسلمين على "إبعاد وتحييد" النصوص العنيفة من موروثهم.

على سبيل الختم، يدعو عالم اللاهوت "شفيق كيشافجي" المسلمين إلى التخلي عن نصوصهم المقدسة الداعية للفتح والجهاد وقهر الآخر.
_____________________________________
بعد تعليم في العلوم الاجتماعية والسياسية واللاهوت والعلوم الدينية ، كان شفيق كيشافجي قسا وأستاذًا في علم اللاهوت في سويسرا الناطقة بالفرنسية. جزء من عائلته مسلم والآخر مسيحي.
بخصوص الدافع لتأليف كتاب "الإسلام الفاتح" قال في أحد استجواباته " في البداية ، كان هناك على وجه الخصوص دعوة صديقة يهودية ، التي نبهتني بشدة إلى صعود "الإخوان المسلمين" في سويسرا وأوروبا. لقد دعتني لأخذ هذا الموضوع بجدية ودراسته. هذا ما قمت به. لفهم هذه الحركة ، انغمست في النصوص التأسيسية للإسلام وتاريخه المعقد والاستراتيجيات المختلفة للغزو التي نشرها. تنبيه هذه الصديقة جعلني أعمل لمدة خمس سنوات! وقد أملت إلى جعل كل ما توصلت إليه عبر هذا العمل سهلة المنال ، كان هذا المبتغى أحد أهداف هذا الكتاب." _________________________



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بدايات الإسلام، معالم لقصة جديدة-
- -القرآن الأصلي:التاريخ الحقيقي للنص المنزل- -أطروحة منذر سفا ...
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط2
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط1
- إعادة قراءة النص القرآني وتأويله وفق ما يتماشى مع تطورات الع ...
- عوائق السياسة الخارجية الأوروبية في الركح الجيوسياسي
- التاريخ المبكر للإسلام : ما المانع من تنقية الموروث والسردية ...
- التراويح بين البدء واليوم
- تاريخ الإسلام المبكر: على سبيل التوطئة
- اطروحة فرونسواز ميشو
- أيام النسيء
- الموروث والسردية الإسلاميان : ملاحظات حول إشكالية المصداقية ...
- الاستنتاجات والتساؤلات 1
- الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس، لمعروف الرصافي
- الموروث و السردية الإسلاميان
- العقلية الزئبقية التبجيلية التبريرية : نماذج الخروج من الحرج
- العقلية الزئبقية التبجيلية التبريرية : نهج – سمات- خاصيات- ط ...
- العقلية الإسلامية المنتصرة السائدة اليوم
- من أجل تفكيك السردية والموروث الإسلاميين محور الأطروحات: أطر ...
- من أجل تفكيك السردية والموروث الإسلاميين على سبيل البدء


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - كتاب -الإسلام الفاتح-