أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي - حسن الصياد














المزيد.....

حكايات من الفولكلور الكردي - حسن الصياد


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 7237 - 2022 / 5 / 3 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


حسن الصياد
ترجمة: ماجد الحيدر

يحكى أن صياداً اسمه حسن كان يفهم لغات كل الحيوانات والطيور. في أحد الأيام، وبينما هو خارج للصيد في البرية، رأى ثعباناً عجوزاً يتقاتل مع حية شابة جميلة، أدرك حسن أن الثعبان العجوز يحاول اغتصاب الحية التي دافعت عن نفسها بضراوة. استاء حسن للغاية وسحب سهماً من جعبته وسدده نحو الثعبان، لكنه أخطأه وأصاب الحية الشابة وجرحها. وصادف أن تلك الحية كانت ابنة ملك الثعابين. وحين رآها أبوها على هذه الحال سألها:
- ماذا أصابك يا ابنتي؟ من جرحك؟
فشعرت بالحرج واستحت أن تحدَّث أبيها بالتفاصيل فاكتفت بأن قالت:
- حسن الصياد جرحني.
اتقد غضب الملك وامر بدعوة كل الثعابين الى اجتماعٍ عاجل وقال لهم:
- حسن الصياد اساء الي واعتدى على ابنتي. إنه الآن في مسجد القرية. من منكم يتطوع بالذهاب الى هناك والاختباء في حذائه ولدغه عندما يخرج ويهم بارتدائه؟
- أنا يا سيدي.
صاح ثعبان ذكي وحكيم. وذهب بالفعل من فوره الى المسجد واندسّ في حذاء حسن. في تلك اللحظة بالذات كان حسن يحدث الناس قائلاً:
- لقد وقع لي حادث عجيب هذا اليوم، فقد رأيت ثعباناً عجوزاً يهجم على حية شابة ويحاول اغتصابها. كانت الحية الفتيّة تقاومه وترفض الاستسلام. لم أستطع الوقوف مكتوف اليدين وأنا أتفرج على هذا الظلم والعدوان، لذا سحبت سهماً لأقتل الثعبان العجوز، لكنه للأسف أصاب الحية الشابة وجرحها. لقد أخرجت سهماً ثانيا وقتلت ذلك الثعبان اللئيم، لكنني لا أعرف مصير تلك الحية الشابة.
عندما سمع الثعبان هذا عاد إلى ملك الثعابين وقال له:
- يا مولاي الملك. إن حسن الصياد يقص رواية مختلفة عما حدث للأميرة.
استدعى ملك الثعابين ابنته واخبرها بما نقله اليه الثعبان الحكيم وطلب منها أن تخبره بالحقيقة.
- نعم يا أبت ، حسن الصياد محق فيما رواه (قالت الابنة) لقد كنت محرجة جداً من قول الحقيقة.
- إذا كان الأمر كذلك فإن حسن الصياد قد أسدى لنا معروفاً كبيراً وهو يستحق الشكر والمكافأة . اذهب أيها الثعبان الحكيم وأطلب منه أن يمثل بين يدينا كي نكافئه على جميل فعله.
ذهب الثعبان الى باب حسن وشرع يصدر فحيحاً فهمه الصياد على الفور فخرج اليه وسأله عما يريد فأجاب:
- في الواقع، لقد جئت اليك قبل ساعة بأمر ملك الثعابين كي ألدغك وأقتلك لأنك جرحت ابنته، غير أننا عرفنا بأنك فعلت هذا لسب وجيه، ولهذا أرسلني سيدي الملك كي تمثل بين يديه ويكافئك ويكرمك. ولكن خذ مني هذه النصيحة: عندما يطلب منك الملك أن تتمنى ما تريد قل له "أنا لم أفعل هذا من أجل المكافأة، أما إذا كنت مصراً فأنا لا أطلب منك إلا قطرة من سمّك" ثم أردف الثعبان: هل تعرف أن قطرة واحدة من السمّ يضعها ملك الثعابين في فمك ستجعل كل النباتات والأشجار والأعشاب تنادي عليك وتخبرك بالأمراض التي تشفيها، وهكذا ستغتني وتصبح طبيباً بارعاً وخبيراً عظيماً بالأدوية والأعشاب. لكنني أرجوك ألاّ تخبر الملك بأنني نصحتك بهذا مهما حدث لأن في ذلك مقتلي!
عندما مثل حسن الصياد في حضرة ملك الثعابين رحب به الأخير وشكره على شجاعته ودفاعه عن ابنته وقال له:
- أريد أن أجزيك على حسن صنيعك، فاطلب ما تريد.
- لا أريد شيئاً!
- لكنني مصرٌّ على مكافأتك.
- في هذه الحالة يا سيدي أنا لا أطلب سوى قطرة من سم أنيابك.
دهش الملك من طلبه وسأله:
- من علّمك أن تقول هذا؟
- لا أحد يا مولاي. إن كنت ترغب حقاً في مكافأتي فإنني لا أبغي غير هذا.
أومأ ملك الثعابين برأسه ثم قال:
- سيكون لك ما تريد. لكنني أحذرك: إذا بحتَ بهذا السر الى أي إنسان فسوف تموت في التو واللحظة. هل فهمت؟ افتح فمك!
فتح حسن الصياد فمه فنفث فيه ملك الثعابين قليلاً من سمّه، ومن يومها صار حسن قادراً على فهم لغة النباتات والاشجار والأعشاب التي كشفت له عن أسرارها العلاجية والأمراض التي تنفع في شفائها. وهكذا صار بين ليلة وليلة طبيباً عظيماً يقصده الناس من كل الأرجاء.
وفي يوم من الأيام طلبت منه زوجته أن يخبرها بسر نجاحه هذا فأخذ يناور ويتهرب، لكنها ازدادت فضولاً وإصرارا على معرفة السر فقال لها:
- اسمعي يا امرأة. إذا أخبرتك بالسر سأموت في التو واللحظة.
لكن الزوجة الفضولية أجابته في عناد:
- هذا لا يعنيني. عليك أن تخبرني بالسر مهما كانت النتائج!
- أ لهذا الحد حياتي رخيصة عندك؟!
- لا توجع رأسي بالكلام! عليك أن تخبرني مهما حدث!
- ما في اليد حيلة إذن. (قال الرجل في أسىً وإذعان) اذهبي إلى السوق واشتري لي كفناً وحنوطاً، وعندما تعودين سأكشف لكِ عن السر.
وكان لحسن كلبٌ وديكٌ يعيشان في المنزل. سمع الكلب ما دار من حديث. وعندما أحس بدنوّ أجل سيده تسلل الى إحدى الزوايا والدموع تنهمر من عينيه. لم يمض وقت طويل حتى أقبل الديك ورأى الكلب يبكي وسأله عما به، فقص عليه ما دار من حديث بين حسن وزوجته ثم قال:
- الويل لنا! لسوف يموت سيدنا وتطردني هذه المرأة الشريرة وأتشرد في الدروب، أما أنت فسوف تقطع رأسك بالتأكيد!
- تعساً لهذا السيد! أنظر إلي أنا الديك. إنني لأخرج من البيت كل يوم وأستمتع مع عشر دجاجات أو أكثر ثم أعود الى البيت وكأن شيئاً لم يحصل! أما سيدنا حسن فأظن أنه لا يملك من الرجولة ما يكفي للتخلص من هذه الزوجة الكريهة!
كان حسن يفهم كلام الحيوانات والطيور كما قلنا، ولهذا تفكر بما قاله الكلب وتأمل هذا السلوك الشرير لزوجته التي هان عليها أن تراه يموت أمام عينيها لإشباع فضولها. وهكذا كان أول ما فعله عندما رجعت من السوق وهي تحمل الكفن والغسول والحنوط أن صاح بها؟
- ما هذا الذي تحملينه يا أمرأه؟
- إنها أكفانك ولوازم غسلك ودفنك.(أجابت الزوجة ببرود)
- هكذا إذن؟ انتظريني دقيقة واحدة.
سارع حسن بالخروج واستدعى عدداً من جيرانه وطلّقها في حضورهم. ولم تمضِ سوى أيام حتى تزوج من امرأة عاقلة طيبة عاش معها في سعادةٍ وهناء!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الفولكلور الكردي - الدب الممتن
- في انتظار الخضر - شعر
- حكايات من الفولكلور الكردي - اضرب اضرب، لن تنال غير ما رأيت
- أنفال
- حكايات من الفولكلور الكردي - اخسَر رأسك ولا تفضح سرك
- حكايات من الفولكلور الكوردي-الخير يجلب الخير والشر يجلب الشر
- حكايات من الفولكلور الكوردي-الظلم لا يدوم
- حكايات من الفولكلور الكوردي - العقل الخفيف عبء ثقيل
- حكايات من الفولكلور الكردي - حكاية أمير هكاري
- قوبادي جليزاده - لا تقتلوا النساء
- حكايات من الفولكلور الكوردي - كلمة السوء تطير بجناحين
- حكايات من الفولكلور الكوردي - لا أحد يسد مكان غيره
- حكايات من الفولكلور الكردي - لو أنبت الندم قرونا لبلغت قرون ...
- حكايات من الفولكلور الكردي - ماذا سيحدث لو كان رماناً
- حكايات من الفولكلور الكردي - يا قنفذي فدتك أمك
- شهيد - شعر قوبادي جليزيده - ترجمة ماجد الحيدر
- حكايات من الفولكلور الكردي - إذا جاءك الموت فلا تدر مؤخرتك
- قوبادي جليزاده - توزيع
- هشم يدي أرجوك - قصة قصيرة
- حكايات من الفولكلور الكردي-الشام سكر لكن الوطن أحلى


المزيد.....




- “شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024 ...
- أحمد حمدي يخطف الأنظار بشخصية -حنظلة- الكاريكاتيرية
- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي - حسن الصياد