تبرعاتكم وتبرعاتكن المالية تحفظ استقلال الحوار المتمدن، فشاركونا في دعم استمرارية هذا الفضاء اليساري الحر

هل أتاك حديث مصر ؟!!

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 00:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

عن الحزن والقهر والظلم والفساد والسرقة والسلب والنهب وبيع الوطن , عن الحريات
والكرامة والعزة , عن الأمن والأمان , عن شرف الوطن وعزته , عن حقوق الوطن
وحقوق المواطن , عن الفساد القابع في كل ركن , عن السجون والمعتقلات , وعن هتك
الأعراض , عن التعذيب والضرب والسحل , عن القتل والخطف , عن الفقر والجهل
والمرض , عن إهانة الوطن والمواطن , عن السرطان والكبد الوبائي , عن أمراض
السكر وضغط الدم , عن الفشل الكلوي , وعن النيل الذي يسقي أبناؤه سماً زعافاً , عن
هواء مصر العليل الشافي الذي أصبح أكاسيداً سامة تخنق القلب , وتقفل منافذ الرئتين ,
عن الإتجار في صحة الإنسان المصري , عن الإتجار في ديون مصر , ومن الذي يتاجر
فيها إنه إبن السلطان مبارك الإبن, الذي يريد أن يرث عرش مصر في حياة والده .
مصر التي إتشحت بالسواد , طوال ربع قرن من السياسات الفاسدة المفسدة التي ضللت
المواطن وضيعت الوطن , مصر المسلوبة المنهوبة التي أصبحت لاتعرف لها طريق تسير
فيه , مصر التي بيعت بأبخث الأثمان , فلم يبقي منها شئ يذكر , ولم يتبقي للمواطن شئ
إلا الفقر والذل والمرض والإستعباد والمهانة والسجون والتعذيب والمعتقلات .
مصر الرشوة والواسطة والمحسوبية , مصر للأثرياء المرتشين , للسفلة أصحاب
السلطة والثروة , مصر التي لم يصبح نهر النيل فيه حق للفقراء , ولاشواطئ البحار
أصبح للفقراء من مواطنيها الحق في رؤية النيل أو البحر , مصر العمالة والخيانة ,
مصر التي إنعدم قرارها الوطني , مصر التي ضاع قرارها السياسي والإقتصادي .
مصر التي خرجت من العروبة , وتاهت في دروب الأمريكان والغرب , مصر التي
طبعت مع الصهاينة , وترفض التطبيع مع العرب , مصر التي تتخذ من أمريكا صديق ,
ومن إسرائيل صديق , هي التي تتخذ من إيران عدو لدود , وترفض أي تحالف حتي مع
الصين أو روسيا أو الهند , مصر التي للأغنياء تصادقهم وتحتفي بهم , للفقراء تلعنهم
وتطردهم , مصر التي لم يصبح في مستشفياتها قطن , ولاشاش , ولا سرنجة , ولا دواء
, مصر الطرق الغير ممهدة , الطرق المظلمة , مصر أزمة النضافة ومخلفات السادة ,
مصر للهوانم والبهوات في عواصم المحافظات , وفي العاصمة وأحياء العاصمة ,
العاصمة التي تستنفذ معظم ثروة مصر علي كبراء القوم والهوانم والأغوات , مصر التي
يعاند أغنياؤها الفقراء ببذخهم وحفلاتهم وطعاهم المجلوب بالطائرات من الخارج , مصر
التي لم تستحي من مناظر الفقراء المعدمين المهمشين , ومن سكنهم ومن طعامهم ومن
أسلوب حياتهم .
مصر من هذه ؟
آه .... آه
أنها مصر الحاكم التي نتحدث عنها , مصر حسني مبارك , ومصر جمال مبارك , مصر
الحزب الوطني الحاكم , مصر لجنة السياسات التي تدير شوؤن حكومة الحزب , هذه هي
مصر التي نتحدث عنها , وليست مصر الأخري المختزلة في ذاكرة المصريين فقط ,
مصر الشجاعة والجرأة , العزة والكرامة والبطولة مصر الرائدة القوية المغوارة , مصر
التي تنفق علي أشقائها , وعلي غير الأشقاء كما كان في الماضي , وليست مصر
المعونة المغموسة في المذلة والهوان والعار , مصر التي يفيض إنتاجها من الغذاء
والكساء والدواء , وليست مصر التي التي تستورد غذاؤها وكساؤها ودواؤها , هذه
ليست مصر المصريين , مصر التي يحرم عليها زراعة القمح بقرار أمريكي , وتؤتمر
بزراعة الكنتالوب , والبطيخ , والموز , والفراولة , هذه ليست مصر , انما هذه مصر
المقسومة نصفين بين الحزب الوطني الحاكم , بين شعب مصر الحقيقي المطحون بنار
الغلاء والفقر والمرض , فهل هذه هي مصر ؟!

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل