أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان العسكري - التمريض تأريخ من العطاء و حاضر بلا موقف















المزيد.....

التمريض تأريخ من العطاء و حاضر بلا موقف


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 7248 - 2022 / 5 / 14 - 15:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


التمريض تاريخ من العطاء و حاضر بلاموقف
تعد مهنة التمريض من اقدم المهن الانسانية وحين ولدت الحضارة في سومر كانت الدلائل تشير الى وجود مهنة التمريض قبل الطب وتم دمجهما لاحقا ابان الالف الثاني قبل الميلاد في بلاد مابين النهرين والشام وكانت من المهن المرتبطة بالمعابد رغم كون الاخيرة تعتمد السحر والشعوذة غالباً في العلاج ، كانت مهنة التمريض والعاملين بها مهن محترمة وكانت المرأة تساوي الرجل في تقديم خدمات التمريض ثم رجحت كفة المرأة فيها ومما ذكرته كتب التاريخ ان ثمة ممرضة اشتهرت في تلك العصور اسمها "شازو" كانت اول ممرضة و قابلة و بسببها جاءت تسمية ( اولاد ام عصابة) وهي صفة عراقية خالصة حيث كانت شازو تشد رأس المرأة في اول ولادة طفل لها الى اخر ولادة ولا تفعل اي شيء قبل ان تقوم بعصب رأس المرأة ثم تشرع بالتوليد ويقال انها اشارة لبدء معركة المرأة مع الحياة وكانت الإلهة عشتار تعصب رأسها في اوقات الحروب و تلقي العصابة اثناء لقائها بحبيبها الإله ديموزي ( تموز ) .
اما في العصور التالية اعيد اعتماد مهنة التمريض رسمياً ابان ازدهار اليهودية كشريعة سماوية ثم امتدت للمسيحية فاتخذن الراهبات التمريض كمهنة يمارسنها برعاية الكنيسة . وبما ان الحضارات الانسانية ولدت في العراق وما بين النهرين والجزيرة العربية واليمن كانت هذه المهنة حاضرة فيها فابتدأت في العراق ثم جاءت الحضارة المصرية بعد السومرية والتي اعتمدت التمريض كمهنة رسمية تبعتها الحضارة البابلية 2100 قبل الميلاد ثم الصينية والهندية واليونانية وغيرها من الحضارات وكانت مهنة التمريض حاضرة عند العرب وليس ببعيد عن حضارات ما قبل الميلاد كانت الحضارة العربية ايضاً تحترم هذه المهنة و تقدر النساء العاملات بها و تعد " رفيدة الأسلمية اول ممرضة عربية عاشت شبابها في العصر الجاهلي ثم اسلمت بعد الهجرة النبوية وعملت في مداواة الجرحى بعد ان امر الرسول (ص) ببناء خيمة لها جوار المسجد النبوي تستقبل فيها جرحى الغزوات الاسلامية بمساعدة نساء قامت بتدريبهن. و قد سبقت " فلورنس نايتينجيل بـ 1200سنة وهي التي أدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي مطلع عام 620 للميلاد ، لتنطلق هذه المهنة من العرب الى العالم. اما "فلورنس نايتينجيل" اتت على رأس قائمة الممرضات الأشهر فى العالم حيث تعد رائدة التمريض الحديث وتعرف باسم "سيدة المصباح" وهى ممرضة بريطانية من اهم منجزاتها انها كانت تؤمن بأهمية وضع برامج لتعليم التمريض وتدريس آداب المهنة على يد نساء مدربات يتمتعن بالصحة والاخلاق و الصفات الحميدة . وهي من يحتفل العالم بذكرى ميلادها فى يوم 12 مايس من كل عام باعتباره اليوم العالمي للتمريض، وكانت كاتبة و أديبة جيدة الفت اكثر من كتاب اهمها مذكراتها والتي ذكرت فيها عدة صفات أو شروط يجب أن تتوفر فى الممرضة من أهمها أن تبتعد عن الأقاويل والشائعات، وأن لا تفشِ أسرار مرضاها تكون أمينةً عليهم ولا تتأخر فى تنفيذ طلباتهم، و تكون دقيقة الملاحظة رقيقة المعاملة ، ازدهر نشاط " ناينينيجيل خلال حرب القرم عام 1854.
وفي الولايات المتحدة كانت "ماري تود لينكولن" زوجة الرئيس الأمريكى "إبراهام لينكولن" تعمل كممرضة خلال الحرب الأهلية الأميركية وكانت تعالج الجنود الجرحى وتعتنى بهم ويأتي تميزها لكونها تركت منصبها الرفيع ومارست مهنتها بكل اخلاص.
واكتسبت "ماري ماهونى" شهرة كبيرة مذ أسست الجمعية الوطنية للممرضين والممرضات الملونيين و كذلك بدورها فى التمريض، وتعد أول ممرضة أفريقية أمريكية محترفة، و نظمت فيما بعد جائزة "مارى ماهونى" للتمريض.
اما "مارى بريكنريدج" واحدة من أوائل مؤسسى مراكز رعاية الأسرة، وقدمت "مارى" انموذجًا جديدًا للرعاية الصحية فى المناطق الريفية، وأسست دائرة للتمريض على الحدود لمساعدة الآخرين فى المناطق النائية من الولايات المتحدة الأمريكية.وماري هذه ليست ماري ماهوني كما يعتقد البعض بل تختلفان من حيث لون البشرة والفترة الزمنية.
فيما عرفت "فلورنسا غينيس بليك" بأنها ممرضة للأطفال، وساعدت فى دفع قضية تعليم التمريض على مستوى الدراسات العليا للممرضين العاملين مع الأطفال.
وفي اوربا عرفت " إديث كافييل " بأنها رائدة التمريض فى بلجيكا، والتى ساعدت الكثيرين خلال الحرب العالمية الأولى، والتى عرفت بمساعدتها لجميع الجنود بغض النظر عن جنسيتهم وبلدهم، ولكنها دفعت حياتها ثمنًا لشهرتها بمساعدة الجنود الحلفاء بينما كانت بلجيكا محتلة، بعد محاكمة عسكرية فكانت اول ممرضة تقتل في الحرب بسبب رعايتها الشاملة لجميع الجرحى دون تمييز وتعد من اهم الشخصيات الانسانية المصنفة بالانصاف المهني على مستوى العالم.
أما " دوروثى ديكيس" فقد كرست حياتها لإنشاء أول مصحة عقلية فى الولايات المتحدة وتعاطفت مع مرضى الجنون العقلي بانسانية وحشدت الرأي العام لمساعدتهم فضلاً عن عملها خلال الحرب الأهلية بصفتها الشرفية كممرضة عسكرية فى الجيش.
وهنالك ممرضات اخريات ايضاً تم اختيارهن من بين اهم ممرضات العالم منهن : " ماري سيكول " والتي استخدمت في خدمتها لجرحى حرب القرم العلاجات والضمادات العشبية ولم يوقفها التنمر والتمييز العنصري . وايضا " مارثا دورثي" الممرضة والقابلة التي عرفت باجتهادها و ذكائها وكانت تعبر البحار و تركب الخيل لمسافات طويلة لمساعدة النساء المتعسرات على الانجاب ولم تدخر جهداً لذلك .وفي دول المغرب العربي قادت الممرضة مريم سعدان ثورة في المعتقلات الفرنسية في الجزائر حينما كانت تُعتقل وتُعذب ويطلق سراحها بسبب ثوريتها لمرات عديدة وآخر مرة تم اعتقالها مع مجموعة من الممرضات والممرضين والاطباء من المستشفى عام 1958 بقيت تحت التعذيب الى ان استشهدت ، اما الممرضة المصرية الجميلة " عايدة نور الدين " التي ولدت في الاسكندرية في اواسط السبعينيات وعملت ممرضة بقسم العناية الفائقة بمستشفى الإسكندرية الجامعي لمدة 7 سنوات، حصلت خلالها على شهادة الموظفة المثالية ، تختلف حكايتها عن سابقاتها اذ حكم عليها بالاعدام بعد اتهامها وادانتها بقتل مريض والشروع بقتل 33 مريضاً الا ان القضاء تراجع عن قراره بعد ان ادرك انها قتلته بطلب منه و بدافع تخليصه من عذاب آلام السرطان و خفف الحكم الى 10سنوات قضت منها 7 فقط وقد استلهم منها الكاتب المصري اسامة غازي قصة اوبرا عايدة و التي ظهرت عبر مسلسل تلفزيوني عام 2000 على انها طبيبة متدربة وفي الحقيقة هي ممرضة عرفت بذكائها و اجتهادها وكانت قضيتها مثار جدل واسع .
و لـ "حنين سعدون " الممرضة العراقية المجتهدة قصة اجمل فمنذ توظيفها في مستشفى امراض الدم عام 2013 عكفت على اسعاد الاطفال الراقدين عبر شراء الهدايا لهم و اقامة حفلات اعياد الميلاد برفقة زميلاتها في قسمها بطريقة رائعة عبر استثمار حب الاطفال للاختلاط واللعب و جعلتهم يسعدون بوجودها . و ليس بعيداً عن هذه المهنة و العاملات بها تم تصنيف التايوانية " كارين يا" كأجمل فتاة في العالم وهي ممرضة و عارضة ازياء عالمية . اما في مجتمعاتنا العربية الشرقية نجد هذه المهنة امست من المهن المحترمة رغم انها لا تجد الاهتمام الحكومي الذي تستحقه فالعمل شاق ومجهد وخطير و الأجر قليل و قد آذت القوانبن الجائرة هذه الشريحة فحرمتها حقوقها و تجاوزت على عطائها و انتقل العاملون و العاملات بهذه المهنة من محنة التمنر في القرن الماضي الى دوامة التجاهل الرسمي الواضح في عصر ادعاء الانصاف فهم بلا تأمين صحي و لا مخصصات عدوى و لا فرص ادارية و فمهما بلغت خدمتهم في مؤسسات الدولة لايحق لهم الوصول للدرجة الثالثة ويتوقفون عند الرابعة و لا يحق لهم الدراسات العليا في غير اختصاصهم كغيرهم من العناوين الاخرى و ان تقاعدوا فرواتبهم هي الحد الادنى لراتب الموظف المتقاعد .وهكذا امست مهنة الحياة في مهب الضياع .



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية الثالثة هل بتنا على اعتاب رؤيتها ؟
- تجاذبات اللغة و المعنى في قصيدة الشاعر حسن الحاج عگله ثجيل - ...
- الانتقالات التصويرية الثابتة في سرد سمير غالي ( العمة مريم) ...
- محاكاة الممنوع و تعميد المفردة بالوضوح قراءة في رائعة امل عا ...
- وقفة مع الابداع الشعبي - طارق صبار الحلم الذي في طور التحقق
- التسامق النصي في كتابات باسم فرات .قراءة في انموذجٍ من حقائق ...
- شرف الخصام
- لماذا خسر الحكيم مقاعده في الانتخابات ؟
- تعددت المشاهد و الجمال واحدُ - قراءة في فصلٌ المساء الذي لم ...
- الحكاية
- أناقة المفردة بنكهة الجنوب قراءة في مجموعة الشاعرة فيان البغ ...
- من رد دعوة الشاعر تبوأ مقعده في جلباب الندم قراءة في معلقة ...
- المُحارب القديم يُشبِعُ ذكرياته بحاضرٍ قرين بها قراءة في قص ...
- رحلة ( العائدون الى المنافي) وانتقالات الوجع الموفق
- اعطني نصاً وذائقةً اُعطيك نمطاً لحياةٍ أجمل
- الوَلَدِ السَّوْمَري بين الترحال وعشاءه الاخير قراءة في قصيد ...
- لهم تغريبة واحدة ’ وله وجود متعدد (عبدالسادة البصري) مغترب ف ...
- هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (ه ...
- (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حل ...
- مهند طالب هاشم كاتبٌ بشاعرية العاشق وشاعرٌ بخيال الكاتب قرا ...


المزيد.....




- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...
- تدمير رفح…معبر غزة الوحيد نحو النجاة
- تجربة الأمومة.. جسر تضامن من خارج غزة إلى داخلها
- في الجنوب كما في الشمال تواجه النساء أزمة الديون وسياسات الت ...
- ورشة أهداف التنمية المستدامة وأجندة مصر 2030 للنقابات والجمع ...
- غزة محور جوائز بوليتزر ونيويورك تايمز تستبعد تقريرها عن العن ...
- ساعد الأخطبوسات يتشاقوا


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احسان العسكري - التمريض تأريخ من العطاء و حاضر بلا موقف