أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 55














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 55


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7246 - 2022 / 5 / 12 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَإِذ قالَ لَهُ رَبُّهُو أَسلِم قالَ أَسلَمتُ لِرَبِّ العالَمينَ (131)
(الإسلام) كمصدر للفعل (أَسلَمَ، يُسلِمُ)، فهو (مُسلِمٌ) لله، يرد في القرآن بمعنيين، بالمعنى الإيماني القلبي العرفاني، كما في هذه الآية، ويمثل أعلى درجات الإيمان، والمعنى الشكلي الظاهري الحقوقي، بمعنى مجرد الانتماء إلى المسلمين كأمة، وذلك بمجرد توفر الشرط الظاهري للانتماء، إما بنطقه بالشهادتين، إذا كان متحولا إلى الإسلام، ولم يكن مسلما من قبل، وإما بكونه مولودا من أبوين مسلمين، بل يكفي أن يكون من أب مسلم، حتى لو لم تكن أمه مسلمة، وهذا بعكس الديانة اليهويدية التي تشترط يهودية الأم لاعتبار المولود يهوديا. وكلامنا هنا عن المستوى الإيماني العرفاني، أي الدرجة العليا من الإيمان. فـ(الإسلام) كمصدر للفعل (أَسلَمَ، يُسلِمُ)، فهو (مُسلِمٌ)، يختلف عن (التسليم) كمصدر للفعل (سَلَّمَ، يُسَلِّمُ)، فهو (مُسلِّمٌ)، حيث يكون الإسلام بدفعة واحدة، بينما التسليم هو عبارة عن عملية تدرج نحو بلوغ الدرجة العليا. من الناحية العرفانية، فالإسلام أبلغ، لأنه يمكن أن يفهم، بأن الإنسان بمجرد أن يؤمن بالله، يُسلِمُ لله إسلاما، وذلك دفعة واحدة، ولكن من الناحية الواقعية، يفترض، إذا سلّمنا بكون الإسلام هو دين الله، أن يتدرج المؤمن به من درجة إلى درجة أعلى منها، وهكذا. ربما اختيار الإسلام دون التسليم له علاقة بعدم اعتماد الأديان لمبدأ النسبية، ولكن أحيانا يقع النص القرآني في مطب النسبية، ونقول (مطب)، لأنه يكون مطبا بمفاهيم الدين نفسه ومتبنياته. ونذكر مثالين للنسبية، الأول «لا تَقولوا آمَنّا بَل قولوا أَسلَمنا»، والثاني «يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّك كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا»، هذا طبعا إذا كان مؤلف القرآن قد عنى بالنصين ما نفهمه منهما. نرجع إلى الآية التي تصور أمرا إلهيا واضحا محددا قصير العبارة موجها إلى إبراهيم، بكلمة واحدة فقط: «أَسلِم»، وجوابا فوريا تلقائيا، بلا تردد منه «أَسلَمتُ لِرَبِّ العالَمينَ».
وَوَصّى بِها إِبراهيمُ بَنيهِ وَيَعقوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصطَفى لَكُمُ الدّينَ فَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنُتم مُّسلِمونَ (132)
الإيمان وعدم الإيمان هما قضية اقتناع أو عدم اقتناع، ولكنه يتحول إلى توريث وتوصية وإلى قضية أسرة، بل النبوة هي قضية أسرة وقضية توريث، وبالتدريج نقترب من جعل الله نفسه إلى قضية أسرة.
أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنيهِ ما تَعبُدونَ مِن بَعدي قالوا نَعبُدُ إِلاهَكَ وَإِلاهَ آبائِكَ إِبراهيمَ وَإسماعيلَ وَإِسحاقَ إِلاهًا وّاحِدًا وَّنَحنُ لَهُو مُسلِمونَ (133)
في هذه الآية تتضح أكثر ملامح تحويل الله إلى قضية أسرة، سيكون من الآن إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب. لكن من جهة أخرى يمكن أن نفهم هذه الوصية الأبوية هي وصية إسلام وعبادة وتوحيد. فالله هنا هو إله يعقوب وإله (آبائه) إبراهيم وإسماعيل ويعقوب. ولا نفهم كيف عُدَّ إسماعيل من آباء يعقوب، في الوقت الذي نعرف أنه عمه أو نصف عمه، إذ إنه الأخ غير الشقيق لأبيه إسحاق. لكن إيراد اسم إسماعيل هنا أمر في غاية الأهمية لمؤلف القرآن ومؤسس الإسلام، كونه ينحدر منه، ولكن أن يوضع اسمه تحت عنوان (آباء يعقوب) غير دقيق، وكان بالإمكان التخلص من هذا الخطأ، بل كان عدم الوقوع فيه حتميا، لو كان المؤلف حقا هو الله.
تِلكَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَها ما كَسَبَت وَلَكُم مّا كَسَبتُم وَلا تُسألونَ عَمّا كانوا يَفعَلونَ (134)
هنا يخط القرآن خطا فاصلا بين أمتين، أمة بني إسرئيل التي قد خلت وانقضت وانتهى دورها، وأمة آمنت بمحمد ويراد لها أن تنفصل عن التي قبلها، التي «قَد خَلَت»، فـ«لَها ما كَسَبَت [من خير وشر]» وللأمة الجديدة، الأمة المؤسَّسة «وَلَكُم مّا كَسَبتُم»، ولكل أمة فعلها وأداؤها، ولا تُسأَل تلك عن هذه ولا هذه عن تلك، بمعنى عدم تحمل أمة مسؤولية أمة أخرى، وهذا صحيح منطقيا ويفترض أن يكون من البديهيات.
وَقالوا كونوا هودًا أَو نَصارى تَهتَدوا قُل بَل مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَّما كانَ مِنَ المُشرِكينَ (135)
هنا يصح توجيه عبارة «أَتَأمُرونَ النّاسَ بِالبِرِّ وَتَنسَون أَنفُسَكُم وَأَنتُم تَتلونَ الكِتابَ» الموجهة من القرآن إلى بني إسرائيل؛ يصح توجيهها إلى مؤلف القرآن، وهنا يمكن مخاطبته بالمثل بقول «قُلتَ كونوا مُسلِمينَ تَهتَدوا، وَنَقولُ بَل مُنَزِّهينَ للهِ مِن كُلِّ دينٍ». أحرامٌ على طرف، حلالٌ على طرف؟ هكذا هي الأديان كلها، كل منها يدعي وحده أنه يمثل الهدى والحق والإيمان، وكل ما عداه يمثل الضلال والباطل والكفر، حيث لا تقر الأديان بالنسبية، ليكون هناك هدى نسبي وضلال نسبي، ويكون إيمان نسبي وكفر نسبي، وحق نسبي وباطل نسبي. ودليل أنه يستنكر على اليهود والمسيحيين قولهم هذا ويقول مثله، سيأتينا في الآيتين اللاحقتين، لاسيما الآية 137 بقول «فَإِن آمَنوا بِمِثلِ ما آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَهُم في شِقاقٍ».



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 54
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 53
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 52
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 51
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 50
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 49
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 48
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 47
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 46
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 45
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 44
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 43
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 42
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 41
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 40
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 39
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 38
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 37
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 36
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 35


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 55