أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - محمد فياض - الأنطولوجيا بين المادية والإسلامية














المزيد.....

الأنطولوجيا بين المادية والإسلامية


محمد فياض

الحوار المتمدن-العدد: 7238 - 2022 / 5 / 4 - 10:17
المحور: الارشيف الماركسي
    


تسيرُ النفس البشرية في هذه الحياة مُتأثرة بعاملي المادةِ والحس , وتستمرُ في صراع دائم من أجل إيجاد التوازن الطبيعي بين هذين الأمرين فتجدُ مَن أبصر بالمسألة عن كثب يسعى لمسك العصا من المنتصف أو لربما يكون مُتحيزاً فيدنو مِن طرف الوجدان بضع خطوات .
إنَّ ضرورة فهم ثوابت المعادلة يترتبُ عليها النتيجة الصحيحة فسلامة المقدمات يترتبُ عليها مِن باب أولى سلامة النتيجة في نهاية المطاف .
وإلّا قد يتوارد الى اذهان البعض أفحوى الحياة بنكهتها المادية البحتة فقط؟
بعيداً ع الصراع القائم بين الماديين والإسلاميين فالنظرُ عن بضعة أمتار من المشهد يجسد الحقيقة بشكل أوضح .
فتجد من تعرض للمادة وزيّنها بنظريات عديدة ليجعل منها محور الوجود وغاية الحياة العظمى ، فإيمان الماديين يقتصر على الادراك الحسي فالمحسوس عندهم كل ما يُدرَك مادياً بالحواس العادية والالات المساعدة وكل ما خرج عن هذه الدائرة فهو مرفوض قطعاً كالغيب والأمور الغيبية مثلاً.
وهذا الذي وسّع آفاقه متأخراً كلّ من كارل ماركس وفريدريك انغلز والذي انتهى بالمذهب المادي أخيراً.
في واقع الأمر إنّ اعتماد معيار الحس فقط في رسم خارطة الوجود يترتب عليها ضياع جزء كبير من الحقيقة ونظرة ضيقة لمعالم الوجود وبالتالي نهاية تحمل وجهاً واحداً من الواقع .
فإقرانُ العقل بالحس وفهم كلّ منهما بدلالة الاخر سيخلُق فلسفة جديدة في هذه المسألة .
فقد ينسى من اعتنق المادة مذهباً إنَّ كل ما هو معقول يدخل في نطاق العلم والوجود وإن لم يكن محسوساً.
فتخيل الكون بهذه الهندسة الدقيقة العجيبة وبهذا الانتظام الرهيب من غير المعقول ان يكون محل الصدفة والتكرار .
لذا فالعاقل يدرك استحالة وقوع الصدفة بنفس الهيئة والتركيب على نفس النقطة من محوري الزمان والمكان في الالاف السنوات .
فالأثرُ يُشيرُ الى المؤثر ، فلو رأيتَ يوماً أثر قدم في الأرض فإنّك مُباشرة ستُدرِك إنّ احدهم مرَّ من هنا ولو رأيتَ كتاباً مخطوطاً ومركوناً على رفِّ مكتبة ما ستُدرك أيضاً إنَّ وراء هذا الكتاب من كتب حروفه ولو اخبرتُكَ بإنَّ الكتاب وجدَّ مِن فراغ وأنَّ أثر القدم لا صاحبَ لها سيمتنع عقلك من تصديقها
والسؤال الاولى هنا فكيف بهذا الكونِ بما حمل أيُعقل ان يوجد من فراغ ؟
إنَّ الغوص في المادة لدرجة الإسفاف كما فعل فريدريك نيتشه بربط مشاكل الانسان واختلاجاته في تفاصيل المادة واللذة لهو فخ آخر وفلسفة فارغة لا تبرحُ إلّا أن ترمي بِمَن تمسك بحبالها بحفر الضياع والظلام .
فالجميع يعلم إنَّ السيرَ في بحر اللذائذ لا تُرسى له نهاية يتحقق عندها الإشباع .
فتجد الفلسفة الإسلامية قد وضعت أُسساً منطقية تُحاكي العقل البشري وتُنظم حياة الانسان بعيداً عن الاسراف وتهذيبُ الغرائز لا كبتها كما يفهم البعض ، بل جعلت لكلّ واحدة منها باباً يؤتى منه وضوابط تجعل المرء يُنتشَل من بحر المادية التي غرق فيها لسنوات لِتسمو به الى آفاق الملكوت شيئاً فشيئا .
وهذا خلاف ما فهم البعض محاربة الاسلام اللذائذ فنجدُ الله في كتابه الكريم بكل وضوح مُخاطباً رسوله الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم )
"وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"
ذلك النصيب المشروع الذي يُذكّر اللهُ رسولَه بمشروعيته هو عينه الفلسفة التي طرحها الاسلام للتعامل مع المادة وحياة اللذائذ .



#محمد_فياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
- أسيرُ انفعالاتهِ سيُمسي قاتلاً
- الهروبُ مِنْ عُنقِ الزُجاجة
- الهروبُ مِنْ عنقِ الزجاجة
- الكلمة المفقودة
- على مسرح الحياة
- ذاكرة الحرف المخيفة
- فلسفة اختلاف الجنسين عند جون غراي
- جُرعة الحكمة الزائِدة
- السحنة المُميِّزة
- كي تسمو ضمائرنا
- فوبيا الحقيقة
- الكلاسيكية وتسطيح العقول وقود ماكنة التجهيل الحاكمة
- أصبحتُ وحيداً في داري


المزيد.....




- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - محمد فياض - الأنطولوجيا بين المادية والإسلامية